أثبـــاج

أثبـــاج @athbag

عضوة شرف عالم حواء

يـــــــــالها من مهنة أثرها يمتد إلى ما بعد الموت وأجرها يضاعف في الآخرة

الطالبات والمعلمات

وقفات للتأمل

المعلمة مع نفسها :

أختي المعلمة: اعلمي أنك صاحبة رسالة عظيمة ومقدسة من أشرف الرسالات، فهي مهنة اختص بها الرسل عليهم الصلاة والسلام .

أختي المعلمة: لقد تحملت أمانة عظيمة وجليلة فأنت صانعة الحضارات وناقلة للثقافات ومشاركة فعالة في إعداد نساء المستقبل .

فكوني صادقاة مع نفسك قبل أن تكوني صادقة مع الآخرين، مخلصة لله، مستقيمة على تقواه سبحانه وتعالى، وصاحبة خلق رفيع .

أختي المعلمة: اجعلي قدوتك في التعليم المعلم الأول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم في جميع أقوالك وأفعالك، واتق الله فيما أوكل لك من عمل .

((فالإخلاص والتقوى عاملان ضروريان لنجاح المعلمة في أداء رسالتها، فأساس النجاح في العمل التربوي تقوى الله، فما خرج من القلب وصل إلى القلب، وما خرج من اللسان لم يتجاوز الآذان)) .

وقال الإمام النووي: ((ويجب على المعلم أن يقصد بتعليمه وجه الله، وألا يجعله وسيلة إلى غرض دنيوي، فيستحضر المعلم في ذهنه كون التعليم آكد العبادات ليكون ذلك حاثاً له على تصحيح النية ومحرضاً له على صيانته من مكدراته ومن مكروهاته مخافة فوات هذا الفضل العظيم والخير الجسيم)) .

فلا تكوني أختي المعلمة ممن أتى للتعليم وتحمل هذه الأمانة من أجل الفرض المادي فحسب . لا بأس أن يؤمن الإنسان مصدر رزقه ولكن حري بكِ أن تجمعي بين هاتين وتحتسبي في عملك وتخلصي فيه .


التدريس وشكوى المعلمات :

وهناك نقطة أخرى تكثر بين المعلمات ألا وهي كثرة الشكاوى والهموم من عمل التدريس وأعبائه، فلا يكاد يخلو مجلس من مجالس المعلمات إلا ويشتكي بعضهم إلى بعض من عمل التدريس، وقد تمتد تلك الشكاوى إلى مجالس أخرى غير مجالس المعلمات .

أختي المعلمة بالرغم من أن مهنة التعليم عسيرة وشاقة فلا ينبغي الإكثار من الشكاوى من التعليم ولا قولها في كل ساعة وكل مكان بل يجب الصبر والتحمل على أداء هذه الرسالة الشريفة التي تحملتم مسئوليتها وأمانتها .

وإذا اعترتك بلية فاصبر لهـا صبر الكريم فإنه بـك أعـلـم

وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم

واعلمي أختي المعلمة أن هناك مهن أخرى متعبة وشاقة، ولكن ما نقوله لك عليك بالصبر والتحمل والمكابدة من أجل هذه المهنة التي هي مهنة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام جميعاً .

المعلمة مع طلابتها :

أختي المعلمة لا شك أن الطالبة هي المقصودة من التعليم والعملية التربوية لذلك حري بك أن تتعاملي معها بلطف ولين ومحبة وتقدير وتواضع واحترام، ولن نسهب في تذكيركِ بمراعاة الفروق الفردية بينهم فأنتِ قد سبقتنا إلى معرفتها أثناء دراستك وبعد عملك في التعليم .

ولكن لا بأس أن نشير إلى بعض منها فأنت تعرفين أن الله خلق الناس معادن وطاقات مختلفة ومتفاوتة بين الشخص وغيره، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((الناس معادن خيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا)) .

فالطالبات منهم الموهوبة وغيرها، فعليك رعايتهم جميعاً وليست الموهوبة هي الذكية فقط لكن الموهوب أو الموهبة معناها واسع وقد تكون في الخط أو الكتابة أو الشعر أو القيادة .

الطالبات ثلاثة :

طالبة متفوقة بين أقرانها حباها الله قدرات ذهنية تمكنها من النجاح والتقدم والتفوق في دروسها .

طالبة في الوسط لا هي بالمتقدمة ولا بالمتفوقة ولا بالمتأخرة ولكنها تسعى إلى النجاح مهما كانت الدرجة .

وطالبة بطيئة التعلم فهي متأخرة في دروسها وفي دراستها تتعثر دونما نجاح تعيد السنة سنتين وثلاثاً .

فماذا عساكِ عاملةٌ تجاه هؤلاء ؟

اجعلي من المعلم الأول الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة لك أيضاً في تعليمك لتلميذاتك فقد كان يجيب على كل سائل بحسب دوافعه وحاجاته وميوله وقدراته وإمكاناته وسعة فهمه ومنزلته .

قال الغزالي: ((من وظائف المعلم أن يقتصر بالمتعلم على قدر فهمه فلا يلقي إليه ما لا يبلغه عقله فينفره أو يخبط عليه عقله اقتداء في ذلك بسيد البشر صلى الله عليه وسلم، فقد كان يراعي ذلك في تعليمه وتحديثه ووعظه)) .

إلى جانب الفروق الفردية فلا تنسي المعاملة الطيبة مع تلميذاتك ومحبتهم والعطف عليهم فأنتِ بمثابة الأم لهم والموجها والمرشدة لهم .

ويؤكد ابن جماعة على حسن المعاملة فيقول: ((وكذلك ينبغي أن يرحب بالطلبة إذا جلسوا إليه، ويؤنسهم بسؤالهم عن أحوالهم وأحوال من يتعلق بهم بعد درسهم، وليعاملهم بطلاقة الوجه وظهور البشر وحسن المودة وإعلام المحبة وإظمار الشفقة)) .

ولا تنس أختي المعلمة العدل بين تلميذاتك سواء في التعليم أو المعاملة أو حتى النظرة، يقول ابن سحنون بإسناد عن الحسن قال: ((إذا قوطع المعلم على الأجرة فلم يعدل بينهم – أي الصبيان – كتب مع الظلمة)) .

وعلى هذا ينبغي أن تكون علاقتك بتلميذاتك مبنية على هذا الأساس، فكم من طالبة كرهت المعلمة أو المادة أو المدرسة بسبب سوء علاقة مع معلمة أو معلمات .



المعلمة مع زميلات المهنة وإدارة المدرسة :

المعلمة ليست وحدها في العملية التعليمية فهناك زميلاتها المعلمات التي يجب عليها التعاون والتشاور معهم في الأمور التربوية والاستفادة من خبراتهم، فالحكمة ضالة المؤمن .

فالمعلمة مهما كانت قدراتها العلمية والتربوية فإنها قاصرة لا تستطيع أن يقوم بأعباء رسالة التربية والتعليم بمفردها وهي بمعزل عن إخواتها، وكما قيل: اليد الواحدة لا تصفق .

وأتمري بقوله تعالى: ((وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب)) .

وعليك عدم ذكر عيوب زميلاتك أو موادهم التي يدرسونها أمام تلميذاتك .

وكم هو جميل أن ترى المعلمات يداً واحدة على الخير يستفيد كل واحد منهن من الآخرى، هينات لينات لبعضهن البعض لا يحملون لبعضهن الضغينة أو الحسد، ولا تجد في قلوبهم الكبر على أحد.

أما زميتلك الجديدة فخذي بيدها إلى الطريق الصحيح وساعديها لبلوغ شرف هذه الرسالة النبيلة التي أقدمت عليها حاثةً لها على الإخلاص في العمل وتقوى الله سبحانه وتعالى في السر والعلن .

أما مديرة المدرسة فهي مديرة للتعليم في مدرستها فعليك التعاون معها ومشاركتها في الآراء السديدة التي تخدم العمل التربوي .

واحرصي أن تكون علاقتك بها قائمة على أساس الثقة والإخلاص والأمانة والمودة والاحترام والتقدير والوئام والمرونة في حدود الشرع والنظام .

فإذا تحقق ذلك كان الجو التعليمي مهيئا للمعلمة بأن تؤدي رسالتها على أكمل وجه .

المعلمة مع المجتمع :

إن مهنة التعليم ليست كسائر المهن والوظائف تنتهي بمجرد انتهاء دوام تلك المؤسسة أو الدائرة أو الوزارة، وإنما يمتد عمل المعلمة خارج المدرسة، فالمعلمة محط أنظار الجميع في سلوكها وتصرفاتها وتجدي انكأحياناً تكوني محرجة أن تقولي: إني معلمة إذا كنت في موقف ما.
إن المعلمة الناصحة المخلصة لن تعد أن تجد واحدة من بين طالبتها المئات يحملن أفكارها ويتحمسن لها ربما أكثر منها، وينافح عنها في المجالس والمحافل فتبلغ كلماتها مدى يعجز هي قبل غيرها عن قياسه.

وأحسب أنك توافقيني أن هذه البوابة من التأثير غير مفتوحة للجميع وأن من يفشل في التأثير في الجالسين أمامه لن تجاوز كلماته فصله .

وما أجمل أن تكسبي طالبة من طالباتك يحملن أفكارك وعلمك ويعرفن قدرك ومكانتك .

ويوصيك بذلك ابن جماعة فيقول: ((واعلم أن الطالب الصالح أعود على العالم بخير الدنيا والآخرة من أعز الناس عليه، وأقرب أهله إليه ولذلك كان علماء السلف الناصحون لله ودينه يلقون شبك الاجتهاد، لصيد طالب ينتفع الناس به في حياتهم، ومن بعدهم، ولو لم يكن للعالم إلا طالب واحد ينتفع الناس بعلمه وهديه وإرشاده لكفاه ذلك الطالب عند الله تعالى فإنه لا يصل شيء من علمه إلى أحد فينتفع به، إلا كان له نصيب من الأجر)) .

إن المعلمين يخدمون البشرية جمعاء ويتركون بصماتهم واضحة على حياة المجتمعات التي يعملون فيها كما أن تأثيرهم على الأفراد ومستقبلهم يستمر مع هؤلاء الأفراد لسنوات قد تمتد معهم ما امتد بهم العمر .

إنهم يتدخلون في تشكيل حياة كل فرد مر من باب المدرسة ويشكلون شخصيات نساءالمجتمع في مجالات الحياة المختلفة .

أبعد هذا مكانة أعلى وأنبل من هذه المكانة التي تحتلها المعلمة في مجتمعها، حتى حين يموت الإنسان ويفضي إلى ما قدم ينقطع عمله إلا من ثلاث: ((صدقة جارية أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) .

وفي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته، علماً علمه ونشره، وولداً صالحاً تركه أو مصحفاً ورثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السبيل بناه، أو نهراً أجراه، أو صدقة جارية أخرجها من ماله في صحته وحياته، تلحقه من بعد موته)) .

يا لها من مهنة أثرها يمتد إلى ما بعد الموت وأجرها يضاعف في الآخرة .


منقول بتصرف ..
9
2K

هذا الموضوع مغلق.

سائرةإلىالمعالي
ما شاء الله موضوع رائع

بارك الله فيك
atheer
atheer
اللـ ا ا ا ا ا ا ــــــه ... بووووركت اختي أثير و بورك نقلك و جعله الله في موازين حسناتك ..
شروق
شروق
أثابك الله على هذا الموضوع القيم ..
إشراق 55
إشراق 55
أختي أثير .. جزاك الله خيراً ووفقك لعمل الخير.
ليالي الامارات
جزاك الله الف خير اخيتي على هذا الموضوع القيم

تحياتي الخاصة