مهى

مهى @mh_1

كبيرة محررات

لمن تدمن الهيل ........ مثلي .

الملتقى العام

على طريقة (أسمّهان)

لست إنساناً «كييفاً» ـ أي أنني لا «اخرم»، وأدمن على أي شيء كان ـ، سواء كان أكلاً أو شراباً أو إنساناً، فقط أنا كائن ذواقة ـ أي «آكل فطير وأطير» ـ، لهذا من الصعب إمساكي وتكتيفي واستعبادي.. واستغرب ممن وضعوا رقابهم تحت أحذية الإدمان في كل شيء.

الغرض من مدخلي «المتعالي» هذا، هو معرفتي لشخص لم يمر عليّ في حياتي كلها أكثر «إدماناً» منه لشرب القهوة، والقهوة التي أعنيها هي: العربية المدحوة بـ«الهيل»، وأهل الشام يطلقون عليه مسمى «الهال»، وأهل مصر: «حب هان»، وهذا المسمى خفيف الظل كأصحابه، أما أهل الجزيرة العربية والخليج فيسمونه «الهيل»، وقد سبق للمغني فهد بلان أن قال يفتخر بعروبته: حنا للخيل، حنا لليل، ولا أعلم إن كان قد قال أيضاً: حنا للهيل، أو هد الحيل.

عموماً أريد أن أخلص إلى أنني أتذوق القهوة العربية بطرف لساني، وسرعان ما أقول: «بس»، ثم أهز يدي بطريقة مرتعشة لمن يصبها لي.

وفي زيارة غير موفقة لي للهند، ذهبت إلى مزرعة لزراعة الهيل، وقال لي المزارع، وهو يشير إلى شجرة الهيل: إنها مفعمة بالأنوثة ومشبعة بالحياء، والواقع انه عندما قال لي ذلك، تحركت عاطفتي الجياشة بطريقة لولبية لا تصدق، وارتفعت تلك النبتة في عيني، خصوصاً عندما واصل ذلك المزارع كلامه قائلاً: إنها لا تستجيب إلا للمسة الناعمة من امرأة، ولهذا لا يلتقط حبها إلاّ النساء، وما لم تلامس المرأة الشجيرة بيدها، فهي لن تجود بثمارها، وعندما وصل كلامه إلى هذا الحد كاد يغمى عليّ، فسندني المترجم بيده وهو يبتسم وأضاف: أن ما يقوله المزارع صحيح، فإننا نبعث النساء ليلحسن نبات «الهيل» في مواسم الحصاد، وعندما سمعت منه ذلك الكلام أرسلت بصري حالاً لعشرات النساء اللاتي كن يجنين المحصول واللابسات لأردية الساري المختلفة الألوان، وحاولت أن أجد امرأة واحدة «مفتحة العين» ـ أي حسناء ـ وذلك لكي اسلي بها نظري على الأقل، ولكنني للأسف لم أجد ولا واحدة تفتح النفس، بل بالعكس كلهن بدون استثناء «ينشفن الزيت، ويقطعن الخميرة من البيت»، وتذكرت كلام المترجم أن النساء عندهم يلحسن تلك الشجيرات، «فلعيت أو حامت» كبدي بدون مقدمات، ولولا أنني سيطرت عليها لحصل ما لا تحمد عقباه، فآليت على نفسي ألا أتذوق من ذلك اليوم القهوة بتاتاً، إلا إذا قدمت لي من يد كاملة الأنوثة واللطافة والشياكة والدلع بحق وحقيق، على طريقة «أسمهان» ـ وهذا شبه نادر ـ

وقد ورد ذكر «الهيل» قبل 1550 سنة في مخطوطات الفراعنة في ورق البردي، وذكر أنه يبرد الجسم في الطقس الحار، وهو مقو للباءة، وتساءلت بيني وبين نفسي، هل الفراعنة من ذلك الوقت لديهم أزمة؟!، وهل سبق لرجال الخليج أن قرأوا صفائح ورق البردي ليزدادوا فحولة؟! ـ الله اعلم ـ وأنا مالي دخل.

المهم أن دليلي أخذني في «بومباي» إلى أحد الأسواق الشعبية، وأمام احد الصاغة، رأيت قلادة فضية نسائية أنيقة، فسألته عنها وليس في نيتي بالطبع شراؤها، لأنه ليس هناك من شخص يستحق لأن أهديه، فقال لي البائع: إن هذا النوع تلبسه في العادة العروس في يوم زفافها، ثم نزع سدادة من قمقم في نهايته وقال: إن العروس تضع بداخله حبات من «الهيل»، وتقدمه لعريسها كأول طعام يتناوله من يدها، وذلك من اجل البركة.. فقلت: لا حول ولا قوة إلا بالله، وتذكرت شطر بيت شعر يخاطب به بدوي معشوقته ويقول: «يا بنت يا للي تقرضين الهيل» ـ وتقرضين بمعنى تلوكين ـ، ويبدو لي أن لديها «بادبرث»، كما أن الفأرة على فكرة تقرض الهيل أيضاً.


مشعل السديري
صحيفة الشرق الأوسط
منقول عن الصحيفة نفسها .
31
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شكلمة
شكلمة
حلو المقال
جزاك الله خيرا
طيف الأحبة
طيف الأحبة
مقاله رائعه ومعلومات اول مرة اسمعها

شجرة الهيل

لا عجبا ن رائحتها فواحه وان بعض انواعه باهض الثمن
مهى
مهى
انا قرات المقال وعجبني لنني مدمنة على أكل الهيل كل جيوب بناطليني هيل وكل شنطة فيها هيل وكل درج فيه هيل .

ولي على هالحالة 15 سنة !!!

بصراحة اسناني صح صارت قوية .
ولكن معدتي اهترت من كثرته .


بس بصراحة الهيل هيل .
دفى شمس
دفى شمس
هههاهاهاهاهاهاه
نقل رهيييييييب...حلو ..والله..
على فكره انا هاليومين صايره مدمنه قهوه..ولا اكثر هييييييل...احس ريحته تعدل مزاججججي...
تصدقين بقوم اسوي لي دلة قهوه..مليانه هيل...
أتفضلي معي...
مهى
مهى
تي بدأت بدلة قهوة بالهيل .

وانتهيت بدلة الهيل ورشة قهوة بس!!!