حاجان «أوزبكيان» يتنازعان «حق» حمل والدتهما‏

الملتقى العام





قروب اسرار وخفايا ـ أصر شقيقان أوزبكيان حضرا مع والدتهما من طشقند إلى مكة المكرمة في رحلة مضنية عبر الحافلات لأداء فريضة الحج على حمل أمهما طوال الوقت ، من دون كلل أو تعب، ليلاً ونهاراً. وكانت تتقاسم وجهيهما علامات السعادة بهذه المهمة، إضافة إلى الخشوع والتعبد.




وكما ذكرت "الحياة" في عددها اليوم الجمعة فقد رفض الشقيقان عبدالرحمن ومحمد قديروف وهما في الخمسينات من العمر أن يوكلا هذه المهمة إلى دافعي العربات داخل الحرم، خلال الطواف حول الكعبة، أو السعي بين الصفا والمروة. بل كان الشقيقان يتخاصمان في انتهاء وقت الطرف الآخر في الحمل، وأنه حان دوره هو، وفي أحسن الأحوال، كان يعرض أحدهما على الآخر أن يساعده في الحمل في الوقت المخصص له، وكان يقابَل عادةً بالشكر، الملطف عن الرفض.



وكان منظرهما لافتاً للانتباه طوال فترة الحج، إذ تعلو الهيبة المكان الذي يمرون فيه، ويصبحون محط الأنظار. وعلى رغم أن حاجز اللغة كان عائقاً أمام التحاور معهم. إلا أنهم قدّموا للجميع درساً في البر. وكانت صورتهم تغني عن آلاف الخطب ومئات الكتب التي تتحدث عن الوفاء للوالدين، والبر بهما. اللافت أن تفاعل الناس مع الحدث كان متفاوتاً بين كهل وعجوز تدمع عيناهما، وشاب ينظر لهما بتقدير واعتزاز. وآخر ينظر بعين الحسرة. وفتاة أطالت النظر بخيالها، بيد أن الجميع كان يحاول أن يخدمهم، ويساعدهم ويقدم لهم العون، سواءً عبر تقديم الماء، أم إهدائهم المظلة الواقية من الشمس أو زخات المطر، والكل يلهج بالشكر والدعاء للحاجين الشقيقين، اللذين قدّما أنموذجاً حياً من نماذج البر والوفاء.
0
290

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

خليك أول من تشارك برأيها   💁🏻‍♀️