هضبة الجولان السورية المحتلة

الملتقى العام

نسمع في نشرات الاخبار عن الجولان السوري المحتل
ولكن ماذا نعرف عنه









هضبة الجولان




الجولان هضبة تقع في بلاد الشام بين نهر اليرموك من الجنوب وجبل الشيخ من الشمال، تطل على بحيرة طبرية ومرج الحولة في الجليل من الغرب، أما شرقاً فتطل على سهول حوران وريف دمشق، وتبعد 50 كم إلى الغرب من مدينة دمشق. تقدر المساحة الإجمالية لها بـ 1860 كم2، وتمتد على مسافة 74 كم من الشمال إلى الجنوب دون أن يتجاوز أقصى عرض لها 27 كم.
يعتبر الجولان من الناحية الطبيعية امتداداً لسفوح جبل الشيخ ( حرمون )، الذي يصل ارتفاعه في شمال الجولان (شمال قرية حضر) إلى 2225م عن سطح البحر، ثم تقل الارتفاعات كلها كلما اتجهنا جنوباً، حيث تكون بحدود 1200 م عند سفوح جبل الشيخ، ثم تقل إلى 940م في القنيطرة وسط الجولان، وإلى 340م عند فيق، وإلى مادون سطح البحر ب125م في الحمة وسط وادي اليرموك جنوباً، مما يخلق تنوعاً مناخياً مميزاً يتراوح بين البارد والمعتدل والحار، ويشكل ظرفاً مثالياً للزراعة على مدار العام، والسياحة أيضاً، وبالتالي إقامة مشاريع صناعية ترتبط بالمنتوجات الزراعية.


يشرف الجولان في جانبه الغربي على غور الأردن بحافة مرتفعة شبه قائمة، يزداد ارتفاعها كلما اتجهنا جنوباً حتى تصل إلى 300م وسطياً، وكذلك الحافات المرتفعة المشرفة على نهر اليرموك جنوباً.
ويحتوي على مجموعة من التلال المتقاربة، والتي بدورها تشكل معالم تضاريسية غنية، تمد الجولان بكميات أكبر من المطر، والسيول بسبب ارتفاعاتها، أهم هذه التلال:
تل الأحمر /قرب مسعده/1187 م عن سطح البحر، تل عريم 1035م، تل الشيخه1211م، تل بير عجم 1158م، تل أبو خنزير 1977م، إضافة إلى تلال أخرى متفرقة مثل أبو الندى، وتل الفرس الخ…




مصادر المياه في هضبة الجولان:

يتمتع الجولان الذي تعادل مساحته 1%من مساحة سورية الإجمالية بمردود مائي يعادل 3% من المياه التي تسقط فوق سورية، و14%من المخزون المائي السوري، وإسرائيل تحصل حالياً على ثلث استهلاكها من مياه الشرب والري والاستعمالات المختلفة الأخرى من مياه الجولان وجبل الشيخ، حيث أن الجولان هو مصدر ثلث مياه بحيرة طبريا التي تمثل مصدر المياه الأساسي لإسرائيل والأراضي الفلسطينية، وقدرت كمية المياه الموجودة في الجولان بحوالي 20 مليون متر مكعب، أما الحكومة السورية فقدرت ذلك بحوالي 12.5 مليون متر مكعب، كما تبلغ كمية المياه التي تختزنها هضبة الجولان سنوياً حوالي 1.2 مليار متر مكعب.
تمتاز هضبة الجولان بغزارة أمطارها خاصة في فصل الشتاء، وتتزايد هذه الامطار مع تزايد ارتفاع الهضبة باتجاه الشرق والشمال، بسبب تضاريسها وامتدادها المعترض للرياح الغربية الممطرة بغزارة، وقد بلغ المنتوج الإجمالي لآبار المياه فيها حوالي 12.5 مليون متر مكعب، توزع على ثلاث شبكات في المنطقة الشمالية والمنطقة الوسطى الجنوبية.

تسبب غزارة الأمطار في الهضبة والتركيب الجيولوجي لتربتها على تخزين المياه في جوف الأرض، لهذا فهي غنية بالمياه الجوفية والينابيع والآبار التي تتجه لتشكل روافد أساسية لنهر الأردن وبحيرة طبريا وبحيرة مسعدة.. من أهم الينابيع: نبع بيت جن – الوزاني –صعار – الصيادة – البرجيات – جليبينة – الكبيرة – بلسم – الحمة – النخيلة – الريح – البالوع…

أما الأنهار فيعتبر نهرا اليرموك وبانياس ووادي الرقاد مصادر مائية هامة لهضبة الجولان ومحيطها، لما تحمله من كمية المياه تروي هذه المناطق وتغذي نهر الأردن بكمية كبيرة من المياه.
وإلى جانب الأنهار والأودية يوجد في هضبة الجولان عدد من الأنهار الصغيرة والسيول التي تجف في فصل الصيف، وتشكل روافد لأنهار اليرموك وبانياس ووايد الرقاد، أهم هذه السيول الصغيرة البحيراني، الجناني، الأعوج.



تاريخ هضبة الجولان:

سكنها الإنسان منذ القديم/ وتعاقبت عليها حضارات مختلفة ( الكنعانية والآرامية والإسلامية، وقد سبق الفتح الإسلامي وجود إمارتين هما الأنباط والغساسنة )، وتعود تسمية أماكن كثيرة فيها إلى تلك الحضارات:
مَجْدَل: هي كلمة عربية كنعانية تعني البرج أوالقلعة.‏
الحِمّة: تعني النبع الحار.‏
.فِيق: أصلها بالكنعانية أفيق وتعني القوة
حَرَمُون: أصلها آرامية وتطلق على جبل الشيخ وتعني المقدّس.‏
بقعايا: أصلها آرامية وتعني البقعة المنبسطة من الأرض.‏


وتشير أقدم الوثائق التاريخية المكتشفة في تل العمارنة في صعيد مصر إلى أن المصريين القدماء والحثّيين في سورية وقّعا معاهدة للسلام عام 1272 ق.م بين رعمسيس الثاني فرعون مصر وحاتوشيلي الثالث ملك الحثيين، جعلت سورية الوسطى والجنوبية، ومنها الجولان، من حصة الفرعون المصري.‏



العصر الحديث:

لا تكمن أهمية هضبة الجولان في ما تملكه من مصادر مائية وحسب، بل لارتفاع هذه الهضبة عن سطح البحر، وموقعها بين سورية ولبنان وفلسطين والاردن، ما يجعل لها أهمية خاصة في السيطرة والإشراف على الأراضي الممتدة لمسافات واسعة في هذه المناطق والسيطرة والإشراف أيضاً على مصادرها المائية ومنابع الأنهار ومجاريها، لهذا، وإلى جانب موقعها الاستراتيجي، فقد كانت الهضبة السورية هذه محط أطماع الحركة الصهيونية منذ ولدت، وقد عرض بعض قادتها على السلطات العثمانية أواخر القرن التاسع عشر أن تسمح لهم باستثمار واستئجار مرتفعات الجولان لمدة خمسين عاماً، وتقول مصادر مهتمة في شؤون المياه في المنطقة العربية، أن موقع الجولان وسيطرته على مصادر المياه الأساسية في المنطقة، كان السبب الرئيسي للاجتياح “الاسرائيلي” لمرتفعات الجولان في حزيران (يونيو) عام 1967 والتمسك بها وضمها فيما بعد.

قرار الضم الإسرائيلي:

في 14 ديسمبر 1981 قرر الكنيست الإسرائيلي فيما يسمى بـ “قانون الجولان”: “فرض القانون والقضاء والإدارة الإسرائيلية على هضبة الجولان”، وتشير الخارطة الملحقة بهذا القرار إلى المنطقة الواقعة بين الحدود الدولية من 1923 وخط الهدنة من 1974 كالمنطقة الخاضعة له، وتبلغ مساحة المنطقة التي ضمتها إسرائيل 1200 كم2 من مساحة سورية، وهو ما يعادل 0،65% من مساحة سورية، لكنه يمثل 14% من مخزونها المائي قبل 4 يونيو 1967.
وقد أكد مجلس الأمن في قراره رقم 497 بتاريخ 17 ديسمبر 1981 أن الاستيلاء على الأراضي بالقوة غير مقبول بموجب ميثاق الأمم المتحدة واعتبر قرار إسرائيل ملغيًا وباطلاً ومن دون فعالية قانونية على الصعيد الدولي؛ وطالبها باعتبارها قوة محتلة أن تلغي قرارها فورًا، مع ذلك لم يفرض عقوبات عليها.


من الناحية العملية أدى “قانون الجولان” إلى إلغاء الحكم العسكري في الجولان ونقل صلاحيته للسلطات المدنية العادية، ولم يتغير الوضع القائم في المنطقة بشكل ملموس بعد 1981 إذ أقر “قانون الجولان” السياسة التي طبقتها إسرائيل منذ 1967.



0
491

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️