لمار**

لمار** @lmar_38

محررة ذهبية

الخلاص في الإخلاص

ملتقى الإيمان


الْخَـلاص في الإخـلاص


إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له .
وأشهد أن لا إله إلا الله ، وأن محمداً عبده ورسوله .
أمـا بعـد :.

فإن الله تبارك وتعالى امتدح الإخلاص وأثنى على أهله ، فقال : (وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ)


وقال سبحانه : (قُلْ أَمَرَ رَبِّي بِالْقِسْطِ وَأَقِيمُوا وُجُوهَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ ك)

وقال جلّ ذِكره لِنَبِيِّه صلى الله عليه وسلم : (إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (2) أَلا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)

وأمر المؤمنين بما أمر به المرسلين ، فقال في شأن رسوله صلى الله عليه وسلم : () قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَعْبُدَ اللَّهَ مُخْلِصًا لَهُ الدِّينَ (11) وَأُمِرْتُ لأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ (12) قُلْ إِنِّي أَخَافُ إِنْ عَصَيْتُ رَبِّي عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ (13) قُلِ اللَّهَ أَعْبُدُ مُخْلِصًا لَهُ دِينِي)


وقال في شأن عباده المؤمنين : (قُلْ أَتُحَاجُّونَنَا فِي اللَّهِ وَهُوَ رَبُّنَا وَرَبُّكُمْ وَلَنَا أَعْمَالُنَا وَلَكُمْ أَعْمَالُكُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُخْلِصُونَ)

وتتبيّن أهمية الإخلاص في النقاط التالية :

1 - كون الإخـلاص ركنٌ من أركـان قبول العمـل الصالح ، ذلك أن الله سبحانه وتعالى لا يقبل من العمل إلا مـا كان خالصاً لوجهه ، لكونه أغنى الشركاء عن الشرك .
فعَنْ أَبِي هُريرةَ رضي الله عنه قـال : قال رسـولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قـال اللّهُ تبارك وتعالى : أَنَا أَغْنَىَ الشّرَكَاءِ عَنِ الشّرْكِ . مَنْ عَمِلَ عَمَلاً أَشْرَكَ فِيهِ مَعِي غَيْرِي ، تَرَكْتُهُ وَشِرْكَهُ . رواه مسلم
.
وقال عليه الصلاة والسلام : إن الله لا يقبل من العمل إلا ما كان لـه خالصا وابْتُغِيَ به وجهه . رواه الإمام أحمد وغيره
.
وفي قوله تعالى : (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلا)

قال الفضيل بن عياض : هو أخلص العمل وأصوبه ، قالوا : يا أبا علي ما أخلصه وأصوبه ؟ قال : إن العمل إذا كان خالصا ولم يكن صوابا لم يقبل ، وإذا كان صوابا ولم يكن خالصا لم يقبل حتى يكون خالصا وصوابا ، فالخالص ان يكون لله ، والصواب أن يكون على السنة .

قال الله تبارك وتعالى : (لْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) .

2 - أن إخلاص العمل أمان من سوء الخاتمة ، فقد روى البخاري ومسلم عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم التقى هو والمشركون فاقتتلوا ، فلما مال رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى عسكره ، ومال الآخرون إلى عسكرهم وفي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم رجل لا يَدع لهم شاذّة إلا اتبعها يضربها بسيفه ، فقالوا : ما أجزأ منا اليوم أحد كما أجزأ فلان ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنه من أهل النار ، فقال رجل من القوم : أنا صاحبه أبدا ، فخرج معه كلما وقف وقف معه ، وإذا أسرع أسرع معه قال فجرح الرجل جرحا شديدا ، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه بالأرض وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل على سيفه فقتل نفسه ، فخرج الرجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أشهد أنك رسول الله . قال : وما ذاك؟ قال : الرجل الذي ذكرت آنفا أنه من أهل النار ، فأعظم الناس ذلك فقلت : أنا لكم به ، فخرجتُ في طلبه حتى جرح جرحا شديداً ، فاستعجل الموت فوضع نصل سيفه وضوء وذبابه بين ثدييه ، ثم تحامل عليه ، فقتل نفسه ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم عند ذلك : إن الرجـل ليعمل عمل أهل الجنة فيما يبدو للناس وهو من أهل النار ، وإن الرجل ليعمل عمل أهل النار فيما يبدو للناس وهو من أهل الجنة . متفق عليه


أن العبد إذا فَقَدَ الإخـلاص كان حظُّـه من العمل الصالح هو التعـب والنصب ، كما في قولـه صلى الله عليه وسلم : رب صائم حظـه من صيامه الجـوع والعطش ، ورب قائم حظه من قيامه السهر . والحديث في المسند من حديث أبي هريرة .


فربما عَمِلَ الإنسان العمل الصالح وهو يظنّ أنه على خير ، فإذا فاته شرط من شروط قبول العمل الصالح لم يكن لـه منه إلا المشقّة ، كما لو صلى مائة ركعة في وقت النهي ، أو صام في أيام النهي كذلك ، ونحوها ، فلو كان العمل خالصاً لكنه لم يكن على السُّنّة لم يُقبل ، ولو كان على السنة ولكنه غيرُ خالصٍ لم يُقبل .

وهذا ما فهمه السلف الصالح ، فقد رأى سعيد بن المسيب رجلا يصلي بعد طلوع الفجر أكثر من ركعتين يكثر فيها الركوع والسجود نهاه ، فقال : يا أبا محمد يعذبني الله على الصلاة ؟ قال : لا ولكن يعذبك على خلاف السنة . رواه عبد الرزاق .

قال ابن القيم : لو نفع العلم بلا عمل لما ذم الله سبحانه أحبار أهل الكتاب ، ولو نفع العمل بلا إخلاص لما ذم المنافقين .

ولذا كانت مرتبة الإحسان أعلى من مرتبة الإيمـان ، لما فيها من عبادة الله ومراقبته دون الالتفات إلى الخلق .

وقال صلى الله عليه وسلم : من غزا في سبيل الله وهو لا ينوي الا عقالاً فَلَهُ ما نوى . أخرجه النسائي . فربما قاتل المقاتل فذهبت النفس والمال وليس لـه إلا مانوى من غزوه وقتاله .

3 - أن إخلاص العمل ينفع أحـوج ما يكون إليه صاحبه ، قال صلى الله عليه وسلم : من استطاع منكم أن يكون لـه خبيئة من عمل صالح فليفعل . رواه الحافظ الضياء في المختارة ، وهو في صحيح الجامع .

وفي قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى غـار فانطبقت صخرة فأغلقت عليهم فم العار فقالـوا : إنه لا يُنجيكم إلا أن تدعوا الله بخالص أعمالكم .
وفي رواية : فقال بعضهم لبعض انظروا أعمالا عملتموها صالحة لله فادعوا الله تعالى بها لعل الله يفرجها عنكم . متفق عليه .


(من كتيب الخلاص في الإخلاص ,عبدالرحمن السحيم)

اللهم ارزقنا الإخلاص في القول والعمــل وأجعل أعمالنا خالصة لوجهك الكريم,

اللهم إنا نسألك الإخلاص في القول والعمل، وكلمة الحق في الغض والرضا، وخشيتك في الغيب والشهادة، اللهم إنا نسألك صدق التوكل عليك، وحسن الظن بك، وارزقنا تقواك والإخلاص لك.
) اللهم نور بالإخلاص قلوبنا، واستعمل بطاعتك أبداننا، وخلص من الفتن سرنا، وقنا شر وساوس الشيطان.
اللهم إنا نسألك رحمة من عندك تهدى بها قلوبنا، وتجمع بها أمرنا، وتزكى بها أعمالنا، وتلهمنا بها رشدنا، وترد بها الفتن عنا، وتعصمنا بها من كل سوء.
اللهم اجعلنا من المصطفين الأخيار، وألحقنا بالصالحين الأبرار، واجعلنا من المخلصين.
اللهم اجعل يقيننا أفضل اليقين، واجعل نيتنا أحسن النيات، اللهم ارزقنا الإخلاص والخشوع والهيبة والحياء والمراقبة واليقين.
اللهم طهر قلوبنا من النفاق، وأعمالنا من الرياء، وألسنتنا من الكذب، وأعيننا من الخيانة انك تعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور.
اللهم اجعل حبك أحب الأشياء إلينا، وخشيتك أخوف الأشياء عندنا، واقطع عنا حاجات الدنيا بالشوق إلى لقائك وإذا أقررت أعين أهل الدنيا بدنياهم فأقرر أعيننا بعبادتك، يا ارحم الراحمين.
اللهم أهدنا إلى أحسن الأعمال والأخلاق لا يهدى لأحسنها إلا أنت واصرف عنا سيئها لا يصر سيئها إلا أنت. اللهم سلمنا لا تسلمنا وامنحنا ولا تمنحنا، اللهم اجعلنا في ضمانك وأمانك وإحسانك.

18
907

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ـ أم ريـــــم ـ
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله لك

غاليتي وأسأله أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال

سلمتي لنا طرح هاااااااااادف وقيم
مملكة كندة
مملكة كندة
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله لك
لمار**
لمار**
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله لك غاليتي وأسأله أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال والأعمال سلمتي لنا طرح هاااااااااادف وقيم
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله لك غاليتي وأسأله أن يرزقنا الإخلاص في الأقوال...
الله يسعدك ويرفع قدرك
لمار**
لمار**
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله لك
جزاك الله خيرا وجعله في ميزان حسناتك وغفر الله لك
وإياك الله يسعدك ويوفقك
عين شيهانة
عين شيهانة