''حنا عرس يا محلا نقشته،زين البنات الليلة فرحته''
،لاتكتمل زينة المرأة الخليجة دون استخدام الحنة أو الحناء وهي مادة تجميل للايدي والارجل اثناء الافراح والمناسبات السعيدة، فهي من ابرز مظاهر الفرح بحلول العيد عند النساء في المنطقة الذي تستقبله السيدات والفتيات بتزيين اياديهن وارجلهن بنقوش الحناء ورسوماتها المختلفة·
الحناء وسيلة تجميلية عرفتها المرأة منذ القدم وهي من أهم الادوات التي تستعملها المرأة للتزيين، واذا كانت مرتبطة بالافراح والمناسبات السعيدة في اي وقت، فهي سمة من سمات العرس الخليجي عامة والإماراتي بصفة خاصة، ضمن عادات وتقاليد العرس الذي لم يتغير حتى الآن ان تخضب العروس يديها ورجليها بالحناء قبل الزفاف في ليلة تسمى (ليلة الحناء) وكانت لهذه الليلة طقوس تمارسها السيدات حيث تجتمع قريبات العروس وصديقاتها ونساء الحي حول العروس وهي تجلس في وسطهن على فراش مخصص لهذه الليلة وهي المناسبة ويضربن على الدفوف ويغنين اهازيج واغاني ويرقصن فرحا، والمرأة التي تقوم بتزيين العروس بالحناء تسمى (بالمحنية) ومن الاهازيج التي كن يرددنها:
حنونا من حناكم، ترى احنا نمشي وراكم·
الفرحه بحلول العيدين الفطر والاضحى ايضاً نعبر عنها من خلال التزيين بالحناء كان زمان قبل العيد بيومين أو ثلاث تجد في كل بيت وعاء مليئاً بالحناء نتخضب منها عدة مرات حتى نحصل على اللون الذي نريد (الاحمر الغامق المائل إلى الخمري) ونحني البنات الصغيرات اللاتي يسعدن كثيرا بها، وعن اشكال الحناء ايام زمان·
واشارت الى ان النقوش كانت مختلفة ولكل رسمة اسم، فكانت (القصة) و(ابوالبيطان) للعروس والمتزوجات من الشابات، اما الفتاة قبل الزواج فكان عليها ان تتخضب على شكل (الغمسة) وهي طلاء اليد كاملة كالقفاز وكذلك الكبيرات في السن يتحنين بنقش الغمسة و(الجوتي) اي تطلي ارجلها بالحناء وكأنها تلبس الحذاء البوت، وهناك اشكال ومسميات اخرى، اما بالنسبة لعجن الحناء فكانت تعجن بالماء والليمون اليابس، وتتحنى بها المرأة اكثر من مرة على حسب اللون الذي ترغبه فمثلا الاحمر مرتين واذا ارادت اللون الغامق المائل إلى السواد تتحنى اكثر من مرتين ومنهن من يضعن قطرات من (البترول) في الحناء اثناء العجن حتى يعطي اللون الاسود أو البني الغامق، وقالت: وكانت اكثر الحناء المعروفة في الإمارات من حيث الجودة والخاصية الطبية هي الحناء العمانية التي كانت تأتي من ولاية (الباطنة) وايضاً كانت تستخدم لصبغ الشعر وايضا لعلاج الصداع، وعلاج فروة الرأس من بعض الامراض وتساقط الشعر·
اما نيانا خبيرة التجميل في فن الحناء منذ اكثر من عشرين عاما فقالت: انا اعمل محنية وخلال هذه السنوات صممت المئات من الرسوم والنقوش ارضاء للاذواق المختلفة ومن خلال خبرتي لاحظت ان الإماراتية من اكثر الجنسيات حباً للتزيين بالحناء، وكذلك ارقى ذوقاً في اختيار تصاميم الحناء فهي خبيرة في النقوش ودائماً تبحـــث عن الجديد·
واضافت: ونظراً للاقبال الكبير على هذه النوعية من الزينة كثرت مراكز التجميل في جميع انحاء الدولة وتبارت الصالونات وبيوت التجميل وايضاً بعض المواطنات الفنانات في الرسم باعداد كتالوجات تضم رسوماً ونقوشا مختلفة، واشارت نيانا: وكما شمل التطور كل شيء في حياتنا العصرية فكان لابد ان يدخل الكثير من التطور والتعديل في فن الحناء لتصبح وسيلة تجميل عصرية فمثلاً: في طريقة عجن الحناء هناك بعض الخلطات (السحرية) التي توضع لاظهار اللون المرغوب لاول مرة اختصارا للوقت وكذلك استخدام معاصير يصنع على هيئة قمع تسهل عملية الرسم والنقش بينما في السابق كن يستخدمن اعواد الثقاب في الرسم والتي تأخذ الوقت الطويل والجهد وهي أداة قديمة، وأوضحت ان الفتيات الصغيرات يقبلن اكثر على رسومات خفيفة ولا يحبذن الحناء على اطراف الاصابع ويفضلن تلوين الاظافر (بالمناكير) اما السيدات فيملن إلى النقوش الهندسية المميزة بخطوط دقيقة كأشكال هندسية وورود صغيرة وهي الشائعة·
وعن الاسعار قالت لكل رسمة سعر وعلى حسب الجهد المبذول والوقت الذي يستغرقه النقش فالبعض منهن يكتفين بالرسم في كف اليد فقط واخريات يرغبن ان تكون الرسومات إلى الكتف والنقوش الدقيقة الصغيرة اغلى· عموما يبدأ السعر بخمسين درهماً لرسم اليدين، و150 درهماً لليدين والرجلين والعروس من 450 درهما إلى الالف اذا ذهبت اليها المحنية إلى المنزل وفي الصالون بـ 750 درهماً، وفي ايام المناسبات مثل حلول العيد فترتفع الاسعار نظراً للاقبال الكبير والزحمــة التي تشهدها مراكز التجميل في هذه الفترة