نعم الزوج الصالح انت يا سند

الأسرة والمجتمع

سلام عليكم ورحمة الله ،
زوجتي الغالية رندة..

تلك اللحظة التي رأيتك فيها تستلمين شهادتك الماجستير، ربما لن أستطيع أن عبر عنها سوى بهذه الكلمات..
لذا أطلب منك أن تقبلي مني هذه الرسالة..



زوجتي الغالية،
رندة..

الكلمات لا تصف مشاعري في هذا اليوم وهذه اللحظة. حاولت أن أكتبها مرارا وتكرارا فلم أستطع، حتى جاهدت نفسي كي أخرج ما في أعماقها على شكل كلمات لعلها تعبر حقا عما يجول في خاطري.

هذه الفرحة العارمة التي أشعر بها،
هل سببها حقا شهادة الماجستير؟
كثيرون يحصلون على هذه الشهادة. واللاتي يمررن بالخطوات ذاتها، كثيرات.
والانجاز الذي يقدر عليه الكثيرون، لا أراه شخصيا إنجازا..

فلماذا إذا اليوم، تعصف بي هذه المشاعر وتأخذني معها ذهابا في رحلات من السعادة الغامرة،
ثم تعود إيابا ممتلئة سعيدة فرحة؟

لعلك أنت تحديدا، أنت وحدك تعلمين ما السبب، وأنت وحدك،
تذكرين..

زوجتي الغالية رندة..
أتذكرين؟

أتذكرين قبل زواجنا،
عندما أخبرتك بكل وضوح وصراحة بل وفظاظة،
أن حياتنا كما أتصورها يجب ألا تكون إلا قفزات على السلم، تضمن أننا اليوم أفضل من الأمس، وأن الغد أفضل من اليوم؟
اخبرتك وقتها أنني أتزوجك اليوم مهندسة، لكني لن أقبل بعد سنوات من اليوم أن تكوني "فقط" مهندسة.

كنت قاسيا جدا حينها، لما قلت أن تعلمك للغة اليابانية لن يكون اختياريا.
وأنك قبل الارتباط، عليك أن تريني خطتك الخمسية التي فيها أهدافك وسبل الوصول إليها.
وأن الدراسات العليا أمر لا مفر لك منه.
وأن وضعنا المادي لأني طالب سيكون مترديا.
والإنجاب؟ انسي أمره قبل أن نحقق كذا وكذا وكذا..
وأن وأن وأن وأن...

أتذكرين؟
ياااه كم كنت قاسيا..
فسامحيني..


زوجتي الغالية رندة..
أتذكرين؟

أتذكرين يوم وصلتي إلى اليابان؟
ثم دخلتي منزلي –بل منزلك-،
ذلك المنزل الصغير جدا، جدا، جدا، جدا..
ثلاثون مترا مربعا من المساحة تشمل كل أركان المنزل.
أتذكرين؟
أنا لن أنسى..
لن أنسى تلك الابتسامة العريضة، التي تفننت شفاهك برسمها ثم زادتها عيناك تألقا وروعة..

لن أنسى كيف حاولت التخفيف عني بإظهار سعادتك..
وبعباراتك الذكية..
"جيد أن المنزل فارغ من أي نوع من الأثاث، فهذا يعني أني سأشتري لاحقا ما أحب وعلى مهل، قطعة كل شهر".

في تلك اللحظة فقط، أدركت أن الجدران الميتة، والأرض الباردة، والمساحة الضيقة،
قد تتحول فجأة وسحريا إلى منزل، فقط إن وطئت فيه .. أنت.

زوجتي الغالية رندة..
أتذكرين؟

أتذكرين كيف كانت أيامك الجامعية؟
تنزلين أدراج الطوابق الأربعة أولا لتجهزي عربة ابننا الصغير في الأسفل،
ثم تصعدينها من جديد، لتأخذي ابننا وتحمليه،
وتعودي لتنزلي من جديد وتضعيه فيها ثم تجريه حتى تصلي محطة القطارات،
وهناك، تحملي العربة الثقيلة وترفعيها لتدخلي القطار المزدحم الممتلئ،
قبل أن تنزلي عند جامعتك،
فتضعي طفلنا في حضانته التي كانت تهاتفك كل 3 ساعات،
فتخرجين من محاضراتك ركضا كي تذهبي لإطعامه.
ثم،
حين تعودين للمنزل مساء،
تكررين نفس الأمر من جديد..
حتى تصعدي الطوابق الأربعة، وينتهي يومك فيبدأ آخر سريعا..

زوجتي الغالية رندة..
أتذكرين؟

أنا لا أنسى..
كم ضحكنا تلك الليلة،
ضحكنا ملء أفواهنا،
لما عددنا أموالنا
لنتأكد أننا نملك ما يكفي لشراء تذكرة قطار نعود بها إلى المنزل..
العجيب،
أننا حينها ضحكنا..
لكننا اليوم،
نبكي..

اليوم،
ومعنا طفلنا،
في بيتنا الجديد الكبير،
بعد أن تغيرت أحوالنا،

نبكي،
لأن هذه المشاعر تأخذنا معها ذهابا في رحلات من السعادة الغامرة،
ثم تعود إيابا ممتلئة بالذكريات، وسعيدة فرحة..

سعيدة..
بشهاداتك الأربع..
شهادة الماجستير بعلوم الاستدامة والبناء الأخضر من جامعة طوكيو العريقة،
شهادة القائد البيئي المتميز،
وشهادة التميز البيئي الدولية،

ثم شهادة رابعة مني أنا،
بأنك حتى في يومك هذا،
لم تنسي أخواننا في رابعة،
وسوريا ومصر..

لذا،
أشهدك أني
حقا حقا..
بك،
فخور.


زوجك،
سند
9
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملكة على المملكة
ملكة على المملكة
السالفة يا عمري زوج صالح يفتخر بزوجته
LaDy Nona
LaDy Nona
الله يسعدها رندة ويوفقها
ام الليث
ام الليث
ماأدري ليه دمعت عيوني وأنا اقرأ كلمات الرسالة
الله يهنيهم
ملكة على المملكة
ملكة على المملكة
اللهم امين ويكثر من امثاله زوج يقدر تعب زوجته ويفتخر بها قدام الناس
نجد الهيلا
نجد الهيلا
يالله الجنه،،،،،،،««فيس يبكي