كلمات وتأملات حول فن الخضوع !!

كلمات وتأملات حول فن الخضوع ,,!!


قالت لي احدى بنات حواء ذات يوم: من اين تستمدين افكار مقالاتك التي تتناولين من خلالها ادق تفصيلات التعامل بين الزوجين دون ان تخوضي التجربة ذاتها؟!، #
قلت لها: الامر بسيط جداً يا صاحبتي,, فأنا على الدوام استمع لكل ما يطرح في مجالس النساء- وأنت ادرى بهن وبما يدور في مجالسهن!- وإن تأملت في احاديث
النساء وجدتِ اكثرها يدور حول حياتهن الزوجية، فهذه تشتكي وتلك تئن وثالثة ورابعة تندبان حظهما العاثر 1 !!،:06:
وأنا بحضوري في تلك المجالس بين امرين: فإما ان تجديني عنصراً فعالاً اناقش وأبرهن وأحاج :o، وإما ان تجديني صامتة اتأمل بروية وأفكر وأربط وأستنتج ذهنياً كل
الاسباب والمسببات لما يطرح من مشكلات :29:,, قالت لي: انا عندي مشكلة يا ليلى,, سأطرحها عليك وأرجوك ان تدليني على طرائق حلها!!،
ثم حكت لي عن معاناتها مع زوجها الذي ضاقت به ذرعاً وبسيطرته وتحكمه في ادق تفصيلات حياتها وسخريته الدائمة بها، فما كان مني الا ان استدرجتها في الحوار
لأستنتج اسباب نزوع زوجها الى تلك التصرفات، فقلت لها: هل تشعرين زوجك دوماً باستقلاليتك عنه؟! قالت: ماذا تقصدين؟ انا لم افهم مرادك؟ فسألتها بشكل اكثر
تفصيلاً: هل ترددين على مسامعه بعض العبارات من مثل قول: انا معطيني الله راتب ومستغنية الحمد لله!! او: اذا ما تبي تدفع انت خليه على حسابي! او: خذ
الفلوس وهات لي كذا! هل ترددين على مسامعه عبارات عن دلالك وسد جميع احتياجاتك قبل زواجك منه؟! هل تكثرين من الحديث عن اهلك وحياتك الرغدة الناعمة عندهم
قبل زواجك الميمون او المشؤوم كما ترددين؟! هل تتذمرين من قلة ذات يده وعدم اجابته لكل طلباتك؟! هل تفعلين شيئاً من ذلك يا صاحبتي؟!،
ولما لم ترد، نظرت اليها أستنجزها الاجابة فاذا بها مشدوهة ومندهشة وهي تسألني بتعجب بالغ: كيف عرفتِ ذلك بالله عليك ؟!،
قلت لها: كما اخبرتك يا صاحبتي,, ان الامر سهل جداً ولا يحتاج إلا لقدر بسيط من العلم بالطبائع وفهم النفسيات,, فطبيعة الرجل انه يعتد دائماً بذاته
ورجولته وقوامته,, وعلى ضوء ذلك فنفسيته لا تسمح بمجرد الشعور بخلخلة وضعه في اسرته او في نفس زوجته، فاذا ما اشعرت زوجك- كما في عباراتك تلك- بعدم
احتياجك له وبغناك عنه واستقلاليتك بدونه، فمن الطبيعي ان يفرض عليك سلطته ويضيق عليك الخناق ويحد من حريتك :02:,, دعي هذا الآن وأخبريني عن رأي زوجك في
وظيفتك,,
قالت: يا الله,, ما اكثر ما يهدد بمنعي وإرغامي على تركها مع انه قد وافق على اشتراطها قبل عقد القران، ورغم انه المستفيد الاول من دخل تلك الوظيفة اذ
كفته ووفرت عليه كل ما يتعلق بالانفاق علي، فضلاً عن مساعدتي له كلما احتاج!،
قلت لها: ان زوجك يدرك ان الوظيفة هي سبب استقلاليتك وعدم احتياجك له، فتجدينه يضغط عليك في هذا الجانب لأنه يعاني من صراع في داخله بين رغبته بالعوائد
المادية من تلك الوظيفة وبين استشعاره بأنها تهدد دوره القيادي وقوامته عليك! وهذا تفسير سلوكه,, بينما انتِ في الحقيقة مَن سبّب تلك المشكلة,, فهل رأيتِ
يا صاحبتي نتائج عدم اشعار الزوج بأهميته ورجولته؟! قالت: نعم,, نعم,, ولكن ماالحل؟!،
قلت لها: الحل يا صاحبتي كامن في خضوعك له! قالت: ليس ثمة معاهد تعلم تلك اللغة يا غاليتي !! فقولي لي كيف يكون ذلك بالله عليك؟!،
قلت لها: ان الرجال يا عزيزتي يختلفون عن بعضهم,, كما ان نشأتهم وبيائتهم تختلف كذلك,, فثمة الجلف الخشن القاسي 2 الذي لا يريدك ان تخالفيه لا في صغيرة
ولا في كبيرة سواء كان محقاً ام مخطئاً :30:، ومثل هذا الرجل يجب ان تعامليه بأسلوب سم طال عمرك و على العين والراس و انت تأمر امر :32:!! حتى لو كنت ترين غير
رأيه، فاذا ما شعر بأنك خاضعة لأمره مستجيبة لرأيه هدأ وسكن واطمأن وارتاح باله, وهنا يتجلى ذكاؤك في ابداء رأيك بأسلوب غير مباشر، حيث تعرضين رأيك بأسلوب
استشارة واسترشاد على ان تظهري له انه اهل للمشورة ومن ذوي الكفاءة، وبلباقتك وحسن اقناعك ولين اسلوبك تحققين مرادك من ذلك الرجل!،
اما اذا واجهته بعنف فسفهت آراءه وقلت له بأسلوب القصف والقنابل: ما عندك سالفة,, او والله ما تدري وين الله حاطك او الحمد لله والشكر,, يا الله لك الحمد
عاد هذا رأي يقوله رجال فاهم ؟!! اذا ما فعلت ذلك فأبشري بحرب ضروس تأكل الاخضر واليابس من اعصابك وراحة بالك :19:! وتجبرك على فعل ما تكرهين مرغمة ذليلة!!
لأنك بفعلك ذاك تستثيرين رجولته وقوامته فيعمد الى محاولة السيطرة عليك وفتل عضلاته امامك!!
اما الرجل الديمقراطي الذي يعطيك حقك ويتيح لك فرصة ابداء الرأي ويأخذ بمشورتك فلن تؤدي حق شكره مهما فعلت، ولكن حسبك ان تعترفي بفضله عليك وأن تتفاني في
خدمته وطاعته والخضوع له,,:32:
والخضوع يا صاحبتي ان تظهري اللين واللطف في معاملة زوجك، وأن تشعريه بفضله عليك ومكانته لديك، وما اكثر العبارات والسلوكيات التي تؤدي الى تلك النتيجة,,
الخضوع يا صاحبتي ان تميزي بين شخصيتك عند ابنائك وشخصيتك عند زوجك! فلا تعاملينه على انه واحد منهم يحق لك توجيهه وتعليمه وتصحيح اخطائه!! ولومه وتعنيفه
على زلاته!!،
الخضوع يا صاحبتي ان تلفتي نظر زوجك الى ما تريدين من طرف خفي وبأسلوب الإيحاء النفسي,, لأن الامر المباشر غالباً ما يستثير عناد الرجل ويعزف على اوتار
قوامته، وعندها سيطوي عنك كشحاً ضارباً بما تريدين عرض الحائط!! وعندئذ ستكونين الخاسرة بلا شك!،
الخضوع يا صاحبتي ان تتفنني في استغلال ذكائك وتوظيفه في كل سبيل يؤدي الى ارضاء زوجك وإسعاده في حياته معك,, وإن شئت اخبرتك لاحقاً بمزيد من التفصيلات
الدقيقة!،
قالت: نعم,, نعم,, ولكنني عشت كل هذه السنوات المنصرمة على هذا الاسلوب، فكيف يمكنني ان اغير الوضع؟!! إن العود على اول ركزة يا صديقتي ! قلت لها: هذا كلام
العاجزين يا صاحبتي! فإن من مميزات الانسان قدرته على تحويل السالب الى موجب، فلا تتخاذلي او تعجزي، أترضين ان تسير حياتك كلها على هذا المنوال؟!،
قالت: لا والله, ,لا اريد ذلك!،
قلت: اذن,, فدونك وما تريدين,,
قالت: وكيف اتخلص من سخريته الدائمة مني وتقليله من شأني؟!،
قلت لها: ايضاً بالخضوع تتخلصين من ذلك,, لأن زوجك يرى اعتدادك بنفسك فيشعر بأنك تترفعين عنه، وقد تظهرين ثقافتك وسعة اطلاعك بنية سليمة ومقصد بريء فيفسر
كلامك وسلوكك على انه غرور واستعلاء عليه، فيبدأ بأساليبه الدفاعية 3 التلقائية القائمة على شعوره بالافضلية وفق ما تقتضيه موازين الرجولة! يبدأ في
الحط من شأنك بأسلوب السخرية والتهكم وسائر ضروب التطنز !!،:01:تح
كما اخبرتك يا صاحبتي,, ان الخضوع هو الحل، وأضيفي اليه مدح زوجك والثناء عليه وإشباع نرجسيته,, عبّري له باستمرار عن اعجابك بآرائه,, وأكثري من استشارته
والاستشهاد بأفكاره في الخلوة والجلوة، وفي حضرة اقاربه وأقاربك,, وإياك ان تنسبي اليه الخطأ ولنفسك الصواب عياناً بياناً! وخاصة ان كان اقل منك تعليماً
وأدنى مؤهلات، وإن كنت لا بد فاعلة فأشيري الى الصواب بأسلوب لبق دون ان تنسبيه الى نفسك لئلا توغري صدره عليك حين يشعر بتفوقك عليه!!،
وإن حدث ونسيت ما سبق فسخر زوجك منك فقابلي اساءته بالاحسان,, ابتسمي له واشكريه,, وقولي له بلهجة عرفان وامتنان خاضعة 4 كل ما يأتي من الحبيب,, حبيب !!
وإن لم يندم على مقولته ويخجل من تصرفه فلك مني اي شيء تطلبينه!!،
عندها قالت لي صاحبتي: شكراً لك يا عزيزتي ,, لقد استفدت حقيقةً من هذه المحاورة,,
فقلت لها ضاحكة: اما انا فقد استفدت موضوع مقالة جديدة!!،


،*الهوامش :

# كان هذا قبل زواجي !!
1- دوافع ذلك على الغالب ثلاثة: اما ان يكون كفراناً للعشير كما اخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم وكما يشهد به واقع الكثيرات! وإما درءاً للعين
والحسد! وإما ان تكون الزوجة فعلاً مبتلاة بزوج علة من فئة شجّك او فلّك او جمع كلاً لك ! وكان الله في عون زوجات اولئك!!،
،2- وغالباً ما يكون كذلك من لم ينل إلا قسطاً يسيراً من التعليم والثقافة!،
،3- وفق سياسة الهجوم والدفاع !!،
،4- لهجة خاضعة وليست ساخرة!!،



تحياتي ..