الاميرة الشهري
ان الفتنة ثابتة بالسنة في أحاديث كثيرة، منــها قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنِّي قَدْ رَأَيْتُكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ» رواه مسلم.
ومنها ما ثبت عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ t قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِذَا قُبِرَ الْمَيِّتُ -أَوْ قَالَ أَحَدُكُمْ- أَتَاهُ مَلَكَانِ أَسْوَدَانِ أَزْرَقَانِ، يُقَالُ لِأَحَدِهِمَا الْمُنْكَرُ وَالْآخَرُ النَّكِيرُ، فَيَقُولَانِ :مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ مَا كَانَ يَقُولُ: هُوَ عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ، أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ هَذَا، ثُمَّ يُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِي سَبْعِينَ، ثُمَّ يُنَوَّرُ لَهُ فِيهِ، ثُمَّ يُقَالُ لَهُ: نَمْ. فَيَقُولُ : أَرْجِعُ إِلَى أَهْلِي فَأُخْبِرُهُمْ. فَيَقُولَانِ: نَمْ كَنَوْمَةِ الْعَرُوسِ الَّذِي لَا يُوقِظُهُ إِلَّا أَحَبُّ أَهْلِهِ إِلَيْهِ، حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ. وَإِنْ كَانَ مُنَافِقًا قَالَ: سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ فَقُلْتُ مِثْلَهُ لَا أَدْرِي. فَيَقُولَانِ: قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ. فَيُقَالُ لِلْأَرْضِ: الْتَئِمِي عَلَيْهِ. فَتَلْتَئِمُ عَلَيْهِ، فَتَخْتَلِفُ فِيهَا أَضْلَاعُهُ، فَلَا يَزَالُ فِيهَا مُعَذَّبًا حَتَّى يَبْعَثَهُ اللَّهُ مِنْ مَضْجَعِهِ ذَلِكَ»رواه الترمذي.



ومن أدلة فتنة القبر
ما جاء عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ t قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا فَرَغَ مِنْ دَفْنِ الْمَيِّتِ وَقَفَ عَلَيْهِ فَقَالَ: «اسْتَغْفِرُوا لِأَخِيكُمْ، وَسَلُوا لَهُ بِالتَّثْبِيتِ؛ فَإِنَّهُ الْآنَ يُسْأَلُ» رواه أبو داود.
وهذه من السنن الغائبة، فينبغي إذا فرغ الناس أن يمكث الناس بعد الدفن نحوا من ربع الساعة بقدر ما ينحر الجزور يسألون الله المغفرة والثبات للميت.



فمَن المفتون في قبره؟
لا خلاف في أنَّ الذي يُفتن: المؤمن والمنافق. وأنكر بعضهم أنَّ الكافر يُفتن مستدلاً بدليل عقلي وهو: أنه لا فائدة من سؤاله؛ لأنه قد بان كفرُه. والصحيح ما قضى به حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم من فتنة الكافر كما في حديث البراء، وأما قوله: بان كفرُه فإن المؤمن الذي بان إيمانه يُفتن فما الفائدة من سؤال؟؟ فمثل هذه الأمور الواجب على المسلم أن يُسلِّم فيها لله تعالى وألا يُقحم عقله فيها، والعاقل من قدم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يعارضه بشيء ولم يضرب به الأمثال

فما الذي يترتب على الفتنة؟
أحد أمرين: عذاب أو نعيم. فمن اجتاز الامتحان وثبته الله نُعِّم في قبره، ومن لم يوفق للإجابة الصحيحة عذب والعياذ بالله. فمن أدلة العذاب حديث زَيْد بْن ثَابِتٍ t قال: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ، فَكَادَتْ تُلْقِيهِ، وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ، فَقَالَ: «مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ»؟ فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا. قَالَ: «فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ»؟ قَالَ: مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ. فَقَالَ: «إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا، فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْه» رواه مسلم.
ودليل النعيم قول نبينا صلى الله عليه وسلم: «لَمَّا أُصِيبَ إِخْوَانُكُمْ بِأُحُدٍ جَعَلَ اللَّهُ أَرْوَاحَهُمْ فِي جَوْفِ طَيْرٍ خُضْرٍ تَرِدُ أَنْهَارَ الْجَنَّةِ، تَأْكُلُ مِنْ ثِمَارِهَا، وَتَأْوِي إِلَى قَنَادِيلَ مِنْ ذَهَبٍ مُعَلَّقَةٍ فِي ظِلِّ الْعَرْشِ. فَلَمَّا وَجَدُوا طِيبَ مَأْكَلِهِمْ وَمَشْرَبِهِمْ وَمَقِيلِهِمْ قَالُوا: مَنْ يُبَلِّغُ إِخْوَانَنَا عَنَّا أَنَّا أَحْيَاءٌ فِي الْجَنَّةِ نُرْزَقُ؛ لِئَلَّا يَزْهَدُوا فِي الْجِهَادِ وَلَا يَنْكُلُوا عِنْدَ الْحَرْبِ؟ فَقَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ: أَنَا أُبَلِّغُهُمْ عَنْكُمْ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ: }وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ{» رواه أحمد وأبو داود، وأصله عند مسلم.



فمن الناجون من فتنة القبر؟
دلت السنة على أن بعض الناس لا يفتن في قبره، والذي لا يفتن في القبر لا يعذب، لأن العذاب فرع عن الفتنة، فيلزم من عدم الفتنة عدم العذاب، ولا يلزم من الفتنة عذاب.



فمن من الناس لا يفتن؟
الأول: الشهيد.
فقد سأل رجلٌ رسول الله صلى الله عليه وسلم: مَا بَالُ الْمُؤْمِنِينَ يُفْتَنُونَ فِي قُبُورِهِمْ إِلَّا الشَّهِيدَ؟ قَالَ: «كَفَى بِبَارِقَةِ السُّيُوفِ عَلَى رَأْسِهِ فِتْنَةً» رواه النسائي.
الثاني: المرابط.
فعن فَضالةَ بنِ عبيد عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «كُلُّ مَيِّتٍ يُخْتَمُ عَلَى عَمَلِهِ، إِلَّا الَّذِي مَاتَ مُرَابِطًا فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَإِنَّهُ يُنْمَى لَهُ عَمَلُهُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَيَأْمَنُ مِنْ فِتْنَةِ الْقَبْرِ» رواه أبو داود والترمذي.
وعَنْ سَلْمَانَ t قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «رِبَاطُ يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ خَيْرٌ مِنْ صِيَامِ شَهْرٍ وَقِيَامِهِ، وَإِنْ مَاتَ جَرَى عَلَيْهِ عَمَلُهُ الَّذِي كَانَ يَعْمَلُهُ وَأُجْرِيَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ، وَأَمِنَ الْفَتَّانَ» رواه مسلم.
الثالث: من مات يوم الجمعة أو ليلتها.
قال صلى الله عليه وسلم: «ما من مسلم يموت يوم الجمعة، أو ليلة الجمعة، إلا وقاه الله فتنة القبر» رواه أحمد
ورد مذهب
ورد مذهب
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته


أختي ـ معنى ( حائط ) يعني بستان .. ، وبحثت في النت عن شرح الحديث فلم أجد للأسف ، ولكِ أن تسألي عالم عن شرح الحديث ، وسيفيدك هذا الشرح بإذن الله ..
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=59318&autoplay=mp3
dl3-ae
dl3-ae
جزاك الله خير اخيه

رحم الله والديك ,, و أسأل الله ان لا يحرمكم من الاجر