لا يخلو زمن أو عصر من دعوى دجال يخفي ما في نفسه من الزيغ والضلال، ويجد له من الأنصار المدجلين والأعوان المهوسين من يضحكون على عقول السذج والبسطاء من الناس لابتزاز أموالهم والتشكيك في عقائدهم، وهذا أمر مألوف ليس بغريب للبعد عن تعاليم الإسلام، وكلما بعد الناس عن الدين كلما كثرت البدع والخرافات وفشت الخزعبلات والناس مغرمون بكل غريب وجديد. فقد أضحت في هذه الأيام دعوى الاتصال بالجن والعلاج عن طريقهم موضة العصر، فكل من فاته ركب الشهرة والتقدم تقمص شخصية الطبيب الروحاني والناس بين مصدق ومكذب أو مفتون بكل ما يرى ويسمع
فقد نشرت مجلة زهرة الخليج الإماراتية في عددها الصادر بتاريخ 29/5/2004م حوار مع أحد الدجالين والمشعوذين على انه معالج روحاني لا مثيل له وقد أفردت لهذا اللقاء الصاعقة ثلاث صفحات اشتملت على بعض الصور (لزوم الدعاية) فقد كان الحوار بمثابة المخدر للمرضى وخاصة مرضى السرطان (عافاهم الله) واحتوى على الكثير من المغالطات من باب دس السم في العسل.
واليكم اخوتي هذه المغالطات التي تكشف مدى زيفه وكيف انه مشعوذ ودجال:
أولا: كنت أرى إعلانات كثيرة لمركز أبحاث الأعشاب والطب النبوي واسم هذا الرجل (خالد الكندي) مكتوب في الإعلانات تحت مسمى أخصائي الطب النبوي والإسلامي ثم اصبح فجأة معالج روحاني. فكيف حدث هذا التغير السريع والمفاجئ، علماً بان جميع علماء الدين يعتبرون العلاج الروحاني والاستعانة بالجن نوع من أنواع الشعوذة والدجل.
ثانياً: ادعى أن سرطان الثدي هو الحسد وان السرطان هو العين أي لا شيء اسمه سرطان وقد ألغى دور الطب نهائياً بكلامه هذا.
ثالثاً: ادعى انه يحمل شهادة الماجستير في الطب المثلي من جامعة "بومباي" فهل ينكر الطب المثلي السرطان؟ وهل جميع حملة الماجستير في الطب المثلي يلغون وجود السرطان ويلغون دور الطب الحديث؟؟
فلا يلغي دور الطب الحديث إلا كل جاهل ولا اعتقد أن هذا الدجال يحمل حتى شهادة الثانوية العامة او ان لديه شهادة ولكنها مزوره وإلا ليرينا شهادته مصدقة من قبل الجهات الرسمية في الدولة.
أنا لا أنكر العلاج بالقرآن بل أرفض كل أساليب المتاجرة بكتاب الله وأرفض ما يدعيه كثير من الدجالين والمشعوذين الذين يدعون قدرتهم على شفاء كل الأمراض المزمنة والمستعصية بالقرآن، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نتداوى من كل الأمراض التي تلحق بنا وأن نأخذ بالأسباب وأن نذهب إلى الأطباء المتخصصين لإجراء الفحوصات ولم يلغي الإسلام دور الطب
رابعاً: وهنا كانت الطامة الكبرى حين تحدث عن الجن قال: "أنا أتحدث واجلس معهم كثيراً وهناك جلسات تستمر حتى صلاة الفجر، نتناقش في الأمور الفقهية والدينية وعلوم الحديث والقرآن والتجويد ولا أخافهم والبعض يمكن أن يحضرهم ولا يستطيع صرفهم"
ألا يعلم بأن معظم أهل العلم قد اجمعوا على مفهوم عدم جواز الاستعانة بالجن، ومن هؤلاء العلماء سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز– رحمه الله عندما سئل عن حكم ذهاب المريض الى بعض الأشخاص ممن يستحضرون الجن.
فقال رحمه الله ((العلاج بالآيات القرآنية والأدوية المباحة لا حرج فيه إذا كان ذلك ممن يعرف بالعقيدة الطيبة والالتزام بالأمور الشرعية. أما العلاج عند الذين يدعون علم الغيب أو يستحضرون الجن فلا يجوز إتيانهم ولا سؤالهم ولا العلاج عندهم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم :" من أتى عرافاً فسأله عن شئ لم تقبل له صلاة اربعين ليلة " أخرجه مسلم في صحيحه . والأحاديث كثيرة في هذا الباب وكلها تدل على تحريم سؤال العرافين والكهنة وتصديقهم وهم الذين يدعون علم الغيب أو يستعينون بالجن، وبذلك يعلم أن العلاج لجميع الأمراض إنما يجوز بالطرق الشرعية والوسائل المباحة، ومنها القراءة على المريض والنفث عليه بالآيات والدعوات الشرعية لقوله (صلى الله عليه وسلم) :" لا بأس بالرقى ما لم تكن شركاً " وقوله صلى الله عليه وسلم :" عباد الله تداووا ولا تداووا بحرام "))
فاعلموا أن الاستعانة بالجن حرام شرعاً وليعلم هذا المشعوذ انه لا يستطيع تحضير الجن وصرفهم إلا ساحر او كاهن
مع انه قال :"الساحر لا بد أن يستعين بالشياطين" وهو لا يستعين بالشياطين بل يستعين بالجن فقط؟!!! أليس الجن هم قرناء الشياطين؟؟ يضع العسل ثم يدس فيه السم.
أليس الأجدر به أن يحيي ليله بالنوافل وقراءة القرآن بدلاً من مجالسة الجن حتى صلاة الفجر كما قال؟
اخي الكريم اختي الكريمة
هذه الرسالة امانة بين يديكم .. ستسألون عنها يوم القيامة
فارسلها لاكبر عدد ممكن من الناس لتحذيرهم وتنبيههم منه ومن أمثاله
غيرتك رهيبة على الدين الله يكثر امثالك
ويخليك ذخر للا سلام والمسلمين