لا تجعلي الأمة كلها خصماء لكِ يوم القيامة

انتشر في مجتمعنا ظاهرة كثير من الناس مش بتيجي في بالهم وفاكرينها أمر هين
أو على الأقل أمر أخلاقي وليس له علاقة بالدين
مع إن ذنبها عظيم جدا ومحدش يقدر على عقوبتها

لما حد بيغلط في حق حد هيجي يوم القيامة ويطالب بحقه
ورغم أن ده مش هين لأن الله يغفر ما بينك وبينه إلا حقوق العباد فإما أن تتسامح منهم وإما أن يأخذوها منك يوم القيامة
عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (( أَتَدْرُونَ مَنِ الْمُفْلِسُ. قَالُوا : الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لاَ دِرْهَمَ لَهُ وَلاَ مَتَاعَ. فَقَالَصلى الله عليه وسلم :إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِى يَأْتِى يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلاَةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِى قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ
حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِى النَّارِ))

تخيلوا بقى ايها أهون يبقى ليكي خصم واحد ولا آلاف وملايين من الخصوم ؟
أيوه مش بهزر آلاف وملايين من الخصوم
من يتعرض لمال المسلمين العام أو منافعهم العامة فإن جميع الأمة خصماء له يوم القيامة

عرفتوا إن الأمر مش هين ؟

قال الله في الغنائم التي هي مِلْك للعامَّة: ﴿ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾
وفي الحديث: "لا ضرر ولا ضرار"



احنا داخلين على الأجازة الصيفية وبيكتر الخروج
لو رحتي حديقة هتلاقي الكراسي متكسرة ومتخلعة وتيجي تقعدي مش هتلاقي مكان
تمشي في الشوارع تلاقي اي حاجة حديد متخلعة ومسروقة وبتتباع سواء غطيان البالوعات أو صناديق القمامة أعزكم الله
وقيسي عليها اي حاجة فيها منفعة عامة



أكيد طبعا إحنا بحمد الله مش هنعمل الحاجات دي
لكن بنعمل أمور أخرى فيها إساءة للمنافع العامة اللي بينتفع بها جميع المسلمين على السواء فهي مشاعة كل من أراد أن يستفيد منها لايمنع منها

نشوف أمثلة:

الطريق العام ، و الحدائق العامة والظل النافع والكتابة على الجدران وهكذا
روحوا أي حديقة أو مكان سياحي واستنوا بس الناس تقوم وشوفوا المنظر
الأكل اللي أكلوه والحاجات اللي رموها مغطية كل مكان لدرجة محدش يقدر يقعد في نفس المكان

تمشي في الطريق تلاقي الناس بترمي القاذورات والمناديل من شبابيك العربيات
أيوه مناديل متستهوينيش بيها
لوالبلد فيها مليون واحد وكل واحد رمى منديل واحد من الشباك هيحصل إيه ؟
وبعد كده نرجع نقول هو ليه الدنيا في الشوارع مليانه قمامة ؟

الكتابة على الجدران ويشوهوا مناظرها ،وقد يكتب كلاماً يخدش الحياء!.

ده حتى اللوحات الارشادية الخاصة بالمرور مسلمتش
بيعلقوا عليها أعلانات أو بيكتبوا عليها

تدخلوا الحمامات العامة أعزكم الله
شيء لا يوصف
فيها ايه لو نظفتي مكانك او مكان ابنك قبل ما تمشي ومتؤذيش اللي يدخل بعدك بالشكل ده ؟
كل ده هنتحاسب عليه
واوعوا تفتكروا إن الأمر هين

رمي القمامة في الشوارع في غير الأماكن المخصصة لها
اللي بيرمي من شباك المطبخ واللي بيرمي قدام البيت
والمهم عنده بيته من جوه يكون نظيف ومش مهم الشوارع

حتى التبول في الشوارع أعزكم الله وخصوصا في الظل نهى عنه الاسلام
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (اتَّقُوا اللَّعَّانَيْنِ قَالُوا وَمَا اللَّعَّانَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يَتَخَلَّى فِي طَرِيقِ النَّاسِ أَوْ فِي ظِلِّهِمْ))



ومن صور الاعتداء على المال العام تعاطى الرشوة لإحقاق باطل أو إبطال حق كما هو شائع في المصالح الحكومية، فقد أخْرَج الشيخان من حديث أبي حميد الساعدي – رضي الله عنه – قال: “استعمَلَ النبي – صلى الله عليه وسلم – رجلاً من الأزد يُقال له: ابْن اللُّتْبِيَّة على الصَّدَقة، فلمَّا قَدِم، قال: هذا لكم وهذا أُهْدِي إليّ، قال رسول الله – صلَّى الله عليه وسلَّم -: “فهلاَّ جَلَس في بيت أبيه أو بيت أُمِّه، فينظر يُهْدَى له أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأخذ أحدٌ منه شيئًا إلاَّ جاء به يومَ القيامة يَحمله على رَقَبته؛ إن كان بعيرًا له رُغَاء، أو بقرة لها خُوَار، أو شاة تَيْعَر”، ثم رفَعَ يدَه؛ حتى رأْينا عُفْرَة إبطَيْه: “اللهمَّ هل بلَّغْت، اللهم هل بلَّغْت ثلاثًا”

لو استخدمتي ماكينة التصوير أو ورق التصوير الخاص بالشغل أو اي حاجة خاصة بالشغل في حاجات شخصية اعتداء على المال العام






كل التصرفات اللي فاتت وغيرها كتير تعدي على مال المسلمين العام وإضرار بالمسلمين والله جل في علاه يقول: { وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا }


والله سبحانه وتعالى يقول: (ولاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا)
.
والأمة الرَّاشدة الرَّاقية المتحضرة تُعرف بتصرفاتها الواعية المسؤولة، والأمة الغوغائية المشاغبة الفوضوية تُعرف من عبثها بمقدراتها وممتلكاتها، وأسباب رقيِّها ونهضتها.

إحنا أمة الإسلام أمة النظافة والطهر والنقاء
ديننا يعلي من أمر النظافة والمساهمة في تنقية المرافق العامة من الشوائب
بل جعل ذلك شعبة من شعب الإيمان



يقول حبيبنا وقدوتنا ونبينا صلى الله عليه وسلم: (الْإِيمَانُ بِضْعٌ وَسَبْعُونَ أَوْ بِضْعٌ وَسِتُّونَ شُعْبَةً فَأَفْضَلُهَا قَوْلُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَدْنَاهَا إِمَاطَةُ الْأَذَى عَنْ الطَّرِيقِ وَالْحَيَاءُ شُعْبَةٌ مِنْ الْإِيمَانِ)

هل من يفسد في الممتلكات العامة متقيد بهذا الأدب الإسلامي الرفيع ؟

الحياة سلوك لازم تغرسي في أولادك من الصغر معنى النظافة والحفاظ على الممتلكات العامة
وابدئي بنفسك وكوني قدوة ليهم

منقوول من منتدى آخر

لا تجعلي الأمة كلها خصماء لكِ يوم القيامة - العضوة منة الكريم هي صاحبة المشاركة