صولات وجولات مع الشياطين والشيطانات

نزهة المتفائلين

الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين ، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، أما بعد ..

قفلت من الرياض إثر سفرة علاجية ، وأنا على طريق العودة من السفر ، إذ برنة هاتفي فكان أحد الإخوة يسأل عن موعد وصولي وكم بقي من المسافة للوصول ، وكان من بين الحديث أنه أخبرني بأن أحد أقربائه ينتظرني منذ يومين ، قلت : خيراً إن شاء الله وانهيت الاتصال .

وفي تمام الساعة الثانية عشر إلا ربع مساءًا موعد وصولي ، وفي منزل الأخ المتصل ..
كنت على موعد لأقف أمام مأساة محزنة .. وقصة يألم لها الفؤاد ..

وقفت أمام جدارٍ قوي صلبٍ يردع أيّ طموحٍ نحو المعالي . ؟؟!

نعم إنها حكاية شابٍ رحل طويلاً مع التفوق العلمي .. ..

فغرفته مليئة بشهادات التفوق والتقدير ، فمنذ الصغر وفي المرحلة الابتدائية ، ومن ثَم المتوسطة ، وحتى السنتين الأولى والثانية من المرحلة الثانوية كان التفوق حليفه .

كان طموح ذلك الشاب أن يكون طبيبًا جراحًا ، أو طيارًا يقود طائرته ليحلق في طبقات الجو العليا ..
..

ولكنّ أمراً عارضاً صرفه عن طموحه !! وحال بينه وبين تحقيق حلم حياته .

يحدثني ذلك الشاب عن حاله فيقول :

" كنت متفوقاً منذ الصغر ، وفي السنة الأخيرة من المرحلة الثانوية ، تفوقت في الفصل الدراسي الأول وحصلت على نسبة ( 98.07 % ) أما الفصل الثاني فلم أستطع الالتحاق به ولم أحضر أي يوم من أيام الدراسة "

قلت متعجباً : لماذا ؟

فقال : " لم أعد أطيق الكتب الدراسية فبمجرد أن أمسكها إلا وينتابني النفور والطفش ، والضيق والتعب ، أحس بأني مخنوق فأرمي بالكتاب وهكذا دواليك !! ..

مللت هذه الحياة تقدم عمري ..
.. ..

وأنا مازلت في المرحلة الثانوية ولم أنهها بعد ..

جميع زملائي تقدموا في حياتهم العلمية ، وأنا ما زلت على حالي ، وأنا على تفوقٍ طيلة عمري وهم ليسوا كذلك ؟!

مع العلم أني كنت أنظّم جميع أموري، و لقد كنت أعمل خطة سنوية !!! أوزع فيها أيام دراستي وأيام إجازاتي ورحلاتي مع أصدقائي، وزيارتي لأقربائي ، حتى جدتي في القرية كنت حريصاً على زيارتها .

لقد كنت أبدأ العام بجدية وطموح ونشاط ولله الحمد أتفوق ، ولكن مع بداية الفصل الثاني لا أطيق كل شيء ، جدولي يتعثر ، أوراقي تتبعثر ، حياتي تتخبط أكثر وأكثر كل سنة هكذا ؟!..
..

حاولت التوجه للعمل وترك الدراسة والطموح الذي طالما عشت وأنا أُمَنِّي نفسي به ..

ذلك الطموح الذي ضحّت أمي من أجله لتراني في يومٍ من الأيام في منصب عال أو وظيفة مرموقة ... !

إنها أمي أراها الآن أمام ناظري حزينة على وضعي فعلت كل شيء بوسعها من أجلي ، ولكن ..

ما كل مايتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لاتشتهي السفن

حاول والديّ و الناصحين من حولي أن يصرفوا عني هذه الفكرة ، وأصروا علىّ بالمواصلة وشيئاً من الصبر تنال الظفر ..

وبالفعل فعلت ما أرادوه ..

ولكن حدث ..... "
يتبع
8
993

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

أميره البنات..
حمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد

تابع القصة الثالثة ..

" ولكن حدث كل شيء في حياتي طبيعي غير أن حالتي كما هي الآن ، وأنا إلى الآن لم ألتحق في الفصل الدراسي الثاني لعام 1423 هـ

أطرقت قليلاً... ثم سألته بعض الأسئلة ، بعدها صمت برهة ، ثم قلت : بلغني أنك تنتظرني منذ يومين لماذا ؟

_ وكنت أريده أن يبادر بطلب الرقية من تلقاء نفسه وبرغبته _
فقال : أريدك تقرأ علي .

وبالفعل شرعت بالرقية وما أن استرسلت قرابة النصف ساعة إلا وينصرع الشاب ، فأخذ بالصراخ والبكاء ، تصلب جسده ، حاول الاعتداء ! ارتفع صوته بعبارات غير مفهومه ، أفزع من حوله ، وبعد قليل حضر شيطانه .. خاطبته ، ووعظته ، أقمت عليه الحجة ومن ثم هددته ، ونهرته .. سكت قليلاً ..

ثم أطلق البكاء مرة أخرى ، عاودت الموعظة قرأت عليه بعض آيات الترغيب والترهيب ..

سكن قليلاً فكررت عليه الخطاب وما الحكمة من خلقه ، بينت ظلمه واعتداءه على الشاب ، لاسيما لم يصبك منه أذى ، ثم لماذا هذا الظلم أَمِنْ جَرَّاءِ أمرٍٍ أوقعه عليك ؟ أمْ من مكرٍ مكره بك ، أم .. أم ... ؟

أفصح بعدها وشاء الله أن ينطق على لسانه ..

وتكلم أنه جاء عن طريق العين فخدم هذه العين ؛ وأنه هو من صده عن دراسته ، ومن قلب موازين حياته بسبب هذه العين . ولاحول ولاقوة إلا بالله .

أشربته ماءًا مع الملح قرأتُ عليه وأمرته باستفراغ العين ، وأكملتُ الرقية عليه وانصرفت .

استرسلت الرقية على الشاب ثلاثة أيام وفي اليوم الثالث أكثرتُ على الجان الموعظة وخطورة فعله وحرمت صنيعه ، وذكَّرتُه بالله ، وأمرته بالخروج بعد أن استفرغ العين ..

وقبل أن يخرج قال :

قل للشاب أن لا يظهر تفوقه للناس ويتكلم به في المجالس ليكتمه أفضل له من عين أو حسد يصيبه .

ثم أخذت عليه العهد وخرج ، ولله الحمد والمنة أولاً وآخراً .

بعدها أوصيت الشاب بالمحافظة على الصلوات والأذكار وآخر عهدي بالشاب أن في اختباره الشهري للنصف الثاني وهو على تفوق .

وفي أثناء كتابتي لهذ السطور سألت عنه فقيل هو في جامعته ولله الحمد متفوقاً . فيا ربي لك الحمد

والله أعلم .


ترقب الفوائد
أميره البنات..
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .

الفوائد :


1- ينبغي لمن وهبه الله نعمة ، أن يستر محاسنها ، ولا يظهر المفاخرة بها على سبيل الإعجاب ، بل يشكر الله على هذه النعمة ويسأله المزيد من فضله خشية الإصابة بالعين وغيرها ، وحتى لا يتعرض لأمورٍ لا تحمد عقباها وهذا أمرٌ دلت السنة عليه .

2- يجب على المسلم إذا رأى عند أخيه نعمة أن يدعو له بالبركة فيها ، لقوله صلى الله عليه وسلم :" هلّا برّكت " كما في الحديث ، فهذا هو خلق المسلم ، يحب لإخوانه الخير ولا ينوي لهم الشر ، فهكذا فلتكن أخي المسلم .

3- ليتق الله أولئك الشرذمة من الناس الذين يفتخرون بإصابتهم بالعين ، وليحذروا من ذلك وليتوبوا إلى الله تعالى قبل أن يُنزل عليهم سخطه وغضبه فلا يهنؤا في الدنيا أبدًا ، ولعذاب الآخرة أشد وأبقى .

4- مشروعية أخذ الغُسل من العائن ( إن أمكن معرفته ) ، ويجب لمن طُلب الغُسل منه أن يستجيب ، كما ذكر ذلك أهل العلم .

أن يغسل العائن وجهه وظهر عقبيه ومرفقيه وغسل صدره وداخلة إزاره وركبتيه وأطراف قدميه ظاهرهما في الإناء ثم يصب على رأس المعيون .
5- كيفية الغسل :
والله أعلم .
ام حمودي وصبوبي
جزاك الله خيرا
أميره البنات..
لا يمكنك مشاهدة هذا التعليق لانتهاكه شروط الاستخدام.
اسعـــــــــــــدنـــــــــــي مروركم......
كلمات عااابره
جزاك الله خيرا