هل يمكن أن تكون البيئة مقيدة لقدرات الإنسان؟ كانت الإجابة عن هذا السؤال في السابق لا تخرج عن «نعم» غالبا، إلا أن ما أثبته الطالب ناصر السهلي يؤكد عكس ذلك، فناصر الذي لم يحقق النسبة المطلوبة في امتحانات النصف الأول للصف الثاني ثانوي تخصص علوم شرعية، مكتفيا بـ 49 في المائة فقط، ابن لبيئة صحراوية جافة وبعيدة عن أضواء المدن أبهر سكان قريته الصغيرة باختراعه سيارة مستخدما مواد مستعملة وقديمة، مستعينا بآلة لحام قديمة اشتراها بمصروفه الخاص، حيث ركب الهيكل بطريقة تتواءم مع ماكينة دراجة نارية. ناصر الملقب في أوساط عائلته بـ «طير شلوى»، لأنه مواظب على إصلاح الأعطال الكهربائية والسباكة في منزله ومنازل الجيران، ومتطوع دائم لإصلاح الأعطال الكهربائية لمسجد القرية، يقول ناصر: منذ أربعة أعوام وأنا أشتري الأدوات الصغيرة والمستخدمة وبدأ اهتمامي بالابتكار، ورشتي الخاصة في منزلي، وصنعت عديدا من الاختراعات البسيطة أهمها دراجة نارية تعمل بواسطة محرك يعمل بالماء، إضافة إلى اختراع سفينة صغيرة توجه بالتحكم عن بعد (ريموت كنترول).
وأكد ناصر أن هناك عديدا من الاختراعات التي يفكر فيها، إلا أن محدودية قدراته المالية قد تعوقه أحيانا عن بعض الأفكار، مشيرا إلى أن أمنيته الوحيدة الآن هو الحصول على خدمة إنترنت، لأنها لا تصل إلى قريته، حيث إنه سيستفيد كثيرا من الاطلاع على هذا العالم الذي سيربطه بالعالم الخارجي ويهيئ له المعارف التي تلزمه عند البدء بابتكار ما.