عبيــــر الــــورد
هـمـة (قصة قصيرة)

في العاشرة من عمره,عيناه لم تريا النور يوماً,ولم تبصرا الحياة ولو للحظة,هكذا جاء للدنيا وهكذا قُدر له أن يكون.
محرومٌ هو في نظرِ الكثير..ومسكين في نظرِ الأكثر..ينظرون إليه إذ ينظرون نظرةَ شفقةٍ ورحمة.
كان ككل الناس له اهتمامته الخاصة,وأفكاره الشخصية,وهمومه الذاتية.
يعيش مثلهم,يأكل كما يأكلون ويشرب كما يشربون..ويتعبد أيضاً كما يتعبد ولربما فاقهم في هذه وتعداهم.
كنت كثيراً أراه, وقد أمسك أخوه الأصغر بيده إما ذاهباً إلى المسجد أو عائداً منه.. ماكنت من جماعة مسجدهم ولكن كنت أراه حينما اذهب للمسجد الذي أصلي فيه..
وذات يوم..لم اذهب إلى المسجد الآخر إنما صليت في المسجد الذي في محمد صاحبنا.
وكم كان عجبي كبيراً..ودهشتي شديدة..عندما رأيته يتأبط كتاباً..
تسألت..أليس بأعمى؟؟
وانظرت قليلاً لأروي فضولي..
دخل المسجد شاب عشريني...وبعد برهة من الزمن جلس وتحلق حوله فتيان من جماعة المسجد..
ازداد عجبي..وتضاعفت دهشتي..
محمد في حلقة!!عجيب..
وانتظرت أيضاً..
تفرق الطلاب كل طالب جلس متكئياً على سارية من سواري المسجد,تلفت بحثاً عن محمد..
رأيته..جالساً وبجواره أخوه,فتح الكتاب..
وضع يده على الورقة ثم بدأ يتحسسها..
جلست أراقبه..ويده تنتقل من مكان لآخر في الصفحة..وفهمت من حركاته أنه يقرأ ولكن بطريقته الخاصة طريقة برايل..
عبيــــر الــــورد
لوحة أغلى من الذهب

انسدل ستار الليل معلناً عن بداية جديدة لمعصية لم يقدم عليها من قبل.. فقد إعتاد على ممارسة أى معصية يقترحها أحد الأصدقاء فى اجتماعهم الشيطانى .
كل ما حوله يمهد له الطريق بسهولة ويسر(فضائيات / نت / فتيات / مخدرات ) ضمير غائب ،وأشياء أخرى
استقل سيارته بعدما ترك المجلس فى طريقه للعودة الى البيت متأملاً الطريق تفاجأ بانتهاء البنزين وتوقف السيارة ..يخرج من السيارة ملقياً ببصره حول المكان عسى أن يجد من يساعده..يجد الطريق خاليًا من المارة والسيارات .يخرج هاتفه المحمول ويقوم بالإتصال بأحد أصدقائه لمعاونته، وينتظر.
يستند بظهره على مقدمة السيارة، يشعل تلك السيجارة التى أعدها له أحد الأصدقاء، يتأمل لوحات ملصقة على الجدران، تستوقفه لوحة مكتوب عليها بعض الكلمات \" الرقيب / يعلم ما تسرون وما تعلنون / لمن الملك اليوم / وما تدرى نفس ماذا تكسب غداً وما تدرى نفس بأى أرض تموت \"
تدور بخلده بعض الأفكار المزعجة ويتسائل \"ترى ماذا لو اقتحم السيارة بعض البلطجية ورفعوا علي السلاح فى هذا المكان الموحش وقتلت هنا ؟!!! أين كنت أقضى يومى؟ وماذا كنت أنوى فعله عند عودتى للبيت ؟ !!\"
ألقى ببصره نحو السماء متمتمًا بكلمة( الرقيب ) ثم قال بصوت خافت:\"أنت ترانى الآن ،انا هنا وحدى ،لا بل أنت معى ،و هناك كنت أيضا معى وترانى ، وتعلم ما فى نفسي\".
إرتسمت على شفتيه إبتسامة تحمل معانى الخجل والضيق واستطرد وقد ألقى بالسيجارة تحت قدميه \" لست سيء إلى هذه الدرجة.. أقول لك ماذا فعلت من حسنات .؟اننى .....يصمت للحظات متعجبا من حاله بعينين زائغتين وكأنه يبحث عن فعل حسن قام به لوجه الله تعالى ، لا يجد
يدرك أن ما فعله كان لإسعاد نفسه والآخرين وليس من أجل مرضاة الله عز وجل ، يعاود النظر ثانية الى السماء قائلا (حسنا انا لم افعل شىء من أجلك يا الله، واعترف اننى إقترفت الكثير من الآثام لإشباع شهواتى وإسعاد نفسى، وأنت حتى الآن لم تبتلينى بشىء يوقفنى ويؤنبنى على ما افعل \"
يستطرد متسائلا \"هل هذا معناه انك لا تريدنى الجأ اليك ؟!!! هل ستتركنى على هذه الحال حتى ألقاك أم انتظر البلاء ؟!!!\"،
يتذكر قول والده ذات يوم حين كان يؤنبه على ترك الصلاة وملازمته لأصدقاء السوء \"ابك على نفسك لأنك لم يصيبك شىء من إبتلاء الله تعالى لك حتى الآن، على الرغم من كل المعاصى التى ارتكبتها فى حياتك ..عليك أن تخشى من سوء الخاتمه ومن لا يريده الله يجعله فى الأرض يفعل ما يشاء دون تأنيب للضمير ..أتعلم يا ولدى.. انت بلائى فى الدنيا ..انت عمل غير صالح \"
تألقت الدموع فى عينيه لأول مرة من أجل ذلك مغمغما\" لهذه الدرجة أنا انسان سىء\"؟! ، ثم القى ببصره ثانية نحو السماء قائلا \"انك انت الغفور مالك الملك ساعدنى يا الله كى أكون مثلما يجب أن أكون\"، ثم أزال الدموع التى كست وجهه شاعراً بتلك السعادة التى امتلأ بها قلبه متسائلا \"ترى هل هذا هو الإحساس الذى كنت تحدثنى عنه ؟!!! وتتمنى ان اشعر به ..\"عندها تملكته رغبة شديدة فى أن يتوضأ ويقيم الصلاة.
يبحث حوله، واذا بماء سبيل موضوع على الجانب الآخر من الطريق ،يتجه نحوه ، يسبغ الوضوء مطمئن القلب ولا زالت الدموع تتدفق دون توقف ، وبينما هو فى طريقه الى السيارة اذ به امام سيارة تمر سريعا ولا يستطع أن يتفاداها.. ليسقط مستسلما لقدر محتوم وتعلو وجهه إبتسامة صافيه تحمل معالم الرضا، إبتسامة إمتزجت بنهر من دموع عرفت طريق قد إهتدت إليه ولن تضل بعده أبدا ..............
عبيــــر الــــورد
الطموح ينسينا الجروح

ولد الطفل في مدينة المرسي بتونس و كان الاصغر بين اخوته و اتصف منذ صغره بالجدية اذ كان يمضي اوقات فراغه في صناعة اي شئ يخطر بباله لم يكن ميول للعب مع رفاقه ولم يكن له رفاق

عندما كان طفل كان يدرس في المرحلة الابتدائية و لكنه لم يتمكن من التواؤم مع استاذه و المدرسة عموما و كثرت مخالفاته لاوامر استاذه و اهمال دروسه اذ كان المدرس يعاقبه بالضرب الشديد و مع نهاية الفصل الدراسي لم يحصل علي اي نتيجة كان متأخرا في دراسته حتي ترك المدرسة و لم يتخطي عمره 14 عاما لم يتابع دراسته بقدر متابعته لطريق الابتكارات و المواهب المتعددة التصقت شهرته بشهرة موهبته و قدرته علي الابداع في مجال تصميم المجوهرات الذي يمكن وصف بدايته البسيطة بالاسطورة نوعا ما و قصته ابتدئت عند خروجه من المدرسة بالاتجاه نحو عالم غامض بعزيمة قوية و اشرق الصباح و اشرق معه الطموح في نفسه فأنطلق يبحث عن محلات تفتح له ذراعيها حتي يعمل فيها اي شئ و اخيرا بعد طول بحث تهلل وجهه ووجد فرصة عمل كعامل بسيط في احدي محلات تصميم المجوهرات عمل مناسب علي الاقل في ذالك السن تضمن ان يشاهد المصممين وهم منشغلين في عملهم و هنا بالتحديد ولدت في نفسه فكرة ان يكون مصمم موهوب و ينجح
كان يعمل بعزيمة كان يعمل بنشاط و يقبل علي التنظيف المحل و المساعدة و قضاء الحاجات و كأنه صاحب المحل كان يعمل كل يوم من الصباح و حتي المساء بجهد و اقبال علي العمل
رغم انه كان يتلقي الضرب و الاهانات و كان يحاول ان يتذكر ذنبا جناه فما وجد و تمر الايام قاسية ففكر و رسخت في عقيدته فكره انه اذا اراد ان يتعلم فلا بد له من التضحية و عملا بقول الشاعر القائل :

صابر الصبر الصبور حتي قال الصبر للصبور دعني
لذاكان يعلم ان حلمه يتطلب صبرا عظيما و عدم اليأس , كان ينظر الي التصاميم امامه ويراها امرا مذهلا و غامضا ووجد نفسه عاجزا عن معرفة ذالك اللغز المحير و في عمر 19 قرر بشخصيته المستقلة السفر الي فرنسا كان يعشق السفر ورجع يحمل الفكرة في ذهنه
وعاد الي العمل و التحق للعمل عند احد المصممين كمساعد له بحيث يتسني له تطبيق فكرته و اثبت اول نجاح له في تصميم خاتم الا انه لم يكن يرقي للمستوي المرجو لكنه قرر اعتباره تجربة اولية و بداية ناجحة لعملية انتاج خاتم و بالفعل واصل العمل
مضت السنوات مسرعة و كبر الطفل و كبر حلمه كانت اول انطلاقة له في هذا العالم وهي تطبيق فكرته و هي احياء المجوهرات التقليدية التونسية التي فقدت في ذالك الوقت ليحلق في خياله و يمضي نحو عزيمة تملكه
بدأ يرسم كل فكرة تصميم تخطر بباله و ينظر الي افكاره فلا يري انها رسم علي ورق انها يري فيها حلمه وهدفه
لم تخلو حياته المهنية من الاتهامات و الانتقادات المصممين و التجار حيث اوحوا اليه بان نجاحه مستحيل و كان يقاوم تلك الفكرة و يرفضها نهائيا و يعرف ان نجاحه الحقيقي يكمن في ايمانه بقدراته علي النجاح
اوقف و تحدي كل تفكير سلبي و كل تأكيد لبؤسه انكر الملموس و اكد النجاح استطاع ان يصنع ذاته عند اول فكرة حلقت في خياله الي هدف يراه بعينيه يخطو اليه يوما بعد يوم و استمر في التدريب علي التصميم حتي اتقن مهنته
و مع ذالك قهر بكل قوة و عزيمة و اصرار علي النجاح مشاعر اليأس و الظروف الصعبة التي عاش بها
لنقف قليلا قبل ان نتابع سرد القصة لكم سؤال لكل متابع معي و قارئ و من احس بهذه القصة و كلماتها التي تنطق عن تجربة و معاناة و تتحدث عن طموح و عزيمة و رغبة لذالك كانت صادقة
من اين بدأ هذا الطفل رحلته مع صناعة ذاته و النجاح في حياته؟
بدأ بفكرة خيالية دارت في عقله الصغير و الاغرب من هذا كله ان نجاحه الكبير لم يكن الا من ميزة احس بها في نفسه تلك الميزة كانت كفيلة بان يقدم علي المغامرة بروح مرحة و ان تعطيه نتيجة و عقيدة بان بعد كل كبوة هناك امل جديد في مستقبل افضل لو نظر هذا الطفل علي انه فاشل امكانياته ضعيفة و اقتنع بكلام من هم حوله لتحطت حياته و لكنه نظر الي نفسه من الزاوية المشرقة انه انسان لديه ميزات خاصة يمكنه بقدرة تفكيره المبدع ان يكون الافضل و يتحدي كل مصمم و ينافس اكبر المصممين
دعوني اسئلكم سؤال او بالاحري كل منا يسأل نفسه و خصوصا الناس الذي يفترضون انهم فاشلين امكانياتهم ضعيفة
ماهي مميزاتي ؟ و هل نستطيع ان نكون الافضل ؟ هل نظر احدنا يوما الي المرٍِِآة ؟
بالتأكيد اخر مرة نظرتم فيها الي المرآة كانت اليوم صباحا ستقولون انكم وجدتم انفسكم اعلم هذا و لكن انا اقصد ماذا وجدتم فيها؟ ماذا رأيتم في انفسكم من ميزات؟
وبينما انتم مستغرقون في لذة كلامي معتبرين بحكمة احكامي سأكمل البقية
و بدأ هذا الشاب بالانتاج و تحويل افكاره الي واقع ملموس و حقق اول حلمه و بداية شهرته من تصميم طقم يحمل شعاره الذي اختار له اسم ( الخيالي ) و اعجب تجار السوق بهذه الموهبة الواعدة و منذ ذالك الوقت اثبت تفوقه و بدأ تكاثر الطلبات علي هذا التصميم الذي اثار ضجة كبيرة في السوق و حقق النجاح المرجو ليعد او ل تصميم حقيقي له و عمل هذا الشاب علي انتاج هذا التصميم و احسن صاحب المحل معاملته و اكرمه علي هذه الفكرة الناجحة و التصميم الرائع و ظل علي هذا الحال عشرين سنة من العمل المتواصل و الانتاج
اسمحولي لنقف هنا قليلا لاطلعكم علي سر ميزة رائعة اكتشفتها فيكم اريدكم ان تكتشفوها انتم ايضا في انفسكم ستسألون باستغراب و تعجب كيف عرفتي اننا نمتلك ميزة ؟ ستقولون ايضا بعد هذه التساؤلات كلام ليس صحيح اذهبي و اعملي علي القائها في مكان اخر ؟
اجيبكم فما دمتم تسألون عن ميزاتكم و تريدون معرفتها و مادمتم متابعين معي القصة فان ذالك يدل علي حياة قلوبكم و خير في نفوسكم و شعور الامل بعد ان كان بريقه في يوم من الايام قد غاب انتم تمتلكون ارادة صدقوني انكم تمتلكون ارادة غير طبيعية لقد عرفتم الان ميزاتكم والسؤال الاهم هو
ماذا نستطيع ان نفعل بميزاتنا ؟
نستطيع عمل الكثير و نكون اكثر من عاديين في خدماتنا للناس و للمجتمع
و استمر الشاب بالعمل حتي خطرت بباله ان يشارك في اختبار السنوي في مركز الصناعات التقليدية و اجتهد حتي حصل علي شهادة امتياز في هذه المهنة و لم يكتفي فقط بهذه الشهادة انما استطاع في تلك السنة ان يكون صاحب محل صغير و ركز علي هدف واحد وهو تحقيق النجاح المنشود لتصاميمه و بدأت احواله تستقر و بدأ في التطوير و انتاج و الابداع في تصميمه الذي يحمل اسم ( الخيالي ) و تحويل افكاره الي تصاميم مدهشة و بدأ يحتل مكانا لا بأس به في السوق و نمت مبيعات تصاميمه بشكل ملحوظ منذ العام الاول انما لم يكتفي بهذا فأستطاع ان يملك محلا اكبر بكثير بأحدث التجهيزات المستوردة مماسمح له بزيادة الانتاج و التطوير
و خلق نجاح الشاب الكثير من المنافسين لكنهم لم يتمكنوا من النجاح في مواجهة المنافسة معه في انتاج و احياء جميع المجوهرات التقليدية
و تعرض الي ازمة ادت الي تراجع مبيعاته في ظل الكساد الكبير وبدأ في تلك الفترة في تقليل الانتاج و لكن بعد انقضاء الازمة استعاد ريادته للسوق من جديد
حيث صنعت منه هذه التجربة مصمم موهوب و منافس قوي و مبدع و متألق يحمل لقب المبدع من خلال تصاميم متألقة و من اشهر المهراجانات التي شارك بها و تمت دعوته من ضمن رجال الاعمال مهرجان دبي الدولي

لكنه لم يشعر حتي الان انه قد حقق جميع طموحه و اجمل معزوفة سمعتها في حياتي قوله
( الطموح انطلق من خيال يا ابنتي و بدأ بفكرة صغيرة وواصل رحلته بهدف ثم انتهي بنجاح ) و من هذا القول وقفت لاقدم اليه تحية اكبارا و اجلالا و احتراما و تقديرا
و فعلا قد تأكد لي و استنتجت من كلامه عن حياته انه لم يتحقق شئ عظيم الا من خلال هؤلاء الذين تجرؤا علي الاعتقاد بأن هناك شئ ما بداخلهم يمكنه التفوق علي الظروف

و بناء علي رأي ابو حكيمة الكاتب :

لعمرك ماكان التعطل صائرا --- و لا كل شغل فيه للمرء منفعة
اذا كانت الارزاق في القرب --- و النوي عليك سواء فأغتنم لذة الدعة
و اذا ضقت فاصبر يفرج الله --- ما تري الارب ضيق في جوانبه سعة


و هكذا انتهت قصة هذا الشاب و شرد الصبح عن الليل فاتحضت سطوره البيض في الواحة السود و كل من صادفه في بداية حياته من الاهل و التجار و اصدقائه و المصممين لم يتوقعوا منه ان يحقق كل ما وصل اليه اليوم في حياته
فكل من زرع حصد و من مشي وصل و من طلب وجد و الطلب لا يحصل الا بالمجاهدة

عبيــــر الــــورد
قصة قصيرة : محّمد

في أحد البيوت الهادئة يقرع الجرس ، يستمر القرع
: نعم ، من على الباب
: أم فهد .. أم فهد .. أفتحي يا أم محمد
أم محمد : طيب
يفتح الباب
أم محمد : يا هلا يا هلا
أم فهد : السلام عليكم
أم محمد : وعليكم السلام .. تفضلي
تدخل أم فهد ومعها أبنائها
أم محمد : سيفرح أبنائي بفهد ونورة
يدخل الجميع لغرفة الضيوف
أم محمد : لمى .. لمى
لمى : نعم يا أمي
أم محمد : هذه نورة جاءت تزورك
لمى : مرحبا بك
أم محمد : أين محمد ؟
لمى : في غرفته
أم محمد : فهد أذهب لغرفة محمد
يخرج فهد من غرفة الضيوف متوجها لغرفة صديقه محمد ، وقبل أن يصل لغرفة محمد يسمع صوت صراخ … يقترب أكثر ليرى محمد واقف وأمامه علاقة الملابس في نصف الغرفة وقد وضع على أعلاها قبعة سوداء ووضع عليها معطف أسود أيضا ، ولبس محمد بنطالا وفي خاصرته مسدس وفي يده بندقية يصوبها تجاه علاقة الملابس .. وهو يتحدث لها
محمد : أيها اليهودي الحقير لا تحاول أبدا سأقتلك لابد أن أقتلك
يتخيل اليهودي وهو يرجاه أن يغفر له
ثم قال : ألست من دهم أخي رامي بالسيارة وهو خارج من المدرسة ؟؟
يتخيل اليهودي وهو يطلب الصفح والعفو
ثم قال : ألست من سرق الصغيرة يسرى وقتلها وقطعها أربا ؟ …. ألست من أضرم النار في مزرعتنا ؟
ثم يزداد صراخه ويرتفع وهو يقول : ألست من سرق أختي سلمى لتجعلها خادمة عندكم ؟
يتخيل اليهودي وهو يقول : سامحني أصفح عني
: لا تحاول أيها الخنزير القذر لابد أن أقتلك ، لن أتركك تقتل باقي الصغار ، قلبك لا يعرف الرحمة
ثم يسحب أقسام البدقية ووجه يدل على الحزم كما رآه في أشرطة الفيديوا وهم يقول : لابد أن أثأر لمن قتلهم .. لابد
يسمع فهد صوت طلقات من البندقية مع صيحات التكبير يطلقها محمد ثم يركل العلاقة بقدمه فتقع على الأرض .
وقال وقد تهلل وجهه من شدة الفرح: قتلتك يا عدو الله
يقهقه فهد من شدة الضحك ويرتج جسده السمين
محمد وهو أرتبك قليلا : فهد .. ! منذ متى وأنت هنا ؟
فهد وهو يحاول أن يكتم ضحكه : السلام عليكم
محمد : وعليكم السلام
محمد : منذ متى وأنت هنا ؟
فهد : منذ أن قررت قتل هذا اليهودي
ويضحك من جديد
محمد يقطب جبينه : ما هو المضحك ؟
فهد : أنت ….. ( ويضحك من جديد )
محمد : أنا مضحك ! ؟
فهد : أقصد طريقتك في الكلام .. سأقتلك أيها اليهودي ثم طاخ … طاخ … طاخ
محمد : كنت أقلد المجاهدين في فلسطين … والدي يقول : لابد أن نقتل اليهود
فهد يحاول أن يدير دفة الموضوع : جئت مع أمي لأعلب معك .. فهيا نلعب
تهللت أسارير محمد
محمد : طيب ما رأيك أن نلعب أننا مثل الفدائيين الذي يلبسون قنابل ويفجرونها على اليهود ، أو … ، أو خذ مسدس وأنا البندقية ونمثل أننا مجاهدين نهجم على اليهود نقتلهم .. ما رأيك ؟
فهد بخيبة أمل : لا .. أريد أن نلعب بالكرة .. أو بلايستيشن .. وبعبدين ما علاقتنا باليهود ؟
محمد باستغراب شديد : اليهود سرقوا المسجد الأقصى … اليهود قتلوا إخواني وأخواتي هناك .. اليهود دمروا كل شيء جميل .. حتى أن هناك طفل اسمه رامي في الصف الخامس مثلي ومثلك دهسه يهوي بالسيارة وهو خارج من المنزل والحقيبة فوق ظهره كما نخرج نحن من المدرسة .. صدقني أبي قال لي هذا
فهد مستغربا : قتلوا إخوانك … أنت ما عندك إخوان … قتلوا أخواتك .. أنت ما عندك إلا أخت واحدة فقط هي لمى وقد رأيتها قبل قليل
فهد : نحن لا علاقة لنا باليهود فهم لم يأتو لبلادنا … والمسجد الأقصى الله يحميه هكذا يقول لي أبي
محمد بغضب طفولي : نعم إخواني وأخواتي كل مسلم أخا لي وكل مسلمة أخت لي .. إخواني في الإسلام … ولابد أن نحمي نحن المسجد الأقصى … فهو بيت الله .. أبي يعرف أكثر وهو يقول هذا دائما
فهد : كيف يكنون إخوانك في الإسلام ؟
محمد : أبى يقول : أن كل مسلم أخي لي لابد أن أحبه وأعطف عليه وأساعده
فهد وهو يحاول تطيب خاطر محمد الغاضب : طيب هم إخواني أيضا .. لا داعي أن تشاجر … هل يمكن أم نلعب كرة ؟؟ أو بلايستيشن
محمد يبتسم : طيب .. لا مانع
خلع محمد عدة القتال .. وخرج من غرفته ثم التفت وهو ينظر للعلاقة الساقطة على الأرض .. وقد سقطت القبعة السوداء بعيدا .. : سأرجع لكَ مرة أخرى .. سأقتلك وسأقتلك
فرواله ومانجا
ماشاء الله الاخت عبير ماقصرت
هنا ايضا للفائده
مجموعة من القصص القصيره
http://tabadulgate.com/d/179