فتاة تحب السلفية
وقد قال الشيخ العلامة المحدث حماد الأنصاري -رحمهُ اللهُ- : "أما العلمُ في آسيا -المقارنة بين العلماء في آسيا وإفريقيا: الحقيقة آسيا قبل هذه الدولة ما كان العلمُ في آسيا كما ينبغي قبل هذه الدولة، لأن هذه الدولة -دولة الملك عبد العزيز- هذه الدولة جاءت بخير كبير لآسيا أوّلاً ثم للعالم الآخر ثانيًا، وذلك أنه قبل هذه الدولة ما كان العلماء يُعنون بالتوحيد في آسيا كما يجب، وما كانوا -كذلك- يُعنون بالحديث كما ينبغي تطبيقًا، قد تجد العلماء قبل هذه الدولة يشتغل بعضهم بالحديث هنا في آسيا ولكنهم لا يطبِّقونه -لا يطبِّقون الحديث-، وإنما يعتمدون على مجرّد ما في المذهب -من المذاهب التي يتقيدون بها-، فهذا من ناحية.

وكذلك -أيضًا- ما كانوا يُعنون -أي: العلماء قبل هذه الدولة- ما كانوا يُعنون بالسيرة كما يجب، ولكن بتوفيق من الله عز وجل لما جاءت هذه الدولة -وهي الدولة السعودية التي نرجو أن تكون هي الطائفة المنصورة-
لما جاءت هذه الدولة قامت بعمل عظيم، وهو أن هذه الدولة نبّهت العالم الإسلامي إلى أنّ العلم لا بدّ وأن يتركّز على شيئين:

أحدهما: العقيدة -وهي الأساس-.

وثانيًا: القرآن والسنة تطبيقًا، ما هو مجرد قراءة!

فلذلك الآن العلماء من أيام هذه الدولة إلى الآن -إن شاء الله إلى آخر الدنيا- يخالف وضعهم قبل هذه الدولة، حيث إنّ الدولة نشرت العقيدة السلفية، وكذلك أيضًا نشرت السنة النبوية، وكذلك أيضًا نبّهت الناس إلى أن القرآن يجب أن يدرَس كما درسه الصحابة وكما درَسه التابعون -رضي الله عن الجميع-." انظر: المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري(2/826-827)



يتبع

فتاة تحب السلفية
وقد قامت هذه البلاد على الجهاد في سبيل الله -عزَ وجلَّ- ، ونصرت المجاهدين بحق في كل مكان، وبذلت في ذلك الأموال الطائلة ..

وهذه البلاد من أعرف الناس بالسياسة وكيفية التعامل مع الدول جميعها مسلمها وكافرها ، واستطاعت بحسن سياستها كسب ثقة العالم واحترامه وتقديره مما أثار هذا حفيظة الصهاينة والخوارج والروافض وأشباههم ..

ومن محاسن هذه البلاد معرفتها بحقيقة الخوارج الذين يتاجرون باسم الدين، ويتخذون من الجهاد وسيلة للطعن في الإسلام، وتسليط الأعداء على المسلمين .


فلما سُقِط في أيدي الخوارج والروافض والصهاينة أخذوا يثيرون الشُّبه حول هذه البلاد وحكامها وعلمائها همزاً ولمزاً، وطعناً وقدحاً، وتكفيراً وذماً...

ومن ذلك ظنهم بالله ظن السوء ، وزرع اليأس في قلوب الناس ، والإرجاف بأن هذه البلاد سترزح تحت احتلال أو أنها إذا وقعت تحت الاحتلال فما العمل؟!!

وهم بذلك منهزمون نفسياً، متحطمون أخلاقياً، متردون دينياً ، متخلفون جاهلون ظالمون، على الله مفترون...

فمن يظن أن هذه البلاد بما تشتمل عليه من الخيرات والبركات سترزح تحت احتلال الكفار فقد ظن بالله ظن السوء الذي ظنه المشركون والمنافقون والجاهليون.


يتبع
فتاة تحب السلفية
قال ابن القيم -رحمهُ اللهُ- في زاد المعاد(3/228-229) : "وقد فُسِّرَ هذا الظنُّ الذي لا يليق بالله، بأنه سبحانه لا ينصر رسوله، وأن أمره سيضمحل، وأنه يُسْلِمُهُ للقتل، وقد فُسر بظنهم أن ما أصابهم لم يكن بقضائه وقدره، ولا حِكمةَ له فيه، فَفُسِّرَ بإنكار الحكمة، وإنكار القدر، وإنكار أن يتم أمر رسوله ويظهره على الدين كله، وهذا هو ظنُّ السَّوءِ الذي ظنه المنافقون والمشركون والمشركات به سبحانه وتعالى في سورة الفتح حيث يقول: {وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ الظَّانِّينَ بِاللَّهِ ظَنَّ السَّوْءِ عَلَيْهِمْ دَائِرَةُ السَّوْءِ وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلَعَنَهُمْ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيراً} ، وإنَّما كان هذا ظنَّ السوءِ، وظنَّ الجاهلية المنسوب إلى أهل الجهل، وظنَّ غير الحق؛ لأنه ظَنُّ غيرِ ما يليق بأسمائه الحسنى، وصفاته العليا، وذاته المبرأة من كل عيب وسوء، بخلاف ما يليق بحكمته وحمده، وتفرده بالربوبية والإلهية ، وما يليق بوعده الصادق الذي لا يخلفه، وبكلمته التي سبقت لرسله أنه ينصرهم ولا يخذلهم، ولجنده بأنهم هم الغالبون، فمن ظنَّ بأنَّهُ لا ينصر رسوله، ولا يتم أمره، ولا يؤيده، ويؤيد حزبه، ويعليهم، ويظفرهم بأعدائه، ويظهرهم عليهم، وأنه لا ينصر دينه وكتابه، وأنه يُديل الشرك على التوحيد، والباطل على الحق إدالةً مستقرة يضمحل معها التَّوحيد والحق اضمحلالاً لا يقوم بعده أبداً فقد ظن بالله السَّوء، ونسبه إلى خلاف ما يليق بكماله وجلاله وصفاته ونعوته.

فإنَّ حمده وعزته وحكمته وإلهيته تأبى ذلك، وتأبى أن يذل حزبه وجنده، وأن تكون النصرة المستقرة والظفر الدائم لأعدائه المشركين به، العادلين به، فمن ظن به ذلك؛ فما عرفه ولا عرف أسماءه ولا عرف صفاته وكماله".



يتبع



فتاة تحب السلفية
ولا يعني بما سبق أن هذه البلاد المباركة معصومة ، أو أنها لا تشتمل على نقص وخلل ..

فنصرة الله لحماة دينه، القائمين بحمى الإسلام لا تستلزم أن يكونوا كاملين غير مقصرين ..

وإن كان التقصير والخلل قد يسبب بلاءً وضعفاً ، وانكساراً جزئاً لكن لا يوجب تسلط عدو ، ولا خذلاناً من الله ..


وتأملوا ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمهُ اللهُ- في دولة المماليك التي كانت مسيطرة على مصر والشام والحرمين واليمن وفيها من البدع والخرافات والمعاصي وتسلط الصوفية والأشاعرة والماتريدية ما لا يخفى ومع ذلك حلف شيخ الإسلام أنهم سينتصرون، وذكر أنهم حماة الإسلام، وفيهم الطائفة المنصورة.

قال شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية -رحمهُ اللهُ- في مجموع الفتاوى(28/532-534) : "ومن يتدبر أحوال العالم في هذا الوقت يعلم أن هذه الطائفة هي أقوم الطوائف بدين الإسلام: علماً وعملاً وجهاداً عن شرق الأرض وغربها، فإنهم هم الذين يقاتلون أهل الشوكة العظيمة من المشركين وأهل الكتاب، ومغازيهم مع النصارى ومع المشركين من الترك، ومع الزنادقة المنافقين من الداخلين في الرافضة وغيرهم، كالإسماعيلية ونحوهم من القرامطة معروفة معلومة قديماً وحديثاً.

والعز الذي للمسلمين بمشارق الأرض ومغاربها هو بِعِزِّهِمْ، ولهذا لما هُزِموا سنة تسع وتسعين وستمائة دخل على أهل الإسلام من الذُّلِّ والمصيبة بمشارق الأرض ومغاربها ما لا يعلمه إلا الله. والحكايات في ذلك كثيرة ليس هذا موضعها".


يتبع
فتاة تحب السلفية




"وذلك أن سكان اليمن في هذا الوقت ضعاف عاجزون عن الجهاد، أو مضيعون له، وهم مطيعون لمن ملك هذه البلاد، حتى ذكروا أنهم أرسلوا بالسمع والطاعة لهؤلاء-يعني التتر-، ومَلِكُ المشركين لما جاء إلى حلب جرى بها من القتل ما جرى.

وأما سكان الحجاز فأكثرهم أو كثير منهم خارجون عن الشريعة، وفيهم من البدع والضلال والفجور ما لا يعلمه إلا الله. وأهل الإيمان والدين فيهم مستضعفون عاجزون، وإنما تكون القوة والعزة في هذا الوقت لغير أهل الإسلام بهذه البلاد.

فلو ذلت هذه الطائفة -والعياذ بالله تعالى- لكان المؤمنون بالحجاز من أذل الناس، لا سيما وقد غلب فيهم الرفض، وملك هؤلاء التتار المحاربون لله ورسوله الآن مرفوض، فلو غلبوا لفسد الحجاز بالكلية.

وأما بلاد أفريقية فأعرابها غالبون عليها، وهم من شر الخلق، بل هم مستحقون للجهاد والغزو.

وأما المغرب الأقصى فمع استيلاء الإفرنج على أكثر بلادهم لا يقومون بجهاد النصارى هناك، بل في عسكرهم من النَّصارى الذين يحملون الصلبان خلق عظيم.

لو استولى التتار على هذه البلاد لكان أهل المغرب معهم من أذل الناس لا سيما والنصارى تدخل مع التتار فيصيرون حزباً على أهل المغرب.

فهذا وغيره مما يبين أن هذه العصابة التي بالشام ومصر في هذا الوقت
هم كتيبة الإسلام، وعزُّهُم عِزُّ الإسلام، وذُلُّهم ذلُّ الإسلام.

فلو استولى عليهم التتار لم يبق للإسلام عزٌّ، ولا كلمة عالية، ولا طائفة ظاهرة عالية يخافها أهل الأرض تقاتل عنه".

يتبع