بحور 217
بحور 217
أحلام ..

سكارلت ..

بنت الشرق ..

سفرجل ..

na3oom..

أسعدني تواجدكم وأنتظر تعليقكم على القصة بعد انتهائها

وإليكم البقية :27:


في الصباح الباكر استيقظ الاثنان وقاما لصلاة الصبح جماعة في المنزل وتناولا طعاما خفيفا ،

ودقت ساعة العمل حيث قامت الزوجة وأحضرت قفة تكروني ( القفة التكرونية هي وعاء

معمول من سعف النخل على شكل شيء دائري كبير يستعمل لنقل الخضار والطعام ويحمل

عادة على الرأس ) ، فأحضرت صداقها ( الريال ) الفضة وطلبت من زوجها أن يذهب إلى

سوق الخضار ويشتري بهذا الريال كراتا ويعود إليها بذلك الكرات إلى البيت .

ذهب الزوج إلى سوق الخضار واشترى الكرات وعاد به إلى البيت في الحال ، فقامت

الزوجة سريعا بفك حزم الكرات وتنظيفه من الشوائب وإعادة ترتيبه في حزم صغيره وأعادته

إلى قفة التكروني وطلبت من زوجها أن يعود ثانية إلى سوق الخضار ويجلس على ناصية

الطريق ويبيع الكرات وحددت له قيمة البيع وطلبت من زوجها أن يجلس عارضا بضاعته

هذه حتى أذان الظهر ، ثم عند الأذان يذهب إلى المسجد للصلاة مع الجماعة ثم يخرج سريعا

ليعرض بضاعته عند باب المسجد إلى أن يخرج آخر المصلين من المسجد ، ثم يعود إلى

المنزل بقفته وما بقي فيها من كرات .

فعل الرجل ذلك ولما عاد إلى البيت حسب هو وزوجته الهللات التي باع بها فوجدا أنها تبلغ

ريالين وأنه لازال في القفة نصف الكرات .. فحمدا الله وشكراه على ذلك المكسب وطلبت

الزوجة من زوجها أن يأخذ ريالا واحد ويذهب إلى السوق لشراء دجاجتين وديك وخبز وبيض

وملح ثم يعود للبيت .

ذهب الرجل واشترى ما ذكرت وعاد إلى البيت ، فقامت الزوجة بوضع الدجاج في الخن

ووضعت لهم شيئا من الكرات والماء ، ثم ذهبت إلى المطبخ لإعداد طعام الغداء وهو عبارة

عن بيض وكرات وخبز ، الحمد لله انتهى عمل اليوم الأول بنجاح وشعر الرجل بارتياح لأنه

استطاع أن يشتري ويبيع ويكسب وأنه أمن لزوجته الطعام وبقي لديه شيء من المال .

ظل الحال على هذا المنوال وقتا طويلا حتى استطاعا تكوين مبلغ لا بأس به يمكنهما من

استئجار دكان وشراء قليل من البضاعة ، وقام فعلا باستئجار دكان صغير وبدأ البيع والشراء

معتمدا على الله سبحانه وتعالى ونجح في تجارته واستعاد سمعته وسمعة أبيه التجارية .


هذه النتيجة السعيدة لهذا الشاب لم تأت من فراغ حيث كان وراءها حكمة الرجال المصلحين

أولا ، فوصية والد الرجل له باللجوء إلى صديقه الشيخ فلان إذا دارت به الدوائر وغدرت به

الظروف وتخلى عنه الأصدقاء ... كانت حكمة عظيمة .

فوالده كان يعرف أن صديقه الشيخ كان مخلصا وناصحا ومصلحا وبلا شك فإن نية الإصلاح

إذا توفرت في شخص فإن الله يوفقه .

وإذا أردنا أن نتكلم عن الشيخ وعن تصرفه في حل المشكلة وكيف أنه ذهب مع ابن صاحبه

ذلك الشاب المخطئ الذي أضاع كل ما يملك في اللهو واللعب والمقامرة ثم يخطب له فتاة من

عائلة طيبة ومحترمة دون أن يكون كفئا لإعالتها حين خطبها له ، فكيف جرأ الشيخ على ذلك

وما هي تقديراته وحكمته ؟.

يمكن القول في هذا الحديث بأنه عندما ذهب الشاب إلى صديق والده ( الشيخ ) كان الشاب في

وضع سيئ جدا وحالته يرثى لها فهو أضاع كل شيء نتيجة سوء تصرفه وقد ذهب إلى

صديق والده ليشكو حاله هذا بناءً على وصية والده له ، ولما شكا حاله رأى الشيخ أن الشاب

يظهر عليه الخجل مما فعل وأنه معترف بأخطائه ونادم عليها فهو بمثابة التأنيب من الذنب

ولذلك توسم فيه خيرا ولم يشأ أن يؤنبه أو يوبخه بل أراد مساعدته والأخذ بيده ، ولأنه لم

يكن لديه القدرة المالية على مساعدته بالمال أو بالجهد فقد اختار له الزوجة الصالحة

وساعده في الارتباط بها فوفقه الله تعالى .. فالله ولي الأمر والتوفيق .

بقي علينا أن نتكلم ولو باختصار عن عنصر مهم في هذه القصة وهي الزوجة ، فهذه الزوجة

الصالحة استطاعت أن تعصم زوجها وتبعده عن الهموم والأفكار وعن الخوف والشعور بأنه

غير كفء للزواج وشجعته على العمل والكسب الحلال وعلمته كيف يبدأ من الصفر للنهوض

مره أخرى وإعادة سمعته وجاهه ، ودور هذه الزوجة يذكر بالمثل القائل : ( وراء كل رجل

عظيم امرأة ) .

طبعا هذه المرأة الوارد ذكرها في المثل تكون إما الأم أو الزوجة فقط لهاتين المرأتين وليس

لكل امرأة ، ومن الملاحظ في تاريخ المجتمعات وجد ارتباط خاص بين العائلة والفرد من تلك

العائلة نفسها سواء ذكر أو أنثى وبين الأم وابنها وكذلك بين الزوجة وزوجها ، فالعائلة

المحترمة غالبا ما تعصم بمشيئة الله الفرد منها من الانحراف والزلل وذلك خوفا على سمعة

العائلة ، أما الأم الصالحة فهي تعصم ابنها أو ابنتها بإذن الله من الزلل وذلك بحسن مراقبتهم

وتوجيههم ونصحهم وحثهم على العمل الصالح والطيب ، أما فيما يتعلق بالزوجة فإن الزوجة

قد تكون الأكثر أهمية لعصمة زوجها وفي أمور كثيرة ، فهي في الدرجة الأولى سكن لزوجها

ويجب أن يجد الزوج لديها الحنان والاهتمام وأن تجعل من بيتها المكان المناسب لراحته وأن

تراعي ظروفه وقدراته وخاصة المادية ، وأن لا ترهقه بطلبات لا قدرة له عليها ، وفي حالة

مقدرته على تلبية الطلبات يجب عليها أن تختار الوقت المناسب للطلب فليست جميع الأوقات

صالحة ، وفي حالة تأخره في إحضار الطلب ليس من المناسب مناقشته أو لومه وعليها هي

أن تجد له عذرا في ذلك ، وإذا كان الطلب مهما فلا مانع من تذكيره به مرة أخرى في وقت

مناسب .

وفي الحقيقة فإن الكلام في مثل هذا الموضوع طويل جدا وأكتفي بهذا القدر ولكني أترك

للزوجة والزوج إكماله عمليا بما يتناسب مع ظروفهما وإمكانياتهما والمشاركة في العمل

لجعل المنزل دار نعيم لا دار جحيم .

انتهى كلام المؤلف .. والقصة بين أيديكم فيها الكثير من النقاط التي تستدعي الوقوف عندها ..

في انتظار من يبدأ النقاش :27:
سكارلت
سكارلت
السلام عليكم

الغالية بحور :

قصة رائعة امتلأت بالمواعظ والعبر

ربما استخلصت منها اضافة لما استخلصه الكاتب

القناعة والرضا بالقليل ( خذوهم فقراء يغنيكم الله )

ومحاولة التكيف والتأقلم مع الظروف مهما كانت قاسية ولم نتعودها من قبل

ومما لا شك فيه أن وراء كل رجل عظيم امرأة ولكن الامر يحتاج الى الكثير من الصبر والثبات والعزيمة من قبل المرأة والى الرغبة والتصميم من قبل الرجل ( مهم )

اشكرك يا بحورنا على اتاحة الفرصة أمامنا للتمعن والتفكير والاستباط

تحياتي وتقديري لك
na3oom
na3oom
السلام عليكم ورحمة الله
أشكرك يا بحور على نقل ما هو ممتع و مفيد
القصة لها عدة مواعظ نستيع الاستفادة منها
الأول عدم الحزن عما فات بل البداية من جديد بجد وثبات و ذلك أن الشاب خسر جميع أمواله و بغير ذلك لم يكن ليتعرف على زوجته الصالحة ...
"وعسى ان تكرهوا شيئا وهو خير لكم"
الصبر ثم الصبر ثم الصبر على المصائب فما بعد الشدة الا الرخاء

هذا ما يحضرني الآن
أتمنى من بقية الأخوات ان يزيدوا مما استفادوا

تحياتي
نعوم :26:
أحلام اليقظة
أحلام اليقظة
السلام عليكم

قصة رائعة اكتنزت بالدروس

ولي ملاحظة بسيطة ....

**************************************************
( وراء كل رجل عظيم امرأة ) .

طبعا هذه المرأة الوارد ذكرها في المثل تكون

إما الأم أو الزوجة فقط لهاتين المرأتين وليس لكل امرأة

***************************************************

هناك ( الأخت الكبرى ) التي تتولى تربية إخوانها بعد وفاة الوالدة

و ( الأخت الصديقة ) التي تعيش مع أخيها مشكلاته وتخفف عنه همومه وتدفعه للنجاح

ولا ننسى ... العمة , الخالة وقبل الجميع ........

الجــــــــــــــــدة >>> ينبوع الماضي الثر بكنوز الرحمة والتجربة والعطاء

بل وحتى ( زوجة الأب ) التي تخاف الله في أبناء زوجها فتعاملهم بذمة وضمير ومسؤولية

لتخرج منهم قمما ً في العلم والدين والأخلاق




أعرف أن الكاتب قصد تحديد المرأة المؤثرة بالنساء المحرمات ... فقط

ولكنه ركز على اثنتين ... رغم فضلهما الذي لا يجارى

وأهمل بقية من فضل لا يمكننا إنكاره ....




قبل أن أمضي ...

بارك الله فيك يا بحورنا لإضاءتك زاوية كهذه ....
الدره المكنونه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تسلمي بحورنا على هذه القصه الجديره بتمعننا واهتمامنا

ومن خلال قراءتي لها استخلصت الاتي

فائدة الصحبه بين الاب والابن واهمية الحوار المجدي

عدم اهمال الوصيه والتنبيه من قبل الاباء لأبنائهم

ربما يكون المال نقمه لانعمه مع عدم مخافة الله ويكون انفاقه كفرا لاشكرا

تأثير الصحبه السيئه ونتائجها الوخيمه

اللجوء بعد الله لمن نتوسم فيهم الخير والصلاح حتى وان كانو معدمين فحنكة المؤمن وفراسته بإذن الله لاتأتي الا بخير

دور الذكر الحسن والسمعه العطره في تذليل الامور

دور الاسره في تكوين شخصية الفرد واهمية دور الام في صقل شخصية الفتاه

الدور الفاعل للزوجه الصالحه الفطنه في الاخذ بيد الزوج الى بر الامان

شكر النعمه من مقومات السعاده في الدارين

شكلي طولتها لكن قصتك معبره وفيها الكثير من الدروس المفيده

وياليت كل زوجه تبدأ حياتها مع زوجها بهذه الروح الراضيه وهذه النفس الابيه وليس بزيادة همومه هموم وديونه ديون

وكم سمعنا عن زوجات تسرد قائمة الطلبات منذ اول ساعه من زواجها مع غض الطرف عن امكانية الرجل او مقدرته الماليه

جزاك الله خير بحور على هذا الطرح الرائع