براية

براية @bray

عضوة فعالة

الشيخ الدويش يكتب : تصفية الحسابات مع الشيخ يوسف الأحمد !!!‎

الملتقى العام

.


.





بسم الله الرحمن الرحيم



الحمد لله رب العالمين , والصلاة والسلام على نبينا محمد , وعلى آله وصحبه أجمعين , ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين .


أما بعد :
فلا أعتقد أن مسلما عاقلاً , يرى جهود الشيخ يوسف الأحمد الدعوية , وأعماله الاحتسابية , ورغبته في الخير ونشره , ووقوفه في وجه الباطل وأهله , سيتبادر إلى ذهنه أن هذا الشيخ الفاضل سيطالب بمنع شعيرة , أو تعطيل عبادة .

أنا أحد من استمع إلى التسجيل الذي تحدث فيه الشيخ عن إعادة بناء الحرم وتوسعته , وبما أن الحديث كان عن الاختلاط , فقد ذكر الشيخ مقترحه هذا , الذي سيساهم فيما سيساهم فيه , في منع الاختلاط إلى حدٍّ كبير , وليس أن المقصود في التوسعة منع الاختلاط وحده .

والشيخ فيما أعلم عنده بحث محكَّم , وله دراسة حول قضية التوسعة للحرم , مطافه , ومسعاه , ومواطن الصلاة فيه , وساحاته , وهو يرى تعدد الأدوار , لتستوعب أعدادا أكبر , وزواراً أكثر , وذلك لأن الحرم الآن يضيق بالناس , وهو محتاج إلى التوسعة , وهذا مما لا خلاف في صحته واقعاً , بل إن ضيق الحرم , خصوصاً في أوقات الذروة , يشكل هاجساً أمنياً مزعجاً , ويحتاج إلى علاج وتدخل , كما احتاجت الجمرات إلى علاج وتدخل , فكانت المشاريع , التي قضت على كثير من المخاوف ولله الحمد .

أما محاولة تأجيج الموضوع وتهويله , والمبالغة في تناوله , واتهام الشيخ بما لا يليق , وتصفية الحسابات بدعوى الغيرة على الدين وصيانة المقدسات , أو الانتصار للدين من الغلو والتشدد , فهذا لو جاء ممن له سابقة فضل ونصح , وممن عرفت منه الحمية والغيرة , لصدَّقناه وأحسنا الظن فيه , وقلنا لعله فهم خطأ , أو لعل الشيخ لم يوفق في إيصال وجهة نظره .

أما حين يكون الاعتراض من جاهل , أو منافق عليم اللسان , أو من مريد للشهرة , باحث عن المخالفة , أو ممن يريد أن يرتقي ولو بالنيل من الأخيار , أو ممن يريد أن ينتصر لرأيه الباطل , الذي دفعه إليه الهوى , وحب المنصب , ومصانعة الرؤساء , فلم يجد إلا أن يتهم مخالفيه بالجهل وعدم التعلم , أو ممن لا يثبت على رأي , وإنما رأيه المصلحة الخاصة , وسعيه للدنيا وحطامها , فهو يدور معها حيث دارت , ممن تصدر بجهل , وتعاظم بزور , وظنَّ نفسه شيئا مذكورا , فنفخ إعلام الزور بزَوره , وأبرزه وسعى في ظهوره , فظن نفسه وحيد عصره , وفريد دهره , وهو أجهل من حمار أهله , وإن أجلب الشيطان معه بخيله ورجله , أو ممن هو كالذباب لا يراعي إلا مواضع العلل , ولا يفرح إلا بما يظن فيه الخلل , فيطير بما يسمعه , فيكون أفرح به من الكهان بما يأتيهم من مسترقة السمع , قبل أن تصيبها الشهب الثاقبة .

حين يأتي الاعتراض من الجهلة والمغرضين , وأصحاب الأهواء , وأشباه المتعلمين من المتعالمين , فهذا لا قيمة له في واقع الحال , ولاحظَّ له من صحيح النظر والاعتبار .
إن من تأمل واقع الحرمين الشريفين , وما هما عليه اليوم , لا يمكن أن يقول : إن الحرمين هما هما منذ بنيانهما , بل العقل السليم , والتفكير الصحيح , يدل على أن بنيانهما غير البنيان الذي تأسسا عليه , وهذا مما دونته الكتب , وجعلته من مفاخر ومناقب من قام به , ولم نقرأ أن أحداً عاب أحداً لتجديده بناء الحرمين , وعنايته بهما .

بل لم نقرأ في عناوين الصحف , ولا في مقالات المغرضين والمتعالمين , أن خادم الحرمين الشريفين هدم جزءا من الحرم المكي , حين أمر بتوسعة المسعى , ومعلوم أن المسعى كان داخل الحرم , وتم هدمه بالكامل , بل رأينا الإشادة والثناء , ولازال الإعلام والمتحدثون يشيدون بهذا في كل محفل, وفي أي مناسبة, ولعل آخرها ما كان في افتتاح الملك لدورة مجلس الشورى .
لا أدري ما مصلحة الإعلام, أو بعض مدَّعي الثقافة, من استخفاف وازدراء واحتقار الناس, ومحاولة التأجيج والتهييج, وتحوير الكلام على غير مراده, ومعلوم أن مراد الشيخ يوسف حفظه الله وأيده , توسعة الحرم , ولو بإعادة البناء , لأدوار متعددة , ولم يكن , ولا يمكن أن يُتصور , أن قصده هدم الحرم لتعطيل الصلاة فيه, والطواف حول الكعبة, بل هو أغير على الكعبة والحرم, وأكثر برَّا بهما, وحبَّاً لهما, ومرورا عليهما, من تسعين بالمائة ممن انتقده, أو شنَّع عليه, كيف لا, وكثير ممن انتقد الشيخ وشنَّع عليه, هو من أكثر من يصرف الناس عن القبلة, ويدعوهم إلى أن يجعلوا قبلتهم أمريكا وقيمها الزائفة .

كم كنت أتمنى أن تكون هذه الحملة القذرة على الشيخ , ضد ذلك العفن الذي طالب بتدمير الكعبة, لابإعادة بناء الحرم للتوسعة على الناس , وحل كثير من المشكلات .
نعم ذلك العفن الأمريكي ريتش لوري , الذي خرس إعلام الزور, أن يتصدى لمطلبه القذر, ولزم الصمت تجاه تطرفه, بل طالعتنا صحيفة الوطن, التي شنع كثير من السفهاء فيها على الشيخ يوسف, وفي يوم الإثنين أول يوم من أيام رمضان المبارك , من عام 1429 هـ , بنشر مقالة له تحت عنوان " أوباما يزداد قوة " .

فأين تلك الغيرة يا أيها الكذبة المزورون ؟ , ولماذا خنستم عن النكير , وتصاغرت قاماتكم تحت حذاء هذا العلج الخنزير ؟ .

ترى لو خرج أحد الناصحين , وطالب بتوسعة المطاف, واقترح هدم الرواق العثماني مثلاً, أو إزالة البنيان الملاصق له, حتى يستوعب المطاف أعدادا أكبر , فهل سيقال بأنه يريد هدم الحرم , أو تعطيل الشعائر فيه ؟ .

سبحان الله العظيم !!

الشيخ يقترح مقترحا له فيه ما يؤيده علمياً , وعنده فيه بحث علمي محكَّم , وتم تقديمه للجهات المعنية , وهو مع هذا كله لم يتجاوز أبسط حق من حقوقه , التي يزعم المزوِّرون أنهم يطالبون بحمايتها, ويدعون إلى احترامها , وهي الكلمة , والتعبير عن الرأي , ومع هذا ضاقوا بالشيخ ذرعاً , واتهموه بما لا يليق إلا بهم , وما ذاك إلا لأن مقترحه يهدد أقوى حجة يحتجون بها على مخالفيهم , من وقوع الاختلاط في الطواف.

أنا على يقين أن كثيرا ممن كتب منتقدا الشيخ , لو خُيِّر بين أن يزور مكة أو واشنطن , بل بين أن يبيت في مكة أو بانكوك , لاختار واشنطن وبانكوك على مكة وطيبة , ومع هذا ثارت ثائرتهم , ولجُّوا يعمهون , وكأنهم حماة الدين , وأنصار الفضيلة .

صدقوني لو أن الشيخ طالب بأن يهدم الحرم , ويبنى بدلا منه فنادق مختلطة , أو نوادي لتعليم الرقص , لربما رأيت أكثرهم يمتدح رأيه , ويهيل عليه من صفات الثناء والتمجيد , ما لا يخطر لك على بال .

لا نشك أن الشيخ الفاضل يوسف الأحمد , ما أراد إلا النصح , وما كان حديثه عن إعادة البناء لأجل مسألة الاختلاط , بل لأن الاختلاط كان هو محور الحديث , وطرأت شبهة الاختلاط في الحرم , فقد أجاب الشيخ عن هذه الشبهة , وذكر أنه لا حجة لمن أباح الاختلاط استنادا عليها , ثم ذكر أن الحلول لمثل هذه القضية موجودة , ولأنه صادق في نصحه , محب لأمته , فقد تقدم بما يراه مناسبا من الحلول .

لا عجب أن طار من طار بخبر كهذا , وأراد أن يصفي حساباته من الشيخ , بسبب وقوفه المتواصل أمام مخططه التغريبي التخريبي , وحاول تحوير الكلام , وتصويره على غير المراد الحقيقي , إلى مرادات تلتبس على العامة , وتثير الغوغاء , وتستنهض عواطفهم بلا وعي .

بل العجب من غباء هؤلاء , حيث يفتحون على أنفسهم الثغرات تلو الثغرات , ويهدمون ما بنوه بسنوات , بمجرد مواقف عابرة , قد ينساها الناس في أسرع ما يمكن , وصدق الله ( يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين ) .

ومن هنا فإني أطرح سؤالاً على هؤلاء المرجفين , وأقول لهم : دعونا نفترض أن الشيخ يوسف طالب بهدم الحرم , وسنسيء به الظن كما فعلتم , فأيهما أعظم جرما , من قال ذلك , أم من أشرك مع الله غيره فيه ؟ .

فإن قلتم : هما سواء , فقد كذبتم , وهذا من جهلكم .

وإن قلتم : الدعوة إلى هدم الحرم أكبر , فقد كذبتم وافتريتم , فإنه إن كان هدم الكعبة حجرا حجرا أهون عند الله من إراقة دم مسلم , فمعاذ الله أن يكون التوحيد أهون عند الله من دم المسلم , والمسلم إنما يحل دمه بواحدة من ثلاث , ومنها الكفر .

وإن قلتم : بل الشرك أعظم – وهذا حق - , قلنا لكم : لماذا سكتُّم عمَّن يدعو غير الله , ويستغيث به , ويسأله المدد , وهذا واقع من كثير من الرافضة والمتصوفة , بل إنكم لو رأيتم من ينكر عليهم لجعلتموه غرضا لسهامكم !!! .

من المضحك , أن بعض من كتب منتقداً الشيخ , كان أحد من استنكر هدم بعض مواقع البدعة , وعارض التعرض لها , تحت ذريعة حماية الآثار , وهو هنا يكشف عن جهل يعيشه , أو حنق على الأخيار يعتمل في قلبه , وإلا كيف يجتمع في قلبه حفظ للبدعة , وحماية لسبل الزيغ , ودفاع عن موارد الشبهات , مع دعوى الغيرة على مقدسات المسلمين !!! .

ترى ماذا سيقول هؤلاء الأغبياء عن قادة المسلمين العظام , الذين أعادوا بناء الكعبة والحرمين , ومعلوم أن إعادة البناء تتطلب الهدم , فهل سيشنعون عليهم ؟ , أو يتهمونهم بالسوء ؟ .

ماذا سيقولون عن همِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم الكعبة , وإقامتها على قواعد إبراهيم عليه السلام ؟ , وهو الأمر الذي لم يمنعه منه إلا عهد القرشيين الحديث بالكفر , وإلا فلو قام حاكم بذلك , لكان موافقا للحق , مصيبا للسنة , محققا رغبة خير البرية .

هنا يبرز جهل هؤلاء المنافقين من جهة , ويبرز من الجهة الأخرى حنقهم وحقدهم , وعداوتهم لأهل الخير , خصوصاً المحتسبين منهم , ممن قعدوا لهم كل مرصد , وكشفوا حيلهم وأباطيلهم , وأزاحوا عنهم أوراق التوت , التي وارت عوراتهم المفضوحة .

ما صدر من الشيخ لا يعدو أن يكون رأيا علمياً , قصد منه التوسعة على المسلمين , ومنع بعض المظاهر المخالفة , وإتاحة الفرصة لأكبر عدد من المسلمين للصلاة والعبادة والطواف , ومراعاة مصالح ذوي الاحتياجات الخاصة , ولم يكن له غير ذلك , وهو ليس معنيا بأراجيف المبطلين , ولا بتأويل الحمقى , ولا بتصفية الحسابات , ولا بجهل الجهلاء , أو غباء الأغبياء , ومعاذ الله أن يكون الشيخ يقصد غير الخير , أو يدعو إلى سوء , فمن عرفه , وعرف غيرته ونصحه , فلن يتردد في ظن الظن الحسن به , واتهام محرفي قوله لمقاصد دنيئة بما يبرأ الشيخ منه .

ثم أتوجه إلى الشيخ الفاضل يوسف الأحمد قائلا : سر في طريقك وفقك الله , ولا تلتفت لأقوال المرجفين والمخذلين , فلقد عرفناك ناصحا صادقا , محبا للخير , باذلا للمعروف , محتسبا على أهل الباطل , تشهد لك مواقفك الخفية والمعلنة , بصدق الطاعة , وحسن الولاء , والنصح بالحكمة واللين والمعروف .

واعلم أن هؤلاء لم يجلبوا عليك إلا لدغل في أنفسهم , ولمحاولة التشغيب عليك لصدك عن مواجهتهم , بل عليك أن تستبشر بما رأيت , وأن تعلم أنه معيار واضح , تستدل من خلاله على عظيم نكايتك بهم , حتى أخرج الله أضغانهم , ونصبوا مشانق التهويل , واتهموك بما كنت تحاربهم من أجله , فلقد كنت تحاربهم لصدهم الناس عن البيت , فإذْ بهم يتهمونك بذلك , فسبحان من نصرك عليهم , وجعل فيما أرادوا النيل منك به , وبالا عليهم , وفضيحة لهم .

اللهم عليك بالفجرة المنافقين , والخونة الليبراليين , والرجس العلمانيين .

اللهم اهتك سترهم , وزدهم صغارا وذلا , وأرغم آنافهم , وعجل إتلافهم , واضرب بعضهم ببعض , وسلط عليهم من حيث لايحتسبون .
اللهم اهدِ ضال المسلمين , وعافِ مبتلاهم , وفكَّ أسراهم , وارحم موتاهم , واشفِ مريضهم , وأطعم جائعهم , واحمل حافيهم , واكسُ عاريهم , وانصر مجاهدهم , وردَّ غائبهم , وحقق أمانيهم .
اللهم كن لإخواننا المجاهدين في سبيلك مؤيدا وظهيرا , ومعينا ونصيرا , اللهم سدد رميهم , واربط على قلوبهم , وثبت أقدامهم , وأمكنهم من رقاب عدوهم , وافتح لهم فتحا على فتح , واجعل عدوهم في أعينهم أحقر من الذر , وأخس من البعر , وأوثقه بحبالهم , وأرغم أنفه لهم , واجعله يرهبهم كما ترهب البهائم المفترس من السباع .


اللهم أرنا الحق حقا وارزقنا اتباعه , والباطل باطلا وارزقنا اجتنابه , ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل ..
سليمان بن أحمد بن عبد العزيز الدويش - أبومالك
30
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

براية
براية
من اقوى الردود وافضلها جزاك الله خيرا ياشيخ سليمان ورد عن عرض النار يوم القيامة
متفائله رغم الهموم
جزاك الله خير
سامية المقام..
والله ان رده اراحني من شيئ ما في نفسي
جزاه الله خير وجزاك انت كذلك
$طيف$
$طيف$
جزاك الله خير
@ورده حمراء@
@ورده حمراء@
جزاك الله خير