العزيزات PINEAPPLE ، امبراتريث ، عقلة الأصبع

ملتقى الأحبة المغتربات

أخواتي :
عبر رواية فستاني الأبيض للعزيزة امبراتريث بماتحمل من معاناة وصرخات كثيرة جاءت أقواها وأعنفها حين تنفصل الأم رغما عنها عن صغارها ، وردت معاناتها وردود للعزيزتين عقلة الاصبع و PINEAPPLE.
كانت كفيلة بأن تعتصر قلبي كثيرا فجاءت هذه المقالة التي أنشرها اليوم .
وعذرا لأنني لم استأذنكن فهي حالة عامة للأسف ، حاولت فقط أن أصف حجم الألم ويكون التعليق في شكل سؤال موجع فقط .


نساء خارج الزمن!
منيرة ناصر آل سليمان


قالت كلماتها المؤثرة كما الطعنات بعد حرمانها من فلذات كبدها:

تعودت على أشياء كثيرة مقيتة ومخيفة حتى لم تعد تعنيني آلام الآخرين!

تعودت على ضم أضلعي على ناري التي لن تنطفئ...!

تعودت على الفراق حتى لم أعد أحس بألمه!

تعودت على الحزن الهادئ الرتيب!

تعودت على الرضا بأقل الأشياء!

تعودت على أن أتنازل رغماً عني بلا مقابل!

هي أم فلا تلوموها! لا تندهشوا لكل هذا التبلد وكأنها خارج الزمن! إن أقسى ما يمكن أن تعانيه أن يبتعد عنها صغارها!

اضربوها!

جوِّعوها!

احرموها الماء!

لكم أن تقتلوها!

كل ذلك بشع! لكن لا تحرموها صغارها، فذلك أبشع من أي شيء آخر، ذلك يعني أنها امرأة خارج الزمن!

إنسانة توقفت مشاعرها، تبلدت أحاسيسها غدت كما الميت، أم حضنها أصبح فارغاً! كان يمتلئ بتلك الأجساد البريئة الغضة، تشتم رائحتهم، تملأ رئتيها وهي تتنفسهم، تشعر برفساتهم وكأنهم في أحشائها! هم وقودها لتحيا! لتشعر بوجودها! تحس بحركة الناس حولها، لقد تبرمجت حياتها لأجلهم وتوقفت كل اهتماماتها لأجلهم أيضاً فقد امتلأت حياتها بهم وهمشت كل أشيائها حتى المهمة منها، وفجأة تخلو حياتها منهم!!

الآن حنانها تيبس عند آخر لثغات صغيرها، قلبها توقف نبضه مع آخر تلويحات صغارها بالوداع!

تظل تتلفت تبحث عنهم في جنون! تركوها ورحلوا حيث لا تدري أهم جياع فمن يطعمهم؟ أهم تعساء فمن يسعدهم؟ من يمسح دموعهم؟ من يفتح ذراعيه لهم ليرتموا فيه بدلال؟ كانت تحوطهم بقلبها وحنانها، وهي تحكم الغطاء على أجسادهم الصغيرة، فمن يغطيهم الآن؟ من يدفئهم؟ من يحوطهم بحنانه؟ تكاد تسمع صوت بكائهم يقطع قلبها؟ يحيلها لكتلة نار تلهب أعماقها لكنها سجينة! لا تتمكن من الوصول إليهم، عاجزة جداً، معاقة من كل الجهات فلا تستطيع أن تلبي نداءهم!

فكيف لها أن تستطعم الفرح؟!

هكذا اعتادت الحزن ولم تعد تقوى على الفرح، بل لم يعد يعنيها.. فكيف تشعر بوجوده؟!

تقول من جرعتها سموم الطلاق صغيرة وحرمت من قرب صغارها: كنت أهرب ليلاً إلى سطح المنزل وأنادي على صغاري، وأتحدث معهم وكأنهم أمامي! أصبحت أحرم نفسي من الطعام، فكيف آكل وربما هم جياع؟! حين أصحو ليلاً أبعد الغطاء عني، فربما انكشف عنهم الغطاء، فمن يدثرهم الآن؟

فمنذ أن تهور طليقها بآخر نصيبها من الطلقات حكم عليها أهلها بإعدام من نوع آخر حين رفضوا أن يربوا أطفال طليقها؟ كانوا يرون ذلك لمصلحتها، لكنهم نثروا الملح سريعاً على جراحها!

تتابع: كنت أنتحب بصوت ليس ككل الأصوات، فهو لا يخرج من حنجرتي، بل أستله من قلبي مباشرة، هو أنين بلا دموع، وجع ليس ككل الأوجاع، أخرى مكلومة تقول: ما أصعب الحياة بلا مشاعر! كنت أتساءل: هل جف الدمع من مقلتي؟ لِمَ لم أعد أشعر بآلام الآخرين؟ حين توفيت إحدى قريباتي كنت أتأمل شقيقاتي يبكين، وأنا أتساءل لِمَ كل هذا البكاء؟

لقد اعتادت قلوبهن الصغيرة على وجع واحد، واتجهت مشاعرهن لعيون صغيرة فقط ينتظرون بلهفة متى تشرق في حياتهن؟!

فَلِمَ كل هذا الظلم؟

أمريكا


marrfa@hotmail.com

http://www.al-jazirah.com.sa/2007jaz/mar/11/ar10.htm
16
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

امبراتريث
امبراتريث
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
اختي منيرة

اشكرك من اعماقي ,تلقيت ردودا كثيرة خلال كتبة القصة , اعلمني معظمهن ببكائهن على ما حدث في القصة واخريات بكين وتخلصن من حرقة الدموع المختبئة قي مكان ما وعند قراءة ما كتبت تفتحت جروحهن ليبكين ويذرفن دموع نابعة من بركان مختبىءمنذ سنين

اشكرك لان مقالتك جعلتني اليوم اعود لابكي وابكي

احيانا نحن بحاجة للبكاء وللشعور بحرارة الدموع وهي تحرق اعيننا وتطبع قبلة حنان على خدودنا ..


شكرا لك .................:26: :26:
عقلة الأصبع
عقلة الأصبع
أختي منيرة
اشكرك على هذه المقالة التي أبكتنا من جديد
فنحن فعلا كما قالت أختي إمبراتريث نحتاج أن نبكي لكي نشعر بالراحة. فالبكاء يرجعنا للحياة فهو مؤشر على وجودنا على قيد الحياة. فقد كبرنا فجاة بدون مقدمات ولم يعد يسمح لنا أن نعبر عما بداخلنا. لا يريدون مشاهدة دموعنا, يجب ان نكون أقوياء ونحن في أضعف أوقاتنا وفي حاجتنا للبكاء . يطلبون منا ان نكفف دموعنا وما أحوجنا لها. ها قد كففناها ولكننا كففنا مشاعرنا معها أو تعلمنا على عدم إظهارها. كم أشعر بقوة عجيبة عندما أبكي وسعادة لا أعلم تفسيرا لها
منيرة ناصر آل سليمان
أختي ست الحسن
هل رأيت ؟ تبقى تجربة مؤلمة حتى لو كانت مُتخيلة ، جمعك الله تعالى بصغارك دوما .

أيتها القاصة ، أيتها الأم امبراتريث
عفوا لأن مقالتي استفزت دموعك القريبة
واحدة بواحدة ياغالية !

أختي عقلة الأصبع
لك تعبير مدهش وأظنه فريد
تكونين خارج الزمن حيث تتوقف المشاعر !
وتعودين إليه عبر ناذة الدموع !
الموقف الذي اقتبسته من ردك كان كافيا عن الكثير من الوصف .
عقلة الأصبع
عقلة الأصبع
هلا أختي منيرة

تكونين خارج الزمن حيث تتوقف المشاعر !
وتعودين إليه عبر نافذة الدموع
!


هل تعبيري المدهش لا يزال يستمد قوته من معاناتي ؟؟؟؟؟ لعله صوت العنى المقبور بداخلي؟؟؟؟ أو لعلها صرخة إعتراض متأخرة؟؟؟

حقيقة لا أدري
مع أني أرفل في ظل زوج أفاض علي بالحب والحنان , أعاد لي الثقة في العالم من حوالي, ولكني لا استطيع أن أعود كما كنت ولا تزال أحكامي ومعالجتي لاي موضوع ترتبط بتلك الذكرى السيئة مها حاولت إلغائها فلا يزال ظلالها يخيم علي . ومع مرور الايام تزداد قوتنا أو قسوتنا حقيقة لا أعلم هل هي قوة أو قسوة فلم أعد أفرق بينهم. عالعموم أكرر شكري لك ولقلمك
سلمتي لأختك عقلة
منيرة ناصر آل سليمان
عزيزتي عقلة
لتعبيرك ايحاء مدهش !
هذا يعني أنك تدورين في ذات الحلقة ! لم تنعتقي منها بعد ! ولم تستطع حياتك البديلة برغم كل شئ أن تنتشلك تماما منها !
فأبت الدموع ،وشعرت أنك قاسية أحيانا !
عليك أن تعودي للواقع وتجري نفسك له جراً .
وفقك الله تعالى وأعانك