الى زوجه الداعيه تعالي هنا

الملتقى العام















حينما يكرم الله المرأة بزوج داعية إلى الله فهذا مدعاة للفخر ، ونعمة تستحق الشكر أن اختار الله زوجها إماماً للمتقين ومشعل هداية للعالمين ...



وفرق كبير ـ بلا شك ـ بين زوج لا يتعدى همه أسرته ، وبين زوج تعدت منابع الخير فيه حتى سطعت نور دعوته فأضاءت الآفاق ...



زوجة الداعية إلى الله ذات المنبت الحسن والمعدن الثمين ستكون ـ بإذن الله ـ خير من يعين زوجها على فعل الخير فهي أمل باسم وريحانة تهتز فينتشي عبق عطرها الزاكي ..



هي تدرك تماماً أن الله لا يضيع أجر من أحسن عملاً ولذلك تحتاج إلى صبر واحتساب للأجر ومضاعفة جهدها في تدبير شؤون البيت لسد الثغرة الناتجة عن غياب الزوج ، وهذا بالطبع لن يضيع عند الله تعالى .



زوجة الداعية إلى الله ذات القلب الكبير تساند زوجها وترفع من قدره وتشجعه على مواصلة مسيرة الدعوة إلى الله تعالى بكل إخلاص وتفاني .





كم من الدعاة إلى الله اعترفوا بفضل زوجاتهم ودورهم الرئيسي في نجاح دعوتهم بعد الله ...


فيقول أحدهــــــم :




(( لطالما كانت زوجتي تعاونني في إعداد بعض المحاضرات التي سألقيها ...وفوق ذلك كانت تُوجد لي الجو المريح في المنزل )) .



ويقول آخـــــــــــر :



(( لولا توفيق الله ثم تشجيع زوجتي لما وصلت إلى ما وصلت إليه )) .



وثالث يقــــــــــــــــول :



(( فضلها عليَّ عظيم ولن أنسى ما حييت وقوفها بجانبي وتخفيفها لمعاناتي وما يعترض طريقي في سبيل الدعوة إلى الله )) .





الدعوة إلى الله هي مهنة الأنبياء والمرسلين ، وهي عمل شاق محفوف بالمكاره والمتاعب وخصوصاً في بداية الدعوة إلى الله ، ومن هنا كانت الزوجة هي الأقرب وهي الأولى بتخفيف معاناة زوجها وتيسير السبل أمامه مهما واجه من صعوبات .



ولنا في قدوتنا إمام الدعاة وسيد المرسلين ـ صلى الله عليه وسلم ـ أسوة حسنة ، فقد لاقى في سبيل الدعوة إلى الله مشقة وعنت حتى وصفوه كفار قريش بالمجنون ... الساحر ... الشاعر...



وكم لقي ما لقي من سفهاء قريش من الأذى والسخرية والإستهزاء ، ومع هذه المعاناة كان ـ صلى الله عليه وسلم ـ يجد زوجة رحيمة رؤوفة تقف بجانبه وتخفف من روعه وتهدئه قائلة : (( كلا والله لا يخزيك الله أبداً ، إنك لتصل الرحم ، وتحمل الكل ، وتكسب المعدوم ، وتقري الضيف ، وتعين على نوائب الحق )) .



في عصرنا هذا نماذج رائعة لزوجات الدعاة كنَّ بلا فخر سبب بعد الله في إعانة أزواجهن على نجاح دعوتهم حتى وصلوا إلى منازل رفيعة العماد في كوكبة الداعين إلى الله ...





لقد كانت إحدى معلماتي في المرحلة الثانوية زوجة داعية وهي أيضاً داعية ، فمنذ أن وطئت أقدامنا عتبة الثانوية ونحن نتلقى منها النصح ... الإرشاد ... التوجيه بأفضل أسلوب يزينه حسن الخلق وجميل التعامل .



كانت طوال الإجازة الصيفية بأكملها تذهب مع زوجها الداعية إلى خارج المملكة للدعوة إلى الله ومعها أولادها .



تقف معه جنباً إلى جنب وهو يؤدي مهمته الدعوية في إحدى المراكز الإسلامية هناك ....



وحين عودتها في بداية الدراسة كانت تتحين الفرص لتحكي لنا قصص الذين رأتهم هناك من غير المسلمين وكيف أسلموا ، ثم تذكرنا بأفضل نعمة أنعم الله بها علينا وهي نعمة : ( الإسلام ) وأننا نعيش في جو إسلامي ليس فيه اضطهاد للمسلمين ومن واجبنا أن نحمد الله على هذه النعمة .




إلى غير ذلك من أمور كانت تقصها علينا ( أوضاع المسلمين وغير المسلمين هناك ، مستقبل الدعوة .... الخ ) .





إن أمتنا الإسلامية بحاجة إلى مزيد ومزيد من الدعاة ، ولو وقفت كل زوجة حجر عثرة في طريق زوجها فكانت سداً منيعاً يحول بينه وبين الدعوة إلى الله ستكون ـ ربما ـ آثمة ، ومتسببة في تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر التي هي سبب في خيرية هذه الأمة ونجاتها .



فالأخذ على أيدي الدعاة والدعاء لهم وتعزيز مكانتهم مطلب مهم ، وخصوصاً من قبل زوجة الداعية .



لتتذكر دائماً زوجة الداعية أن الدنيا بما فيها ليست دار قرار وما زرعته هي وزوجها من خير سيحصدونه غداً في الآخرة ، بل في الدنيا سيجدون نعيما لا يوصف ، ورب دعوةٍ خرجت من قلب صادق كانت سبب في سعادتهم وهناءهم .



يبقى الآن نقطة مهمة ، وهي أن زوجة الداعية شاءت أم أبت ستقع تحت الأضواء الساطعة ، فسلوكياتها هي وأولادها هي محط الأنظار بصفتها زوجة داعية فلا بد أن تكون قدوة صالحة ومرآة ناصعة تعكس صورة الأسرة المسلمة في أبهى حلة .



وإذا نجحت زوجة الداعية في رفعة شأن زوجها وأخلصت نيتها لله سيصلح الله لها الذرية وكل شؤون حياتها ، وستشارك زوجها الأجر سواءً بسواء ، ويا لها من بشارة رائعة حينما يبشرك رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ بقوله : (( لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم ) رواه مسلم .



أسعد الله قلب كل زوجة وقفتْ مؤيدة ومعينة لأولئك الذين امتدحهم الله بقوله : ( ومن أحسن قولاً ممن دعا إلى الله وعمل صالحاً وقال إنني من المسلمين ) سورة فصلت آية 33 .
اختكم/الورده البيضاء


0
263

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️