وتختلف وجهة كل شخص عن الآخر ولكن حديثنا عمن اختاروا الخروج والتحليق خارج السرب .. (أي خارج الحدود) أيّاً كان هذا الخروج لبلد خليجي أو عربي أو إسلامي أو غير ذلك .. ما يعنينا هو تجاوز الحدود للدولة التي تعيش فيها ..
*حدثتني ذات يوم عن سفرها للإحدى الدول الإسلامية حديثاً سريعاً خطر ببالي حينها سؤال ولكن الحديث طال فنسيت سؤالي .. ثم تذكرته بعد تفرقنا فقلت لعلي أسألها في أقرب فرصة .. ثم كان ذات يوم فحدثتني عن سفرها لإحدى دول الخليج .. فتبادر لذهني السؤال ذاته ..
ثم قلت لها: فلانة لا يمكنك السفر خارج الحدود دون جواز سفر أليس كذلك ؟ فأجابت : نعم ..
قلت مباشرة: فلانة كيف تصنعي بصورتك التي لابد من وجودها على الجواز !!
قالت: طبيعي موجودة صورتي .. قلت: كيف ترضين أنت يا ذات الحجاب الكامل في بلدك من أعلى رأسك وحتى قدميك أن يرى الرجال صورتك بكل سهولة وبساطة !!!
قالت : كلا هنا في السعودية نساء اللاتي يطابقن الصورة على الحقيقة .. وإذا وصلنا أي دولة نطلب نساء وبالفعل ننتظر حتى يأتوننا بنساء يطابقن الصور ولو طال انتظارنا ..
قلت : ولكني لا أعني فقط المطابقة والتي قد لا يتاح لك فيها دوماً وجود نساء والذي أعنيه رجال الجوازات الذي لابد مهما فعلت أن يروا صورتك !!
قالت : يا وميض الصورة عادية وليست ملونة وما لذي سيرونه وأنا محجبة لا يظهر سوى وجهي بدون ألوان !!
فسبحان الله هذا الحديث صدر من امرأة أحسب أنها من المتمسكات بقوة بحجابهن هنا وليس أي حجاب ولكنه مستوفي للشروط من أعلى رأسها رغم كل المغريات حولها والفتن .. فكيف بغيرها ماذا سيكون ردهن ؟
لست بحاجة يا أيتها المسافرة لأن أخبرك بحديث رسول الله وسؤال أم سلمة " إذن تنكشف أقدامهن " !! وشتان بين كشف الأقدام وكشف الوجه !!
ولست تجهلين قوله تعالى محرماً لبس الخلخال ولو من وراء حجاب ((ولا يضربن بأرجلهن ليعلم ما يخفين من زينتهن ))، ولا مجال للمقارنة بين الوجه والخلخال !
وهل نسيت قول أم المؤمنين (( كن نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهنّ أحد من الغلس)) !
سبحان الله لم يتعللن بالغلس لكشف وجوههن وأنه لن يراهن أحد إطلاقاً .. فكيف بصورة تتعللين بكونها عادية !!
عندما تتحول عباداتنا لعادات .. أو عندما نفتقد الشعور بعباداتنا التي نؤديها باستمرار أنها تقرب لله وتعبد وطاعة وامتثال عندها تصدر مثل هذه التصرفات .. ويكون مثل هذا التساهل ..وهذه الحجج الأوهى من بيت العنكبوت ..
حجابك يا أخية عبادة وليس عادة .. حجابك طاعة لله وامتثالاً لأمره ورسوله وليس فقط لئلا يراك الرجال بصورة ملونة أو عادية ..
هو اختبار من المولى لك ومدى تمسكك بشرعه .. ومدى مغالبتك لمتعتك الدنيوية الزائلة .. ونعيمها المنقطع .. لينظر هل تثبتين ؟ هل تستمرين ؟ هل تستشعرين ماذا يعني أمر المولى لك بالحجاب ؟ هل تفعلين ما أمر به امتثالاً أم عادة ؟ هل أنت على استعداد للتضحية بكل لذة ورغبة ومتعة دنيوية من أجل الله وما أمر به ؟ أم العكس ؟
أيتها المسافرة .. حجابك رمز لامتثالك أمر ربك .. فانظري من أي الفئات أنت ؟ وما مدى امتثالك لأمره وحبك له وطاعته ؟
حجابك رمز عفتك وطهارتك وكرامتك يا مسلمة .. فانظري من أي ذوات الطهر والعفاف والحشمة أنت ؟
حجابك أبلغ دعوة لغيرك فانظري مدى صدق دعوتك الأخريات للتمسك بالحجاب من خلال قوة تمسكك ..
انظري هنا لهذه التي عرفت مالها وما عليها كمسلمة عفيفة راغبة فيما عند الله ممتثلة لأمره مبتعدةً عن ما حرم رغم أنه لم يمض على إسلامها سوى ثلاثة أعوام .. يا ذات العشرين عاماً مسلمة والخامسة والعشرين والثلاثين و.. و.. انظري لمن عمرها في الإسلام ثلاثة أعوام فقط !!
انظري لمن عرفت المولى فامتثلت أمره في بلد الإلحاد والكفر .. في بلد العهر والفجور .. لم تكتف بالنصف حجاب الذي يسمى زوراً حجاب .. ولم تكتف بالقليل متعللةً بالضرورة والحاجة .. ليست كفتيات الحرمين اللاتي تركن حجابهن دون مبرر أو حاجة بل تمرداً وعصياناً وانقياداً وتقليداً ..
انظري يا أيتها المسافرة لخارج الحدود للنزهة والسياحة والترويح واخجلي من نفسك وحق لك ذلك .. انظري لمن تمسكت بأمر ربها حتى في هذه الظروف .. تأملي قولها من وراء نقاب سميك: «أنا أتحجب طاعة لله»
انظري وارثي لحالك يا أيتها المحلقة خارج السرب الباحثة عن السعادة والمتعة واللذة الزائفة بعصيان خالقك .. ومع ذلك تحسبينه هينا وهو عند الله عظيم ..
ثبتك الله يا سلطانة يا من ضربت لفتيات الحرمين مهبط الوحي وبلد الإسلام أروع الأمثلة في التمسك بالحجاب طاعة لله وامتثالاً لأمره وفرج عنك وعن كل المسلمات.. وجمعني الله بك في الفردوس الأعلى وأخواتنا المسلمات ..
بوركت يمينك ..
نسأل الله ان لايفتنا في ديننا .
لاحرمك الله الأجر ..
وهذه معلومات عن سلطانة فريمان أسمحي لي ان اعرضها بدل الرابط ..
نسأل الله ان يغفر لنا ولها ويثبتا على دينها ..