بين "لو" التي تفتح عمل الشيطان و التوبة التي تفتح أبواب الرحمات...‎

ملتقى الإيمان






بين "لو" التي تفتح عمل الشيطان و التوبة التي تفتح أبواب الرحمات...

إن النظر إلى الوراء يجعلنا نتعلم الكثير...ومن الناس الذين مروا بحياتنا... نتعلم من صوابهم و من خطأهم...نسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتهم...فكل بني آدمخطاء و خير الخطائين التوابيين...ونسأله جل شانه و تبارك اسمه أن يردنا جميعا إلىدينه مردا جميلا... و يحسن عاقبتنا في الأمور كلها و يجرنا من خزي الدنيا و عذابالآخرة...

نعم...إن الناس الذين مروا في حياتي كانوا جزاء كبيرا منحياتي...
فالإنسان عقيدة و عبادة و تعاملات...
علم وعمل و تفاعل ومراجعات...
نعم فمن خلال التفكّر في هذا التفاعل تعلمتالكثير.... ومن أكثر الناس التي تعلمت منهم...هم الأشخاص الواثقين...
نعم تعلمتمنهم فهم أقرب الناس إلي...تعلمت من حسناتهم و أخطائهم... تعلمت منهم كيف احددمعاني الثقة وكيف أعطيها؟ وهل هناك شخص يستحق كل الثقة؟..بطبع لا... بل من همحقا أهل الثقة، ولو لجزء منها، و لماذا هم أهل لها؟..أما كيف فلم أتعلمهامنهم...تعلمتها من ديني...ومن سنة رسولي -صلى الله عليه و سلم....ولكن تعلمت كيفاعلم من هو أهل لها في موضع دون موضع؟ ومن فيهم أقرب للصواب من غيره؟ ومن فيهملا يطاق و لا يطيق؟ومن فيهم يطيق و لا يطاق ..ومن؟


...بل تعلمتلماذا؟
نعم تعلمت من الأناس الواثقين شيئا مهما جدا فيحياتي...
تعلمت أن الثقة في النفس ليست هي معيار الجودة والنجاح الحقيقي،
إنما استكمال شروطها من عدالة وضبط...
فإن لم تكن هذه الثقة مبنية على قواعدها، كانت وهما... بل كانتأكثر من ذلك...كانت احيانا وبالا على صاحبها ومن حوله !!!!

كما تعلمت أنالثقة في زماننا ليست فقط الناس العدول!!!.... إنما هو العدل الضابط الذي يستطيعفهم و تطبيق ما ينقل إليه على أرض واقع...

فيعرف المقاصد و العلل...و يعرف الحدود والواجبات، و يفرق بين المستحب و المكروه...
فليس الضبط هنا ضبط ناقل إنما الضبط هنا ضبط حاكممتفاعل...

...بل إن الثقةفي أمر ما أو الثقة في تطبيقه
يتطلب القدرة على التحقق من صحة هذا الأمرالمنقول،
كما يتطلب ذلك التحقق من فقه المنقول فهما وتطبيقا...!


...وتظل الثقة نسبية في نطاق البشر...
وخصوصا في زمانتموج فيه الفتن....
.
كما تعلمت أن الثقة إنلم يعامل الناس برحمة لن يثق به أحد... بل سينفر منه الناس وخصوصا

ضعفاء النفوس والعقول لو ظهرت عليهم ثقة...
ولكنهم الذي يحسدون الناس على ما آتاهم الله منفضله...وهم أحوج الناس للقيادة...
بل قد لا يكونوا أحيانا بهذاالضعف...
ولكن يكون هو بقلة رحمتهم أعان الشيطان عليهم فأضعفهم... وأحيانا فأهلكهم...
كما تعلمت أنه هناك أناس بعدين كل البعد عن الثقة... يثقالناس بهم لزخرفة كلامهم...ونفاقهم...ولو ظهرت عليهم

ثقة...فليسوا بثقةأبدا!!..

كم سمعت من كلام يقال من رجل كان عندي ثقة...فغلبعليه قلة ضبطه و فقهه أو ضعف نفسه أو قصر رؤيته و تشوشها ... ومن هنا تعلمت أن لاأثق بسرعة...و لا احمّل أناس ثقة أكبر من قدرهم، فأصيب بالإحباط من أفعالهم.... ولا احزن إذا خرقوا ثقة ...بل لم يدركوا مدى ثقتي فيهم... فكلنا نتعلم....أما محقاأو تمحيصا...و الطيور على أشكالها تقع...
فا للهم لك الحمد و منك الفرج و إليكالمشتكي و بك المستعان و لا حول و لا قوة إلا بالله...
.++++++++++++
وكم سمعت كلام منرجال كانوا ثقة... ولكنهم لم يسمع لهم أحد، فتاه الناس عنهم و تاهوا هم عن الناس... ولقد زاد عدد هذا الصنف من الناس كلما تطاول الزمان...فكانوا هم الغرباء...لتسلطالشيطان عليهم ممن حولهم و ندرة الصادقين أو ضعفهم... بل و منانفسهم...
.
نعم أهلكهم إلا من رحم ربي... ولكن من الذيأهلكهم الثقة أم الواثق أم كلاهما أم من نزغبينهم..
++++++++++++

ثم كيف تعلمت كل هذا؟
تعلمته منالنظر إلى الوراء... النظر إلى الاخطاء لا بثقافة
"لو أني فعلت كذا و كذا لكانكذا"
..."فكذا" دائما حاصلة، فالقدر حكمة الله و عدله و رحمته لمن ابتغى و تمسكبهذه الرحمة....النظر إلى الوراء و إلى الأخطاء الذي يقع فيها الناس و تتكررمنهم...وكأنهم لا يريدون أن يتعلمون من أخطاءهم

و رجمات الشيطانية التي تلقونها وألقونها....
نعم النظر إلى الوراء و لكن ليس بثقافة الشيطان، و ثقافة "اللوامين"....ولكن بثقافة
"قد كان كذا و كذا لأتعلمكذا"...

بثقافة...
"رب اغفر لي ولأخوتي و ادخلنا في رحمتك و أنت خير الراحمين"....

نعم بثقافة ونور:
"قدر الله و ماشاءفعل"...
فالخير بيده سبحانه يقدّر لحكمه و عدل و رحمة...
و شركان من نفسي... فلا يضرني ما كان من غيري.... وإن تصبروا و تتقوا لا يضركم كيدهمشيئا...إن الله بما يعملون محيط...

عن ابن عمر ، عن : (النبي صلى اللهعليه وسلم قال ك قال :كيف أنت يا عبد الله ابن عمر إذا بقيتفي حثالة من الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم ، واختلفوا وصاروا هكذا ؟ - وشبك بينأصابعه -،
قال: فكيف يا رسول الله ؟
قال : تأخذ ما تعرف ، وتدع ما تنكر ، وتقبل على خاصتك ، وتدععوامهم.).

وفي رواية عنه صلى الله عليه و سلم:
يوشك أنيغربل الناس غربلةوتبقى حثالةمن الناس قد مرجت عهودهم وأماناتهم وكانوا هكذا

وشبك بين أصابعه
قالوافكيف نصنع يا رسول الله إذا كان ذلك
قالتأخذون ما تعرفونوتذرون ما تنكرون وتقبلون على خاصتكم وتدعون عامتكم
الراوي: عبدالله بنعمرو بن العاص - خلاصة الدرجة: إسناده صحيح - المحدث: أحمد شاكر -

المصدر: مسندأحمد – الصفحة أو الرقم: 12/20

والله أعلم






10
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

زهرة سرف
زهرة سرف




وفي انتظار جديدك الأروع والمميز

لك مني أجمل التحيات

وكل التوفيق لك يا رب


كالعادة ابداع رائع

وطرح يستحق المتابعة

شكراً لك
الامــيــرة01
الامــيــرة01
اسعد الله قلبك وامتعها بالخير دوماً

أسعدني كثيرا مرورك وتعطيرك هذه الصفحه

وردك المفعم بالحب والعطاء

دمتم بخيروعافيه
شرقاويه والعز ليه


الامــيــرة01
الامــيــرة01
مروركم اسعدني وعطر صفحتي



ربي يسعدكم
القــــرآن في قلبي
جزيتي خير الدنيا والاخره موضوع مهم ورائع غفر الله لي ولكي

ورزقكي الجنان ورضى الرحمن وبارك الله فيكِ غاليتي اميره

ونفع بكٍ ورضى عنك و أرضاك ، كلماتكِ تفوق الروعه بكثير

رفع الله قدرك وسددخطاكي على طريقه المستقيم