قصة الصحابي ابو لبابه الانصاري عندما افشى سر رسول الله وعقابه لنفسه حتى نزلت به آيه

الملتقى العام

موقف أبي لبابة الأنصاري مع بني قريظة



وقد سألني سائل بالأمس عن أبي لبابة هذا الذي عندما طلب اليهود من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يأتيهم ليستشيروه، وقد كان حليفهم مع الأوس في الجاهلية، فاجتمع عليه صبيانهم ونساؤهم وأخذوا يجهشون بالبكاء والعويل، والرجال تسأله: ماذا يريد منا محمد؟ وإن استسلمنا له فبماذا سيجازينا ويعاقبنا؟ وقد كان حصرهم في حصونهم لمدة شهر، وهم يأبون الاستسلام، ثم بعد ذلك أرسلوا له يقولون: (ألا تعاملنا معاملة قبائل بني النضير بأن تأخذ أموالنا وأرضنا وتتركنا ونساءنا وأطفالنا، فقال النبي عليه الصلاة والسلام لهم: استسلموا دون قيد ولا شرط) أو كما قال عليه الصلاة والسلام. يعني: لا تشترطوا، بل استسلموا وسأحكم عليكم بما أريد، وبما يلهمني الله عند ذلك، فاستشاروا أبا لبابة. وإذا بـأبي لبابة عندما بكت أمامه النساء والأطفال وسألوه: ماذا يراد بنا؟ فأشار لهم بأصبعه إلى حلقه. أي: الذبح! فعلم أنه خان الله ورسوله، وكشف سراً من أسرار النبي عليه الصلاة والسلام، وهو لم يقل: موت ولا ذبح، ولكنه أشار إليهم بأنه لن يعاقبهم ويجازيهم بما جازى به بني النضير قبلهم، وإنما يريد ذبحهم وقتلهم؛ لأن بني قريظة تزعموا التأليب والتحزيب على رسول الله صلى الله وعليه وسلم بقيادة طاغيتهم وكبيرهم في الكفر كعب بن أسد ومعه حيي بن أخطب الذي تنقل بين قبائل العرب يؤلبهم على رسول الله عليه الصلاة والسلام والإسلام. ثم إنهم هم الذين أفسدوا بني النضير على النبي عليه الصلاة والسلام والمسلمين، فكان جزاؤهم أشد وأقوى عقوبة من بني النضير. فالنبي عليه الصلاة والسلام ينتظر أبا لبابة الأنصاري ليخبره خبر بني قريظة، فإذا به يذهب إلى المسجد ويربط نفسه بسارية من سواريها، ويقول: علي عهد الله ألا أعود لأرض خنت الله فيها، وعلى أن أربط نفسي ولا أحلها ما لم يتب الله علي، فبقي ستة أيام مربوطاً في السارية تأتيه زوجته فتحله عند أوقات الصلاة، ثم تعود فتربطه. وعندما أخبر عليه الصلاة والسلام بخبره قال: لو أتاني لاستغفرت له، أما وقد أبى إلا ذلك فليترك وما أراد، عسى الله أن يغفر له. وبعد انتهاء معركة بني قريظة كان النبي صلى الله عليه وسلم عند أم سلمة وإذا به يضحك ويتبسم عليه الصلاة والسلام، وذلك عند السحر، فسألته أم سلمة : ما الذي أضحكك يا رسول الله، أضحك الله سنك؟ قال: قد نزلت التوبة من الله على أبي لبابة بن عبد المنذر ، وكان الحجاب لم ينزل بعد، فقالت: يا رسول الله، أتأذن لي أن أبشره؟ قال: إن شئت! وإذا بها تفتح باب غرفتها وتصيح: أبشر أبا لبابة فقد نزلت توبتك من الله، وغفر الله لك. وإذا بمن كان في المسجد من المؤمنين المنتظرين لصلاة الصبح، يتسابقون إليه مهنئين ومباركين، ويريدون حل رباطه من السارية، فقال لهم: لا، حتى يحلني رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده. وإذا بالنبي عليه الصلاة والسلام عندما خرج من حجرته لصلاة الصبح يرى أبا لبابة لا يزال مربوطاً فيحله بيده صلى الله عليه وسلم. وقد نزل في أبي لبابة عندما خان الله بما أشار به لإخوة القردة والخنازير أنه الذبح، نزل قوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ . وعندما نزلت توبته، نزل قوله تعالى: وَآخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللَّهُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ .
23
7K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ورررده
ورررده
,


رضي الله عن ابو لبابة وعن جميع الصحابة وحشرنا الله معهم واسكنا جوارهم في الاخرة

امين




:26:
شمعة أمل|
شمعة أمل|
جزاك الله خير أختي
رند55
رند55
بارك الله فيك
ورقة خريفية
ورقة خريفية
بارك الله فيك
بارك الله فيك
قصص الصحابه لايشبع منها ولايمل حتى الاطفال اذا عودناهم على قصصهم يحبونهم ويشعرون بالراحه في نومهم حاولوا ان تقصوا عليهمكل ليله قصة صحابي من كتب وقصص الاطفال لاتجعلوهم ينسون دينهم ولايلهيهم الايباد بل استغلوه لفائدتهم في دينهم
um Rema
um Rema
جزاك الله خير