قصة عباءة!!!

الأدب النبطي والفصيح

أسندت برأسها قرب النافذة
أماه هل تسمعين ما أسمع..فإني أسمع شدو بلابل تتراقص على الأغصان.. وهديل أطيار تتهادى على الأعنان..وضحكات أطفال تشنف لها الأذنان..أماه خذيني إلى ذاك الروض الباسم.. تحلق فيه أنفاسي مع النسائم..
..دنت الأم من أمل..لك ما أردت يا ابنتي..فإن تك هي رغبتك فهيا بنا ألبسك عباءتك ومن ثم ننطلق سويا..
(وبينما الأم تلبس أمل عباءتها)
أمل باستغراب: عفوا أمي..هذه ليست عباءتي.
الأم: بل هي كذلك يا عزيزتي.
أمل: صحيح يا أمي أني لا أرى..لكني أشعر..وأنا متيقنة أنها ليست عباءتي..
الأم متبسمة: حدسك يا ابنتي يصيب كثيرا..لكنه أخطأ هذه المرة..فهذه عباءتك ولكنها ليست القديمة..بل جديدة اشتريتها لك بالأمس.
أمل: إذن لم أشعر وكأنها رداء وليست عباءة فضلا على إنها قصيرة.
الأم: نعم يا ابنتي إنها تختلف عن عباءتك القديمة التي كنت تلبسينها فوق الرأس..أما هذه يا ابنتي..فتفصيلها حديث توضع على الأكتاف..وقد نزلت في الأسواق مؤخرا..وقد نصحتني بها لك إحدى الجارات..لتكون أيسر لك في الخروج..
أمل: ماذا يا أمي..أهذه عباءة الكتف..سمعت أنها تضفي على لابستها رونقا وتجلب الفتنة والعباءة لا نلبسها إلا درءا للفتنة..فاعذريني يا امي فلن ألبسها..
الأم: لكنك يا ابنتي لست كباقي الفتيات فلك ظروفك الخاصة..وقد رخص الله لأصحاب الحاجات..وأخشى أن تتعثري يوما بعباءتك السابقة لذا ستكفل لك هذه العباءة بإذن الله الحماية من السقوط..
أمل: لا يا أماه أنا إن لبست عباءتي فوق رأسي وكانت وفق المقاس المطلوب لكن يكون هناك ما أخشاه بحماية الرحمان..ويا أماه من ترك شيئا لله عوضه الله بخير منه..
الأم: وكيف نخرج الآن ؟!!
أمل: بعباءتي القديمة.
الأم: ولكني رميتها البارحة..فلنبق فالبيت إذن.
أمل: ولكن نفسي تحدثني بالخروج..ألديك يا أماه عباءة قديمة لك.
الأم: نعم..ولكنها ستبدو قليلا ما طويلة عليك.
أمل: لا بأس سألبسها بحذر.
(وعند خروج أمل ووالدتها..وعند عتبة باب الدار)
تتعثر أمل بطرف العباءة وتسقط..وتحمل بعدها إلى المستشفى وقد أصيبت بحالة إغماء إثر سقوطها على رأسها..
وفي الغرفة تحلق حولها الجميع
ولما أن بدأت تفيق كان أول ما نطقت به شفتيها الحمد لله..
فأخت والدتها تلوم وتعاتب
أرأيت يا ابنتي ما آل إليه حالك، لو أنك يا ابنتي لبست عباءة الكتف لما حدث لك ذلك
أمل: تقوم من على السرير وتتجه صوب والدتها وسط ذهول الجميع لترتمي في حضنها باكية مالذي تقولين يا أماه مالذي أصابني من جراء لبسي لعباءتي فوق رأسي إلا الخير
أتعلمين نتيجة اعتزازي بعباءتي...
أنا الآن يا أمي أرى..... أراك وأرى الوجود سقطت على رأسي فأعاد الله لي النظر
أعاد لي نعمة البصر بعد أن فقدتها وأنا في عمر الزهور إثر ذلك الحادث الأليم الذي تذكرين
انظري يا أماه ماذا أبدلني الله عندما تركت شيئا لأجله
أنظري يا أماه ما عوضني ربي..!!!!!!!!!!!!!!!
5
555

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نــــور
نــــور
رائعة جدا يا ذات السلاسل
يوما بعد يوم أزداد إعجابا بما تكتبين
و أوقن أن بين يدين كاتبة مبدعة رائعة
تحسن الإمساك بالقلم وتعرف عز المعرفة كيف تستخدمه
غاليتي
بتنا ننتظر بوح قلمك بشوق كبير
فأتحفينا دائما بالمزيد
بارك الله بك و بمسعاك أيتها الغالية
ذات السلاسل
ذات السلاسل
مرحبا نور
بل أنت الرائعة
يا أختي الغالية
وتشريفك لقصتي وردك عليها
يزيدني سرورا وبهجة
دمت عزيزتي بخير
------------------------------
أهلا اختي
قمــــــ14ـر
مرحبا بك وبردك
أيتها الرائعة
وأسأل الله لي ولك الإستفادة
----------------------------
أختكم/ ذات السلاسل
بحور 217
بحور 217
حياك الله يا ذات السلاسل ...

ومرحبا بروائعك التي تثبت لنا كل يوم صدق حدسنا في قلمك ....

ما أجملها من قصة ... وما أجمل ذلك الثبات على الحق رغم كل المصاعب ...

البعض يبحث عن المعاذير ويبحث عن الأسباب التي يعلق عليها تساهله وتركه لما هو واجب عليه ...

فهلا حضروا إلى هنا ليسمعوا " قصة عباءة "

جزاك الله كل الخير .
ذات السلاسل
ذات السلاسل
أختي الكريمة والمشرفة الفاضلة بحور 217
جزاك الله خيرا على مرورك العاطر الندي
وتعليقك الرائع


دمت عزيزتي بخير
أختك ذات السلاسل