أرين

أرين @aryn

عضوة فعالة

ماذا تفعل عندما يغيظ الآخرون ابنك؟!

الأمومة والطفل

ماذا تفعل عندما يغيظ الآخرون ابنك؟!

سارة في التاسعة من عمرها طويلة ونحيفة وممشوقة، منذ سنتين بدأت تتضايق من نحافتها، فالأطفال الآخرون يطلقون عليها لفظ " عصا"، فتأتي إلى البيت غاضبة، هذا أثر على سكونها الذاتي وأدى إلى قلق الطفلة،

وساء سلوكها مع من حولها، فأصبحت تصرخ وتستاء من نفسها! تجربة سارة ليست فريدة من نوعها فالأطفال من 7 إلى 10 سنوات يغيظون بعضهم طول الوقت! بعض هذه المضايقات طبيعي ويمر بسهولة، والأطفال يغضبون بعضهم بشكل دائم ولكن عندما يركزون على طفل أكثر استجابة للغيظ أو الإحراج- يكون صيداً سهلاً- فإنهم يضايقونه كثيراً حول أي شيء وعادة يختارون المظهر الجسدي!

■ الغيظ في المنزل
ويُعرف الطب النفسي الغيظ أنه عمل متعمد يفتعل التوتر لدى شخص ما، فعندما يصف طفل رفيقه أنه غبي، تجرحه هذه الإهانة لأن طفل هذه المرحلة لديه النضوج العقلي أو الثقة بالنفس للدفاع عن نفسه فالإهانة تجرح لأنها تبدو واقعية!

معظم الأطفال يتعلمون أسلوب الغيظ من البيت، ومن خلال بعض الألعاب، وهي أساليب تساعد الطفل في مراحل نموه المختلفة، ومثل هذا الغيظ الهادئ هو أسلوب إيجابي للآباء في تعاملهم مع أولادهم! ويقول خبراء علم نفس الطفل: إن الأطفال الذين لا يتعرضون لمواقف الضيق والغيظ في المنزل يواجهون صعوبات في التعامل معها في المدرسة، وهذا الغيظ هو جزء مما يعرف بالتعلم العارض، فلا يتعمد أحد أن يعلمه للطفل ولكن يتعلمه من خلال تفاعلاته مع من حوله!

■ التضايق جزء من النضوج
الغيظ والمضايقة شيء طبيعي لدى الأطفال من 7 إلى 10 سنوات وذلك لأسباب عدة، ففي هذه المرحلة يبدأ الصغار في اختيار أصدقائهم، ليس فقط بناء على الحب المشترك للأغاني أو الألوان، فهم يحتاجون إلى رفقة من يرتاحون إليه، ويتشابه مع أدائهم وتفكيرهم، وهم يضايقون بعضهم كأسلوب للتعبير عن المنافسة.

■ تطوير التفكير
وتنامي مهارات الاتصال يؤدي إلى زيادة الغيظ والمضايقة، فالطفل بين 7 و10 سنوات تنمو لديه مرادفات اللغة وفهمه لها، فيتعلم التعبير عن أفكار أكثر تطوراً، ويصوغ ملاحظاته بشكل أفضل! فمثلاً طفل صغير يلاحظ طفلاً آخر زائد الوزن، يقوم هذا الطفل وببراءة بتقييم الموقف، ثم يصف ذلك الشخص أنه ثقيل فيضع لقباً لهذا الطفل بأنه زائد الوزن، هذا الغيظ يعطي الطفل إحساساً لذيذاً بالسيطرة على الآخرين أو على موقف معين، والشخص الذي يقوم بذلك يتعلم بسرعة أن وراء غيظه نتيجتين:
1- ضحك من الأطفال الآخرين.
2- ورد فعل من الضحية.
ويؤكد أحد الأبحاث أن معظم الأطفال يقومون بذلك بغرض التسلية.

■ كيف يساعد الأب الطفل الضحية في هذا الموقف؟
هذا الموقف فرصة لتعليم الطفل كيف يتعامل مع أزمة أو محنة ما، لذلك على الوالدين اتباع الآتي لمحاولة مساعدة الطفل لتجاوز هذا الموقف:

1- استمع متعاطفاً: دع طفلك يحكي بأسلوبه وعلى راحته ما حدث بالضبط ثم أشعره أنك تقدر ما يحس به وقل له: " من المؤكد أن ذلك قد جرح مشاعرك".
لا تقلل من أهمية مشاعره، أو تحاول سب الأطفال الآخرين، وعندما يهدأ الطفل، إسأله: كيف كان رد فعله، وكيف تعامل مع الموقف، وذلك لكي نبعد التركيز عن الحدث، ونشجع الطفل للتحدث عن دوره، فهو ليس ضحية فقط.

2- ابتعد عن المحاضرات: لا تعط الطفل محاضرات بل شجعه للاستمرار في الحديث فبدلاً من إخباره عما عليه أن يفعله دع الحوار يسير بشكل طبيعي: " ماذا حدث بعد ذلك؟".
3- إصلاح ما يمكن إصلاحه: في كثير من الأحيان يتم مضايقة الأطفال حول أشياء ظاهرية، مثل قصة شعر أو شنطة الطعام، وقد يراها الآباء تافهة، ولكن هذا خطأ، لذلك عليك- عزيزي المربي- أن تجعل مظهر ابنك الخارجي متناسقاً ومرتباً لتبعد عنه كل مضايقة ممكنة، فهذه البساطة قد تكون طريقة سهلة لتجنيبهم المشكلات.

4- الاتفاق على الردود المناسبة: تحدث إلى ابنك عما يستطيع أن يفعله المرة القادمة إذا تعرض للغيظ أو المضايقة، النصيحة البسيطة هي تجاهل الشخص الذي يقوم بالمضايقة، ولكن هذا صعب، لذا ننصح الأطفال باتخاذ رد فعل دون مواجهة، مثل آخذ موقف عدم المبالاة وكأنه لا يتضايق من كلامه ويبقى واثقاً من نفسه دون تهديد، واقفاً مستقيماً مرتاح الذراعين، وينظر إلى الشخص مواجهة، وقد يعطي استجابة غير عدوانية مثل " نعم، أنا أركض ببط، ماذا بعد ؟!" يمكن تدريب الطفل على هذه الأساليب في البيت، ومواجهة الطفل لهم انتصار في حد ذاته ويؤدي إلى توقفهم عن الغيظ والمضايقة!

5- كن نموذجا أمام ابنك: إذا كنت تريد أن لا يهتم طفلك بكلمات الغيظ من الآخرين، فعليك أن تكون أنت كذلك، اعترف أن هذا مهم ولكن لا تجعلها قضية، وفي النهاية سوف يؤثر موقف الوالد كثيراً على نظرة الطفل للضيق أو الغيظ من الآخرين!

متى تتدخل لمساعدة طفلك؟
إذا كان طفلك يتعرض لكثير من المضايقة، لاكتشاف الأمر فكر في ما يلي:
• هل أصبح شخصاً غير اجتماعي، وقل عدد أصدقائه؟
• هل المضايقة تؤثر على أداء الطفل في المدرسة؟
• هل تغيرت عاداته في الأكل أو النوم؟
• هل تستمر المضايقة إلى أكثر من أسابيع قليلة؟

إذا كانت المضايقة تؤثر على صداقات طفلك وأدائه المدرسي وموقفه بشكل عام، أي تسبب له إنزعاجاً واضحاً في حياته، فلابد من التدخل!

عليك أن تحدد موعداً لمقابلة مدرس طفلك، وناقش معه الموقف الذي وصفه الطفل، وضع خطة لحل المشكلة قدر الإمكان.
وماذا يمكن عمله لمعاقبة الأطفال الذين يضايقونه؟ يجب أن تتأكد أن المدرس قد فهم حالة الطفل جيداً!

العدد (29) إبريل 2001 ـ ص:54

http://www.waldee.com/articles/article.php?sid=382
8
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

NeeNee
NeeNee
تشكري على الموضوع
السماوي
السماوي
والله يؤرقنا الوضوع إشوي مع بعض الأباء أو الأمهااات الجاهلين ...

إيه مع الإحتسااااب كل شيء يهوووون ...
شاب قرناها
شاب قرناها
جزاك الله كل خير
أرين
أرين
وإياااااااااكم ...
بنت اجـاويد
بنت اجـاويد
مشكورة