ما أحب الودااااع
بنات الموضوع مو مهم؟
مـــوهـــومـــه*
موضوع رااائع متكامل بارك الله فيك
والله يزقنا حسن التنظيم
دورتك المذكورة هاهنا مهمة ويلزمنا التطبيق
وساضعه بالمفضله لاعيد التمعن به
دمتم بود

ما أحب الودااااع
(( الدرس الرابع ))


<< المرحلة الذهبية >>


بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبي الدين المتين ، وبعد :


قال الله في محكم كتابه ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي رَيْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَغَيْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَيِّنَ لَكُمْ ۚ وَنُقِرُّ فِي الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَىٰ أَجَلٍ مُسَمًّى ثُمَّ نُخْرِجُكُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّكُمْ ۖ وَمِنْكُمْ مَنْ يُتَوَفَّىٰ وَمِنْكُمْ مَنْ يُرَدُّ إِلَىٰ أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِكَيْلَا يَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَيْئًا ۚ وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ (5) )) سورة الحج


قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره ((ثُمَّ يُشْرَع فِي التَّشْكِيل وَالتَّخْطِيط فَيُصَوَّر مِنْهَا رَأْس وَيَدَانِ وَصَدْر وَبَطْن وَفَخِذَانِ وَرِجْلَانِ وَسَائِر الْأَعْضَاء فَتَارَة تُسْقِطهَا الْمَرْأَة قَبْل التَّشْكِيل وَالتَّخْطِيط وَتَارَة تُلْقِيهَا وَقَدْ صَارَتْ ذَات شَكْل وَتَخْطِيط ))
وقال العلامة السعدي (( ينتقلون من طور إلى طور ))



وبعد ذكر هذه الآية المباركة ، نبين أن مواسم العمر خمسة :ـ
الموسم الأول : من وقت الولادة إلى البلوغ أي ( خمس عشرة سنة )
الثاني : من زمان بلوغه إلى نهاية شبابه وذلك تمام ( خمس وثلاثين سنة ) وهو زمن الشباب
الثالث : من ( خمسٍ وثلاثين ) إلى تمام خمسين سنة وذلك زمن الكهولة
الرابع : من بعد الخمسين إلى تمام السبعين وذلك زمن الشيخوخة
الخامس : ما بعد السبعين إلى آخر العمر فهو زمن الهرم إلى أن يتوفاه الله ..!


(( والحمد لله الذي جعل الأعمار مواسم ، يربح فيها ممتثل المراسم ، ويخسر المضيع الحسير الحاسم ، فهي موضوعة لبلوغ الأمل ، ورفع الخلل ، زائدة الأرباح لمن اتجر ، مهلكة الأرواح لمن فجر ، الحسنة بعشر أمثالها إلى سبع مئة ضعف وأكثر ، والسيئة ترد المستقيم إلى حال العتر ))


والمرحلة الذهبية هي ( الموسم الثاني ) أي الفترة الشبابية التي يدور الحديث حولها ، والباعث الحثيث ينطلق من قاعدتها ، ولها سمات مميزات فلها أو عليها ، نذكر منها :


الصحة والعافية كما جاء في حديث ابن عباس في الدرس الأول (( وبهذا العمر اليسير يشترى الخلود الدائم في الجنان ، والبقاء الذي لا ينقطع كبقاء الرحمن ، ومن فرط في العمر وقع في الخسران ، فيا خيبة المفرط الحيران ))


الغنى والمراد هنا غنى النفس بطاقاتها القوية الفذة وليس ( غنى المال ) (( فينبغي للعاقل أن يعرف قدر عمره ، وأن ينظر لنفسه في أمره ، فيغتنم ما يفوت استدراكه ، فربما حصل بتضييعه هلاكه ))


القوة الجسدية في زمن الشباب والصلابة (( وهذا هو الموسم الأعظم الذي يقع فيه الجهاد للنفس والهوى وغلبة الشيطان ، وبصيانته يحصل القرب من الله تعالى ، وبالتفريط فيه يقع الخسران العظيم ، وبالصبر فيه على الزلل يثنى على الصابرين ، كما أثنى الله عز وجل على يوسف عليه الصلاة والسلام ، إذ لو زل من كان يكون ؟ ))


القوة العقلية وتشمل عدة أمور :
· صفاء الذهن
· قوة الحافظة والذاكرة
· قوة الربط بين المتشابهات وبين المتفرقات
· بالغ الذكاء والفهم والمعرفة
· التفكير والتدبير وغيرها ..!


(( وليعلم البالغ أنه من يوم بلوغه وجب عليه معرفة الله تعالى بالدليل لا بالتقليد ، ويكفيه من الدليل رؤية نفسه وترتيب أعضائه ، فيعلم أنه لابد لهذا الترتيب من مرتب كما أنه لا بد للبناء من بان ))


القوة العاطفية التي يجب أن يضبطها بضوابط شرعية وثوابت دينية ويسخرها في رضا رب البرية (( فلينظر العبد فيما يرتفع من عمله ، فإن زل فليرفع الزلل بتوبة واستدراك ، وليغض طرفه ، فقد قال الله عز وجل ((قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ۚ ذَٰلِكَ أَزْكَىٰ لَهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ (30) ))


(( والناس ثلاثة : من ابتكر عمره بالخير ودام فذلك من الفائزين ، ومن خلط وقصر فذلك من الخاسرين ، ومن صاحب التفريط والمعاصي فذلك من الهالكين ، فلينظر الشاب في أي مقام هو ، فليس لمقامه مثل ، وليتلمح شرف بضاعته وثمنها المستوفى . فالصبر الصبر ، فإن الساعي يصبر عن النكاح مع كونه شاباً شديد الشبق ، فيقال له : أحسنت ! فليصبر الشاب ليقال له : (( هَٰذَا يَوْمُكُمُ )) ، وليحذر زلله في الشباب فإنها كعيب قبيح في سلعة مستحسنة ))


الفراغ وهو سلاح ذو حدين إما أن يستخدم في المداومة على الطاعات وجمع الحسنات أو يستخدم في مزاولة السيئات وضياع الأوقات ..! فاختر لنفسك ..! قال الجنيد رحمه الله (( لو أقبل عبد على الله ألف سنة ثم أعرض عنه لحظة كان الذي فاته أكثر مما حصل له ))


قلة المسؤوليات واللقاءات والزيارات والمعارف وخاصة إذا كان الشخص ( غير متزوج ومرتبط ) ,, (( أيها الشاب أنت في بادية ، ومعك جواهر نفسية ، تريد أن تقدم بها على بلد الجزاء ، فاحذر أن يلقاك غرار من الهوى فيشتري ما معك بأدون ثمن ، فتقدم البلد فترى الرابحين فتفقع أسفاً وتبكي لهفاً ، وتقول ((يَا حَسْرَتَى عَلَىٰ مَا فَرَّطْتُ فِي جَنْبِ الله ..)) هيهات أن يرد الأسف ما سلف ))



هذه خصائص ومميزات من ( المرحلة الذهبية الشبابية ) على وجه الاختصار والعجلة


وأختم بفائدة لابن القيم الجوزية رحمه الله (( فكل نفس من أنفاس العمر جوهرة نفسية ، لاحظ لها ، يمكن أن يشتري بها كنز من الكنوز لا يتناهى نعيمه أبد الآباد ، فإضاعة هذه الأنفاس أو اشتراء صاحبها بها ما يحمل هلاكه خسران عظيم ، لا يسمح بمثله إلا أجهل الناس وأحمقهم وأقلهم عقلاً ، وإنما يظهر له حقيقة هذا الخسران يوم التغابن ((يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِنْ سُوءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَيْنَهَا وَبَيْنَهُ أَمَدًا بَعِيدًا ..(30) ))


فيا أيها الشاب ويا أيتها الشابة الله الله في استغلال شبابك وتنظيم وقتك وحياتك قبل أن تصرم وتتمنى الرجوع فلا تستطيع وتندم ..!


وصلى الله وسلم على نبينا محمد ..!


ـــــــــــــــــــــــــــ

يستفاد من هذا أيضاً في الدرس السابق (( لماذا التنظيم ؟ ))

مقدمة ابن الجوزي رحمه الله في رسالته الجميلة والقصيرة (( تنبيه النائم الغمر على مواسم العمر )) صـ 43ـ ، كما أنصح بقراءتها ، لسهولة عبارتها ، ووضوح إشارتها ، وقلة صفحاتها ، وروعة مبانيها ومعانيها ..
المصدر السابق صـ 44ـ
المصدر السابق نفس الصفحة
المصدر السابق صـ55ـ
المصدر السابق صـ 57ـ
المصدر السابق صـ 58ـ59ـ
حلية الأولياء
تنبيه النائم صـ 62ـ
إغاثة اللهفان