تتقلب صباح مساء في نعم تترى !!!!

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تتقلب صبــاح مســاء في نعم تتـرى
تنام دونما أرق
تستيقظ وأنت تتحرك بلا نصب
هيأ الله لك الطعام وأعانك على تناوله بشتى الطرق 
تغدو إلى عملك وتعود لأهلك بأمن وسلام .
ولقد عظمت نعمة الله على عبد
آمنه الله في داره
وعافاه في بدنه
وهيأ له قوت يومه .
فالحمد لله الوهاب، من أمر بالشكر ووعد بالمزيد
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يفعل ما يشاء ويحكم ما يريد
وأشهد أن محمداً عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته إلى يوم المزيد ..أما بعد

فلنا وقفة هنا قصيرة مع حديث رواه الإمام الترمذي في سننه،من حديث عبيد الله بن محصن الخطمي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:

فقوله: قال شارح الترمذي :
(آمناً) أي: غير خائف من عدو (في سربه) المشهور في اللفظة "كسر السين أي في نفسه"
وقيل السرب الجماعة، فالمعنى في أهله وعياله
وقيل بفتح السين أي في مسلكه وطريقه
وقيل بفتحتين أي في بيته.
فيكون المراد من الحديث المبالغة في حصول الأمن ولو في بيت تحت الأرض
ضيق كجحر الوحش أو التشبيه به في خفائه وعدم ضياعه.ن.هـ

والواقع اليوم يحكي لنا من القصص لبعض المجتمعات التي غاب عنها الأمن واختل فيها النظام في ظل ظروفها
أو الذين عاصروا الحروب الطاحنة التي تهلك الحرث والنسل فهم ينامون على أزيـز الطائرات وأصوات المدافع
ويضع الواحد منهم يده على قلبه ينتظر الموت في أي لحظة.
فلننظر إليهم نظر متأمل ومشفق، بل نسأل خالقنا سبحانه أن يتم علينا نعمة أمننا.
ونتذكر كيف أن الله منّ علينا ولم يسلط علينا من لا يخافه فينا ..
فلله الحمد والمنّـة..

فالأمن من أعظم نعم الله على عباده بعد نعمة الإيمان والإسلام 
ولا يشعر بهذه النعمة إلا من فقدها.


وإذا تدبر اللبيب قول تعالى :
{الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُالْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ}
وجد أن الأمن يقتضي الإيمان ، الأمن والإيمان قرينان 
 فلا يتحقق الأمن إلا بالإيمان، فليتفطن العبد إلى ذلك وليحقق توحيد الله تعالى في كلِّ شؤونه ، ويعرف حقه في السراء والضراء.

فالأمن التامّ هو في توحيد الله وطاعته ولزوم شكره وذكره .

إن الديار التي يفقد فيها الأمن صحراءٌ قاحلة، وإن كانت ذاتِ جناتٍ وارفةِ الظلال..
وإن البلاد التي تنعم بالأمن تهدأ فيها النفوس وتطمئن فيها القلوب وإن كانت قاحلةً جرداء.
وليعلم العبد أنه إذا ناله الله نعمة لم يرزقه إياها سواه، فلينسب النعمة إلى خالقها، ويتعبد الله تعالى بالشكر عليها
 فمن شكر فإن الله يزيده ومن أبى إلا كفران نعمه ومعصية أمره فإنه يتعرض بذلك لعذابه وغضبه .


نعوذ بالله من شر الفتن ما ظهر منها ومابطن .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
 

-- 
منقول من بريدي الاكتروني
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~