التراحم بين الناس من أعظم الفضائل الإنسانية وأجلها قدرا وأبقاها أثرا وأوفرها عند الله جزاء وشكرا ..
بها يسعد المجتمع الإنسانى ويسوده الأمن والأطمئنان ويعمه الرخاء والسلام .
والرحمة صفة من صفات الله تعالى قسمها مائة قسم وأودع منها قسما واحدا فى الدنيا .. به يتراحم الخلق حتى تحنو به الدابة على ولدها .. وأدخر تسعا وتسعين فى الآخرة .. ويدل على عظمة رحمته قوله عز وجل في سورةالأعراف ( ورحمتى وسعت كل شىء )
ولقد وصف الله تعالى نفسه فى كثير من الآيات بالرحمة والمغفرة والرأفة حتى لايقنط الناس من رحمته كما وصف نفسه بأنه شديد العقاب ليحضهم على طاعته .. قال تعالى في سورة البقرة ( إن الله بالناس لرءوف رحيم )
وقال تعالى في سورة المائدة ( أعلموا أن الله شديد العقاب وأن الله غفور رحيم )
وقال تعالى في سورة الأنعام ( إن ربك سريع العقاب وانه لغفور رحيم )
وقد مدح الله رسوله الكريم بالرأفة والرحمة فقال عز وجل في سورة التوبة ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم )
ولعظم رحمته صلى الله عليه وسلم وشدة رأفته أمره سبحانه بعد أن مكن له من القوة بالشدة على الكفار والمنافقين فقال ( ياأيها النبى جاهد الكفار والمنافقين وأغلظ عليهم )
لذلك كان الصحابة رضوان الله عليهم على هذا المنهج القويم الذي رسمه القرآن الكريم .. قال تعالى في سورة الفتح ( محمد رسول الله والذين معه اشداء على الكفار رحماء بينهم )
وجدير المسلم أن يتحلى بخلق الرحمة ويتخذه منهاجا يحقق به الخير لنفسه ولأمته وللمجتمع الاسلامي كله فإن القسوة غلظة تأباها القلوب المؤمنة وإذا فقد التراحمبينالناس فقد المرء التعاطف والمودة والمعروف والإحسان وأنطمست معالم الإنسان الفاضلة وشاعت البغضاء وفشت الجرائم وكثرت المغارم وحل بالناس الشقاء والخسران .
والإسلام حين نادى بالتراحم الشامل جعله دليلا على صفاء القلب وقوة الإيمان وحب الخير وسعادة المجتمع ، وليس أدل على ذلك من قول رسول الله صلي الله عليه وسلم عن أبي موسى الأشعري رضى الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول ( لن تؤمنوا حتى تراحموا ) قالوا : يا رسول الله كلنا رحيم .. قال ( أنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة العامة ) رواه الطبراني
وعن جرير بن عبد الله رضى الله عنه قال : قال رسول الله عليه وسلم ( من لا يرحم الناس لا يرحمه الله ) رواه الشيخان والنرمذي .
وكما تترتب السعادة في المجتمع على أنتشار الرأفة والرحمة كذلك إذا انتزعت الرحمة من القلوب شاعت القسوة والشقوة .. عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : وهو في مسجد المدينة سمعت الصادق الصدوق صاحب هذه الحجرة أبا القاسم صلى الله عليه وسلم يقول : ( لا تنزع الرحمة إلا من شقي ) رواه أبو داوود والترمذي وابن حبان في صحيحه .
وإذا كانت الرحمة مطلوبة لجميع الناس فإن أولى الناس بذلك الوالدان والأولاد والأقارب والخدم .. فرحمة الوالدين مظهرها برهما في حياتهما .. قال تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما ) سورة الإسراء / 23
وكذلك الدعاء لهما حتى بعد مماتهما .. قال تعالى ( وأخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب أرحمهما كما ربياني صغيرا ) سورة الإسراء / 24
وقد قرن الله تعالى الأمر برعاية حقوق الأقارب والأرحام بالأمر برعاية تقواه .. قا ل تعالى في سورة النساء ( واتقوا الله الذي تسآءلون به والأرحام )
وفي الختام أذكر يلكم هذه الأضاءة للمبدع بيكار :
في دنيا الرحم يا ابن آدم
عديت من الشهور تسعة
وف دنيا العذاب جيت
عشان تشقي وعشان تسعى
وليه ماليك الغرور مادام
ما تستحملش م الناموس لسعة
وليه ماترحمش العباد
مع أن رحمة الإله واسعة ؟؟
وايضا :
سبحانك يا ملون الأوراق
علي غصون الشجر
سبحانك يا مجمع الأنهار
م الندا والمطر
سبحانك يا فارش النور
علي جبين القمر
سبحانك يا فالق الميه
من قلب الحجر
قادر بسحر المحبة
تحنن قلوب البشر
منقــــــــول للــــــفائدة
