وجوه

وجوه @ogoh_1

عضوة نشيطة

روائع الأسحار

ملتقى الإيمان




وصلى الله وسلم على خير البرية نبينا محمد وعلى آله وأصحابه وسلم تسليما كثيرا

وبعد.. فهذا موضوعي ضمن سلسلة مواضيع مسابقة قيام الليل هذا جهدي أضعه بين أيديكم وأسأل الله أن يتقبله مني خالصا لوجهه وينفعني به يوم لا ينفع مالا ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم

أثناء إعدادي لموضوع صلاة الليل شعرت وكأنني أكتب موضوعا عن الدعاء حاولت أن أبتعد عن الدعاء بقدر المستطاع
ولكن الصلاة هي أعظم دعاء من التكبير وحتى التسليم
وكان صلى الله عليه وسلم يقول "أرحنا بها يا بلال" إذا أهمه أمر من أمور الدنيا



مـدخل

حياتنا بين ولادة وموت فهلا عرفنا الهدف منها ورسمنا الطريق
قال تعالى "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" الذاريات.. نعم هذا هو الهدف لم يقل ليتزوجون أو يأكلون أو يلعبون بل ليعبدون
وحتى تحققي هذا الهداف تحتاجين إلى الوسائل المعينة للوصول إليه ومن رحمته خلق لك الوسائل
"الذي جعل لكم الأرض فراشا والسماء بناء وأنزل من السماء ماء فأخرج به من الثمرات رزقا لكم" البقرة
وقال "هو الذي خلق لكم مافي الأرض جميعا" البقرة
"وسخر لكم الشمس والقمر دائبين وسخر لكم الليل والنهار" ابراهيم
"وهو الذي سخر البحر لتأكلوا منه لحما طريا وتستخرجوا منه حلية تلبسونها"
"والقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وأنهارا وسبلا"
"وعلامات وبالنجم هم يهتدون" النحل

الأرض ومن فيها والسماء والأمطار والبحار والجبال والأنعام سخرها لك أنت يااا الله سبحانك كل هذا الخلق الكبير لماذا ؟؟
من أجل شيء بسيط وهو العبادة..

هل استشعرت يوما وانت تنظرين إلى هذه الآيات العظيمة أنها خلقت لك..



وما هي العبادة

العبادة أنواع ومراتب واجبات ونوافل
ولكن لماذا النوافل لماذا لم تكن أركان الإسلام والإيمان فقط؟

عند ملء استبيان .. تجدين بأن هناك بنود اختيارية كذلك النوافل هي اختيارية أتعلمين لماذا ؟
لأنها ليست جنة بل جنان ومراتب ودرجات لن يتساوى أهل الجنة بل حتى الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام ذكر الله عز وجل أنهم درجات وفضل الله بعضهم على بعض
فالإختلاف والتفاوت سنة كونية حتى في الجنة ..في غرفها وقصورها وساكنيها وحورها وولدانها "اللهم ارزقنا الفردوس الأعلى"
فالله عز وجل فرض علينا الأصول التي تدخلنا الجنة رحمة بنا أما مراتبنا في الجنة منازلنا وقصورنا
فنحن من نختارها .. كيف؟؟
في الحديث "عليك بكثرة السجود فإنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك الله بها درجة وحط عنك خطيئة" .. صلاة النافلة
وأعظمها ما ورد ذكره في القرآن "تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفا وطمعا"
"كانوا قليلا من الليل ما يهجعون"

إذا هي النوافل .. قيام الليل فاحرصي عليها



وقفـة

قال صلى الله عليه وسلم "إنكم لن تدخلوا الجنة بأعمالكم! قالوا ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا "إلا أن يتغمدني الله برحمته" لماذا ؟؟
قال شيخ الإسلام ابن تيمية " أن نعمه على عباده أعظم من أن تحصى فلو قدر أن العبادة جزاء النعمة لم تقم العبادة بشكر قليل منها فكيف والعبادة من نعمته أيضا.
و( منها أن العباد لا يزالون مقصرين محتاجين إلى عفوه ومغفرته فلن يدخل أحد الجنة بعمله وما من أحد إلا وله ذنوب يحتاج فيها إلى مغفرة الله لها "
ولذلك كان الحث على النوافل لتجبر الخلل والقصور في العبادة ومنها قيام الليل "أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل"
وكان النبي عليه الصلاة والسلام أول المداومين عليها رغم ما بذله من تبليغ الرسالة وحمل الأمانة
فكان يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويقول أفلا أكون عبدا شكورا .. سبحان الله غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فكيف بحالنا
وكان أحد السلف إذا جن الليل يأتي فراشه فيمر يده عليه ويقول: انك للين ووالله ان في الجنة لألين منك، فلا يزال يصلي الليل كله
وقال سفيان الثوري رحمه الله: إذا جاء الليل فرحت وإذا جاء النهار حزنت
فماذا فعلنا وما هو حالنا نقوم لصلاة كسالى ونظن أننا من أهل الجنة!!

ألا يحتاج ايماننا إلى قيام في هجعة الليل ليجدد النية ويعلى الهمة فيجبر الخلل في عباداتنا ويرفع دراجاتنا في الجنة؟؟



موسم طاعة

من رحمة الله بنا أن جعل لنا مواسم لمضاعفة الحسنات قد تكون أيام.. شهور أو سويعات ومنها قيام الليل
"ان من الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله تعالى خيرا إلا أعطاه"
أقل القيام ركعة فكم دقيقة تستغرق هذه الركعة قال صلى الله عليه وسلم
{ الوتر حق واجب على كل مسلم ، فمن أحب أن يوتر بخمس ، فليوتر ، ومن أحب أن يوتر بثلاث ، فليفعل ، ومن أحب أن يوتر بواحدة ، فليوتر }
ويرى أحمد ابن حنبل -رحمه الله- أن من ترك الوتر رجل سوء ولا تقبل شهادته
هل تعجزين أخيتي عن ركعة .. إن عجزت عن ركعة فاعلمي ..

أن قيام الليل كان مفروضا على النبي عليه الصلاة والسلام والمؤمنون في بداية الإسلام "يا أيها المزمل قم الليل إلا قليلا نصفه أو انقص منه قليلا"
ثم نسخت في نهاية السورة "ان ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل ونصفه وثلثه وطائفة من اللذين معك"
لماذا نسخت "علم الن تحصوه" "علم أن سيكون منكم مرضى"
سبحانه ما أرحمه علم أن فينا ضعفا فقال "فاقرؤا ما تيسر منه"
ومن قبله خففت الصلوات إلى خمس صلوات في اليوم والليلة وخمسين في الأجر
"يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر"
إذا أردنا دخول الجامعة أو التقديم على وظيفة نجد التعنت في الشروط وإرهاقنا بالطلبات ونبذل الجهد لأمور دنيانا!!

وماذا عن دخول الجنة ألا يحتاج منا البذل والتضحية بقليل من النوم ومع كل هذا التخفيف فهو يقول
"ما يفعل الله بعذابكم إن شكرتم وأمنتم"



المستغفرين بالأسحار

جعل الله التسبيح ليلا ونهارا "وسبحوه بكرة وعشيا" "واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا"
لكنه خص الليل للإستغفار لماذا وما السر في ذلك؟
الليل هو وقت راحة يغفل الكثيرون عن هذه اللحظات الروحانية بل فيه مشقة القيام وترك الفراش "إن ناشئة الليل هي أشد وطئا" أضف إلى ذلك
ابليس اللعين الذي يضرب على العبد ويقول أمامك ليل طويل ليصرفه عن الإستغفار ولكن الفائزون السابقون القانتون
راحتهم ليست في النوم .. بل في الخلوة مع الخالق فعندما يرحل الضوء ويخيم الظلام وتختفي الأصوات رويدا رويدا قبيل الفجر بساعات
سكون عجيب قد يراه البعض مخيف ولكنه

وقت المحبين ..



المـلك

الملك يدنوا إلى السماء الدنيا قال صلى الله عليه وسلم "ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر" من هو هذا الملك هل تعرفين صفاته

"إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون"

"بيده خزائن السموات والأرض"

"له ما في السموات وما في الأرض"

"يعلم ما في السموات وما في الأرض"

"رب المشارق ورب المغارب"

"الله لطيف بعباده يرزق من يشاء بغير حساب"

"يغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء"

تعظم شأنه لماذا هذا النزول؟؟

"مَن يدعوني فأستجِيبَ له،

مَن يسألُني فأعطيَه،

من يستغفرني فأغفرَ له
..



قال أحد الصالحين

عجبت لمن بُلي بالضر، كيف يذهل عنه أن يقول: { أني مسني الضر وأنت أرحم الراحمين }
والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له فكشفنا ما به من ضر } (الأنبياء:84)


وعجبت لمن بُلي بالغم، كيف يذهل عنه أن يقول: { لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين }
والله تعالى يقول بعدها: { فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } (الأنبياء 88)


وعجبت لمن خاف شيئًا، كيف يذهل عنه أن يقول: { حسبنا الله ونعم الوكيل }
والله تعالى يقول بعدها: { فانقلبوا بنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء } (آل عمران:174).


وعجبت لمن كوبد في أمر، كيف يذهل عنه أن يقول: { وأفوض أمري إلى الله إن الله بصير بالعباد }
والله تعالى يقول بعدها: { فوقاه الله سيئات ما مكروا } (غافر:45).


وعجبت لمن أنعم الله عليه بنعمة خاف زوالها، كيف يذهل عنه أن يقول:
{ ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله } (الكهف:39).



فضل صلاة الليل

الله ينزل إلى السماء الدنيا ليلا وامتدح الله المستغفرين بالأسحار ولا يخفى عليك أخيتي ثمرات الإستغفار
والعبد يكون أقرب إلى الله في السجود وفي الحديث "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد ، فأكثروا الدعاء"
وقال تعالى "واسجد واقترب"
وهذا من فضل الصلاة ليلا ورجاء إجابة الدعاء
وفي الحديث «فَضْلُ صَلاَةِ اللَّيْلِ عَلَى صَلاَةِ النَّهَارِ كَفَضْلِ صَدَقَةِ السِّرِّ عَلَى صَدَقَةِ الْعَلاَنِيَةِ»

في صلاتك ليلا ستجدين الطمأنينة والسكون نعم لك حاجات وشهوات وهو أعلم بها منك كيف لا وهو من خلقك
ولكن سعادتك قد تكون بعيدا عن رغباتك ولذلك ألجئي إليه وحده دون سواه ففاطر السموات والأرض
قادر على أن يصلح لك شأنك كله
وكليه أمرك وضعي همومك بين يديه اطلبيه وحده دون أن يعلم بحاجتك أحد من البشر..
أنت أضعف من مواجهة الإبتلاءات والمحن والشهوات وحدك .. فاستعيني به وحده ..
صلاتك ليلا فيها شكر لله عز وجل أن اصطفاك وجعلك تعبدينه وحده ولا تعبدين حجرا أو شجر..
اصطفاك من الإبتلاءات منحك العينين واللسان والشفتين واليدين والقدمين
أفلا تشكرينه..

كم مررت بعسر فأكرمك باليسر

كم تمنيت وكان رزقك أعظم مما تمنيت

كم عصيت ولكن ستره كان أكبر من جرأتك عليه

قال العلماء أن أفضل الشكر صلاة الليل كما ورد سابقا أن النبي عليه السلام كان يقوم حتى تتفطر قدماه ويقول
أفلا أكون عبدا شكورا"

فالليل للجميع المستغفرون المسبحون الحامدون الشاكرون ولا تنسي بالشكر تدوم النعم "ولئن شكرتم لأزيدنكم"



تــأملي

إذا علمت بزيارة صديق أو حبيب أعددت العدة لاستقباله
فكيف تنامين وأنت تعلمين أن خالق هذا الكون الفسيح بما نعلم وما لا نعلم من بيده الخزائن ينزل ليعرض عطاياه
من أثقل بالذنوب فيغفرها له
الكربات والهموم فيفرجها
اذا استشعرت أخيتي هذا النزول العظيم للخالق سيعينك ذلك على القيام باذن الله وتذكري الحديث القدسي
مزيدا من العطايا الإلهية

"ولا يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه ، فإذا أحببته ، كنت سمعه الذي يسمع به ، وبصره الذي يبصر به ، ويده التي يبطش بها ، ورجله التي يمشي بها ، ولئن سألني لأعطينه ، ولئن استعاذني لأعيذنه"

وهل أعظم من أن يحبك الله عز وجل




همسة أخيرة. .

يا من تقومين الليل لحاجة استمتعي بتلك الخلوات الجميلة.. نعم استمتعي!
لعله من التناقض بين الحاجة وبين الإنكسار بين يدي الله والإلحاح في الدعاء في ظلمة الليل

ولكن لذة مناجاة الخالق لا تعدلها لذة ..

وبعد استجابة دعواتك وإزالة همومك ستذكرين تلك اللذة التي فقدتها!! فدعاء الله عند الهم والغم مفعم بروحانية عجيبة

فالله عز وجل يبدل لهيب الكرب ببرد المناجاة ما أعظمه من شعور!!

ولن تعي ما أقول إلا صاحبة تجربة!!
وتذكري أن من الناس أقوام لا يذكرون الله حتى يبتليهم فيجرون إلى صلاة الليل جرا ويكون فيه رفع درجاتهم ومنزلتهم في الجنة

فاحرصي على قيام الليل في الرخاء والشدة ولو بركعة..



وأخيرا تفرع الموضوع كثيرا وقد بذلت جهدا في لملمة شتاته
وأسأل الله عز وجل أن يجعل ما كتبته خالصا لوجهه و ينفع به وأن يجعلني وإياكم من أهل الأسحار
هذا وإن أصبت فمن فضل الله علي وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان

ولا تنسوني من الدعاء

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وأصحابة وسلم تسليما كثيرا

51
3K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عرس المطر
عرس المطر
اللهم صل وسلم على نبينا محمد
تعلمت النسيان
جزاك الله خير
الخلق الرفيع
الخلق الرفيع
جزيتي خيراً
ঔღঔ شمس .ܔ
ঔღঔ شمس .ܔ
رائع موضوعك أختي الغالية
الله يحفظك ويجزاك خير
ويعطيك العافية
القــــرآن في قلبي
موضوع رائع باركـ الله فيكـ ونفع بكـ

جزيتي حبيبتي الجنان ورضى الرحمن

الله يجعله في موازين حسناتكـ ويكتب اجركـ