انا الامل
انا الامل
الف حمد لله على السلامه والله يعطيك العافيه ويزقك الجسم الي تتمنيت يارب
Dandosh
Dandosh
يا سلام عليك يا أم عتريسة

كملي بقى :26:
ليمونة صفرة
ليمونة صفرة
يعطيج العافية متابعين الف شكر
أم زهـ14ـورة
أم زهـ14ـورة
ننتظر على أحر من الجمر
الله يعطيك ألف عافية
ضحى أحمد
ضحى أحمد
وشربت .. انتظرت لثوان قبل أن ابتلع ما اجترعته في فمي وانا اغمض عيني وبدني يقشعر تحسبا لما قد اشعر به من الم عند نزوله إلى المعده .. وابتلعت..

ولدهشتي فلم أشعر بشيء غريب بمعدتي بخلاف ذلك الشعور ( المزعج ) الذي يلازمني منذ أفقت من العملية .. كنت قد أمسكت بملعقة صغير واخذت اشرب بها الحلبة خوفا من أن اخذ جرعة أكبر من اللازم دفعة واحدة فتؤذي معدتي .. اخذت رشفة اخرى من الملعقة ولم يحدث شيء سيء واسترحت لذلك كثيرا وبدأت استمتع بالمشروب الدافيء وبطعم السكر فيه وشعرت في هذه اللحظة بعشقي للحلبة وأنا ارشف منها وكأني انهل من اكسير الحياة .. ارتويت بعد أقل من نصف الكوب بكثير .. لا ادري ان كان هذا نتيجة الشبع أو لاوهم نفسي ان معدتي اصبحت معدة ( عصفور ) لن تستطيع تناول المزيد ..

في اليوم الخامس خرجت من المستشفى .. كان الطبيب قد اخبرني قبل الجراحة اني بحاجة إلى ثلاثة ايام في المستشفى واخذت يوما زائدا حتى ارتاح وكنت سابقى يومين اضافيين فقد كان اكبر مايفزعني هو خروجي من المستشفى ولم ينزع لي الطبيب ( الدرنقة ) أو كيس الدم كما كنت اسميه ولكن الطبيب اخبرني باني لم اعد بحاجة إلى البقاء ويمكنني المغادرة رغم وجود هذا الكيس ولأراجعه بعد يومين في العيادة لينزعه لي .. وخرجت ..

رغم أن الحنين إلى بيتي كان يراودني حتى ان عيني دمعت في احد الأيام وانا بالمستشفى حين تذكرت بيتي وحياتي السابقة وتمنيت لو ينتهي كل شيء بسرعه لافيق واجد نفسي هناك مازلت بصحتي اتابع يومي حتى لو كان رتيبا يمتلأ بالملل .. كانت مجرد امنية .. لا اخفيكم اني ولحظة استعدادي لمغادرة المستشفى كنت اود لو ابقى ليوم آخر ..كنت قد بدأت اعتاد على التواجد بها حيث لا مسؤوليه على الاطلاق وكل ماهو مطلوب مني الاسترخاء والراحة وهنالك عدد لابأس به من الاشخاص رهن الإشارة لمساعدتي في اي وقت وتلبية اي احتياجات والتحقق من أي شكوى تعتريني .. ولاني اعلم ان خروجي من المستشفى لن يعني تخلصي من الالم والإرهاق الذي كنت اشعر به كما يعني أن زوجي سيسافر لعمله وعلي أن اعالج مشاكلي وحدي ولذلك فلم اكن متحمسة لخروجي كثيرا..

خرجت إلى منزل اسرتي لابقى هناك وسافر زوجي في اليوم التالي لخروجي ولن يعود قبل اسبوعين على الأقل .. لم تكن العملية بكل أثارها وتبعاتها بأشق على نفسي في ذلك اليوم من شيئين .. إبنتي .. والدرنقة . . تفننت ابنتي في اثارة اعصابي في ذلك اليوم وفي طلباتها التي تضاعفت إلى حد غير مسبوق .. طوال اليوم وانا مستلقية بالسرير وبجواري يتدلى الانبوب المنتهي بكيس الدم والذي يرقد بدوره مفترشا الأرض بجوار السرير .. واصبح المشهد المتكرر في ذلك اليوم مشهد ابنتي وهي تأتي إلي وقد ابتلت جميع ثيابها من لعبها بالماء في الحمام وتطلب مني ان اغير لها ملابسها .. فأنهض واجر خلفي اذيال الخيبة حمراء اللون لأغير لها ملابسها ثم اعود لأرقد الكيس بجواري وأنام قليلا ليمضي بعض الوقت قبل أن تاتي إلي مرة اخرى لتخبرني بأنها ( عملت ببي ) وان ملابسها مبتلة وتحتاج إلى تغيير .. في نهاية اليوم كنت قد فقدت اعصابي وبدات بالبكاء فقد كان ارهاقي شديدا واتنفس بصعوبة اكثر مما كنت عليه في المستشفى وابنتي مطالبها لا تنتهي وتتعمد ان تطلبها مني انا ولا تقبل أن يقوم بها شخص آخر .. حتى حاجتها التي كانت تقضيها في السابق بلا مساعده اصبحت تقوم بها في ملابسها لتوجد لي عملا اضافيا ترى أني أحتاج إلى وجوده ..

وبما أنها كانت وكلما ارادت مني شيئا تأتي إلي راكضة لتقف على مقربة أو فوق الكيس الرابض بجوار السرير .. فقد اصبت في تلك الايام بالفزع لمجرد اقترابها مني ابدأ بالصراخ محذرة ( كيس الدم , كيس الدم ) حتى انها وإلى الآن في لحظات الصفاء تسألني عن ( كيس الدم ) فأقول لها ( خلاص.. بح ) ..كنت اتابع الكيس والانبوب المتصل به لاتأكد ان الدم قد اصبح يتناقص به ولأن هذا الكيس قد انفصل عن جانبي في يومي الاول للجراحة مما تسبب في انسكاب محتواه علي وانا نائمة وكنت اظن ان البلل الذي احس به من العرق ولكني كنت مخطئة .. ولهذا فقد كان وجود الكيس بمثابة فزاعة خوفا من أن ينتزع فجأة وانا اتقلب أو ان تدوسه ابنتي فيرتد محتواه ثانية إلى جسدي أو ان يفسد ما به ويتلوث الجرح .. مخاوف كثيرة لا ادري ان كان لها اساس أو اني كنت على حق ..

وكان الله قد ارسل لي ملاك من السماء يتمثل في امي التي تكفلت بها في الايام التالية للجراحة حتى لم اعد اشعر بوجودها ولا بازعاجها لي واصرارها على ان تضربني في بطني بسبب وبدون سبب وكاني احمل بها جنينا سينازعها في ملكيتي .. ساعدتني امي كثيرا جزاها الله كل خير سواء فلي تحمل مسؤولية ابنتي أو في دعمها النفسي لي والمعنوي والذي كنت احتاجه بشده في تلك الأيام العصيبة ..

يوم خروجي من المستشفى كان الطبيب قد سمح لي بالبدأ في تناول العصائر بدءا من مساء ذلك اليوم. . وانتظرت المساء وكأني على موعد .. فتحت اول علبة عصير وكانت بالتفاح الطبيعي الغير محلى .. طول عمري احب التفاح وعصير التفاح ورائحة التفاح حتى كراتين بيع التفاح .. احبها .. وكان اكثر ما يعجبني في عملية تدبيس المعده اني ساحتاج للسوائل طوال شهر كامل ووطنت نفسي على ان اقضي هذا الشهر على نوع معين من العصائر المعلبة والتي احبها لدرجة الادمان .. بدأت بعصير التفاح الذي اعشقه ولان الطبيب اخبرني بان اتناول مااشاء من عصائر ماعدا البرتقال والليمون فقد طلبت من زوجي ان يشتري لي قبل سفره كمية وفيرة من العصائر من النوع الطبيعي وانتظرت حتى جاء وانا امني نفسي ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن .. فقد اكتشفت ان النوع الطبيعي لا يتواجد منه إلى التفاح والبرتقال والأناناس والكوكتيل والطماطم .. وبما اني لا استطيع تناول البرتقال أو الكوكتيل لأنه يحتوي في اجماله على برتقال كما اني لا استطيع تناول الانواع الاخرى من العصائر الغير طبيعية لان بها نسبة من المواد الحافظة والسكر .. ولأن عصير الطماطم لم يكن يزيد عن ( صلصة ) مخففة بالماء فلم يتبق أمامي إلا عصير التفاح والاناناس ..

لم اكن اتناول الاناناس كثيرا فقد قرأت على العلبة أن به سعرات حرارية أعلى مما وجدته في التفاح ولهذا فقد كان اعتمادي الاساسي على التفاح ..وطوال اسبوعين بعد الجراحة وانا اتجرع التفاح آناء الليل واطراف النهار ..وكان لسوء حظي وربما حسنه ان العصير كان تفاح أخضر فلم اكن اقبل على شربه كثيرا .. وفيما بعد وبعد مرور اسبوعين وحين بدأت الأكل كنت قد كرهت التفاح وعصير التفاح ولكني لم اكره بعد كراتين بيعه ..

وبدأت في تناول الأدوية التي وصفها لي الطبيب .. شراب الحديد ( فيروز) قال لي أن اكثر من شربه مثل الماء ( في الرايحة والجاية ) لتعويض النقص الحاد في الحديد الذي حدث لي بعد الجراحة وكان الهيموجلوبين قد وصل لدي وانا بالمستشفى لـ 9 وكسور واخبرني الطبيب انه وفي خلال اسبوعين من الجراحة سيقوم الجسم بتعويض هذا النقص باذن الله وهو ماحدث على مااظن فقد زالت الآن ولله الحمد اعراض الانيميا التي كنت اشعر بها .. بخلف الحديد كنت اتناول يوميا قرص واحد من المضاد الحيوي قوي المفعول لاسبوعين تقريبا بعد خروجي من المستشفى ولبوس مسكن للألم مرتين ولمده اسبوع بعد تقريبا..


لم اكن قد اخبرت احدا بإجرائي لهذه الجراحة أو حتى بنيتي في اجرائها .. لم يعلم بها سوى امي وابي واخوتي وزوجي وفيما عدا ذلك فقد مضى كل شيء في سرية وتكتم بناء على رغبتي.. لا ادري تحديدا ما السبب في تكتمي هذا رغم اني نويت وقبل أن اجري العملية أن اخبر كل من ارى انها بحاجة إلى اجرائها أو قد تستفيد منها .. فكرت ربما لو اخبرت اقاربي فسيثنوني عن ذلك بالتأكيد وسيبدأ كل من هب ودب بالفتيا . . على الأقل وحتى لو وافقوني سيكون هنالك ترقب للنتيجة ربما لن احتمله انا .. وربما ان البعض لن يتفهم مثل هذه الجراحة ولن يعتبرها بالأمر الجيد بل وربما اعتبرها( شماته ) .. كما ان الأمر في الغالب لن يخلوا من بعض ( سمان ) العائلة الاتي لا يجرؤن على اجراء مثل هذه الجراحة وبالتالي فربما اصاب بالعين وهي ليست كأي عين ( مدورة ومقورة .. وطخينة ).

بعد عودتي إلى المنزل بيومين إتصلت بي إبنة خالي وهي بالمناسبة صديقة لي ولكنها متزوجه في مدينة اخرى .. وبعد السلام والتحية سألتني عن احوالي فقلت لها اني متعبة وأن بطني تؤلمني لكني لم اذكر لها السبب وقلت لها اني لا اشتهي الطعام ..احسن عشان اخس شويه هكذا قلت لها .. فقالت لي ربما هذا هو تفسير رؤياي فسألتها اي رؤيا قالت لي انها حلمت بي بالأمس وان هذا هو مادعاها للإتصال لتطمئن علي .. سألتها عما رأته فقالت انها رأتني وقد اصبحت نحيفة جدا بشكل غريب واني اخذت اقول لها شوفي يافلانه شوفي وسطي بقى رفيع ازاي شوفي جسمي بقى حلو ازاي .. بصراحة ذهلت .. لا يوجد مخلوق بخلاف من ذكرت يعرف أني اجريت تدبيسا للمعده أو اني اجريت جراحة من أساسة .. وسبحان الله يبدوا ان بنت خالي بها شيء لله واحلامها لا تخيب .. ضحكت واخبرتها عن الجراحة لكني لم اخبرها عن الغرض منها وطلبت منها دعواتها ليحدث المرجوا من العملية ..

في الايام التالية اخبرت اهل زوجي فقط فقد كنت اخشى ان زوجي لن يستطيع تكتم الامر عنهم لفترة اطول فاحببت ان تأتي مني بدلا ان تأتي منه ولاجعلها ( بجميلة ) .. ولا انوي في المستقبل بإذن الله ان اخبر احدا بجراحتي إلا لمن اشعر انها بحاجة إلى اجراء مثلها ..

بعد بضع ايام من خروجي ذهبت للطبيب ليزيل ( الغالية )من جانبي .. كان الدم الخارج من الدرنقة قد تناقص بشكل ملحوظ أو تقريبا توقف .. اخبرت الطبيب بذلك فطلب مني زيارته في العيادة ليزيل لي الدرنقة .. سحب الطبيب الانبوب المغروس بجوار الجرح وشعرت به وهو يخرج وشعرت أكثر بالهواء الذي دخل مكان خروجه .. شعور مزعج ومقرف ولكنه مر على ايه حال . . كان يوم تخلصي من الدرنقة يوم عيد بالنسبة لي .. كنت بهذا قد تخلصت من سبعين أو ثمانين بالمائة من مشاكلي بعد الجراحة حتى مشكلة صعوبة التنفس والتي كنت اظنها حساسية من البنج اختفت في صباح احد الأيام حينما لم استطع مقاومة السعال وسعلت وانا امسك بطني برعب .. ولدهشتي فبمجرد ان سعلت واخرجت ماكان بصدري فقد شعرت براحة واختفت صعوبة التنفس نهائيا ربما كان هنالك سوائل تجمعت بالرئة اثناء العملية وكنت بحاجة إلى اخراجها لارتاح .. أزال الطبيب الدرنقة وقام بالغيار على الجرح وطلب مني مراجعته بعد بضعه ايام ليرى امكانية فك الخيط الجراحي .

وفي اليوم التالي إتصلت بي احدى صديقاتي بالصدفة لتطمئن علي وعلمت بالجراحة فجائت لزيارتي ..أخذنا نتحدث ونضحك كثيرا ..وطبعا كان بطني يهتز بشده خاصة وانا أقهقه من الضحك .. وبعد انصرافها ذهبت للحمام اكرمكم الله .. وكما العاده ألقيت نظرة سريعه على بطني .. وهالني مارأيت .. وجدت اللاصق الطبي الذي يغطي الجرح والذي كان أبيض ناصعا منذ قليل وقد تحول لونه إلى الاسود .. وكان هنالك سائل ما يبدوا انه دم أو شيء بين الأحمر والأسود قد بدأ يرشح من تحت اللاصق حتى انه يسيل على بطني في كل اتجاه ..

وفي ثوان كنت قد ادركت ما يحدث .. السائل الذي كان يخرج من الدرنقة الآن وبعد إزالتها قد بدأ يتفجر من بين غرز الخياطة في الجرح .. وشعرت أن الخياطة بدأت تتفتق من تلقاء نفسها ..

ومادت بي الأرض بكل ما تحمله الكلمة من معنى ..