ســلسلة وصـايا تـربويــه من الأستاذة مريـم الهاشمـي

الحمل والإنجاب

بسم الله الرحمـن الرحيـم

يسعدنـي أن أنضـم معكم في هذا المنتدى الرائـع والناجح .. وأشارك ببعض المقالات التي كتبتها كتوصيات من تجاربي الخاصة لكل أم .. حيث أود المشاركة بها للتعاون على صلاح الأجيال والأسر والمجتمع، وهي ستكون إن شاء الله كحلقات ..

وبعدها سأنتقل إلى قسم الحياة الأسرية العام لكتابة وصايا للمتزوجين الجدد .. وغايتي في ذلك التعاون على نشر الخير بما يرضي الله تعالى و يفيد في صلاح مجتمعاتنا، والنهوض بهذه الأمة عن طريق العلم والإيمان والأخلاق الطيبة التي بها يحصل الأمن والطمأنينة والازدهار..

نسأل الله أن يوفقنا لذلك ويقبلنا وإياكم جميعا في خير وعافية .. آميـن.


تحيـاتي

مريــم الهاشمي
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

مريم الهاشمي
مريم الهاشمي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

إلى كل أمٍ أنعم الله عليها ووهبها هذه النسمة المباركة، والتي وضعها في أحشائها، أكثري من الحمد والشكر لهذا الخالق العظيم الذي اختارك أن تكوني أما، والكثيرين من النساء أمثالك تتمنى هذا ولم تحصل عليه. وتذكري أن هذا الذي يتكون بين أحشاءك سيكون إنسانا في هذا العالم الكبير، وجزءًا منك ومن أبيه، فاطلبي من المولى عزوجل خالقك وخالقه، أن يجعل هذه الهبة الطيبة - سواء كان ذكرًا أو أنثى- من سعداء الدارين، وأن يحسن خَلْقَه فيكون في أجمل الصور، وخُلُقه فيكون من أفضل الناس أخلاقاً، وأنا دائما أحاول أن أذكر الأم بكثرة الدعاء والنيات الصالحة لهذا المولود الذي سيكون ان شاء الله امتدادًا لذكر والديه، فعليهما أن يكثرا من الدعاء له، وأن تحرص الأم أيضا على أكل الحلال من الطعام المفيد، فإنها الآن مسؤولة عن الأمانة التي أودعها الله سبحانه وتعالى في أحشائها.

فعليها أن تكثر من قراءة القرآن، والأذكاركالتهليل، والتسبيح والاستغفار والصلاة على الحبيب صلى الله عليه وسلم، ولتتذكر ذلك في أي وضع كانت، سواء كانت مضطجعة، أو قائمة، أو جالسة، أو ماشية، وفي كل حالاتها. فمن ثمرات الذكر أن يجعلها مطمئنة متوكلة على الله مستعينة به في كل أحوالها، فهي محتاجة إلى معونته سبحانه في أن يخفف عنها تعب الوحام والثقل وآلام الوضع. وأن تشرك زوجها أيضا الذي سيصبح بدوره أباً بهذه المسؤولية، وأن يشتركا سويا في التوجه إلى الله بالدعاء والأمنيات الطيبة.

وإذا حانت ساعة الوضع، فاليذهبا معاً إذا سنحت لهما الظروف وليكثروا من الدعاء والتوكل والاستعانة بالله في أن يسهل عليها ويحفظها ويحفظ لهما مولودهما، ولها أن تردد هذا الذكر أثناء آلام الطلق "الله معـي .. الله قريب مني"، ولتتذكر أن الولادة الطبيعية بدون أي تدخل جراحي أفضل وأسلم لها وللمولود، وأن بآلام الولادة تلك يغفر الله لها جميع ذنوبها ويرفع درجاتها وذلك لصبرها وتوكلها الكامل، حتى وإن اضطرت لتدخل لجراحي، وكانت الولادة بعملية قيصرية فإنها بإذن الله تحصل على نفس الأجر إذا صبرت واحتسبت. وقيـل بأنه يستحب للأم في ساعة الوضع أن تكثر من الدعاء الطيب لها ولكل من تحب ولمن أوصاها، لأنها في هذه اللحظات تحت نظر المولى ورعايته الخاصة، ودعاؤها في هذه الأثناء مستجاب إن شاء الله. وإذا أكرمها الله ووضعت مولودها وهما الاثنان في عافية، فالتُخرِج كلمة الشكر الجامعة لكل معاني الشكر من لسانها "الحمدلله"، فتستشعرها بقلبها، وتنطق بها لسانها ولسان كل من حولها، فيزيدهم الله من نعمه وهباته العظيمة على قدر إيمانهم ويقينهم. فكلمة "الحمدلله" تملأ الميزان حسنات، نسأل الله أن يوفقنا لذلك.

ولتحرص على أن تُسمع مولودها صوت ولفظ الأذان والإقامة حتى بصوتها إذا لم يوجد أحد عندها، ولو كان ذلك بصوت والده فهذا أفضل، وليحرصا على أن يكون أول مايطرق سمع هذا المولود الشهادتين، فقد أكرمه الله بنعمة الاسلام عن طريق والديه المسلمين، فلهذا يستحب أن يسمع لفظ الشهادتين قبل أي كلام آخر، وذلك من تعاليم حبيبنا صلى الله عليه وسلم أن يُؤذن في الأذن اليمنى، وتقام الصلاة في الأذن اليسرى لحكمة أرادها الله سبحانه وتعالى. نسأل الله أن يوفقنا لذلك في خير وعافية آمين.
ولتتذكر هذه الأم عندما يوضع المولود على صدرها ليسمع دقات قلب أمه - وهي لازالت في عنبر الولادة- التي فارق رحمها قبل لحظات، أن تلهج بالدعاء الوارد في القرآن الكريم والذي يجب أن تردده كل أمٍ صادقة مؤمنة، سواء كان المولود ذكرا أو أنثى، فإذا كان المولود أنثى فلتقول "إني أعيذها بك (وذريتها) من الشيطان الرجيم"، وإذا كان ذكرا فلها أن تقول (وذريته)، فحاشا أن يرد المولى دعوتها. وقال أحد العلماء العارفين في تفسير هذه الآية أن سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام هو من ثمرات دعاء والدة سيدتنا مريم عليها السلام لذريتها.

فأنا أوصي كل أم أن تكرر هذا الدعاء كلما نظرت إلى مولودها في لحظات إرضاعها له، وسهرها على عنايته، وتكون على يقين بأن الله سيستجيب دعاءها ان شاء الله. ولِتنوي أن ترضع مولودها وعليها بالصبر الكثير، لأن حياة الأم كلها صبر وأجر من مولاها الذي بشرها بلسان حبيبه صلى الله عليه وسلم بأن الجنة تحت قدميها. ولتتذكر أن هذا الحليب الذي جعله الله في صدرها هو رزق هذا المولود و حقٌ له من مولاه، ومن الأفضل أن تتولى إرضاعه وهي مطمئنة، ذاكرة، شاكرة، وأن تبدأ بالبسملة، وأن تكثر أيضا من شرب السوائل المفيدة، ولتتجنب العصبية، والقلق، والتشكي، وأن تستعين بتجارب الأمهات الناجحات قبلها.

ولتسمع كذلك هي وطفلها عن طريق المسجل صوت ذكر، أو شيئا ً من كلام الله "القرآن الكريم" بصوت هادئ للمقرئ الذي ترتاح له وتطمئن عندما تسمعه، فتطمئن هي ومولودها، فكما قال سبحانه وتعالى "ألا بذكر الله تطمئن القلوب"، وبهذا يهدأ المولود ولايكثر من الصراخ والانزعاج.

يتبع في حلقة أخرى وصايا في تربية هذا الضيف الجديد..

مريـم الهاشمي
الدّيمة
الدّيمة
حياكِ الله وبياكِ ..
وجزاك الله خير الجزاء على ما تفضلتِ به ..
مريم الهاشمي
مريم الهاشمي
الله يحييج اختي الديـمة و مشـكورة على ردج الطيب ..
Pretty**Swan
Pretty**Swan
الله يجزاك خير ويجعله في ميزان حسناتك

استفدت كثير من معلوماتك ويارب اطبقها في القريب العاجل

ادعيلي بالذرية الطيبة
الليدي2009
الليدي2009
الله يوفقكك دنيا واخره ويجزاك كل خير بصراحه كلام جميل جدا