من تبي تعرف ليش إلى الآن لونه أسود ؟

الملتقى العام

عند بناء الكعبة في زمن نبي الله إبراهيم ـ صلى الله عليه وسلم ـ نزل أمين السماء جبريل ، ليضع في الأرض حجرا أصما في ظاهره ، يشهد يوم القيامة لمن إستلمه بحق ، وإستلامه بحق يحط الخطايا ويكفر الذنوب بفضل الله ورحمته ...



إنه الحجر الأسود ، الذي وضعه جبريل ـ عليه السلام ـ يوم وضعه في ركن الكعبة آية للناس خالدة باقية كما قال الله تعالى : (("إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدي للعالمين‏ فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا ولله علي الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا ومن كفر فإن الله غني عن العالمين‏"



والحجر الأسود سمّي على غير حقيقته الأولى ، لأنه عند نزوله من الجنة كان أشد بياضا من اللبن ، ولكن خطايا يا بني آدم جعلته كحالته اليوم أسودا ، فعن عبدالله بن عباس ـ رض الله عنهما ـ قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (( نزل الحجر الأسود من الجنة وهو أشدّ بياضا من اللبن ، فسوّدته خطايا بني آدم )).


وفي سواده حكما قد ندرك بعضها ، ولا نعلم أكثرها ، من ذلك ما أورده الإمام إبن حجر رحمه الله ـ نقلا عن الإمام البيطري ـ رحمه الله ـ حيث قال : (( وفي بقائه أسودا عبرة لمن له بصيرة ، فإن الخطايا إذا أثّرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشدّ )).


ثمة أمر يدل على جلالة وتعظيم هذا الحجر ، وهو أن إستلام هذا الحجر الطاهر وتقبيله هو محل لتكفير الذنوب ومحو الخطايا ، لذلك ترى بأم عينك كيف يفد الناس إليه سراعا ، وترى بأم عينك كيف تزاحم افئدة المؤمنين عنده ، ليكون لهم شرف إستلامه ، ونيل الاجرالعظيم من خالقه جل جلاله .


وكان عبدالله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ لا يترك في طوافه إستلام الركنين الحجر الأسود والركن اليماني ،فلما قيل له في ذلك : قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إن مسحهما يحطّـان الخطيئة وفي رواية : كفارة للخطايا .


قال الإمام إبن القيم ـ رحمه الله ـ في زاد المعاد : ليس على وجه الأرض موضع يشرع تقبيله وإستلامه وتحط الخطايا والأوزار فيه غير الحجر الأسود والركن اليماني .



إليك نبأ آخر يزيدك شغفا لهذا الحجر الطاهر ، وشوقا لإستلامه ، أن هذا الحجر يأتي يوم القيامه ويشهد لمن إستلمه بحق ، فعن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ـ قال ـ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إن لهذا الحجر لسانا وشفتين يشهد لمن إستلمه يوم القيامة بحق )) أخرجه أحمد وصححه إبن حبان .



وهذا الحجر الكريم الطاهر على مدى الدهور والعصور لم يعبد قط من دون الله عز وجل إكراما وفضلا من الرب جل جلاله .



وفي الختام ، نقول لك أيها المسلم المبارك ،إن نزول الحجر الأسود من الجنة يذكرنا دائما بدرانا الأولى التي أخرجنا الشيطان منها ن وتحن قلوب المسلمين للرجوع إليها ، وتذوب شوقا عند تذكرها ، ونحن لا بد أن نتذكر دائما أن هذه الدنيا إلى فناء وان الحياة الأزليه هي حياة الآخرة ، برضا الرحمن الرحمن لدخول الجنان .




44
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

حياتي خاصه فيني
رفع
ملاك الوهم
ملاك الوهم
جزاك الله خيررر
اماني86
اماني86
اللهم اجعل دارنا وقرارانا الفردوس الاعلى واجعلنا من اوليائك الذين لاخوف عليهم ولاهم يحزنون
امين
* اسطوره انثى *
مشكورة
صغيرونه حنونه
جزاك الله خير معلومه مفيده