عصفورة الربيع
الوقفة الخامسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ما تعانيه المرأة في الحمل والمخاض ، والأجر في ذلك ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال تعالى :

( فَحَمَلَتْهُ فَانْتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا قَصِيًّا * فَأَجَاءَهَا المخَاضُ إِلى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَني مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنسِيًّا * )

من هــذه الآية يتبين لنا شدة ما تعانيه المرأة في المخاض، وليس هناك ما هو أشد وأكثر ألماً من هذه اللحظة ولهذا نجد وصية الله ورســوله في حـــق الأم أكثر مـــــن الوصية في الأب ففي صحيح البخــاري عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: جاء رجـل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ( يا رسول الله من أحق الناس بحســن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك ) .

فتكـــرار النبي صلى الله عليه وسم لكلمة الأم ثلاث مــــرات يــدل على عظم حقها على ولــــدها ، وإلا فالإنســـان مأمـور بالبر بالوالدين كليهما .

والمرأة بآلام حملها ووضعها يكفر عنها من السيئات ما لا يعلمها إلا الله ، كما يكتب بذلك الأجـــــر العظيم والثواب الجزيل ، وكم من النساء في زماننا هذا تضيع على نفسها هذا الفضل ، وتكفير السيئات والذنوب، وتحصيل الأجر والـجزاء عند الله مـــن أجل أسبــاب سخيفة وتــــافهة ، فتقوم بمنع الحمل عنها بشتى الوسائل والطرق إما لأنها لا تطيق ألم المخــــاض ، أو لأنها تخشى تـربية الأولاد أو لأنها تخشى منهم الفقــــر!.. وهــــذه الحجج الواهية لا تســــوّغ لـها فعل ذلك ولا تشــــرّع ، فهي مأمـــــورة بتكثير النسل كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم ..

ويا ليتها تتأمل وتتفكر بما سيجــــلب لـها كثرة الأولاد وحســن تربيتهم من النفع في كبرها ، فحقــها لا يسقــط عــن أولادها مهما بذلوا لـها في سبيــــل ذلك ..

ويـذكر أن أعرابياً كان يطوف بالبيت حامــــلاً أمه على ظهره ، وهو يقول :
إني لــها مطيّــة لا أذعــــــــر إذا الــرّكاب نفــــــــرت لا أنفـر ..
ما حملت وأرضـعتنـي وأكثـر الله ربـــــــي ذو الجـلال أكـبـــر ..
ثم التفت إلى ابن عباس رضي الله عنه وقال : أتراني قضيت حقها ؟ قال : لا ، ولا طلقة من طلقاتها !..

http://www.gifs.cc/4flow.gif


لا زلت على أمل أن ألقى من يحط رحاله في صفحتي ..
لعل وعسى .........
عصفورة الربيع
لماذا هذا التجاهل ..
هل الموضوع لا يستأهل الرد ؟؟؟




هل أكمل الوقفات أم ماذا ............

أتمنى منكم التفاعل مع الموضوع ...

رجــــــــــــاء

ومأجورون بإذن الله
عصفورة الربيع
آه ...

لقد أحبطتموني أشد الإحباط ....:06:

ولكن لماذا ؟
أريد أن أفهم ...........................


بوركتك جميعاً .....



العصفورة الحزيــــــــــنة
:44:
! مــ هـتـان ـــزن !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

رائعة وقفاتك وتأملاتك غاليتي @ عصفورة الربيع @ استمري

فكم وكم نتمنى ان نكون مثل مريم بنت عمران عليها السلام

وبصراحة توقفت عندها كثيراً وكثيرا جداً وشدتني القراءة

واتمنى ان اعرف كيف توفيت مريم بنت عمران رضي الله عنها

لذا ساستمر معكِ في متابعة تاملاتك ووقفاتك

بارك الله فيك وجعل اعمالك واعمالنا خالصة لوجهة تعالى
عصفورة الربيع
الوقفة السادسة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فـضـــــــل الـنـخــــــــلــة ..
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ


قال الشاعر :

هامت بحب النخـــلة الشعــــــراء.... فجرت على سنن الهوى الأهواء
هي كلها خــيـــر فليـس لفضلها ......حـــد ولا لــجـمـيـلــــها إحـصـــــاء

هي الشجرة التي قال عنها النبي صلى الله عليه وسلم في حــديث عبد الله بن عمر رضي الله عنه :
( إن من الشجر شجرة لا يسقط ورقها وهي مثل المؤمن حدثوني ما هـي ؟ فوقع النـاس في شجر البادية ، ووقع فـي نفسي أنها النخلة ، قال عبد الله : فاستحييت . فقــــالوا : يا رســـــول الله أخبرنا بها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : هي النخلة ) .

وذكر ابن القيم فـي النخـــــلة وشَبَهِها بالمــــؤمن كلاماً جـميلاً في عشرة أوجه منها :
1. طيب ثمرتها ، وحلاوتها وعموم المنفعة بها ، كذلك المؤمـــن طيـــب الكلام ، طيب العمـل ، فيه المنفعة لنفسه وغيره .
2. دوام لباسها وزيتنها ، فلا يسقط عنها صيفاً ولا شتاءً ، كذلك المؤمن ، لا يزول عنه لبــاس التقوى وزينتها حتى يوافي ربه تعالى .
3. أن النخلة أصبر الشجر على الرياح ، والجهد ، وغيرها من الدوح العظــام تميلها الريــح تـــارةً وتقلعها تارةً ، وتقصف أفنانها ، ولا صبر لكثير منها على العطش كصبر النخلة ، فكـذلك المؤمن ، صبور علــى البــلاء لا تزعزعه الرياح .
4. أنه كلما طال عمـرها ، ازداد خيرها ، وجاد ثمرها ، وكذلك المؤمن ، إذا طال عمره ازداد خيره ، وحسن عمله .
ويكفيها فخـــــراً أنها ذكرت فـي القرآن الكريم في أكثر من موضع ، وهي أيضاً مــن كنوز الجنة .

كما نتعلـــم من هذه الآية جواز تمني الموت مخافة الفتنة في الدين ، فـ ( مريم ) عليها السلام لم تتمنى الموت اعتراضاً على أمر الله ، ولكنها خشيت أن يكذبها قومها ويتهموها بالزنا .