قل آمنت بالله ثم استقم

ملتقى الإيمان

عَنِ أَبيْ عَمْرٍو، وَقِيْلَ،أَبيْ عمْرَةَ سُفْيَانَ بنِ عَبْدِ اللهِ رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ يَارَسُوْلَ اللهِ قُلْ لِيْ فِي الإِسْلامِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدَاً غَيْرَكَ؟ قَالَ: "قُلْ آمَنْتُ باللهِ ثُمَّ استَقِمْ

الشرح

قوله: "قل لي في الإسلام " أي في الشريعة.

قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك يعني قولاً يكون حداً فاصلاً جامعاً مانعاً.

فقال له: "قُل آمَنْتُ بِاللهِ" وهذا في القلب "ثُمَّ استَقِم" على طاعته، وهذا في الجوارح.

فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم كلمتين: "آمَنْتُ بِاللهِ" محل الإيمان القلب "ثُمَّ استَقِم" وهذا في عمل الجوارح.

وهذا حديث جامع، من أجمع الأحاديث.

فقوله: قُل آمَنْتُ يشمل قول اللسان وقول القلب.

قال أهل العلم:قول القلب:هو إقراره واعترافه.

"آمَنْتُ بِاللهِ" أي أقررت به على حسب ما يجب علي من الإيمان بوحدانيته في الربوبية والألوهية والأسماء والصفات.

ثم بعد الإيمان "اِستَقِم" أي سر على صراط مستقيم، فلا تخرج عن الشريعة لا يميناً ولا شمالاً.

هاتان الكلمتان جمعتا الدين كله.

فلننظر: الإيمان بالله يتضمن الإخلاص له في العبادة، والاستقامة تتضمن التمشي على شريعته عزّ وجل، فيكون جامعاً لشرطي العبادة وهما: الإخلاص والمتابعة.



من فوائد هذا الحديث:

.1حرص الصحابة رضي الله عنهم على العلم، وذلك لما يرد على النبي صلى الله عليه وسلم منهم من الأسئلة.

.2عقل أبي عمرو أو أبي عمرة رضي الله عنه حيث سأل هذا السؤال العظيم الذي فيه النهاية، ويستغنى عن سؤال أي أحد.

.3أن الإنسان ينبغي له أن يسأل عن العلم السؤال الجامع المانع حتى لا تشتبه عليه العلوم وتختلط، لقوله: "قَولاً لا أَسأَلُ عَنهُ أَحَدَاً غَيْرَك"،وفي هذا إشكال وهو قوله: "لا أَسأَلُ عَنهُ أَحَدَاً غَيْرَك" فهل يمكن أن يسأل الصحابة رضي الله عنهم أحداً غير رسول الله في أمور الدين؟

فالجواب: نعم ، يمكن أن يسأل أحدهم مَنْ يفوقه في العلم، وهذا وارد، ثم هذه الكلمة تقال حتى وإن لم يكن يسأل ، لكن تقال من أجل أن يهتم المسؤول بالجواب.

.4أن النبي صلى الله عليه وسلم أعطي جوامع الكلم حيث جمع كل الدين في كلمتين:"آمَنتُ بِاللهِ، ثُمَّ استَقِم" وهذا يشهد له قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ) (الاحقاف:13) وقوله تبارك وتعالى: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ) (فصلت:30) وقوله تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلا تَطْغَوْا) والآيات في هذا المعنى كثيرة .

.5التعبير بكلمة الاستقامة دون التعبير المشهور عند الناس الآن بكلمة الالتزام، فإن الناس اليوم إذا أرادوا أن يثنوا على شخص بالتمسك بالدين قالوا: فلان ملتزم، والصواب أن يقال: فلان مستقيم كما جاء في القرآن والسنة .

.6أن من قصر في الواجبات فما استقام، بل حصل عنده انحراف، والانحراف تكون شدته بقدر ما ترك من الواجبات أو فعل من المحرمات.

.7أنه ينبغي للإنسان أن يتفقد نفسه دائماً: هل هو مستقيم أو غير مستقيم؟ فإن كان مستقيماً حمد الله وأثنى عليه وسأل الله الثبات، وإن كان غير مستقيم وجب عليه الاستقامة وأن يعدل سيره إلى الله عزّ وجل.

فمن أخر الصلاة عن وقتها فهو غير مستقيم ، لأنه أضاع الصلاة.

ومن منع الزكاة فهو غير مستقيم لأنه أضاع الزكاة.

ورجل يعتدي على الناس في أعراضهم فغير مستقيم، لفعل المحرم.

ورجل يغش الناس ويخادعهم في البيع والشراء والإجارة والتأجير وغير ذلك فهذا غير مستقيم.

فالاستقامة وصف عام شامل لجميع الأعمال ، والله الموفق.
منقول من موقع ابن عثيمين
6
973

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Muslima
Muslima
عن أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : " يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا ، لا أسأل عنه أحدا غيرك " . قال : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) رواه مسلم في صحيحه .


الشرح

إن غاية ما يتطلع إليه الإنسان المسلم ، أن تتضح له معالم الطريق إلى ربّه ، فتراه يبتهل إليه في صلاته كل يوم وليلة أن يهديه الصراط المستقيم ، كي يتخذه منهاجا يسير عليه ، وطريقا يسلكه إلى ربه ، حتى يظفر بالسعادة في الدنيا والآخرة .



ومن هنا جاء الصحابي الجليل سفيان بن عبدالله رضي الله عنه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتهز الفرصة ليسأله عن هذا الشأن الجليل ، فجاءته الإجابة من مشكاة النبوة لتثلج صدره ، بأوضح عبارة ، وأوجز لفظ : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) .



إن هذا الحديث على قلة ألفاظه ، يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله : ( قل آمنت بالله ) ، فهذا هو العنصر الذي يغير من سلوك الشخص وأهدافه وتطلعاته ، وبه يحيا القلب ويولد ولادة جديدة تهيئه لتقبل أحكام الله وتشريعاته ، ويقذف الله في روحه من أنوار هدايته ، فيعيش آمنا مطمئنا ، ناعما بالراحة والسعادة ، قال الله تعالى مبينا حال المؤمن : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ( الأنعام : 122 ) ، فبعد أن كان خاوي الروح ، ميّت القلب ، دنيوي النظرة ، إذا بالنور الإيماني يملأ جنبات روحه ، فيشرق منها القلب ، وتسمو بها الروح ، ويعرف بها المرء حقيقة الإيمان ومذاقه.



فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق ، ويواصل المسير ، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه ، ثم إن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح ، فلا إيمان بلا عمل ، كما أنه لا ثمرة بلا شجر ، ولهذا جاء في الحديث : ( ثم استقم ) فرتّب الاستقامة على الإيمان ، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق ، ويجدر بنا في هذا المقام أن نستعرض بعضاً من جوانب الاستقامة المذكورة في الحديث .



إن حقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ، مستمسكا بحبل الله ، كما قال ابن رجب رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها " ، وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ( الروم : 30 ).



وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ، منها قوله تعالى : { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } ( هود : 112 ) ، وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل : { وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } ( الحج : 54 ) ، وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك : { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد } ( إبراهيم : 1 ).



ولئن كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة ، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك ، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله : { فاستقيموا إليه واستغفروه } ( فصلت : 6 ) ، فأشار إلى أنه قد يحصل التقصير في الاستقامة المأمور بها ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخلله بالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم : ( استقيموا ولن تحصوا ) رواه أحمد ، وقوله أيضا : ( سددوا وقاربوا ) رواه البخاري .

والمقصود منه المحاولة الجادة للسير في هذا الطريق، والعمل على وفق ذلك المنهج على قدر استطاعته وإن لم يصل إلى غايته، شأنه في ذلك شأن من يسدد سهامه إلى هدف ، فقد يصيب هذا الهدف ، وقد تخطيء رميته ، لكنه بذل وسعه في محاولة تحقيق ما ينشده ويصبو إليه .



وللاستقامة ثمار عديدة لا تنقطع ، فهي باب من أبواب الخير ، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب ، بل تشمل كل من حوله ، ويفهم هذا من قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } ( الجن : 16 ) ، وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة ، وهم ثابتون على كلمة التوحيد ، لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا ، كما قال الله تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ، نزلا من غفور رحيم } ( فصلت : 30 – 32 ) .



وإذا أردنا أن تتحقق الاستقامة في البدن فلابد من استقامة القلب أولا ، لأن القلب هو ملك الأعضاء ، فمتى استقام القلب على معاني الخوف من الله ، ومحبته وتعظيمه ، استقامت الجوارح على طاعة الله ، ثم يليه في الأهمية : استقامة اللسان ، لأنه الناطق بما في القلب والمعبّر عنه .



نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا .

منقول من موقع الشبكة الاسلامية
Muslima
Muslima
عن أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : " يا رسول الله ، قل لي في الإسلام قولا ، لا أسأل عنه أحدا غيرك " . قال : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) رواه مسلم في صحيحه . الشرح إن غاية ما يتطلع إليه الإنسان المسلم ، أن تتضح له معالم الطريق إلى ربّه ، فتراه يبتهل إليه في صلاته كل يوم وليلة أن يهديه الصراط المستقيم ، كي يتخذه منهاجا يسير عليه ، وطريقا يسلكه إلى ربه ، حتى يظفر بالسعادة في الدنيا والآخرة . ومن هنا جاء الصحابي الجليل سفيان بن عبدالله رضي الله عنه ، إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، وانتهز الفرصة ليسأله عن هذا الشأن الجليل ، فجاءته الإجابة من مشكاة النبوة لتثلج صدره ، بأوضح عبارة ، وأوجز لفظ : ( قل آمنت بالله ، ثم استقم ) . إن هذا الحديث على قلة ألفاظه ، يضع منهجا متكاملا للمؤمنين ، وتتضح معالم هذا المنهج ببيان قاعدته التي يرتكز عليها ، وهي الإيمان بالله : ( قل آمنت بالله ) ، فهذا هو العنصر الذي يغير من سلوك الشخص وأهدافه وتطلعاته ، وبه يحيا القلب ويولد ولادة جديدة تهيئه لتقبل أحكام الله وتشريعاته ، ويقذف الله في روحه من أنوار هدايته ، فيعيش آمنا مطمئنا ، ناعما بالراحة والسعادة ، قال الله تعالى مبينا حال المؤمن : { أو من كان ميتا فأحييناه وجعلنا له نورا يمشي به في الناس كمن مثله في الظلمات ليس بخارج منها } ( الأنعام : 122 ) ، فبعد أن كان خاوي الروح ، ميّت القلب ، دنيوي النظرة ، إذا بالنور الإيماني يملأ جنبات روحه ، فيشرق منها القلب ، وتسمو بها الروح ، ويعرف بها المرء حقيقة الإيمان ومذاقه. فإذا ذاق الإنسان حلاوة الإيمان ، وتمكنت جذوره في قلبه ، استطاع أن يثبت على الحق ، ويواصل المسير ، حتى يلقى ربّه وهو راض عنه ، ثم إن ذلك الإيمان يثمر له العمل الصالح ، فلا إيمان بلا عمل ، كما أنه لا ثمرة بلا شجر ، ولهذا جاء في الحديث : ( ثم استقم ) فرتّب الاستقامة على الإيمان ، فالاستقامة ثمرة ضرورية للإيمان الصادق ، ويجدر بنا في هذا المقام أن نستعرض بعضاً من جوانب الاستقامة المذكورة في الحديث . إن حقيقة الاستقامة ، أن يحافظ العبد على الفطرة التي فطره الله عليها ، فلا يحجب نورها بالمعاصي والشهوات ، مستمسكا بحبل الله ، كما قال ابن رجب رحمه الله : " والاستقامة في سلوك الصراط المستقيم ، وهو الدين القويم من غير تعويج عنه يمنة ولا يسرة ، ويشمل ذلك فعل الطاعات كلها : الظاهرة والباطنة ، وترك المنهيات كلها " ، وهو بذلك يشير إلى قوله تعالى : { فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم ولكن أكثر الناس لا يعلمون } ( الروم : 30 ). وقد أمر الله تعالى بالاستقامة في مواضع عدة من كتابه ، منها قوله تعالى : { فاستقم كما أمرت ومن تاب معك } ( هود : 112 ) ، وبيّن سبحانه هدايته لعباده المؤمنين إلى طريق الاستقامة ، كما قال عزوجل : { وإن الله لهاد الذين آمنوا إلى صراط مستقيم } ( الحج : 54 ) ، وجعل القرآن الكريم كتاب هداية للناس ، يقول الله تعالى في ذلك : { كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم إلى صراط العزيز الحميد } ( إبراهيم : 1 ). ولئن كانت الاستقامة تستدعي من العبد اجتهاداً في الطاعة ، فلا يعني ذلك أنه لا يقع منه تقصير أو خلل أو زلل ، بل لا بد أن يحصل له بعض ذلك ، بدليل أن الله تعالى قد جمع بين الأمر بالاستقامة وبين الاستغفار في قوله : { فاستقيموا إليه واستغفروه } ( فصلت : 6 ) ، فأشار إلى أنه قد يحصل التقصير في الاستقامة المأمور بها ، وذلك يستدعي من العبد أن يجبر نقصه وخلله بالتوبة إلى الله عزوجل ، والاستغفار من هذا التقصير ، وهذا كقوله صلى الله عليه وسلم : ( استقيموا ولن تحصوا ) رواه أحمد ، وقوله أيضا : ( سددوا وقاربوا ) رواه البخاري . والمقصود منه المحاولة الجادة للسير في هذا الطريق، والعمل على وفق ذلك المنهج على قدر استطاعته وإن لم يصل إلى غايته، شأنه في ذلك شأن من يسدد سهامه إلى هدف ، فقد يصيب هذا الهدف ، وقد تخطيء رميته ، لكنه بذل وسعه في محاولة تحقيق ما ينشده ويصبو إليه . وللاستقامة ثمار عديدة لا تنقطع ، فهي باب من أبواب الخير ، وبركتها لا تقتصر على صاحبها فحسب ، بل تشمل كل من حوله ، ويفهم هذا من قوله تعالى : { وأن لو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقا } ( الجن : 16 ) ، وتستمر عناية الله بعباده المستقيمين على طاعته حتى ينتهي بهم مطاف الحياة ، وهم ثابتون على كلمة التوحيد ، لتكون آخر ما يودعون بها الدنيا ، كما قال الله تعالى : { إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون ، نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ولكم فيها ما تشتهي أنفسكم ولكم فيها ما تدعون ، نزلا من غفور رحيم } ( فصلت : 30 – 32 ) . وإذا أردنا أن تتحقق الاستقامة في البدن فلابد من استقامة القلب أولا ، لأن القلب هو ملك الأعضاء ، فمتى استقام القلب على معاني الخوف من الله ، ومحبته وتعظيمه ، استقامت الجوارح على طاعة الله ، ثم يليه في الأهمية : استقامة اللسان ، لأنه الناطق بما في القلب والمعبّر عنه . نسأل الله أن يهدينا إلى صراطه المستقيم ، صراط الذين أنعم عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ، وحسن أولئك رفيقا . منقول من موقع الشبكة الاسلامية
عن أبي عمرو سفيان بن عبدالله الثقفي ، رضي الله عنه قال : قلت : " يا رسول الله ، قل لي في الإسلام...
لا يكون الإنسان مستقيماً على دين الله بمجرد قوله آمنت بالله؛ لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} (العنكبوت: من الآية10). فمنهم من ينحرف عند أدنى محنة، ويضل عند أدنى شبهة، ويستسلم عند أول شهوة، أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون، دينهم ما تهواه الأنفس، وما يوافق رغبتهم، ظنوا أن الدين بالأقوال والأماني، وما علموا أن دين الله إيمان وتصديق واستسلام وقول وعمل، كلُّ لا يتجزأ، فهم على ذلك لا يلتزمون بما يعنيه قولهم: {آمَنَّا بِاللَّهِ} من الاستقامة على مدلول هذه الكلمة من فعل الطاعات، وترك المحرمات، والإخلاص للمعبود، والإحسان إلى الخلق.

إن النجاة والفوز والفلاح لا تحصل للعبد إلا بمجموع الأمرين: قول هذه الكلمة والاستقامة على معناها. عند ذلك يحصل للعبد ما وعده الله به من خصال الكرامة.. قال تعالى: }ِإنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت: من الآية30). فوعد الله سبحانه وتعالى كل من قال: "ربي الله" (أي شهد بكلمة التوحيد ناطقاً بها لسانه، مقراً بذلك قلبه صدقاً وإخلاصاً ومحبة)، ثم استقام على تصديق ما قال، ممتثلاً أمر ربه في قوله وفعله وحاله، وعده بأن يحييه حياة سعيدة طيبة في حياته وبعد مماته، كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: من الآية97).

ليس من شرط الاستقامة كون العبد لا يذنب أبداً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون".

فالاستقامة الكاملة - بحيث لا يقع من العبد تقصير في طاعة الله - أمر غير مستطاع، فالعبد محل التقصير ومعرض للخطأ، بل قد يذنب العبد ويتوب فيتوب الله عليه، ولذا قال تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} (فصلت6). ففي الآية إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها. فيجبر ذلك الاستغفار والتوبة.

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يستطيعون الاستقامة الكاملة، فقال: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" (رواه أحمد)، وفي رواية مسلم: "قاربوا وسددوا" فالسداد هو حقيقة الاستقامة الكاملة، وهي الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد، كالذي يرمي إلى هدف الإصابة فيصيبه. والمقاربة أن يصيب قريباً من الهدف مع التصميم والإرادة وقصد الإصابة، ومن ذلك الاجتهاد في الفتوى، فالمجتهد المخطئ له أجر اجتهاده وقصده في إصابة الحق.

إذن فالمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد، فإن لم يقدر عليها فالمقاربة؛ بشرط أن يكون عازماً على قصد السداد، فتكون بعد ذلك مقاربة من غير عمد وتجرؤ وتهاون، وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه علياً رضي الله عنه: "اسأل الله السداد والهدى، واذكر بالسداد تسديدك السهم، وبالهدى هدايتك الطريق".

a
منقول من موقع آسية
Muslima
Muslima
لا يكون الإنسان مستقيماً على دين الله بمجرد قوله آمنت بالله؛ لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ آمَنَّا بِاللَّهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللَّهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللَّهِ} (العنكبوت: من الآية10). فمنهم من ينحرف عند أدنى محنة، ويضل عند أدنى شبهة، ويستسلم عند أول شهوة، أولئك الذين يقولون ما لا يفعلون، دينهم ما تهواه الأنفس، وما يوافق رغبتهم، ظنوا أن الدين بالأقوال والأماني، وما علموا أن دين الله إيمان وتصديق واستسلام وقول وعمل، كلُّ لا يتجزأ، فهم على ذلك لا يلتزمون بما يعنيه قولهم: {آمَنَّا بِاللَّهِ} من الاستقامة على مدلول هذه الكلمة من فعل الطاعات، وترك المحرمات، والإخلاص للمعبود، والإحسان إلى الخلق. إن النجاة والفوز والفلاح لا تحصل للعبد إلا بمجموع الأمرين: قول هذه الكلمة والاستقامة على معناها. عند ذلك يحصل للعبد ما وعده الله به من خصال الكرامة.. قال تعالى: }ِإنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ} (فصلت: من الآية30). فوعد الله سبحانه وتعالى كل من قال: "ربي الله" (أي شهد بكلمة التوحيد ناطقاً بها لسانه، مقراً بذلك قلبه صدقاً وإخلاصاً ومحبة)، ثم استقام على تصديق ما قال، ممتثلاً أمر ربه في قوله وفعله وحاله، وعده بأن يحييه حياة سعيدة طيبة في حياته وبعد مماته، كما قال سبحانه: {مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً} (النحل: من الآية97). ليس من شرط الاستقامة كون العبد لا يذنب أبداً، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون". فالاستقامة الكاملة - بحيث لا يقع من العبد تقصير في طاعة الله - أمر غير مستطاع، فالعبد محل التقصير ومعرض للخطأ، بل قد يذنب العبد ويتوب فيتوب الله عليه، ولذا قال تعالى: {فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ} (فصلت6). ففي الآية إشارة إلى أنه لا بد من تقصير في الاستقامة المأمور بها. فيجبر ذلك الاستغفار والتوبة. وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن الناس لا يستطيعون الاستقامة الكاملة، فقال: "استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة، ولا يحافظ على الوضوء إلا مؤمن" (رواه أحمد)، وفي رواية مسلم: "قاربوا وسددوا" فالسداد هو حقيقة الاستقامة الكاملة، وهي الإصابة في جميع الأقوال والأعمال والمقاصد، كالذي يرمي إلى هدف الإصابة فيصيبه. والمقاربة أن يصيب قريباً من الهدف مع التصميم والإرادة وقصد الإصابة، ومن ذلك الاجتهاد في الفتوى، فالمجتهد المخطئ له أجر اجتهاده وقصده في إصابة الحق. إذن فالمطلوب من العبد الاستقامة وهي السداد، فإن لم يقدر عليها فالمقاربة؛ بشرط أن يكون عازماً على قصد السداد، فتكون بعد ذلك مقاربة من غير عمد وتجرؤ وتهاون، وقد جاء في دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الذي علمه علياً رضي الله عنه: "اسأل الله السداد والهدى، واذكر بالسداد تسديدك السهم، وبالهدى هدايتك الطريق". a منقول من موقع آسية
لا يكون الإنسان مستقيماً على دين الله بمجرد قوله آمنت بالله؛ لقوله تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ...
قل آمنت بالله ثم استقم


أُعطي عليه الصلاة و السلام جوامع الكلم .. فجمع الخير كله و الدين كله في كلمتين .. الايمان بالله أولاً و الذي فسره صلاة الله وسلامه عليه في حديث جبريل عليه السلام عندما تمثل له في صورة بشر و سأله عن الايمان فقال : هو أن تؤمن بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر ، و تؤمن بالقدر خيره وشره .. ثم عطف على هذه الاركان العظيمة الاستقامة لما تبنيه في النفس من ثبات لهذه الاركان و هذه الاسس ، فقال القرطبي في تفسيرها جامعاً معانيها :
استقيموا أي اعتدلوا على طاعة الله عقدا و قولا و فعلا و داوموا على ذلك ..فالاستقامة هي طريق المؤمنين و نهج الصالحين .. الاستقامة هي النجاة في الدنيا من عذاب الاخرة .. وبالاستقامة يسدد الانسان و يقارب فيكسب الحسنات و يدنو من الطاعة و يسعى جاهدا للبعد عن درب الهوى و اللذات .. و بالاستقامة تقال العثرات .. و تمحى الزلات .. و ينجي الله بها عباده .. و بالاستقامة يوسع للعبد في رزقه و يغدق الله عليه الخيرات قال تعالى " وألَّوِ استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماء غدقاً " .. و بها يكون نزول الملائكة على المستقيمين تثبتهم وتأمنهم من خوف القبر و ألم فراق الأولاد و تبشرهم بمغفرة الذنوب و الخطايا .. و بالاستقامة يقبل الله العمل و يمحو الزلل قال تعالى " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا و لا تحزنوا و أبشروا بالجنة التي كنتم بها توعدون "
و الاستقامة كالجسد اذا اشتكى به عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى و السهر وأعضاء الاستقامة هي :
1 - استقامة القلب : لأنه ملك الجوارح و به تستقيم .
2 - استقامة اللسان : لأنه المعبر عن مكنونات القلب .
فعلينا أن نقف وقفة محاسبة و وقفة مراجعة لحالنا .. هل نحن ءامنا بحق ؟!
و إن كنا كذلك فهل استقمنا على نهج نبينا المصطفى ؟!
فإن لم نذكر أنفسنا بأهمية الاستقامة فلن نفلح أبدا ..
و إن فعلنا و استذكرناها و فضلها نكون قد نجونا من ضيق الدنيا و عذاب الآخرة ..
و الله المستعان
a

منقول من موقع الخيمة
ღنوارةღ
ღنوارةღ
جزاك الله خيراً

وجعله في ميزان حسناتك

.......
....
أمونة القمورة
جزاك الله خيييييييييير