وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ

وَمَنْ يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ

أخى فى الله : - هل فكرت يوماً أن تشكرِ الله على النِّعم التي حُرمِ منها غيرك ؟ ؟
هل شكرته لأنك مسلم تعبد إلهاً واحدا ًقويا ًقادرا ًرحيما ً، ومنزَّهاً عن كل عيبٍ أو نقص ، وغيرك يعبد الفئران والبقر والحجر وماشابه ذلك ؟ وهل شكرته بأنه قد أنعم عليك بهذا النبى صلى الله عليه وسلم وجعلك ممن يؤمن بما جاء به من الحق ؟
وهل شكرته على أنك تستطيع إغماض جفنيكِ ؟ فإن هناك من لا يستطيع إغماض جفنه , و النتيجة أنه مضطر لأن يضع قطرة كل خمسة عشر دقيقة لكي لا تصاب عينيه بالجفاف أو التلوث , و المصيبة أنه بسبب ذلك لا يستطيع النوم فهل فكَّرت يوما ًأن تحمد الله أنك تستطيع إغماض جفنيك حينما تواجهك عاصفة ترابية مثلاً ؟
هل شكرته لأنك حُرٌ طليق وغيرك سجين ؟
ولأنك تتحرك وغيرك قعيد ؟ ولأنك كريم وغيرك مُهان ؟
ولأنك عزيز وغيرك ذليل ؟
ولأنك فى أمن وأمان وغيرك يستيقظ وينام على صوت الصواريخ وكيد الاعداء ؟
ولأنك تأكل طعاماً هنيئا ً ، وغيرك يأكل من صناديق القمامة ؟ وأنك تشرب ماء بارد وغيرك لايجد الماء أصلا ؟ ولأنك قد أنعم الله عليك بذكره وغيرك يقوم بضياع وقته فى ملذات الدنيا وقلبه غافل ؟ وأنك تقرأ القرآن أو تستمع إليه وغيرك لايعلم عنه شئ إلا فى حالات الوفاه ؟ وأنك معاف وغيرك مريض . أو أن مرضك قد رزقك الله الصبر عليه وغيرك لم يُرزق ذلك فهو فى سخط وغير راض ؟ وأنك تسمع الأذان فتُلبى نداء الرحمن وغيرك لايسمعه لابقلبه ولا أذنيه ؟ وأن الله قد أنعم عليك بفعل الصدقات وغيرك بخيل لايقوى على ذلك ؟ وأنك تُخرج زكاة مالك سنويا وغيرك عنده من الحجج والبراهين ما يمتنع به عن أخراجها ؟ وأنك تنتظر قدوم شهر رمضان بفارغ الصبر وتدعو أن يُبلغك الله إياه وغيرك لايتمنى رؤيته ؟ وأن هناك من هو أعمى وأنت بصير ترى طريقك للذهاب الى المسجد ؟ هل شكرت الله على أنه أنعم عليك بتحرى الصدق فى الحديث وغيرك لايتحدث إلا بالكذب ؟ وأنك تملك قوت يومك وغيرك لايملكه ؟ وأنك رزقت بالولد وغيرك محروم من ذلك ؟ وأنك بفضل الله أستطعت تربية أولادك تربيه حسنه وغيرك لم يهتم حتى بذلك ؟ وهل شكرته على رزقه لك بنخيل كثير فى الجنه بقولك "سبحان الله العظيم وبحمده" بتدبر وغيرك ليس له من وافر هذا الحظ ؟ وأن الله قد أنعمّ على نسائك وبناتك بالحجاب الشرعى وغيرهن متبرجات وكأنه ليس هناك حساب ؟ وأنك ممن رزقه الله بلسان رطب بذكره وقلب خاشع لذكره وغيرك لايذكر الله لافى السراء ولا فى الضراء ؟ وأن الله قد أنعم عليك بتحسين نيتك لتكون جميع أعمالك خالصة لوجهه الكريم وغيرك ليس له نيه لاى عمل ؟ وأنك تصلى جميع الفروض فى المسجد وغيرك لايدخل المسجد إلا وهو محمول على الاعناق ؟ وأنك تتهيأ وتتزين وتُبكر لصلاة الجمعه لما فيها من الخير وغيرك لايأتيها إلا بعد الاقامه أو لايصليها ؟ وهل شكرت الله أن لك بيت تأوى إليه أنت وأسرتك وغيرك يسكن الخيام والمقابر ومازالوا من الاحياء ؟ وأنك من الُمبَشرين لانك من المشأئين فى الظلم لاداء صلاة الفجر وغيرك بجوار المسجد فى مقهى أو تجاره أو لهو ولايبالى بهذا الخير كأنه ضمن الجنه ؟ و هل تشكره لأن هناك من هو مبتلى وأنت معاف ؟ وتشكره لأنك تتنعم بنِعَمٍ لا تُعدُّ ولاتحصى ولا تشكره عليها ومع ذلك فإن الله يظل يذكرك ويرزقك ويحميك وإذا دعوته أجابك .
اللهم لك الحمد حمدا ًكثيراً طيِّبا ًمباركاً فيه مِلء السماواتِ والأرض وملء مابينهما ومِلء ما شِئت َمِن شيءٍ بعد حمداً يليق بجلالك وكمالك كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سُلطانك اللهم لك الحمد على كل نعمة أنعمت َبها علينا ولم نُدركها ولك الحمد على كل نِعمة أنعمتَ بها علينا وأدركناها ثم رزقتنا شُكرك عليها .