زوجتي أصبحت مدمنة أنترنت

الأسرة والمجتمع

زوجتي أصبحت مدمنة أنترنت
زوجتي أصبحت مدمنة إنترنت، فهي تهمل كل شيء في حياتها، ولا تهتم بأمور البيت. حاولت بكل السبل إرجاعها إلى صوابها فلم أستطع (من إرشاد ونصيحة والسفر إلى العمرة فلم يثنيها شيء عن النت).

كما أنها لا تقوم بواجباتها نحوى، ولا تريد أن ألمسها، وتسهر حتى الفجر على النت بحجة صلاة الفجر، ولكن أنا أعرف ما بداخلها، ولا أستطيع أن أطلقها؛ حفاظاً على الأولاد وسمعتهم، أرشدوني ماذا أفعل؟

فقد تعبت من المحافظة على استقرار البيت أو هدمه.




الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فلدي يقين أن وراء كل سلوك دافعاً، وفي ظني أنك لو فتشت في (دفتر) علاقتكما الزوجية لم يصعب عليك أن تعثر على ذلك الدافع الكامن وراء مشكلة زوجتك، أو إدمانها على النت، ومن ثم ربما سهل عليك التغلب على المشكلة، وعلاجها.


أخي الكريم: أحسب أن رسالتك تعكس (شدَّة) انفعالك الداخلي؛ فقد ورد في ختامها قولك: (تعبت من المحافظة على استقرار البيت أو هدمه)، وهي عبارة، وإن أبدت شعورك بالتعب، إلا أن الغموض يلف معناها، وهذا الانفعال أخشى أن يكون هو الذي يحكم علاقتك بزوجتك، إي إن علاقتك بزوجتك تحكمها لغة الرياضيات، وصرامة الأعداد، افعلي ولا تفعلي، أنت لم تنجزي هذا، هذا يثبت أنك مهملة، فلت لك مراراً وتكراراً، تعبت من الكلام معك!!


حين يكون ذلك صحيحاً فمن المؤكد أن المشكلة في طريقها للتفاقم والتصعيد.
إن لغتك لغة المطالب، لغة حقوقية، لغة تحدها– من الجهات الأربع -(واجباتها) المنزلية والزوجية، ومن ثم فربما إن زوجتك تجد في النت ما تفتقده لديك.


إن من أبرز أسباب الإدمان على النت (الهروب) من الواقع، والبحث عن واقع (بديل)، ومع مرور الوقت يتكيّف الإنسان على ذلك، ويصبح من الصعوبة عليه التخلص.. ولأنه لم يبدُ في رسالتك أيّ نقدٍ أو تحفظ على ما تتعاطاه زوجتك من معلومات أو تبحث عنه داخل الشبكة، فإنني أستبعد دوافع الإدمان الأخرى.


أخي الفاضل: إن بعض الفضلاء يظن أن مجرد تديّّن زوجته أو مستواها التعليمي العالي يفترض أن يكون هو دافعها لخدمته وخدمة أولاده وبيته، بل وغض الطرف عن مشكلاته معها، وأخطائه عليها.. وقد يتساءل بدهشة: ألا يكفيها أنها إذا ماتت وزوجها عنها راضٍ دخلت الجنة؟!
والحقيقة التي لا تحتاج إلى إيضاح أن الزوجة إنسان له مشاعره وأحاسيسه، وأن كلمة الشكر تدفعها، وكلمة الثناء تحفزها، ولكن أهمّ من ذلك ضرورة إدراك أن الزوجة كامرأة تختلف في أمور كثيرة عن الزوج كرجل، حتى لكأنما –كما عبّر بعض الباحثين المختصين– قدم الرجال من المريخ، وقدمت النساء من الزهرة.


ومن هنا فهناك مشكلة كثيراً ما تترك بصمات سلبية على العلاقة بين الزوجين؛ وذلك حين يتعامل الرجل مع زوجته تعامله مع زميله الرجل، وتتعامل الزوجة مع زوجها تعاملها مع صديقتها المرأة، ولعل أبرز ما يشار إليه هنا حاجة المرأة إلى المشاركة الوجدانية، إن المرأة قد تشكو من شيء، وقد تبدي ذلك الشيء (أضخم) من حقيقته بكثير، لا لأنها تريد من زوجها أن يتطوع بذكر الحلول (الحقيقية)، ولكنها تريد الاعتراف والمشاركة الوجدانية.


إن كلمة ثناء على كلمة كتبتها زوجتك في أحد المنتديات قد تدفعها أكثر إلى الارتباط بالنت، في ظل كونك لا تعترف بموهبتها، أو لا تكترث بمشاركاتها، إن لم تكن تزري بها، وتنعى عليها قائلاً: لا قيمة –إطلاقاً– لما تكتبين، وحياتك معي، ومع أولادي، فاشلة.


أخي الكريم: لو لعبت مع زوجتك لعبة مسلية، فعرفت المنتديات التي تشارك فيها زوجتك، وسجلت فيها دون أن تعرف زوجتك، ثم بدأت تعلق -بقدر من الثناء- على كلمات ومشاركات زوجتك، وحين يمضي بعض الوقت تفاجئها بأنك صاحب ذلك التوقيع، ثم تنطلق في تغيير أجواء البيت من كونك ترى أن الوظيفة الأساسية للزوجة هي (خدمة) الزوج والأبناء، إلى كون الزوجة (مديراً تنفيذياً) للبيت، يحتاج إلى الدعم والتشجيع، وغض الطرف عن بعض الأخطاء التي لابد منها.


أخي الكريم: أنا واثق أنك عاقل وناضج، وقد بسطت لك الأمر فانظر فيه برويّة؛ وحاول إعادة النظر في تعاملك معها، خاصة وقد أشرت إلى إخلالها معك حتى بالعلاقة الخاصة بينكما، بقولك: (ولا تريد أن ألمسها)، وهو ما يعني –ربما– أن هناك خللاً في ممارستك لتلك العلاقة معها.. إذ إن هناك فروقات بين الرجل والمرأة حتى في رؤيته وأدائه للجانب الجنسي يحسن بكلٍّ منهما أن يكون ملماً بها، ليستطيع التفاعل مع صاحبه، ويدفعه إلى التفاعل معه.
وفقك الله إلى كل خير، وأزال عنك ما يهمك، وأصلح لك زوجك وولدك.




د. عبد العزيز بن عبد الله المقبل
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم.




(منقول)
5
636

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام الخمائل
ام الخمائل
الله يجزاك كل خير على النقل....
عاشقة أبو متعب
مشكورة حبيبتي :26:
~~ أم نوووف ~~
~~ أم نوووف ~~
الله يجزاك كل خير على النقل
بساط الريح
بساط الريح
مشكورره والله يعطيك العافيه
أم سومه
أم سومه
الله يجزاك كل خير