النساء في المدينة الأكثر تعرضا للعنف

الملتقى العام

النساء في المدينة الأكثر تعرضا للعنف

112 حالة اعتداء رصدت من أصل 134 حالة سجلت في الأعوام الثلاثة الأخيرة




الوطن

المدينة المنورة: علي العمري

كشفت دراسة حديثة تناولت العنف الأسري في منطقة المدينة المنورة حيث تعد الدراسة الأولى على مستوى منطقة المدينة المنورة أن النساء هن الأكثر عرضة للعنف الأسري في منطقة المدينة المنورة بواقع 112 حالة اعتداء رصدت من أصل 134 حالة عنف أسري سجلت خلال الأعوام الثلاثة الماضية، في حين أن الفئات العمرية الممتدة من عمر 22 إلى 28 عاما هي الأكثر تعرضا للعنف الأسري بشتى صوره والتي تبدأ بالعنف اللفظي وتنتهي بجريمة إزهاق النفس.
وتبرز مشكلة الدراسة وفقا للباحث في شرطة المدينة المنورة العقيد الدكتور نايف بن محمد المرواني في أن بعض الثقافات إن لم يكن أغلبها لديها اتجاهات إيجابية نحو العنف وتشجع على العنف في ظروف عدة، وتحتم تلك الثقافات على الذكر أن يكون عنيفا عدوانيا نحو أي نظرة أو هفوة أو تجاوز يحدث من قبل أي ممن يعول سواء الزوجة أو الأبناء أو غيرهم ، في حين أن ضحكة ساخرة أو الإدلاء برأي غير مناسب يعد تبريرا للرجل بأن يضرب وأحيانا ما يصل ذلك العقاب إلى حد الموت، فيما يبرز الوجه الأخطر في المشكلة في أن أغلب النساء اللاتي تعرضن للضرب وإشعال النيران في أجسادهن لا يلجأن إلى السلطات الأمنية المحلية خشية الطلاق و الحرمان من الأطفال وقد يترتب على ذلك من انتقال الأبناء إلى أكناف زوجة الأب، وذلك وفقا لتقرير هيئة الأمم المتحدة الصادر لعام 2001 م والذي استشهد به الباحث في دراسته.
ويبرر الباحث المرواني في دراسته تعرض النساء من الفئة العمرية الممتدة من 22 إلى 28 عاما للعنف الأسري لأسباب عدة يأتي في مقدمها أن تلك المرحلة عادة ما تكون السنوات الأولى من الحياة الزوجية التي تشهد غالبا مرحلة تجربة بين الزوجين يكثر معها عدم التوافق وفهم كل طرف للآخر، إضافة إلى ما يتبع ذلك من تحمل المسؤولية الأسرية المتزامنة مع الإنجاب ومتطلبات التربية والالتزامات المالية، وهو الأمر الذي يؤخر أو يبطئ التوافق بين الزوجين بالصورة المنشودة، ثم إن تلك المرحلة العمرية تكون الفتاة قد أنهت فيها الدراسة الجامعية تمهيدا لدخول الحياة العملية أو البقاء في المنزل نتيجة لعدم وجود فرص عمل أو لكونها مطلقة، الأمر الذي يزيد من أعباء الأسرة تجاه رعاية بناتهن وتهيئتهن للزواج وربما قد لا تجيد بعض الأسر التعامل مع الفتاة في هذه المرحلة مما يؤجج حالة من الصراع الداخلي من وجهة نظر رب الأسرة دفاعا عن منظومة القيم الاجتماعية، بينما من جهة الفتاة المطالبة بحقوقها الشرعية أو حتى أدناها، وفي الغالب تكون المعالجة من قبل رب الأسرة باستخدام العنف إما الجسدي أو النفسي أو كليهما، وأحيانا ما يضطر رب الأسرة إلى الحرمان من حق الأخيرة في التعليم.
ويقدم العقيد الدكتور المرواني مفهوم العنف الأسري على أنه سلوك عدواني بغيض يتسبب في إحداث إصابات أو أذى أو إذلال، وفي بعض الأحيان يصل إلى حد الموت، وما يصاحب ذلك من السلوكيات من حدوث إيذاء جسدي أو اغتصاب أو الحرمان من الأساسيات المشروعة، غير أن مفهوم الأسرة في كثير من الدراسات والبحوث لم يكن يتسم بالوضوح بحكم خصوصية الأسرة في المجتمع من حيث البناء والنسق القرابي الذي يجمعها.
ويلفت الباحث إلى أن ظاهرة العنف في المدينة المنورة لم تكتسب صفة الظهور الحقيقي ومرد ذلك إلى تأخر ظهور مشكلة العنف الأسري في المجتمع ولعدم توفر بيانات إحصائية ذات طابع رسمي وعلمي وموثوق إضافة إلى خصوصية المجتمع ونظرته للعلاقات الأسرية وشيوع ثقافة "العيب" واعتبار أن ما يحدث داخل الأسرة من عنف هو من ضمن الأدوار أو المسؤوليات التي يمارسها رب الأسرة أو الأخ أو الزوج أو صاحب الولاية، وذلك يشكل عائقا كبيرا أمام الوصول إلى الحالات التي تعرضت للعنف وفي المقابل عدم لجوء المعتدى عليه إلى الإبلاغ عن المتسبب في العنف خوفا من ردة الفعل.
12
609

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ياسمينة الحجاز
معقووووول
هادا اخر شئ توقعته

ماني مصدقه

أحب وبصمت
أحب وبصمت
الله يهدي الجميع
الحنــ القلب ــون
الله يستر على الجميع
لاحول ولا قوة الا بالله
ذكرى العام القادم
الله يهدي الجميع
الله يهدي الجميع
هاشميه حجازيه
بصراحه اول مره اسمع هالكلام