بقلم / البراء bara1
نظر لعينيها وقد اغرورقت بالدموع ..
تلك العينان تأسرانه .. تجعله أسير نظراتها الحانية ..
أزاح بيده خصلةً من شعرها تدلت على وجهها الناعم ...
ياالله كم أحبَ هذه المرأة !! .. كم رأى فيها سعادته وعمره !!
إنه يحبها .. بجنونه وعقله ..
هذه المرأة تأسره بوجهها البريء .. بعينيها الناعستين .. بصوتها العذب .. بقلبها الطاهر ..
حين تبكي .. يُظلِم العالم .. يصبح كل شيء بلا لون ولاطعم ..
وحين تبتسم .. تبتسم له الأيام وتلبس ثوبها الزاهي فتبدو أجمل ..
أيحب رجلٌ امرأة كما أحبها هو ؟؟
مسح دموعها .. وابتلع غصة في حلقه .. حاول أن يجمع الكلمات ..أن تبدو قوية قاسية :
- لابد ياعزيزتي من الفراق شئنا ذلك أم أبينا .. أنا أريد سعادتك أريد أن تكوني مثل كل النساء أريد أن ...
- أنت تعرف أن سعادتي معك أنت.
- تتكلمين بالعواطف .. ثمة أشياء في الحياة لا يحكم فيها سوى العقل ..
- وهل من العقل أن أبتعد عنك ؟!!
هل من العقل أن أهدم بيتي الذي بنيته بكل عواطفي ؟!!
هل من العقل أن أترك زوجي الذي أحب ؟!
- عزيزتي .. في الحياة أشياء كثيرة أهم من الحب ..
- لاتحاول .. ما بيننا أكبر من الحب .. مابيننا ضياء تغلغل في الوجدانِ فأشعلَ مصابيحَ الحياة ..
أرجوك لاتهدم أشياءنا الجميلة بمعول التضحية .. لا تعذبني بالفراق وأنت اللقاء الذي لا أملّه .. أنا معك وأنا لك .. حوريتك التي نذرت سعادتها من أجلك...
يا الله !!
ماذا يفعل ؟
هو لا يستطيع فراقها .. لايحتمل أن يعذبها .. لا يقوى على جرحها ..
لكن الرجولة مواقف ..
الرجولة تعني أن تكون مقداماً حين تتخذ قرارك ..
الرجولة تعني أن لا تعذب من تحب .. ألا تكون أنانيا ..
قال لها بلهجة حاول أن تكون قاسية : حبذا لو أعلمتِ والدتك بالنتائج الأخيرة .. واطلبي منها المشورة .
خرج .. وتركها مع دموعها .
أخذ الأوراق وبدأ يتفحصها ..
لافائدة .. هكذا قال له الطبيب .. كرّر ما قاله قبله الكثير من الأطباء .. التحاليل والأشعة والأدوية .. ولا فائدة .. هذا قدر الله .
قلبَه مفعم بحب الأطفال .. كان حلمه حين تزوج أن ينجب الكثير منهم .. كان يحب ضجيج الأطفال يطربه صياحهم ..
آآه .. أحتاج لجرعة إيمانية كبيرة حتى أتقبّل ما كُتب لي وأرضى بقضاء الله .. الحمد لله ..
تذكر أن الحمد هو أعلى مراتب الصبر ..فسجد لله شكراً ..
لكنه لن يحرمها من هذا الإحساس اللذيذ .. إحساسها أن تكون أماً .. فهي تملك الحنان كله .. حتما ستكون أماً رائعة..
إذن .. لابد من الفراق ..
قوّى من نفسه ..أعدّ كلماته .. لن يتراجع ...
قال لها : هل تحدثت مع أمك ؟
- لا .. لم أفعل .
- أنا جاد فيما أقول .. حاولي أخذ الأمر بجدية أرجوك .
- لن أستشير أحداً .. لاأحتاج للاستشارة .
- أنت تجعلين الموقف أصعب .. حاولي الفهم ..
- ( ........ )
- حسناً أنا أسف .. لكن لابد من قولها .. أنتِ طا...
صرَختْ به : لا .. لا تقلها ليس من حقك أن تتخذ قراراً لوحدك .. هذا البيت بيتنا معاً .. وهذه الحياة حياتنا معاً .. وحين يُتخذ قرارٌ بلإستمرار أو بالفراق نتخذه معاً ..
أتريد أن تكون أنت المضحي ؟!..أنت البطل الذي أتعب قلبه ليسعد من يحب ..؟! حسناً ..أنا أيضا أريد أن أكون بطلة مضحية .. أبيع حياتي من أجل من أحب .
- يا إلهي ! أنت لاتفهمين .. الأولاد زينة الحياة الدنيا .. أنتِ لاتزالين صغيرة وجميلة .. لك فرصة أخرى في الحياة و ..
- حياتي معكَ أنت .. ثم لاتنسَ أن الأولاد فتنة أيضا .. أنتَ لاتعلم الغيب ...
قد أنجب أولاداً ولا أجد السعادة .. قد أشقى بهم.. وقد أفقدهم ..
- كلام لامعنى له .. البيت بدون أولاد هادئ.. صامت كئيب .. لاتغالطي نفسك ..
- بل الحياة بدونك صامتة كئيبة .. لقد وهبتكَ عمري كله منذ أن وقعت على ورقة زواجنا ..
متى ستعرف يا زوجي أنك طفلي وحبي ؟
متى ستعرف أن معكَ تتحد روحي ؟
متى ستفهم معنى أن تقول أنثى لك : أيها الرائع كم أحبك ؟ .
- غدا حين تكبرين وتهدأ جذوة الحب ستملّين هذا الهدوء .. ستكرهين تضحيتك .. وربما كرهتني ..
- حينما أكبر !! .. آآه حينما نكبر معاً .. نجلس أنا وأنت متقابلين أرفء لكَ ثوبك.. وأنتَ تضع المذياع بجوار أذنك ثم تزعجني بالحديث عن السياسة .. عن جمال عبد الناصر والنكسة .. عن صدام وأمريكا .. عن العرب وحلم العرب ..
سأكره حينها حديثك لكن لا أكرهك ..
ابتسم .. : يبدو أن الحديث معك بلا فائدة.
- إذن لا داع له..
صمتَ .. همّ بالخروج ..
نادته: إلى أين ؟
- لاأدري .. أحتاج أن أخرج وأفكر وحدي .
- انتظر ..
أسرعت لتحضر له معطفه .. : الجو بارد اليوم.. أخشى عليك صفعات البرد .
ابتسم .. لمس خدها بإصبعه وقال:
الدنيا فيها الكثير من الصفعات ..أشدّ من صفعات البرد .
- أعرف ذلك .. لكنك طفلي الكبير .
انتهى
{ بقلم / البراء bara1 }
الله لطيف بعبادة يجب ان لا نيأس
ان اراد الله شيئا قال له كن فيكون الايمان بالله اهم شئ واسأل الله أن ويرزق كل المسلمين،،قصص كثيرة تدور في هذا المحور ،الله المستعان
تقبلي مروريأ،،ودمتم