ألف معنى

ألف معنى @alf_maan

محررة ذهبية

**الرد الحجة **على من قال بكشف الوجه من الكتاب والسنة

الملتقى العام


بسم الله الرحمن الرحيم

نقلته للباحثين عن الحق


وأنّ ماسأذكره هنا. مـوجهـاا إلى ((فتاة الاسلام خـــــــاصة))..والمشككين بالحجاب عامة!!:)

ماهو الحجاب الشرعي؟

الحجاب الشرعي هو حجب المرأة ما يحرم عليها إظهاره أي سترها مايجب عليها ستره وأولى ذلك ستر الوجه لأنه محل الفتنه ومحل الرغبة فالواجب على المرأة أن تستر وجهها عمن ليسوا بمحرمها وأما من زعم أن الحجاب الشرعي هو ستر الرأس والعنق والنحر والقدم والساق والذراع,وأباح للمرأة أن تخرج وجهها وكفيها
فإن هذا من أعجب مايكون من الأقوال لأنه من المعلوم أن الرغبة ومحل الفتنة هو الوجه وكيف يمكن أن يقال
أن الشريعة تمنع كشف القدم من المرأة وتبيح لها أن تكشف وجهها!!!هذا لايمكن أن يكون واقعا في الشريعه
العظيمة الحكيمة المطهرة من التناقض وكل إنسان يعرف أن الفتنة في كشف الوجه أعظم بكثير من الفتنة بكشف القدم,وكل إنسان يعرف أن محل رغبة الرجال في النساء إنما هي الوجوه ولهذا لو قيل له أنا جميلة الوجه ولكن في يديها أو كفيها أو قدميها أو ساقيها نزول عن الجمال لكان يقدم عليها,فعلم بهذا أن الوجه أولى مايجب حجابه وهناك أدله من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم,وأقوال الصحابة وأقوال أئمة الإسلام تدل على وجوب احتجاب المرأة في جميع بدنها عمن ليسوا بمحارمها وتدل على أنه يجب على المرأة أن تستر وجهها عمن ليسوا بمحارمها .................................(الشيخ ابن عثيمين)


ألستن تؤمنّ بالله رباًّ ، وبالإسلام دينا و محمد صلى الله عليه وسلم نبيا و رسولا ؟؟!!..
إذا كان الجواب " نعم " ، فلتهيئي سمعك وبصرك وقلبك – أختي – لما سوف يأتي بإذن الله .
وإن كان الجواب " لا " ، فإذن أنت ليس لك من حديثنا نصيب إلا أن يهديك الله .

هذا السؤال الذي طُرح في أول معرفتنا لمعنى الحجاب ، مهم غاية الأهمية ، ذلك لأنه ليس فقط يعتمد على قولك " نعم " أو " لا " ، وإنما يعتمد أساسا على مدى يقينك بإيمانك بالله عز وجل وطاعتك له ، وتصديقك بما جاء به نبيه صلى الله عليه وسلم ..

فإذا كنت من ذوات اليقين الصادق ، فأنت يُرجى منك الاستجابة إن شاء الله ، وأما إن كنت ممن تتبع هذا لأنه يوافق هواها ، وتعرض عن هذا لأنه يعارضه ، فنسأل الله لك الثبات واليقين الصادق بإذن الله تعالى ، فإنه سميع مجيب ..

أختي ...
" لماذا أتحجب؟،وما يعني ذلك؟ "
الجواب:"إن المرأة المسلمة تتحجب لأنها تعلم وتدرك أن الحجاب عفة و شرف و كرامة لها ، ليس تعويقا – كما يدّعي أدعياء الإسلام-، وهو أيضا حفظ لماء وجهها من النظرات الخائنة والسهام المسمومة ، ذلك لأن المرأة في الإسلام غالية( جوهرة مصونة )لها مكانتها بين المسلمين ، لهذا وجب عليها أن تحافظ على نفسها بالحجاب والستر و العفاف . "

"إنك أيضا تتحجبين لأنك تعلمين أن في ذلك امتثالا لأمر الله تعالى الذي له ما في السموات و الأرض ، وأن في ذلك عبادة لخالقك جل وعلا ، ولتعلمي أن التزام المرأة بحجابها إنما هو كالتزامها بصلاتها( هو عبادة وليس عادة ).."

"إنه فرض على المرأة المسلمة يجب عليها التزامه،لأنها إن لم تفعل ذلك أسخطت ربها عليها ، فهذا ما أوجبه الله عليها .."

" إن الحجاب ليس وراثة ورثناها عن أمهاتنا ، ولا عن مجتمعاتنا ، وإنما هو أمر من الله تعالى إلينا ، فيا ليت شعري من منا من سارعت إلى إجابة أمر ربها ، وخالقها ، ورازقها !! ، نسأل الله أن نكون من المسارعين إلى طاعة ربنا عز وجل ، ثم طاعة رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه .."

" إن الحجاب أشرف وأعلى شئ كرّم الله به المرأة ، فهو ستر للبدن ، وهو الحصن الحصين الذي يحمي المرأة ، والسياج الواقي الذي يعصم المجتمع من الافتتان بها ، وهو أيضا الإطار الواضح والمنضبط الذي تؤدي المرأة من خلاله وظيفة صناعة الأجيال وصياغة مستقبل الأمة ، ومن ثم مساهمتها في نصر الإسلام والتمكين له في الأرض من دون تبرج أو سفور أو فتنة أو انحراف .."

.
.

معنى الحجاب : قال تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلا بيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفوراً رحيما)

وقوله تعالى(يد نين عليهن من جلابيبهن )الجلابيب جمع جلباب:وهو ثوب أكبر من الخمار . وهو الملاءة

التي تشمل بها المرأة فوق الدرع والخمار.

قال الجوهري:الجلباب الملحفة لباس يلبس فوق سائر اللباس).

وقال الشهاب:أزار واسع يلتحف به.

وقيل:هو كل ثوب يستر جميع بدن المرأة من كساء وغيره.

كما ثبت من حديث أم عطية تقول أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : أن نخرج في الفطر والأضحى
:العواتق والحيض وذوات الخدور ، فأما الحيض فيعتزلن الصلاة ويشهدن الخيرودعوة المسلمين قلت . يا رسول الله
أحدنا لايكون لها جلباب؟ قال:لتلبسها أختها من جلبابها .

يقول إبن حزم الأ ند لسي:الجلباب في لغة العرب التي خا طبنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم:
هو ما غطى جميع الجسم لابعضه.

قالت أم سلمة رضي الله عنها :
لما نزل قول الله تعالى(يد نين عليهن من جلا بيبهن ) حرجت نساء الأنصار كأن على رؤوسهن

الغربان من الأكسية . أي لبسن الثوب الشامل المحيط بالجسم كله.

يقول العلامة نظام الدين النيسابوري (يدنين عليهن من جلابيبهن) أي يرخين عليهن طرفاً من الجلباب

.فأمرن بستر الرأس والوجه

.
.

1. خدعوها بسفســـطات الـهُراء &&& أوردوها مواردَ الأغبــــــياء
2. أغرقوها في لجَّة الوهم مكـــراً &&& أوهموها بقمَّة الكــــــبرياء
3. داعبوا عقلهَا الضعيفَ بكيــــدٍ &&& جاهليٍ أعمى الرؤى والـــرَّواء
4. جردوها من الحياء وقالـــــوا &&& أنتِ أبهى من السنى والســـناء
5. أسكنوها حظيرة الزور قالــــوا &&& أنتِ ياكوكباً بجوِّ الســـــماء
6. أنت بدر الدُّجى فلا تحجبــــيه &&& بقَتامٍ يُزري بنور البــــــهاء
7. أكشفي وجهَك الجمـــيلَ وغنِّي &&& إنما السَّـــــعْدُ في ليالي الغناء
8. والبسي ما حــلا وطاب من اللُّبـ &&& ـسِ ولا تسمـعي لدعوى الغبـاء
9. وارسمي لوحةً من الــحُبِّ تبدو &&& شادياتٍ بها طيـــــورُ الحُداء
10. داعبي الكون نشوةً وتخـــطي &&& حاجزَ الصـــمت وانشدي للضياء
11. خدعوها ..ولم تزل في سبــاتٍ &&& أعجميٍ أحــــــلامُه كالهواء
12. خدعوها بالفن قالوا سمـــــواً &&& جهلوا أنه سمــــــومُ البغاء
13. وأناخوا مطَّيَهم فوق جــــرحٍ &&& ليس يرجى له قريــــبُ الشفاء
14. أسألوهم عنها إذا زارها الشـيــ &&& ـبُ وصارت في حالةٍ شـــوهاء
15. هل يمدون نحوها كــفَّ عطـفٍ &&& أم يدوسونهنَّ تحــــت الحذاء!
16. خدعوها .. ولم يكن ذاتَ يــومٍ &&& همُّهم دينَها وبذْلَ النــــــقاء
17. هم يريدونها خــواءً من الـدين &&& فأين الجـــــمالُ بعد الخـواءِ
18. لم يكن همُّهم سوى جلب عُــهرٍ &&& فاضحٍ في الليـــــالي الحمراء
19. لم يكن همُّهم سوى صفعَ وجــهٍ &&& عربيٍ يحيا حيــــــاة الحياء
20. مسلمٍ يبتغي لها كل خـــــيرٍ &&& ويُداري عنـــــها دعاة الدهاء
21. لم يكن همُّهم سوى بعثِ جيـــلٍ &&& نسلُه من براثــــــن الفحشاء
22. أختَنا يامنـــــــارة العزِّ أنتِ &&& أنتِ كالطَّود في شمـــوخ الإباء
23. أنت رمزُ العفاف رمزُ النــــقاء &&& أنت أختُ الصــحابة الأتقياء
24. أنتِ بدرٌ والســـــافرات ظلامٌ &&& أنتِ أمُّ الــــــبراعمٍ الأبرياء
25. أنت عزٌّ لنا ومــــــجدٌ تليدٌ أنت نسل الأفاضـــــل الكرماء
26. علميهم أن العفاف ارتـــــقاءٌ &&& للمعالي أكرم بذا الإرتـــــقاء
27. أخبريهم أن الحياء حـــــياةٌ &&& فُقِدت حين أجحـــــفت بالحياء
28. نبئيهم أن الحــــجاب احتشامٌ &&& واعتصامٌ عن أعينِ الخــــبثاء
29. عن كلاب الشهوات لمَّــا أرادوا &&& ملأَ أجفانهم بخُـــــبث النساء
30. إرفعــي الرأسَ عالياً واستجيبي &&& لنـــداء الرحـــمن للعــلياء
31. للجنان الخضراء لا تستــعيضي &&& بالتجـــــافي عنها وبالكبرياء
32. خاطبي من تلقفتــــها الأيادي &&& ورمتها في مــــحضن الأدعياء
33. بالنصارى وباليهود اقتـــديتِ؟! &&& ورغبتِ عن ســـــيرة الشرفاء
34. عن ردا زينبٍ وأمِّ حــــــرامٍ &&& والبتول العفيــــــفة الزهراء
35. حاربي من حبوكِ أعظمَ وهـــمٍ &&& وأرادوك دمــــــيةً في الدِّماء
36. يادعاة التـــحرير يكفي افتراءً &&& قد عشقتم مرابــــــعَ الإفتراء
37. عشقوا الغرب عشقنا للجـــنان &&& نعشق الحور عشقــــهم للبغاء
38. ونرى الدين تاج نصرٍ على الـ &&& ــرأ سِ وهم يسفلون نحــــو الغثاء
39. يادعاة التغريب إنّا أُنـــــاسٌ &&& قد رفعنا جبــــــاهنا للسماء
40. عِزُّنا بالإلهِ والفــــــخرُ فينا &&& بالنبــــــيِّ الكريم والأنبياء
41. عَلَّمونا أن الحــــــياةَ جهادٌ &&& دون أعراضــــنا ودون النقاء
42. ماكفــاكم في الغرب مليون طفلٍ &&& أنتجتهم خطيئة الدخــــــلاء
43. أو بصدقٍ أقولُـــــها ملء فيَّ &&& نطفةٌ هم نتــــاجُ أهلِ (الزناء)!
44. ماكفاكم مليـــــار أنثى تنادي &&& أنقذونا من وطـــــئة الفحشاء
45. وخذونا لديكمــــــوا وأرونا &&& لذةَ الــــعيش في ربى الأنقياء
46. واقتـــلونا من بعدها إن أردتم &&& واجعلونا في هيئــــة المومياء
47. ثم قولوا لقومنا إنَّ ديــــــناً &&& يحفظ العرض ذاك ديـــن الصفاء

للشاعر الشيخ موسى الزهراني من موقع صيد الفوائد
.
.

هل هناك ما يستدعي أن أجتر تلك المقدمة التقليدية والتي اعتدنا أن نقدم بها عندما نكتب عن النساء والتي تتحدث عن مكانة المرأة في الإسلام... وماذا قدم لها الإسلام...؟ و... و...؟!.

أم أننا وصلنا إلى مرحلة نتحدث فيها عن المرأة وللمرأة بثقة المؤمن وبإيمان الواثق بعيدا عن نبرة الهزيمة التي تجعل كثيرا منا يتحدث عن المرأة وكأن الإسلام خصما وندا لها...!

والحمد لله... فإنني أعتقد أننا وصلنا إلى المرحلة الأخيرة... وهذا من فضل الله علينا أن جعل منا مسلمين ومسلمات وقانتين وقانتات وتائبين وتائبات ((قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون )).

ولذا... فإنني أحس أننا بحاجة إلى أن نتحدث عن المرأة من خلال موضوعات أكثر لصوقا وأشد وضوحا عن قضاياها.

وهذه الرسالة- أيتها الأخت- هي محاولة للحديث عن ظاهرة تتكرر بين وقت وآخر تحزن القلوب وتكسر النفوس، وتستدر الدموع من محاجرها.

تلكم هي ظاهرة: ((المراوغات في الحجاب )) في طريقة التفصيل وطريقة اللبس إلى حد مضحك مبك.

إن أولئك اللواتي يراوغن ويتلاعبن بالحجاب هن تماما مثل ذلك الرجل الذي نزع أسفل حذائه واكتفى بأعلاه..!!

فهل تظنين- أيتها المباركة- أن هذا سوف يحميه من الأشواك والأوساخ 00. ((أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أمن يمشي سويا على صراط مستقيم )).

.
.

أختي المسلمة!

لقد دأبت بعضُ الأقلام بين فينةٍ وأخرى على النيلِ من حجابك والهجوم عليه، واصفةً إياه بالتخلف والرجعية وعدم مواكبة التطور الذي نشهده، والقرن الذي نحن على مشارفه، حيث إننا نعيش عصر الفضائيات والاتصالات والعولمة وتلاقح الأفكار وغير ذلك من مظاهر التقدم العلمي والتكنولوجي .

وقد انقسم هؤلاء المبهورون بمدنية الغرب إلى أقسام عدة :

فـمنــهم من أنكر فرضية الحجاب بالكلية، وزعم أنه من خصوصيات العصور الإسلامية الأولى !! .

ومنهم من أنكر غطاء الوجه وراح يدعو إلى السفور والاختلاط، زاعماً أن ليس في كتاب الله ولا سنة رسوله صلى الله عليه وسلم ما يدل على تغطية وجه المرأة، وأن ذلك من قبيل العادات الموروثة التي فرضها المتشددون ! .

ومنهم من تخبَّط فقال : إن الحجاب سجن يجب على المرأة أن تتحرر منه حتى تستثمر طاقاتها في مواكبة العصر، ومشاركة الرجل مسيرته التقدمية نحو آفاق المدنية الحديثة ! .

ومنهم من طبق المثل القائل : "رمتني بدائها وانسلَّت" فزعم أن الذين يدعون إلى الحجاب ونبذ التبرج والسفور ينظرون إلى المرأة نظرة جسدية،ولو أنهم تركوا المرأة تلبس ما تشاء لتخلَّص المجتمع من هذه النظرة الجسدية المحدودة!! .

وهؤلاء جميعاً قد اشتركوا في الجهل والدعوة إلى الضلال، شاءوا أم أبوْا .

والأمر في ذلك كما قال الشاعر :

فإن كنتَ لا تدري فتلك مصيبةٌ *** وإن كنت تدري فالمصيبةُ أعظمُ

أما حقيقة هؤلاء فلا تخفى على ذي عينين ! .

وأما كلامهم فباطل باطل، يبطل أولُه آخرَه، وآخرُه أولَه، قال تعالى : } وَلَتَعرِفَنهُم فِي لَحنِ القَولِ وَاللهُ يَعلَمُ أَعمالَكُم{ .

وأما دعوتهم فمؤامرة مكشوفة على المرأة المسلمة، وعلى الأسرة والمجتمع والأمة بأسرها .

ومع ذلك فقد نجح هؤلاء في السيطرة على عقول بعض نسائنا، فأغروهن بكلامهم المعسول وعباراتهم البراقة التي تحمل في طيَّاتها الهلاك والدمار، فظننَّ أن هؤلاء هم المدافعون عن قضايا المرأة وحقوقها، وجهلن أن الإسلام قد صان المرأة أتمَّ صيانة، ورفع مكانتها في جميع مراحل حياتها، طفلةً وبنتاً وزوجة وأُمًّا وجدة .

ولما كان الأمر كما قال الشاعر :

لكلِّ ساقطةٍ في الحيِّ لاقطةٌ........... وكلُّ كاسدةٍ يوماً لها سوقُ

فقد تعيَّن الردُّ على هؤلاء ودحض شبهاتهم، وتفنيد كلامهم، وكشف عوار أحاديثهم وزيف أطروحاتهم، لعلهم يعودوا لرشدهم ويتخلوا عن باطلهم .

الحجاب عبادة

الحجاب عبادة من أعظم العبادات وفريضة من أهم الفرائض؛ لأن الله تعالى أمر به في كتابه، ونهى عن ضده وهو التبرج، وأمر به النبي صلى الله عليه و سلم في سنته ونهى عن ضده، وأجمع العلماء قديماً وحديثاً على وجوبه لم يشذّ عن ذلك منهم أحد، فتخصيص هذه العبادة – عبادة الحجاب – بعصر دون عصر يحتاج إلى دليل، ولا دليل للقائلين بذلك ألبتة . ولذلك فإننا نقول ونكرر القول : "لا جديد في الحجاب" .

ولو لم يكن الحجاب مأموراً به في الكتاب والسنة، ولو لم يرد في محاسنه أيُّ دليل شرعي، لكان من المكارم والفضائل التي تُمدح المرأة بالتزامها والمحافظة عليها، فكيف وقد ثبتتْ فرضيَّتُه بالكتاب والسنة والإجماع؟!.

أدلة الحجاب من الكتاب والسنة

وفي هذه الأدلة برهان ساطع على وجوب الحجاب، وإفحامٌ واضح لمن زعم أنه عادة موروثة أو أنه خاصٌّ بعصور الإسلام الأولى.

أولاً : أدلة الحجاب من القرآن :

الدليل الأول : قوله تعالى : { وَقُل للمُؤمِنَاتِ يَغضُضنَ مِن أَبصَارِهِن وَيَحفَظنَ فُرُوجَهُن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن إِلا مَا ظَهَرَ مِنهَا وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن وَلاَ يُبدِينَ زِينَتَهُن } إلى قوله: { وَلاَ يَضرِبنَ بِأَرجُلِهِن لِيُعلَمَ مَا يُخفِينَ مِن زِينَتِهِن وَتُوبُوا إِلَى اللهِ جَمِيعاً أَيهَا المُؤمِنُونَ لَعَلكُم تُفلِحُونَ} .

قالت عائشة رضي الله عنها : "يرحم الله نساء المهاجرات الأُول؛ لما أنزل الله : } وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن{ شققن مروطهن فاختمرن بها" .

الدليل الثاني : قوله تعالى : { وَالقَوَاعِدُ مِنَ النسَاء اللاتي لاَ يَرجُونَ نِكَاحاً فَلَيسَ عَلَيهِن جُنَاحٌ أَن يَضَعنَ ثِيَابَهُن غَيرَ مُتَبَرِّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَستَعفِفنَ خَيرٌ لهُن وَاللهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ } .

الدليل الثالث : قوله تعالى :{ يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ وَنِسَاء المُؤمِنِينَ يُدنِينَ عَلَيهِن مِن جَلابِيبِهِن ذلِكَ أَدنَى أَن يُعرَفنَ فَلاَ يُؤذَينَ وَكَانَ اللهُ غَفُوراً رحِيماً } .

الدليل الرابع : قوله تعالى :{ وقَرنَ فِي بُيُوتِكُن وَلاَ تَبَرَّجنَ تَبَرجَ الجاَهِلِيةِ الأولَى } .

الدليل الخامس : قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلتُمُوهُن مَتَاعاً فـاسـأَلُوهُن مِن وَرَاء حِجَابٍ ذلِــكُم أَطهَرُ لِقُلُوبِكُم وَقـُلُوبِهِن} .

ثانياً : أدلة الحجاب من السنة :

الدليل الأول : في الصحيحين أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: يا رسول الله، احجب نساءك . قالت عائشة : فأنزل الله آية الحجاب . وفيهما أيضاً : قال عمر : يا رسول الله، لو أمرتَ أمهات المؤمنين بالحجاب . فأنزل الله آية الحجاب .

الدليل الثاني : عن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "المرأة عورة" .

الدليل الثالث : عن ابن عمر رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: "من جرَّ ثوبه خُيَلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقالت أم سلمة رضي الله عنها : فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال : "يرخين شبراً" فقالت : إذن تنكشف أقدامهن . قال : "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه" .

((أدلة سَتر الوجه من الكتاب والسنة))

أولاً : قوله تعالى : { وَليَضرِبنَ بِخُمُرِهِن عَلَى جُيُوبِهِن} .

قال العلامة ابن عثيمين : "فإن الخمار ما تخمِّر به المرأة رأسها وتغطيه به كالغدقة، فإذا كانت مأمورة بأن تضرب بالخمار على جيبها كانت مأمورة بستر وجهها" .

ثانياً : قوله تعالى : { يأَيهَا النبِي قُل لأزواجِكَ وَبَناَتِكَ…} .

قال ابن عباس رضي الله عنهما : "أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلاليب" . قال الشيخ ابن عثيمين : "وتفسير الصحابي حجة، بل قال بعض العلماء إنه في حكم المرفوع إلى النبي صلى الله عليه و سلم ".

ثالثاً : عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه و سلم قال : "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين" .

قال القاضي أبو بكر بن العربي : "قوله في حديث ابن عمر: "لا تنتقب المرأة المحرمة" وذلك لأن سترها وجهها بالبرقع فرض إلا في الحج، فإنها ترخي شيئاً من خمارها على وجهها غير لاصق به، وتعرض عن الرجال ويعرضون عنها" .

وقال شيخ الإسلام ابن تيمية : "وهذا مما يدلّ على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن، وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن" .

رابعاً : في قوله صلى الله عليه و سلم : "المرأة عورة" دليل على مشروعية ستر الوجه . قال الشيخ حمود التويجري : "وهذا الحديث دالّ على أن جميع أجزاء المرأة عورة في حق الرجال الأجانب، وسواءٌ في ذلك وجهها وغيره من أعضائها" .

جهل أم عناد؟!
إليكم يا من تزعمون أن حجاب المسلمة لا يناسب هذا العصر!!
إليكم يا من تدّعون أن تغطية الوجه من العادات العثمانية!!
إليكم يا من تريدون إخراج المرأة من بيتها واختلاطها بالرجال في كل مكان .

هذه آيات القرآن أمامكم فاقرءوها.. وهذه أحاديث النبي محمد صلى الله عليه و سلم بين أيديكم فادرسوها ... وهذا فهم أئمة الإسلام من السلف والخلف يدل على وجوب الحجاب وستر الوجه فاعقلوه . فإن كنتم جهلتم هذه الآيات والأحاديث في الماضي فها هي أمامكم، ونحن ننتظر منكم الرجوع إلى الحق وعدم التمادي في الباطل؛ فإن الرجوع إلى الحق فضيلة، والإصرار على الباطل شر ورذيلة .

أما إذا كنتم من الصنف الذي وصفه الله تعالى بقوله : } وَجَحَدُوا بِهَا وَاستَيقَنَتهَا أَنفُسُهُم ظُلماً وَعُلُواً { فإنكم لن تنقادوا للحق، ولن ترجعوا إلى الصواب، وإن سردنا لكم عشراتٍ بل مئاتِ الآيات والأحاديث، لأنكم – بكل بساطة – لا تؤمنون بكون الإسلام منهج حياة، وبكون القرآن صالحاً لكلّ زمان ومكان . قال تعالى : } أَفَحُكمَ الجَاهِلِيةِ يَبغُونَ وَمَن أَحسَنُ مِنَ اللهِ حُكماً لقَومٍ يُوقِنُونَ { .

الحجاب والمدنية

يرى دعاة المدنية أن الحجاب مظهر من مظاهر التخلف، وأنه يمنع المرأة من الإبداع والرقي، وهو عندهم من أكبر العقبات التي تحول بين المرأة وبين المشاركة في مسيرة الحضارة والمدنية، وفي عملية البناء التي تخوضها الدول النامية للوصول إلى ما وصلت إليه الدول المتقدمة من رقي وتمدن !!

ونقول لهؤلاء:ما علاقة الحجاب بالتقدم الحضاري والتكنولوجي؟ !

هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تخلع المرأة ملابسها وتتعرَّى أمام الرجال؟ !

هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تشارك المرأة الرجل متعته البهيمية وشهواته الحيوانية؟ !

هـل من شروط الحضارة والمدنية أن تكون المرأة جسداً بلا روح ولا حياء ولا ضمير ؟ !

هل الحجاب هو السبب في عجزنا عن صناعة السيارات والطائرات والدبابات والمصانع والأجهزة الكهربائية بشتى أنواعها؟!

لقد تخلت المرأة المسلمة في معظم الدول العربية والإسلامية عن حجابها، وألقته وراء ظهرها، وداست عليه بأقدامها، وخرجت لتعمل مع الرجل، وشاركته معظم ميادين عمله !!.

فهـل تقدمت هذه الدول بسبب تخلِّي نسائها عن الحجاب؟!

وهـل لحقت بركب الحضارة والمدنية بسبب اختلاط الرجال بالنساء؟!

وهـل وصلت إلى ما وصلت إليه الدولُ المتقدمة من قوة ورقيّ؟!

وهـل أصبحت من الدول العظمى التي لها حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ؟!

وهل تخلصت من مشاكلها الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية والأخلاقية؟!

الجواب واضح لا يحتاج إلى تفصيل . فلماذا إذن تدعون إلى التبرج والسفور والاختلاط يا دعاة المدنية والحضارة؟!!

نعم للتعليم .. لا للتبرج

إن المرأة في هذه البلاد – ولله الحمد – وصلت إلى أرقى مراتب التعليم، وحصلت على أعلى الشهادات التعليمية، وهي تعمل في كثير من المجالات التي تناسبها، فهناك الطبيبة، والمعلمة، والمديرة، وأستاذة الجامعة، والمشرفة والباحثة الاجتماعية، وكلّ هؤلاء وغيرهن يؤدين دورهن في نهضة الأمة وبناء أجيالها، لم يمنعهن من ذلك حجابهن وسترهن وحياؤهن وعفتهن .

لقد أثبتت المرأة المسلمة – في هذه البلاد – أنها تستطيع خدمة نفسها ومجتمعها وأمتها دون أن تتعرض لما تعرضت له المرأة في كثير من البلدان من تبذُّلٍ وامتهان، ودون أن تكون سافرة أو متبرجة أو مختلطة بالرجال الأجانب .

إن هذه التجربة التي خاضتها المرأة في بلادنا تثبت خطأ مقولة دعاة التبرج والاختلاط : "إن النساء في بلادنا طاقات معطَّلة لا يمكن أن تُستَثمر إلا إذا خلعت حجابها وزاحمت الرجال في مكاتبهم وأعمالهم" .} كَبُرَت كَلِمَةً تَخرُجُ مِن أَفوَاهِهِم إِن يَقُولُونَ إِلا كَذِبًا{ .

ماذا يريدون؟!

إن هؤلاء لا يريدون حضارة ولا مدنية ولا تقدماً ولا رقياً .. إنهم يريدون أن تكون المرأة قريبة منهم .. يريدونها كلأً مباحاً لشهواتهم .. يريدونها سلعةً مكشوفةً لنزواتهم … يريدون العبث بها كلما أرادوا .. والمتاجرة بها في أسواق الرذيلة .. إنهم يريدون امرأة بغير حياء ولا عفاف .. يريدون امرأة غربية الفكر والتصور والهدف والغاية .. يريدون امرأة تجيد فنون الرقص .. وتتقن ألوان الغناء والتمثيل .. يريدون امرأة متحررة من عقيدتها وإيمانها وطهرها وأخلاقها وعفافها.

الرد على من اتهم الدعاة إلى الحجاب

أمــا هــؤلاء، فحدّث عنهم ولا حرج .. إنهم يكذبون .. ويعلمون أنهم يكذبون .. يقولون : إن الدعاة إلى الفضيلة ينظرون إلى المرأة نظرة جسدية، أما إذا تُركت المرأة تلبس ما تشاء فسوف تختفي تلك النظرة وسوف يكون التعامل بين الرجل والمرأة على أساس من الاحترام المتبادل .

والحقيقة التي لا مراء فيها تكذِّب هذه الدعوى وتفضح تلك المقولة .

والــدليل على ما أقول هو ما يحدث الآن في المجتمعات التي تلبس فيها المرأة ما تشاء، وتصاحب من تشاء .. هل خَفَّ في هذه المجتمعات سعار الشهوة؟ وهل كان التعامل فيها بين الرجل والمرأة على أساس من الاحترام المتبادل؟

يجيب على ذلك تلك الإحصائيات:
----------------------------

1- أظهرت إحدى الإحصائيات أن 19 مليوناً من النساء في الولايات المتحدة كُنَّ ضحايا لعمليات الاغتصاب !! .

2- أجرى الاتحاد الإيطالي للطب النفسي استطلاعاً للرأي اعترف فيه 70% من الإيطاليين الرجال بأنهم خانوا زوجاتهم .

3-في أمريكا مليون طفل كل عام من الزنا ومليون حالة إجهاض .

4-في استفتاء قامت به جامعة كورنل تبين أن 70% من العاملات في الخدمة المدنية قد اعتُدي عليهن جنسيًّا وأن 56% منهن اعتدي عليهن اعتداءات جسمانية خطيرة .

5-في ألمانيا وحدها تُغتصب 35000 امرأة في السنة، وهذا العدد يمثل الحوادث المسجلة لدى الشرطة فقط أما حوادث الاغتصاب غير المسجلة فتصل حسب تقدير البوليس الجنائي إلى خمسة أضعاف هذا الرقم .

ألا تدل هذه الأرقام والإحصائيات على خطأ دعوى هؤلاء ومقولتهم ؟ أم أن هذه الأرقام والإحصائيات هي جزء من الاحترام المتبادل بين الرجل والمرأة الذي يريده هؤلاء ؟ !

فاعتبروا يا أولي الأبصار

يا فتاة الإسلام :

إن الحجاب أعظم معين للمرأة للمحافظة على عفَّتها وحيائها، وهو يصونها عن أعين السوء ونظرات الفحشاء، وقد أقرَّ بذلك الذين ذاقوا مرارة التبرج والانحلال واكتووا بنار الفجور والاختلاط، والحقُّ ما شهدت به الأعداء!! تقول الصحفية الأمريكية (هيلسيان ستاسنبري) بعد أن أمضت في إحدى العواصم العربية عدة أسابيع ثم عادت إلى بلادها : "إن المجتمع العربي كامل وسليم، ومن الخليق بهذا المجتمع أن يتمسك بتقاليده التي تقيّد الفتاة والشاب في حدود المعقول . وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الأوربي والأمريكي، فعندكم أخلاق موروثة تحتِّم تقييدَ المرأة، وتحتم احترام الأب والأم، وتحتم أكثر من ذلك عدم الإباحية الغربية، التي تهدم اليوم المجتمع والأسرة في أوربا وأمريكا .. امنعوا الاختلاط، وقيّدوا حرية الفتاة، بل ارجعوا إلى عصر الحجاب، فهذا خير لكم من إباحية وانطلاق ومجون أوربا وأمريكا" .

فيا فتاة الإسلام :

هذه امرأة أمريكية تدعو إلى الحجاب بعد أن رأت التمزق الأسري والانحلال الخلقي يعصف بمجتمعها .

أمريكية توصينا بالتمسك بأخلاقنا الإسلامية الجميلة، وعاداتنا الحسنة .

أمريكية تحذرنا من مغبَّة الاختلاط والإباحية التي أدت إلى فساد المجتمعات في أوربا وأمريكا .

فأبشري يا فتاة الإسلام .. وقَرّي بحجابك عيناً .. واعلمي أن المستقبل لهذا الدين .. وأن العاقبة للمتقين ولو كره الكارهون.

إعداد

القسم العلمي بدار الوطن

-----------------
قال الإمام عمر رضي الله عنه: من كثر كلامه كثر سقطه ومن كثر سقطه قل حياؤه ومن قل حياؤه قل روعة ومن قل روعه مات قلبة...
~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~
المسلم لا يكون صمته إلا فكرا ، ونظره إلا عبرا ، ونطقه إلا ذكرا....

.
.

دقــات قلـب المــرء قائلة لـــه
إن الحيــاة دقـــائق وثــــوان
فادفع لنفسك بعد موتك ذكرها
فالذكــر للإنسـان عمـر ثــان

.
.

( فضائل الحجاب )

" ذكرها فضيلة الشيخ ( بكر أبو زيد ) في كتابه ( حراسة الفضيلة ) "

1 – حفظ العرض :
الحجاب حراسة شرعية لحفظ العرض ، ودفع أسباب الريبة والفتنة والفساد .

2 – طهارة القلوب :
الحجاب داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات ، وعمارتها بالتقوى ، وتعظيم الحرمات
وصدق الله – سبحانه – القائل : " ذلكم أطهر لقلوبكم و قلوبهن " .

3 – مكارم الأخلاق :
الحجاب داعية إلى توفير مكارم الأخلاق من العفة والاحتشام والحياء والغيرة ، والحجب لمساويها من التلوث بالشائنات كالتبذل والسفالة والفساد .

4 – علامة على العفيفات :
الحجاب علامة شرعية على الحرائر العفيفات في عفتهن وشرفهن ، وبعدهن عن دنس الريبة والشك ، قال تعالى : " ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين " ، وصلاح الظاهر دليل على صلاح الباطن ، وإن العفاف تاج المرأة ، وما رفرفت العفة على دار إلا أكسبتها الهناء و السعادة .

5 – قطع الأطماع و الخواطر الشيطانية :
الحجاب وقاية اجتماعية من الأذى ، وأمراض قلوب الرجال والنساء ، فيقطع الأطماع الفاجرة ، ويكف الأعين الخائنة ، ويدفع أذى الرجل في عرضه ، وأذى المرأة في عرضها ومحارمها ، ووقاية من رمي المحصنات بالفواحش ، و إدباب قالة السوء ( أي قطع دابر مقولة السوء ) ، ودنس الريبة والشك ، وغيرها من الخطرات الشيطانية .

6 – حفظ الحياء :
وهو مأخوذ من الحياة ، فلا حياة بدونه ، وهو خلق يودعه الله في النفوس التي أراد – سبحانه – تكريمها ، فيبعث على الفضائل ، ويدفع في وجوه الرذائل ، وهو من خصائص الإنسان ، وخصال الفطرة ، وخلق الإسلام ، والحياء شعبة من شعب الإيمان .
وما الحجاب إلا وسيلة فعالة لحفظ الحياء ، وخلع الحجاب خلع الحياء .

7 – الحجاب : يمنع نفوذ التبرج والسفور والاختلاط إلى مجتمعات أهل الإسلام .

8 – الحجاب حصانة : ضد الزنا والإباحية ، فلا تكون المرأة إناء لكل والغ – أكرمك الله - .

9 – المرأة عورة : والحجاب ساتر لها ، وهذا الحجاب من التقوى ، قال تعالى : " يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوءاتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير " .

10 – حفظ الغيرة .

.
.

(ما يمنعك من الحجاب ؟؟ )

وهذه أعذار ذكرها الدكتور هويدي إسماعيل ، والتي تتعلل بعض الفتيات لكونها غير محجبة ،
وإليك ( العذر الأول ) :

أوجب المولى (تبارك وتعالى) على المرأة الحجاب صونا لعفافها، وحفاظا على شرفها، وعنوانا لإيمانها.

من أجل ذلك كان المجتمع الذي يبتعد عن منهج الله ويتنكب طريقه المستقيم: مجتمعا مريضا يحتاج إلى العلاج الذي

يقوده إلى الشفاء والسعادة.

ومن الصور التي تدل على ابتعاد المجتمع عن ذلك الطريق، وتوضح بدقة – مقدار انحرافه وتحلله: تفشي ظاهرة السفور والتبرج بين الفتيات

وهذه الظاهرة نجد أنها أصبحت للأسف من سمات المجتمع الإسلامي، رغم انتشار الزي الإسلامي فيه، فما هي الأسباب التي أدت إلى هذا الانحراف؟

للإجابة على هذا السؤال الذي طرحناه على فئات مختلفة من الفتيات كانت الحصيلة: عشرة أعذار رئيسة، وعند الفحص والتمحيص بدا لنا كم هي واهية تلك الأعذار !

معا أختي المسلمة نتصفح هذه السطور؟ لنتعرف- من خلالها- على أسباب الإعراض عن الحجاب، ونناقشها كلا على حدة:.

( العذر الأول ) : " أنا لم أقتنع بعد بالحجاب " .

نسأل هذه الأخت سؤالين :

الأول: هل هي مقتنعة. أصلا بصحة دين الإسلام؟

إجابتها بالطبع نعم مقتنعة؟، فهي تقول: " لا إله إلا الله "، ويعتبر هذا اقتناعها بالعقيدة، وهي تقول " محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم "، ويعتبر هذا اقتناعها بالشريعة ، فهي مقتنعة بالإسلام عقيدة وشريعة ومنهجا للحياة .

الثاني : هل الحجاب من شريعة الإسلام وواجباته؟

لو أخلصت هذه الأخت وبحثت في الأمر بحث من يريد الحقيقة لقالت : نعم . فالله تعالى الذي تؤمن بألوهيته أمر بالحجاب في كتابه ، والرسول الكريم صلى الله عليه وسلم الذي تؤمن برسالته أمر بالحجاب في سنته .

فماذا نسمي من يقتنع بصحة الإسلام ولا يفعل ما أمره الله - تعالى به ورسوله الكريم؟، هو على أي حال لا يدخل مع الذين قال الله فيهم (( إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون )) النور:51

خلاصة الأمر: إذا كانت هذه الأخت مقتنعة بالإسلام، فكيف لا تقتنع بأوامره؟

.
.

( العذر الثاني ) : " أنا مقتنعة بوجوب الزي الشرعي ، ولكن والدتي تمنعني لبسه، وإذا عصيتها دخلت النار".

يجيب على عذر هذه الأخت أكرم خلق الله رسول الله صلى الله عليه وسلم ، بقول وجيز حكيم "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق "

مكانة الوالدين في الإسلام- وبخاصة الأم- سامية رفيعة، بل الله تعالى قرنها بأعظم الأمور- وهي عبادته وتوحيده- في كثير من الآيات، كما قال تعالى: (( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا )) النساء:36

فطاعة الوالدين لا يحد منها إلا أمر واحد هو: أمرهما بمعصية الله ؟، قال تعالى ((وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما )) لقمان :15.

ولا يمنع عدم طاعتهما في المعصية في الإحسان إليهما وبرهما قال تعالى: (( وصاحبهما في الدنيا معروفا)) القمان:15

خلاصة الأمر: كيف تطيعين أمك وتعصين الله الذي خلقك وخلق أمك؟

.
.

العذر الثالث: "إمكانياتي المادية لا تكفي لاستبدال ملابسي بأخرى شرعية".

أختنا هذه إحدى اثنتين :

إما صادقة مخلصة، وإما كاذبة متملصة تريد حجابا متبرجا صارخ الألوان ، يجاري موضة العصر غالي الثمن .

نبدأ بأختنا الصادقة المخلصة :

هل تعلمين يا أختاه أن المرأة المسلمة لا يجوز لها الخروج من المنزل بأي حال من الأحوال حتى يستوفي لباسها الشروط المعتبرة في الحجاب الشرعي والتي من الواجب على كل مسلمة معرفتها .

وإذا كنت تتعلمين أمور الدنيا فكيف لا تتعلمين الأمور الني تنجيك من عذاب الله وغضبه بعد الموت .... ؟! ألم يقل الله ((فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )) النحل: 43، فتعلمي يا أختي شروط الحجاب...

فإذا كان لا بد من خروجك فلا تخرجي إلا بالحجاب الشرعي، إرضاء للرحمن، وإذلالا للشيطان، وذلك لأن !! مفسدة خروجك سافرة متبرجة أكبر من مصلحة خروجك للضرورة.

يا أختي لو صدقت نيتك وصحت عزيمتك لامتدت إليك ألف يد خيرة ولسهل الله تعالى لك الأمور، أليس هو القائل: ((ومن يتقي الله يجعل له مخرجا * ويرزقه من حيث لا يحتسب )) الطلاق: 2، 3،

أما أختنا المتملصة، فلها نقول:

الكرامة وسمو القدر عند الله تعالى لا تكون مزركشه الثياب و بهرجة الألوان. مجاراة أهل العصر و. ، وإنما تكون بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والالتزام بالشريعة الطاهرة والحجاب الإسلامي الصحيح، واسمعي قول الله تعالى (( إن أكرمكم عند الله أتقاكم)) الحجرات: 130.

خلاصة الأمر: في سبيل رضوان الله تعالى ودخول جنته: يهون كل غال ونفيس من نفس أو مال.

و أقول - زرقاء اليمامة - ، وهنا لا بد أن نتطرق للون الحجاب ..
فلا بد ومن الأفضل أن يكون اللون أسودا ، لقول عائشة رضي الله عنها في الحديث ( خرجت نساء الأنصار كأنهن الغربان .. ) ، وكل مسلمة عاقلة تعلم علم اليقين أن الغراب لونه أسود ، مالم يكن هناك مشقة عظيمة من وراء لبس الأسود ، أو أذى وضررا كبيرا يأتي من خلفه ، فهنا فقط يجوز لبس الألوان ، ولكن ليست الفاتحة ، بل الغامقة ، ولنأخذ مثلا : كاللون البني الغامق ، واللون الرمادي الغامق ، واللون الكحلي .. وهذه أظنها فقط الألوان التي تصلح للحجاب الشرعي السليم والصحيح ، والله أسأل لي ولك الهداية ..

.
.

( العذر الرابع ) : "الجو حار في بلادي وأنا لا أتحمله، فكيف إذا لبست الحجاب".

لمثل هذه يقول الله تعالى: ((قل نار جهنم أشد حرا لو كانوا يفقهون )) التوبة: 81

كيف تقارنين حر بلادك بحر نار جهنم.

اعلمي- أختي الكريمة- أن الشيطان قد اصطادك بإحدى حبائله الواهية، ليخرجك من حر الدنيا إلى نار جهنم، فأنقذي نفسك من شباكه، واجعلي من حر الشمس نعمة لا نقمة، إذ هو يذكرك بشدة عذاب الله تعالى الذي يفوق هذا الحر أضعافا مضاعفة، عندها ترجعين إلى أمر الله وتضحين براحة الدنيا في سبيل النجاة من النار، التي قال تعالى عن أهلها: ((لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا * إلا حميما وغساقا )) النبأ:24، 25

خلاصة الأمر: حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات.

*****

( العذر الخامس ) : لنستمع الآن " أخاف إذا التزمت بالحجاب أن أخلعه مرة أخرى. فقد رأيت كثيرات يفعلن ذلك !!. "

وإليها أقول : لو كان كل الناس يفكرون بمنطقك هذا لتركوا الدين جملة وتفصيلا ولتركوا الصلاة ، لأن بعضهم يخاف تركها، ولتركوا الصيام لأن كثيرين يخافون من تركه..- إلخ.. أرأيت كيف نصب الشيطان حبائله مرة أخرى فصدك عن الهدى؟.

والله تعالى يحب استمرار الطاعة حتى ولو كانت قليلة أو كانت مستحبة، فكيف إذا كان واجبا مفروضا مثل الحجاب؟!.

قال صلى الله عليه وسلم : " أحب العمل إلى الله أدومه وإن قل ".. لماذا لم تبحثي عن الأسباب التي أدت بهؤلاء إلى ترك الحجاب حتى تجتنبيها وتعملي على تفاديها؟.

لماذا لم تبحثي عن أسباب الثبات على الهداية والحق حتى تلتزمي بها ؟

فمن تلك الأسباب: الإكثار من الدعاء بثبات القلب على الدين كما كان يفعل النبي صلى الله عليه وسلم ، وكذلك: الصلاة والخشوع ، قال تعالى: (( واستعينوا بالصبر والصلاة وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين )) البقرة:45.

ومنها : الالتزام بكل شرائع الإسلام ومنها: الحجاب_ قال تعالى: (( ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا )) النساء. 66.

خلاصة الأمر: لو تمسكت بأسباب الهداية وذقت حلاوة الإيمان لما تركت أوامر الله تعالى بعد أن تلتزمي بها

.
.

العذر السادس: الآن هاهي ذات السادسة، فما قولها ؟ قالت : قيل لي " إذا لبست الحجاب فلن يتزوجك أحد لذلك سأترك هذا الأمر حتى أتزوج "

إن زوجا يريدك سافرة متبرجة عاصية لله هو زوج غير جدير بك زوج لا يغار على محارم الله، ولا يغار عليك،. ولا يعينك على دخول الجنة والنجاة من النار.

إن بيتا بني من أساسه على معصية الله وإغضابه حق على الله تعالى أن يكتب له الشقاء في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: (( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى )) طه:124.

وبعد ، فإن الزواج نعمة من الله يعطيها من يشاء، فكم من متحجبة تزوجت ، وكم من سافرة لم تتزوج

وإذا قلت: إن تبرجي وسفوري هو وسيلة لغاية طاهرة، ألا وهي الزواج، فإن الغاية الطاهرة لا تبيح الوسيلة الفاجرة في

الإسلام ، فإذا شرفت الغاية فلابد من طهارة الوسيلة، لأن قاعدة الإسلام تقول: "الوسائل لها حكم المقاصد ".

خلاصة الأمر: لا بارك الله في زواج قام على المعصية والفجور.

أقول - زرقاء اليمامة - : صدقت والله ، فليس هناك زوج غير ملتزم ، يأتي ويتقدم لزوجة ملتزمة أبدا ...
وكذلك ليس هناك زوجة غير ملتزمة و يأتيها زوج ملتزم ، ذلك لأنه لا يريد زوجة سافرة ، بل يريدها ملتزمة بدينها وحجابها ، معينة له على دخول الجنة ...

.
.

( العذر السابع ) : وما قولك أيتها السابعة؟ قالت "لا أتحجب: عملا بقول الله تعالى: (( وأما بنعمة ربك فحدث ))"

فكيف أخفي ما أنعم الله به علي من شعر ناعم وجمال فاتن؟

أختنا هذه تلتزم بكتاب الله وأوامره مادامت هذه الأوامر توافق هواها وفهمها، وتترك هذه الأوامر نفسها حين ، لا تعجبها، وإلا فلماذا لم تلتزم بقوله تعالى: (ولا يبدين زينتهن إلا ما ظهر منها )) النور:31 وبقوله سبحانه: (يدنين عليهن من جلابيبهن)) الأحزاب :59

فأنت بقولك هذا يا أختاه ؟! تكونين قد شرعت لنفسك ما نهى الله تعالى عنه ، وهو التبرج والسفور، والسبب. عدم رغبتك في الالتزام.

إن اكبر نعمة انعم الله بها علينا هي نعمة الإيمان والهداية، فلماذا لم تظهري وتتحدثي بأكبر النعم التي أنعم الله بها عليك ومنها الحجاب الشرعي؟

خلاصة الأمر: هل هناك نعمة أكبر للمرأة من الهداية والحجاب؟

*******

( العذر الثامن ) : نأتي إلى أختنا الثامنة، التي تقول: " أعرف أن الحجاب واجب، ولكنني سألتزم به عندما يهديني الله "

نسأل هذه الأخت عن الخطوات التي اتخذتها حتى تنال هذه الهداية الربانية ؟

فنحن نعرف أن الله تعالى قد جعل لحكمته لكل شيء سببا، فكان من ذلك أن المريض يتناول الدواء كي يشفى،- والمسافر يركب العربة أو الدابة حتى يصل غايته والأمثله لا حصر لها .

فهل سعت اختنا هذه جادة في طلب الهداية، وبذلت أسبابها : من دعاء الله تعالى مخلصة ، كما قال تعالى (( اهدنا الصراط المستقيم ))الفاتحة :6

ومجالسة الصالحات، فإنهن خير معين على الهداية والاستمرار فيها، حتى يهديها الله تعالى، ويزيدها هدى، ويلهمها رشدها وتقواها، فتلتزم بأوامره تعالى وتلبس الحجاب الذي أمر به المؤمنات؟

خلاصة الأمر: لو كانت هذه الأخت جادة في طلب الهداية لبذلت أسبابها فنالتها.

.
.

( العذر التاسع ) : وما قول أختنا التاسعة؟ قالت:" الوقت لم يحن بعد وأنا مازلت صغيرة على الحجاب، وسألتزم بالحجاب بعد أن أكبر وبعد أن أحج ".

ملك الموت، أيتها الأخت، زائر يقف على بابك ينتظر أمر الله تعالى حتى يفتحه عليك في أي لحظة من لحظات عمرك.

قال تعالى: (( فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون )) الأعراف:34،.

الموت يا أختاه لا يعرف صغيرة ولا كبيرة، وربما جاء لك وأنت مقيمة على هذه المعصية العظيمة تحاربين رب العزة بسفورك وتبرجك.! يا أختاه سابقي إلى الطاعة مع المسابقين، استجابة لدعوة الله تبارك وتعالى: ((سابقوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها كعرض السماء والأرض )) الحديد:21

يا أختاه لا تنسي الله تعالى فينساك، بأن يصرف عنك رحمته في الدنيا والآخرة، وينسيك نفسك، فلا تعطيها حقها من طاعة الله وعبادته.. قال تعالى عن المنافقين: ((نسوا الله فنسيهم )) التوبة : 67.

وقال تعالى: (( ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم )) الحشر:19

أختاه: ابتعدي ولو كنت في هذا السن عن فعل كل المعاصي ومنها تركك للحجاب، لأن الله شديد العقاب سائلك يوم القيامة عن شبابك وكل لحظات عمرك.

خلاصة الأمر: ما أطول الأمل "كيف تضمنين الحياة إلى الغد "

*******

( العذر العاشر ) : وأخيرا قالت العاشرة " أخشى إن التزمت بالزي الشرعي. أن يطلق علي اسم جماعة معينة وأنا أكره التحزب .. "

أختاه في الإسلام: إن في الإسلام حزبين فقط لا غير، ذكرهما الله العظيم في كتابه الكريم: الحزب الأول: هو حزب الله، الذي

ينصره الله تعالى بطاعة أوامره واجتناب معاصيه، والحزب الثاني : هو حزب الشيطان الرجيم، الذي يعصي الرحمن، ويكثر في الأرض الفساد، وأنت حين تلتزمين أوامر الله ومن بينها الحجاب تصيرين مع حزب الله المفلحين، وحين تتبرجين وتبدين مفاتنك تركبين سفينة الشيطان وأوليائه من المنافقين والكفار، وبئس أولئك رفيقا.

أرأيت كيف تفرين من الله إلى الشيطان، وتستبدلين الخبيث بالطيب ففري يا أختي إلى الله، وطبقي شرائعه، (( ففروا إلى الله إني لكم منه نذير مبين )) الذاريات:50.

فالحجاب عبادة سامية لا تخضع لآراء الناس وتوجيهاتهم واختياراتهم ؛ لأن الذي شرعها هو الخالق الحكيم.

خلاصة الأمر: في سبيل إرضاء الله تعالى ورجاء رحمته والفوز بجنته: اضربي بأقوال شياطين الأنس و الجن عرض الحائط، وعضي علي الشرع بالنواجذ واقتدي بأمهات المؤمنين والصحابيات العالمات المجاهدات

.
.

هناك أسباب كثيره للمراوغه في الحجاب .. ولها أسباب,,

( 1- انحراف المسار )

ما هو الشعور الذي تحسين به عندما تنشرين عباءتك على جسمك وتسدلين خمارك على وجهك...؟!

أرجو ألا تقولي لي: إن هذه عادة تعودتيها وتقاليد تعلمتيها وأن الأمر لا يعدو أن يكون من العادات والتقاليد...

إن مثل هذا الشعور تجاه الحجاب هو الذي جعله ينحرف عن مساره لأن العادات والتقاليد من السهل تجاوزها.

ومن هذا الشعور- أيتها الأخت- استطاع أعداء الحجاب أن يصوغوا خطابهم لك عندما قالوا: ما هذا السواد الذي تتلفعين به يا ابنة القرن العشرين...؟! إن الحجاب والعباءة موروث قديم وتقاليد بالية يجب عليك أن تثوري عليهما كما ثرت من قبل على المقرصة والرحى. وسوف يأتي حديث آخر- بإذن الله- عن هذه القضية.

*****

( 2- مع الخيل يا شقراء )

أيتها الأخت... كثير من النساء تحدد صفة الحجاب الذي سوف ترتديه من خلال مكالمة هاتفية مع صديقتها أو من خلال جولة في السوق أو من خلال رؤية إحدى الزميلات.

ألا تعتقدين- أيتها القارئة- أن تلك التصرفات التي تقوم بها تلك النسوة من تقليد الغير ومحاكاة الزميلات والتأثر بالوسط بشكل سريع أنها نوع من ذوبان الذات وضعف الشخصية فضلا على أنه إيثار لأمر الناس على أمر الله؟ ولذا فإنني أدعوك أن تجلسي مع نبيك-صلى الله عليه وسلم - ليفيض عليك شيئا من فيض النبوة ويسكب في مسمعك قليلا من نور الحكمة؛ استمعي إليه وهو يحثك على بناء شخصيتك على منهج الكتاب والسنة؟ مستقلة ومعرضة عن كل ما يخالف ذلك: "لا يكن أحدكم إمعة يقول: أنا مع الناس إن أحسن الناس أحسنت، وإن أساؤوا أسأت، ولكن وطنوا أنفسكم إذا أحسن الناس احسنوا وإذا أساؤوا أن تجتنبوا إساءتهم ".

ولعل ذاكرتك- أيتها القارئة- قد بدأت تستعرض كثيرا من الأخوات- وربما أنت منهن- لم يوقعهن في مراوغة الحجاب إلا محض التقليد ومجرد المحاكاة.

*****

( 3- التهاون والتساهل )

إن هذه النقلة البعيدة من طور كان الحجاب فيه مظهرا من مظاهر الحشمة أكثر من كونه مظهرا من مظاهر الجمال والزينة إلى طور أصبح الحجاب فيه مظهرا من مظاهر الجمال.. هذه النقلة لم تكن وليدة اللحظة ولا حادثة اليوم إنما هو ركام سنوات طويلة من التغريب والتغيير...

وإن من الأسباب الرئيسة وراء تجمع هذا الركام حتى أصبح بصورته اليوم- هو التهاون والتساهل.

فيوم تهاونت وتساهلت المرأة رفعت عباءتها عن الأرض بحجة أنها تتسخ...

ويوم تهاونت وتساهلت المرأة حملت عباءتها على ساعديها بحجة أنها تعيقها عن الحركة...

ويوم تهاونت وتساهلت المرأة لبست غطاء شفافا ووضعت النقاب بحجه أنها لا ترى الطريق...

ويوم تهاونت وتساهلت المرأة لبست موديلات العباءات المطرزة بحجة جمال المنظر...

ويوم تهاونت وتساهلت المرأة وضعت عباءتها على كتفها بحجة البحث عن السهولة والراحة في لبس العباءة.

وهكذا حتى يأتي اليوم الذي نبحث فيه عن الحجاب الشرعي فلا نجده... ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وصدق الله إذ يقول: ((يا أيها الذين آمنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر))!

.
.

ماذا نفعل؟؟

(( ما هي سبل الإصلاح ؟؟؟ ))
( 1-إلا هذه ....! )

أيتها الأخت الكريمة، أريد أن أسمع منك أي عذر تعتذرين به عن لبس عباءتك لبسا شرعيا لأناقشك فيه... ولكن لا أريد أن تقولي لي: أن سبب إعراضك عن الحجاب الشرعي هو أنك تتعمدين التجرؤ على حدود الله وتقصدين انتهاك أوامر الله...

لا أريد أن تقولي: إنك لم تقدري الله حق التقدير ولم تعظميه حق التعظيم ولم تخافيه حق الخوف... هل تعتقدين أن الله ضعيف...؟! أو أن الله غافل..؟! أو أن الله لا يعلم سرك وجهرك..؟!؛... ألم تسمعي أن الله علام الغيوب ألم تسمعي إلى قوله تعالى: ((وهو القاهر فوق عباده )) ((يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور)) (( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد)) (( فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم )).

أنت: أيتها المسلمة تملكين قلبا تسري فيه رقابة الله وتملكين روحا تخفق خوفا من الله... فهل تراك بعد هذا تصدين عن الحجاب الشرعي صدودا..؟!

*****

( 2- ميراث أم تراث )

إن هذا الحجاب الذي عليك- أيتها المحجبة- ليس قطعة أثرية ورثتيها عن مجتمعك بل هو ميراث نبوي ورثتيه عن سلالة الطهر والعفة...

كم هو جميل- أيتها الأخت المحجبة- أن تشعري بروح العبادة تنتفض في قلبك وأنت تتدثرين حجابك وتلبسين عباءتك. والله إني لأرى تلك المرأة المحجبة وقد أحسنت واتقت الله في لبس عباءتها وحجابها فإذا حجابها فضفاضا والقفازات والجوارب تشارك في حشمتها فعلت كل ذلك ولم يجبرها شرطي المرور ولا رجل الأمن وإنما استجابة لأمر الله يوم قال: ((يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدني أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفور رحيما )) أراها تفعل كل هذا فأكبرها واحترمها وأجزم أنها استعلت على كل رغائب الدنيا وانتصرت على كل قوى الإغراء فلها منا أطيب الدعاء وبالغ الاحترام.

*****

( 3- مهزمون وأنت منتصرة )

أعتقد أن تلك الدعوات التي كانت في وقت من الأوقات قوية الحضور سليطة اللسان تدعو إلى تحرير المرأة لتكون دمية ولعبة في أيديهم، وتقول إن الحجاب هو وصمة عار في جبين البنت العربية... إلخ.

أعتقد أنها اليوم قد ذبلت وماتت أو كادت... ولكن على أي حال فدورك- أيتها الأخت- أن لا تنخرطي في سلك جيش الهزيمة النفسية والانتكاسة الفطرية.

إنك قوية ومنتصرة وعزيزة بدنيك وبقرآنك وبهدي نبيك محمدصلى الله عليه وسلم .

((ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين )).

ولا عليك أن تكوني غريبة في دنيا العبيد (فطوبى للغرباء).

******

( 4- الحرب الباردة )

أرجو ألا تخافي من هذا العنوان فالأمر بسيط جدا..! هذه المحلات التي تعرض موديلات وأشكال العباءات والطرح من الذي يشتري منها..؟

بالطبع ليس الذي يشتري هن نصرانيات أو يهوديات أو شيوعيات... لا إنما الذي يدعمها ويشتري منها هن بنات التوحيد فهل يعقل هذا..؟

أيتها الأخت بعد قراءتك لهذه الكلمات أرجو أن تضعي يدك في يد أختك ويديكما في يد زميلتك وضعوا أيديكن كلكن في يد بعض وتعاون على مقاطعة هذه المحلات فأنتن بذلك تمارسن حربا وإن كانت باردة ومعركة وإن كانت غير معلنة على مثل هذه المحلات التي تمارس تجارة الحجاب المنحرف.

((والمؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر)).

*****

( 5- السحر الحلال )

الكلمة الساحرة... والنصيحة المؤثرة... والشريط المفيد... والكتيب الهادف... والهدية المغلفة... كلها

إذا وجدت في مجتمعك مع من حولك فإنها تهدي الضال وتذكر الغافل وتوقظ النائم.. والمؤمنون نصحة والمنافقون غششة ((والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر)) سورة العصر،.

*****

( 6- هل تقبلين التحدي )

"... إن المرأة المسلمة هي أبعد أفراد المجتمع عن تعاليم الدين وأقدرهم على جر المجتمع كله بعيدا عن الدين " .

"نزرع الثقافة الزائفة تلك السم الأقوى والأطول مدى، نطفئ العيون، نمحق الخير والصواب، نخنق الوجدان والفهم، نقتل الضمائر، نخلق صراعات وهمية، وقوتنا أن تظل الشعوب جاهلة لغاياتها، وعابثة في الصراع الزائف بين المرأة والرجل، وبين الموضة والأصالة" .

إنها مقولات تفور تحديا وتغلي استهتارا بك وبدينك وتفيض بحاجة ووقاحة... مساكين هؤلاء الأوباش لقد ظنوك سفيهة غرة يسهل اصطيادك وخداعك فهل تقبلين التحدي..؟!

وهل تخيبين ظنهم..؟!

وتصدقين ظننا..؟!

.
.

أسأل الله أن يجعل فيما ذكرت خيرا ..
والله ولي التوفيق
47
4K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ألف معنى
ألف معنى
وقفات مع من يرى جواز كشف الوجه

وفيه :
1- تنبيهات مهمة :
أ - الألباني معذور.
ب - الألباني يرى أن تغطية الوجه أفضل.
ج- أمران يلزمان من يرى جواز كشف الوجه في البلاد التي تستر فيها النساء وجوههن؛ كالسعودية.
2- أهم أدلة وجوب ستر الوجه .
3- تناقضات للشيخ الألباني – غفر الله له - في كتابيه: "جلباب المرأة.. " و"الرد المفحم".



سليمان بن صالح الخراشي


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين:
تعد مسألة "كشف وجه المرأة" البوابة الأولى التي عبر عليها "التحرير والتغريب" إلى بلاد المسلمين؛ حيث كانت بداية ومرحلة أولى لما بعدها من الشرور(1).
وقد كان المسلمون مجمعين (عمليًا) على أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب. قال الحافظ ابن حجر: "لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب"(2) ونقل ابن رسلان "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه"(3). ومما يؤكد هذا أنك لا تجد مسألة كشف الوجه من عدمه قد أخذت حيزًا كبيرًا في مصنفات الأئمة ، ولم تستغرق جهدهم ووقتهم ، بل لا تكاد تجد – فيما أعلم – مصنّفًا خاصًا بهذه المسألة ؛ ولو على شكل رسالة صغيرة ؛ مما يدل دلالة واضحة أن هذه القضية من الوضوح بمكان ، وأن عمل المسلمين كما هو قائم ، يتوارثه الخلف عن السلف ، وهذا التواتر العملي يدلنا أيضًا على طبيعة تلقي العلماء لمثل هذه المسائل ، وأنهم يرشدون أمتهم لما فيه العفة والطهر والإستقامة على أرشد الأمور ، وأفضل السبل .
ولم يبدأ انتشار السفور وكشف الوجه إلا بعد وقوع معظم بلاد المسلمين تحت سيطرة الكفار في العصر الحديث، فهؤلاء الكفار كانوا يحرصون على نشر الرذيلة ومقدماتها في ديار الإسلام لإضعافها وتوهين ما بقي من قوتها. وقد تابعهم في هذا أذنابهم من العلمانيين المنافقين الذين قاموا بتتبع الأقوال الضعيفة في هذه المسألة ليتكئوا عليها ويتخذوها سلاحًا بأيديهم في مقابلة دعاة الكتاب والسنة. لا سيما في الجزيرة العربية ، آخر معاقل الإسلام.
وحيث أن الشيخ الألباني رحمه الله أشهر من نصر القول بجواز كشف المرأة لوجهها في هذا العصر، وتبنى هذا القول الضعيف في كتابه "جلباب المرأة"، فإن أنصار السفور قد فرحوا بزلته هذه ، وطاروا بها ، وأصبحت ترسًا لهم يواجهون به الناصحين .
فقد أحببت أن أبين في هذه الرسالة شيئاً من تناقضات الشيخ-غفر الله له- يجهلها كثير من أولئك الذين اغتروا بترجيحاته ؛ لكي يتبين لهم مدى ضعف قوله وأنه قد جانب الصواب في هذه المسألة ، فكانت زلته فيها سبباً في زلة غيره وفتنتهم. وقد قدمت لذلك بتنبيهات مهمة، وبذكر أقوى أدلة وجوب تغطية الوجه.

تنبيهات مهمة

1- أن الألباني رحمه الله معذور –إن شاء الله- في ما ذهب إليه من جواز كشف الوجه ؛ لأنه من العلماء الثقات المجتهدين، وقد أداه اجتهاده إلى هذا القول الضعيف، قال صلى الله عليه وسلم : "إذا اجتهد الحاكم ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر" متفق عليه. فينبغي علينا حفظ مكانته، لكن مع عدم متابعته على زلته ومع التنبيه على خطئه. قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "إن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة ، وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا؛ قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور بل مأجور ، لا يجوز أن يُتْبع فيها ، مع بقاء مكانه ومنزلته في قلوب المؤمنين" (4).

2- إذا كان الألباني معذورًا، فما عذر من يتابعه لمجرد أن قوله وافق هواه وشهوته؟! فهؤلاء غير معذورين، وهم ممن يتتبعون زلات العلماء بعد أن استبان لهم الحق؛ متابعة لأهوائهم.
ولتتأكد من هذا فإنك سوف تجد بعض من تابعه في هذه المسألة لا يتابعه – وهو مصيب - في تحريمه للأغاني مثلاً! أو في تحريمه لحلق اللحية! أو تحريم الإسبال! بل لا يتابعونه في الشروط التي ذكرها – وهي حق - للحجاب الشرعي! لتعلم بعدها أنهم ممن قال الله عنهم (اتخذ إلهه هواه).

3- أن الألباني رغم قوله بهذا القول الضعيف فإنه يرى أن تغطية المرأة لوجهها أفضل. قال رحمه الله: "نلفت نظر النساء المؤمنات إلى أن كشف الوجه وإن كان جائزاً فستره أفضل"(5) وقال: "فمن حجبهما –أي الوجه والكفين- أيضاً منهن، فذلك ما نستحبه وندعو إليه"(6).

4- أن الألباني عندما اختار هذا القول الضعيف فإنه اجتهد كثيرًا في البحث عن أي دليل يرى أنه يدل عليه. ولكنه في المقابل لا يذكر جميع أدلة من أوجب تغطية الوجه؛ لأنه –في ظني- لا يستطيع أن يجيب عن أكثرها لصراحتها! أما القائلون بتغطية الوجه فإنهم يذكرون أدلتهم، ثم يذكرون أدلة الألباني جميعها ويجيبون عنها ويفندونها. وما هذا إلا دليل على قوة موقفهم –ولله الحمد-(7)

5- أن الأولى –عندي- لمن يريد أن يناقش من يرون جواز كشف الوجه أن لا يُشغل نفسه بالرد على شبهاتهم ، إنما يكتفي بذكر أدلة وجوب تغطية الوجه مما لا يستطيعون له ردًا ، ولأنه ناقل عن الأصل. وقد ذكرت أهمها كما سيأتي -إن شاء الله-.

6- أن الواجب على المسلم الذي يريد السلامة لدينه أن يلزم النصوص المحكمة الصريحة في هذه المسألة وغيرها ويدع تتبع النصوص المتشابهة؛ لكي لا يكون ممن قال الله فيهم (فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة).

7- أنه يلزم من يرى جواز كشف المرأة لوجهها أمام الأجانب في البلاد التي يسود فيها تغطية الوجه ما يأتي :
أ - أن يكون ذلك صادرًا عن اجتهاد منه وتأمل في الأدلة، لا عن اتباع هوى وشهوة.
ب- أن لا يدعو إلى كشف الوجه ؛ لأننا علمنا سابقاً أن تغطية الوجه أفضل وأولى حتى عند القائلين بجواز كشفه ؛كالألباني، فكيف يُدْعى من يعمل بالفاضل إلى تركه ؟! وهل هذا إلا دليلٌ على مرض القلب ، لمن تأمل ؟!
ولك أن تعجب إذا رأيت من يتحمس لنشر هذا الرأي الضعيف بين النساء العفيفات المتسترات، ولا تجده يتحمس هذا الحماس لدعوة المتبرجات الفاسقات إلى التزام الحجاب! مع أن المتبرجات يرتكبن (المحرم) بالاتفاق، وأولئك النسوة المتسترات يفعلن الأفضل ! نعوذ بالله من زيغ القلوب وانتكاسها.

أهم أدلة تغطية الوجه

1- أن جميع العلماء -سواءً القائلين بتغطية الوجه أو كشفه- متفقون على أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم واجبٌ عليهن أن يغطين وجوههن عن الأجانب. قال القاضي عياض: "فرض الحجاب مما اختصصن به –أي زوجاته صلى الله عليه وسلم- فهو فرض عليهن بلا خلاف في الوجه والكفين فلا يجوز لهن كشف ذلك"(8).
وقد قال تعالى: (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذلك أدنى أن يعرفن فلا يؤذين) ومعنى هذه الآية أن حجاب نساء المؤمنين كحجاب زوجاته صلى الله عليه وسلم؛ لأن الأمر واحد للجميع، وقد اتفق العلماء بلا خلاف كما سبق على أن حجاب نسائه صلى الله عليه وسلم هو وجوب تغطية الوجه. إذاً: فحجاب نساء المؤمنين هو تغطية الوجه. وهو معنى قوله تعالى (يدنين عليهن من جلابيبهن) .
فالجلباب مع الإدناء يستر جميع بدن المرأة حتى وجهها، ويشهد لهذا حديث عائشة –رضي الله عنه- في حادثة الإفك لما رآها صفوان بن المعطل –رضي الله عنه-، قالت: "فاستيقظت باسترجاعه حين عرفني، فخمّرت وجهي بجلبابي" (أخرجه البخاري4750).

2- قوله تعالى (وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن).
هذه الآية يتفق العلماء على أنها تدل على وجوب الحجاب وتغطية الوجه، ولكن القائلين بجواز كشف الوجه يرونها خاصة بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم. وهذا ليس بصحيح؛ بل الآية تعم جميع النساء، ويدل لهذا عدة أمور:
أ- أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب.
ب- أن أزواجه صلى الله عليه وسلم أمهات المؤمنين كن أطهر نساء الدنيا قلوبًا وأعظمهن قدرًا في قلوب المؤمنين، وهن مُحرّمات على غيره صلى الله عليه وسلم؛ ومع هذا كله أُمرن بالحجاب طلباً لتزكية قلوبهن، فغيرهن من النساء أولى بهذا الأمر.
ج- أن الله جعل الحكمة من الحجاب في هذه الآية أنه (أطهر لقلوبكم وقلوبهن)، وهذه علة متعدية مطلوب تحصيلها للمؤمنين في كل زمان ومكان . فلو قلنا بأن الحجاب خاص بأزواج النبي صلى الله عليه وسلم فمعنى هذا أن نساء المؤمنين لا يحتجن إلى هذه الطهارة !! ومعناه أيضاً أنهن أفضل من زوجاته صلى الله عليه وسلم !! فهل يقول بهذا مسلم؟!
د- أن الله تعالى قال بعدها (لا جناح عليهن في آبائهن ولا أبنائهن ولا إخوانهن ولا أبناء إخوانهن ولا أبناء أخواتهن … الآية).قال ابن كثير في تفسيرها: "لما أمر الله النساء بالحجاب عن الأجانب بين أن هؤلاء الأقارب لا يجب الاحتجاب عنهم" وهذا حكم عام لجميع النساء، فكيف يقال -حينئذٍ- بأن أول الآية خاص بزوجاته صلى الله عليه وسلم ؟!

3- قوله صلى الله عليه وسلم: "من جر ثوبه خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة" فقالت أم سلمة رضي الله عنها": فكيف يصنع النساء بذيولهن؟ قال: "يرخين شبرًا" قالت: إذاً تنكشف أقدامهن. قال: "فيرخينه ذراعاً لا يزدن عليه"(9).
ففي هذا الحديث الصحيح دليل على أنه كان من المعلوم والمتقرر في زمنه صلى الله عليه وسلم أن قدم المرأة عورة، يجب عليها سترها عن الأجانب، والألباني نفسه يوافق على هذا(10).
وإذا كان قدم المرأة عورة يجب ستره، فوجهها أولى أن يُستر.
فهل يليق –بعد هذا- أن تأتي الشريعة بتغطية القدم وهو أقل فتنة وتبيح كشف الوجه وهو مجمع محاسن المرأة وجمالها وفتنتها ؟! إن هذا من التناقض الذي تتنـزه عنه شريعة رب العالمين

4- قوله صلى الله عليه وسلم : "لا تباشر المرأة المرأة، فتنعتها لزوجها كأنه ينظر إليها" (أخرجه البخاري).
فقوله صلى الله عليه وسلم : "كأنه ينظر إليها" دليل على أن النساء كن يُغطين وجوههن وإلا لما احتاج الرجال إلى أن تُنعت لهم النساء الأجنبيات، بل كانوا يستغنون عن ذلك بالنظر إليهن مباشرة.

5- أحاديثه الكثيرة صلى الله عليه وسلم في أمر الخاطب أن ينظر إلى مخطوبته(11)؛ ومن ذلك ما رواه المغيرة بن شعبة قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فذكرت له امرأة أخطبها. قال: "اذهب فانظر إليها؛ فإنه أجدر أن يؤدم بينكما". قال: فأتيت امرأة من الأنصار فخطبتها إلى أبويها وأخبرتهما بقول النبي صلى الله عليه وسلم. فكأنهما كرها ذلك. قال: فسمعتْ ذلك المرأة وهي في خدرها فقالت: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرك أن تنظر فانظر، وإلا فأنشدك. كأنها أعظمت ذلك. قال: فنظرت إليها، فتزوجتها"(12)
ففي هذا الحديث دليل على أن النساء كن يحتجبن عن الأجانب، ولهذا لا يستطيع الرجل أن يرى المرأة إلا إذا كان خاطباً.
ولو كنّ النساء يكشفن وجوههن لما احتاج الخاطب أن يذهب ليستأذن والدا المخطوبة في النظر إليها.
وأيضًا لو كنّ يكشفن وجوههن لما احتاج صلى الله عليه وسلم أن يأمر الخاطب بالنظر إلى المخطوبة. في أحاديث كثيرة .
ومن ذلك قوله صلى الله عليه وسلم لمن خطب امرأة من الأنصار: "اذهب فانظر إليها؛ فإن في أعين الأنصار شيئاً" أخرجه مسلم.
إذًا استثناء النظر إلى المخطوبة دليل على أن الأصل هو احتجاب النساء ، وإلا لم يكن لهذا الإستثناء فائدة .

تناقضات الألباني – رحمه الله- في كتابيه " جلباب المرأة.." و " الرد المفحم .."

1- أن الألباني - عفا الله عنه - قرر أن الأمر الوارد بالجلباب في قوله تعالى (يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن) لا يشمل تغطية الوجه؛ لأن الجلباب هو ما يستر البدن مع الرأس فقط(13). ولو كان الأمر كما قرر الشيخ لقال الله تعالى (يتجلببن) ولم يقل (يدنين عليهن من جلابيبهن)؛ لأنه كيف يقال للمرأة: أدني الجلباب، وهو يغطي رأسها وبدنها ؟!
(فالإدناء) أمر زائد على لبس الجلباب؛ وهو تغطية الوجه؛ لقوله تعالى بعده (ذلك أدنى أن يعرفن) والوجه هو عنوان المعرفة.

2- قرر الألباني – عفا الله عنه - في كتابه بأن آية الحجاب (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب…) عامة لكل النساء(14)، ومعلوم أن آية الحجاب نزلت في زينب بنت جحش رضي الله عنها، وهي إحدى زوجاته صلى الله عليه وسلم، وحجابهن الواجب هو تغطية الوجه باتفاق العلماء –وبإقرار الألباني نفسه!- (15) فيلزم أن يكون حجاب نساء المؤمنين هو تغطية الوجه أيضاً؛ لأن الآية عامة باعتراف الألباني !

3- ذكر الألباني حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "خرجت سودة بعدما ضُرب الحجاب لحاجتها وكانت امرأة جسيمة لا تخفى على من يعرفها.. الحديث، وفيه أن عمر رضي الله عنه عرفها لجسمها" ثم علق الألباني على قولها "بعدما ضُرب الحجاب" قال: "تعني حجاب أشخاص نسائه صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلكم أطهر لقلوبكم وقلوبهن) وهذه الآية مما وافق تنـزيلها قول عمر رضي الله عنه كما روى البخاري (8/428) وغيره عن أنس قال: قال عمر رضي الله عنه: قلت: يا رسول الله! يدخل عليك البر والفاجر، فلو أمرت أمهات المؤمنين بالحجاب، فأنزل الله آية الحجاب"(16).
قلت: قول الألباني "تعني حجاب أشخاص نسائه صلى الله عليه وسلم" يناقض ما ذكره بعد هذا من أن الوحي نزل بتأييد عمر في حجاب "أبدان" زوجاته صلى الله عليه وسلم، ولم يؤيده في حجاب "أشخاصهن". قال الألباني: "في الحديث –أي السابق- دلالة على أن عمر رضي الله عنه إنما عرف سودة من جسمها، فدل على أنها كانت مستورة الوجه، وقد ذكرت عائشة أنها كانت رضي الله عنها تُعرف بجسامتها، فلذلك رغب عمر رضي الله عنه أن لا تُعرف من شخصها، وذلك بأن لا تخرج من بيتها، ولكن الشارع الحكيم لم يوافقه هذه المرة لما في ذلك من الحرج.." (17)
قد يقال: بأن هذا سبق قلم من الشيخ، أراد أن يكتب: "تعني حجاب أبدان نسائه صلى الله عليه وسلم" فكتب "تعني حجاب أشخاص نسائه صلى الله عليه وسلم"
فأقول: هذا ما أظنه، أنه سبق قلم من الشيخ بدليل ما بعده. ومع هذا ففيه تناقض شديد!! وهو ما أريد التنبيه عليه: وهو أن الشيخ هنا يرى أن آية الحجاب (فاسألوهن من وراء حجاب) نزلت في حجاب البدن، ومنه تغطية الوجه –كما سبق-. ولكننا نراه في (ص 87 من جلباب المرأة) يقول تعليقاً على أثر أم سلمة رضي الله عنها قالت: "لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب…" قال الألباني: "الظاهر أن الحجاب في هذه الرواية ليس هو الثوب الذي تتستر به المرأة، وإنما هو ما يحجب شخصها من جدار أو ستار أو غيرهما، وهو المراد من قوله تعالى (وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب...)" !! فهو هنا يرى أن الآية تدل على حجاب الأشخاص لا الأبدان؛ لكي يفر من القول بتغطية الوجه، وهناك يرى أنها تدل على حجاب الأبدان ومنه تغطية الوجه بدليل فعل سودة رضي الله عنها !! فتأمل هذا التناقض!
ولو ذهب الألباني إلى القول الصحيح لسلم من هذا التناقض، والله الموفق.

4- ذكر الألباني –عفا الله عنه - –كما سبق- أثر أم سلمة رضي الله عنها، قالت: لما انقضت عدتي من أبي سلمة أتاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلمني بيني وبينه حجاب.." ثم قال : "الظاهر أن الحجاب في هذه الرواية ليس هو الثوب الذي تتستر به المرأة، وإنما هو ما يحجب شخصها من جدار أو ستار أو غيرهما، وهو المراد من قوله تعالى (.. وإذا سألتموهن متاعًا فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن)" (18).
قلت: في هذا عدة أمور:
الأول: أن الألباني – عفا الله عنه - يقرر هنا بأن آية الحجاب عامة لجميع النساء؛ لأن أم سلمة عندما كلمها النبي صلى الله عليه وسلم في الأثر السابق لم تكن من زوجاته صلى الله عليه وسلم.
الثاني: أن العلماء متفقون على أن هذه الآية نزلت –كما سبق- في زواجه صلى الله عليه وسلم من زينب بنت جحش رضي الله عنها، وحجاب زوجاته بالاتفاق هو وجوب تغطية الوجه. فيلزم الألباني أن يقول به لجميع النساء المؤمنات لأنه يرى –كما سبق- أن الآية عامة لجميع النساء!
الثالث: إن قال الألباني كما سبق: نعم، هي عامة لجميع النساء، ولكنها لا تدل على تغطية الوجه، وإنما تدل على ستر النساء لأشخاصهن عند سؤال الرجال لهن المتاع. أقول: هذا تناقض عظيم تتنـزه الشريعة عنه. إذ كيف تأمرهن بستر أشخاصهن عند سؤال المتاع، ثم ترخص لهن في كشف وجوههن أمام الرجال على حد قولك؟!!
فما الداعي لحجاب الأشخاص أصلاً ما دامت الوجوه مكشوفة ؟!
أما من يرى تغطية الوجه –وهو القول الصحيح- فإنه لم يتناقض هنا، ولله الحمد، لأن هذه الآية عنده تدل على تغطية الوجه لجميع النساء المؤمنات.
والحجاب في الآية عنده يشمل تغطية الوجه ، وحجاب الجدار والستر ونحوه .

5- يرى الألباني أنه لا فرق بين حجاب الحرة المسلمة والأمة المسلمة فالواجب عليهن ستر أبدانهن ما عدا الوجه والكفين، ويشنع على من قال بالفرق بين حجاب الحرة وحجاب الأمة وهم جمهور الأمة. ثم نراه يصحح أثر قتادة في تفسير آية (يدنين عليهن من جلابيبهن) وهو قوله –أي قتادة- : "أخذ الله عليهن إذا خرجن أن يقنعن على الحواجب"(19)
ولكن الألباني لم يكمل قول قتادة ! بل بتره كما سبق! فهو يقول بعد الكلام السابق: "وقد كانت المملوكة إذا مرت تناولوها بالإيذاء، فنهى الله الحرائر أن يتشبهن بالإماء" !
فقتادة كالجمهور يفرق بين حجاب الحرة والأمة. فيلزم الألباني حينئذٍ أن يفرق بين حجابيهما، أو أن لا يحتج بأثر قتادة الذي يناقض قوله !

6- أخرج البخاري عن عائشة رضي الله عنها قالت: "يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) شققن مروطهن فاختمرن بها" قال الحافظ ابن حجر: "اختمرن: أي غطين وجوههن"(20) فلم يعجب هذا التفسير الألباني رحمه الله لأنه يناقض قوله بجواز كشف الوجه. فقال مُخَطِّئًا الحافظ ابن حجر بأسلوب غريب: "قوله "وجوههن" يحتمل أن يكون خطأ من الناسخ، أو سبق قلم من المؤلف، أراد أن يقول "صدورهن" فسبقه القلم.." (21) !! فانظر كيف يخطئ العلماء في سبيل إقرار رأيه الضعيف؟! وفاته – عفا الله عنه - أن الحافظ ابن حجر قال عند تعريف الخمر: "ومنه خمار المرأة لأنه يستر وجهها"(22) ! فهو يعني ما يقول، ولم يخطئ كما يزعم الألباني ! .

7- شنع الألباني رحمه الله على القائلين بأن الخمار هو ما يغطي الوجه والرأس، فلما أحرجوه واحتجوا عليه بأقوال شراح الحديث؛ كالحافظ ابن حجر –كما سبق-، وبقول الشاعر:

قل للمليحة في الخمار المذهب *** أفسـدت نسك أخي التقي المذهب
نور الخمار ونور خدك تحتـه *** عجبًا لـوجهك كيف لم يتلهــب

قال الألباني: "لا يلزم من تغطية الوجه به أحياناً أن ذلك من لوازمه عادة"(23)! فاعترف رحمه الله بأن الخمار يغطي الوجه ! إذاً: فلماذا كل هذا التشنيع ؟!

8- ذكر الألباني حديث أنس –في الصحيحين وغيرهما- : "أن النبي صلى الله عليه وسلم لما اصطفى لنفسه من سبي خيبر صفية بنت حيي قال الصحابة: ما ندري أتزوجها أم اتخذها أم ولد؟ فقالوا: إن يحجبها فهي امرأته، وإن لم يحجبها فهي أم ولد. فلما أراد أن يركب حجبها حتى قعدت على عجز البعير، فعرفوا أنه تزوجها. وفي رواية: وسترها رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملها وراءه وجعل رداءه على ظهرها ووجهها"
ثم ذكر قول شيخ الإسلام تعليقاً على هذا الحديث: "والحجاب مختص بالحرائر دون الإماء كما كانت سنة المؤمنين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم وخلفائه أن الحرة تحتجب والأمة تبرز"(24) واستغربه !! لأن الألباني يرى أن نساء المؤمنين وإماءهم لا يجب عليهن تغطية الوجه بل الرأس.
قلت : لا غرابة في كلام شيخ الإسلام رحمه الله؛ لأنه من القائلين بأن حجاب الحرائر –سواء كن زوجاته صلى الله عليه وسلم أو نساء المؤمنين- هو تغطية الوجه، وأما الإماء فيكشفن وجوههن ورؤوسهن.

9- زعم الألباني عفا الله عنه أن الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله يذهب إلى أن الخمار هو غطاء الرأس فقط، وأن القواعد من النساء لا حرج عليهن في وضعه !! ثم نقل قوله مبتورًا! (25)
وفاته أن الشيخ ابن سعدي قال في تفسير قوله تعالى (فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن): "أي الثياب الظاهرة؛ كالخمار ونحوه الذي قال الله فيه للنساء (وليضربن بخمرهن على جيوبهن) فهؤلاء يجوز لهن أن يكشفن وجوههن لأمن المحذور منها وعليها"(26) .
فابن سعدي رحمه الله كغيره من العلماء يرى أن الخمار غطاء الوجه مع الرأس، لا الرأس فقط كما نسب إليه الألباني .

10- ذكر الشيخ الألباني رحمه الله أثراً صحيحاً عن عاصم الأحول قال: "كنا ندخل على حفصة بنت سيرين وقد جعلت الحجاب هكذا، وتنقبت به. فنقول لها: رحمك الله! قال الله تعالى (والقواعد من النساء اللاتي لا يرجون نكاحًا فليس عليهن جناح أن يضعن ثيابهن غير متبرجات بزينة) هو الجلباب. قال: فتقول لنا: أي شيء بعد ذلك؟ فنقول : (وأن يستعففن خير لهن) فتقول: هو إثبات الحجاب"(27)
قلت: هذا الأثر الذي ذكره الشيخ ينقض قوله بجواز كشف الوجه!! لأنه يدل على أن من المتقرر عند السلف أن المرأة تغطي وجهها عن الأجانب؛ كما فعلت حفصة بنت سيرين، وأن القواعد من النساء لهن أن يكشفن وجوههن غير متبرجات بزينة. ولو كان يجوز للنساء أن يكشفن وجوههن –كما يرى الألباني- لقال عاصم ومن معه لحفصة بنت سيرين: إنه يجوز لك كشف وجهك، ولما احتاجوا أن يذكروا لها آية (والقواعد) ! فتأمل !
وفي هذا الأثر أيضاً دليل على أن الجلباب يُغطى به الوجه.

11- يردد الألباني أن مذهب الإمام مالك جواز كشف الوجه(28) ولم يذكر نصاً عن الإمام مالك على هذا، وهذا خلاف ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية من أن مذهبه عدم جواز ذلك. قال : "إن كل شيء منها –أي المرأة- عورة حتى ظفرها ، وهو قول مالك"(29). ومما يشهد لما نقله شيخ الإسلام أن الإمام مالك ذكر في موطئه قول ابن عمر "لا تنتقب المرأة المحرمة" ثم أتبعه بقول فاطمة بنت المنذر: "كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات، ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق"(30) ليبين أن منع المرأة المحرمة من النقاب لا يعني عدم ستر وجهها بغيره مما لم يُفصل على مقدار العضو. والله أعلم .
هذا ما أردت بيانه من تناقضات الشيخ – رحمه الله - ؛ لكي لا يغتر أحد من المسلمين بقوله في هذه المسألة .

كشف وجه المرأة : هل هو من المسائل "الخلافية" أم "الاجتهادية" ؟!

هذه المسألة هي أكثر المسائل المطروقة في هذا الباب: وهي تقريباً أول مسألة تعرض للقارئ.
فالبعض قد يعدها من قبيل "المسائل الخلافية" التي ينكر فيها على المخالف لثبوت النص بوجوب تغطية المرأة لوجهها أمام الأجانب(31)، وأيضاً فقد ثبت فيها الإجماع العلمي لدى المسلمين. قال الحافظ ابن حجر: "لم تزل عادة النساء قديمًا وحديثاً يسترن وجوههن عن الأجانب"(32) . ونقل ابن رسلان: "اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه"(33)، ولهذا فإنه ينكر على من خالف هذا القول. مع الاعتذار للعلماء المتأخرين الذين اختاروا القول الآخر.
والبعض الآخر قد يعدها من قبيل "المسائل الاجتهادية" التي يسوغ فيها الخلاف.
وعلى كلا القولين : فإنه يُنكر على من كشفت وجهها في البلاد التي يعمل أهلها بالقول الأول؛ وهو وجوب تغطية المرأة لوجهها؛ لأنه على القول بأنها من المسائل "الخلافية" التي ثبت فيها النص؛ فإنه ينكر على من خالف النص، وعلى القول بأنها من المسائل "الاجتهادية" فإنه ينكر على المخالف بسبب أن اختياره للقول الآخر وهو جواز كشف الوجه يسبب فتنة لأهل هذه البلاد ولنسائهم.

فتوى الشيخ ابن عثيمين –رحمه الله- في هذه المسألة:
سئل –رحمه الله-:
"فضيلة الشيخ، لا شك أن من شروط الآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يكون عالماً بشروطه. هل هو منكر أو غير منكر؟ وبعض الناس إذا رأى أحد رجال الهيئة يعترض على امرأة كاشفة الوجه. يقول: لا يجب عليك أن تنكر؛ لأنها لا تخلو من حالتين: إما أن تكون مسلمة ترى عدم وجوب ستر الوجه، وإلا كافرة فلا يجب في الأصل أن تتحجب. هل ما يقول هذا صحيح، أو غير صحيح؟
والجواب: لا، هذا غير صحيح، لأن المعاصي قسمان: قسم لا تضر إلا صاحبها فهذا ندعه ورأيه إذا كان أهلاً للاجتهاد. وقسم تضر غير صاحبها، ولا شك أن كشف المرأة وجهها لا يختص ضرره بها هي، بل يضر غيرها؛ لأن الناس يفتتنون بها، وعلى هذا يجب أن تنهاها سواء كانت كافرة أو مسلمة، وسواء كانت ترى هذا القول أولا تراه، انهها وأنت إذا فعلت ما فيه ردع الشر سلمت منه.
أما ما كان لا يضر إلا صاحبه؛ مثل رجل يشرب الدخان، وقال: أنا أرى حلّه ولا أرى أنه حرام، وعلمائي يقولون إنه حلال، فهذا ندعه إذا كان عاميًّا، لأن العاميّ قوله قول علمائه، فإذا قال: أنا أرى أنه ليس بحرام نتركه لأن هذا لا يضر إلا نفسه. إلا إذا ثبت صحيًّا أنه يضر الناس بخنقهم أو كان يؤذيهم برائحته، قد نمنعه من هذه الناحية.
فاعرف هذه القاعدة: إن المعاصي قسمان: قسم لا تضر إلا صاحبها فهذه إذا خالفنا أحد في اجتهادنا ندعه، وقسم تضر الغير فهذا نمنعه من أجل الضرر المتعدي. لكن إذا خيف من ذلك فتنة تزيد على كشف هذا الوجه، فإنه يُدرأ أعظم الشرين بأخفهما. ولكن إذا رأيت امرأة كاشفة مع ولي أمرها تمسك ولي الأمر وتقول: يا أخي هذا لا يجوز هذا حرام هذا يضر أهلك ويضر غيرهم. تكلمه بالتي هي أحسن؛ باللين. لا تتكلم مع المرأة نفسها؛ قد يكون في هذا ضرر أكبر عليك أنت"(34) .

وسئل –رحمه الله-: "فضيلة الشيخ: هل ينكر على المرأة التي تكشف الوجه، أم أن المسألة خلافية، والمسائل الخلافية لا إنكار فيها ؟
الجواب: لو أننا قلنا: المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كلّه حين تتبع الرخص لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس. نضرب مثلاً: هذا رجلٌ مسَّ امرأة لشهوة، وأكل لحم إبل، ثم قام ليصلي، فقال: أنا أتبع الإمام أحمد في أن مسَّ المرأة لا ينقض الوضوء، وأتبع الشافعي في أن لحم الإبل لا ينقض الوضوء، وسأصلي على هذه الحال، فهل صلاته الآن صحيحة على المذهبين ؟ هي غير صحيحة؛ لأنها إن لم تبطل على مذهب الإمام أحمد بن حنبل بطلت على مذهب الإمام الشافعي، وإن لم تبطل على مذهب الإمام الشافعي بطلت على مذهب الإمام أحمد، فيضيع دين الإنسان. المسائل الخلافية تنقسم إلى قسمين؛ قسم: مسائل اجتهادية يسوغ فيها الخلاف؛ بمعنى أن الخلاف ثابت حقاً وله حكم النظر، فهذا لا إنكار فيه على المجتهد، أما عامة الناس، فإنهم يلزمون بما عليه علماء بلدهم، لئلا ينفلت العامة؛ لأننا لو قلنا للعامي: أي قول يمرُّ عليك لك أن تأخذ به، لم تكن الأمة أمة واحدة، ولهذا قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي –رحمه الله-: "العوام على مذهب علمائهم". فمثلاً عندنا هنا في المملكة العربية السعودية أنه يجب على المرأة أن تغطي وجهها، فنحن نلزم نساءنا بذلك، حتى لو قالت لنا امرأة: أنا سأتبع المذهب الفلاني وكشف الوجه فيه جائز، قلنا: ليس لك ذلك؛ لأنك عامية ما وصلت إلى درجة الاجتهاد، وإنما تريدين اتباع هذا المذهب لأنه رخصة، وتتبع الرخص حرام.
أما لو ذهب عالم من العلماء الذي أداه اجتهاده إلى أن المرأة لا حرج عليها في كشف الوجه، ويقول: إنها امرأتي سوف أجعلها تكشف الوجه، قلنا: لا بأس، لكن لا يجعلها تكشف الوجه في بلاد يسترون الوجوه، يمنع من هذا؛ لأنه يفسد غيره، ولأن المسألة فيها اتفاق على أن ستر الوجه أولى، فإذا كان ستر الوجه أولى فنحن إذا ألزمناه بذلك لم نكن ألزمناه بما هو حرام على مذهبه، إنما ألزمناه بالأولى على مذهبه، ولأمر آخر هو ألا يقلده غيره من أهل هذه البلاد المحافظة، فيحصل من ذلك تفرق وتفتيت للكلمة. أما إذا ذهب إلى بلاده، فلا نلزمه برأينا، ما دامت المسألة اجتهادية وتخضع لشيء من النظر في الأدلة والترجيح بينها.
القسم الثاني من قسمي الخلاف: لا مساغ له ولا محل للاجتهاد فيه، فينكر على المخالف فيه لأنه لا عذر له"(35).
داعيًا الله له بالرحمة والمغفرة جزاء ما قدم لأمته من تقريب علوم السنة بين أيديهم . سائله سبحانه أن يجمعني به والمسلمين في جنات النعيم ، إخوانًا على سرر متقابلين . والله أعلم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

-------------------------------------
(1) لهذا تجد أن قاسم أمين في كتابه "تحرير المرأة" ركز عليها واتخذها ذريعة أولى لتغريب المرأة المسلمة.
(2) فتح الباري (9/235-236). (3) نيل الأوطار للشوكاني (6/114).
(4) بيان الدليل على بطلان التحليل ( ص 203) ، وانظر : الفتاوى ( 32 / 239 ) .
(5) جلباب المرأة .. ، ص 28. (6) السابق ، ص 32.
(7) انظر أدلتهم في كتاب ( الصارم المشهور ) للشيخ حمود التويجري . وكتاب ( إبراز الحق والصواب ) للمباركفوري . وكتاب ( عودة الحجاب ) لمحمد بن اسماعيل المقدم .
(8) فتح الباري (8/391). وأقره الألباني على هذا في : (جلباب المرأة، ص 106).
(9) أخرجه الترمذي وغيره، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة (1864).
(10) فقد صحح الحديث السابق وذكره في السلسلة الصحيحة تحت عنوان : "قدما المرأة عورة" !
(11) انظر بعضاً منها في: "السلسلة الصحيحة" للألباني (1/149-159).
(12) "السلسلة الصحيحة" للألباني (96).
(13) انظر "جلباب المرأة المسلمة"، (ص 82-88).
(14) جلباب المرأة ، ص 75. (15) كما في المصدر السابق، ص 106.
(16) جلباب المرأة ، ص 105. (17) السابق، ص105 – 106.
(18) جلباب المرأة ، ص 87. (19) الرد المفحم ، ص 51 – 52.
(20) فتح الباري (8/347). (21) الرد المفحم، ص 20.
(22) فتح الباري (10/51). (23) جلباب المرأة، ص 73.
(24) جلباب المرأة ، ص 95. (25) جلباب المرأة المسلمة ، ص111.
(26) تفسير ابن سعدي (5/445). (27) جلباب المرأة ، ص 110.
(28) كما في : جلباب المرأة، ص 89. والرد المفحم، ص 34-35.
(29) الفتاوى (22/110). (30) الموطأ (ص224) رواية يحي الليثي، دار النفائس.
(31) انظر أدلة هذا القول في رسالة: "عودة الحجاب" للشيخ محمد بن إسماعيل –وفقه الله-.
(32) فتح الباري (9/235-236). (33) نيل الأوطار للشوكاني (6/114).
(34) لقاء الباب المفتوح (33-34/66-68). (35) لقاء الباب المفتوح (49/192-193).

@ام الحلوين@
@ام الحلوين@
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
وعسى ان ينفع به
** المتفائلة 4 **
..
بارك الله فيك اختي الغالية الف معنى

لكل من ترفض حجاب المرأة للوجة او تتهاون في حجابها

او تهتم بالشكل والمظهر في حجابها .. فإن قراءة متأنية لمثل هذه المواضيع

يفيدها كثيرا اذا حاورت نفسها بعقل وصدق ..

فإن الافضل والاستر والآمن لها (حجاب شرعي كامل )

والواقع من حولك يشهد بذلك !!

اختي الحبيبة كوني سبب لنصرة امتك الاسلامية بدينك

وحجابك الشرعي الكامل (عبادة) لا (عادة )

اللهم زد نساء المسلمين علما وفقها في امور دينهن

واحفظهن من كل شر ودم عليهن الستر والحشمة

وابعدهن عن مسالك الهوى

.......

الف معنى كتب الله لك الخير

وبارك فيك وحقق مرادك

وجمعني بك تحت ظله يوم لاظل الا ظله عز وجل

اختك المحبة :
**المتفائلة 4**
*
888تعبت888
888تعبت888
الله يوفقك ياألف معنى

كتير الحمدلله أنا مرتاحة لأدلة تحريم الوجه وبشعر عقلي والمنطق بيقول هيك
بس احنا في زمن الفتن والعادات للاسف غلبت العبادات وصاروا كتير من البنات عم يستصعبوا غطاء الوجه

مع انه والله تكريم وحفظ وصون عن نظرات الرجال
ومهما كانت البنت محتشمة وعاقلة بيضل الرجال بيطالعوها ويمكن تكون سبب فتنة
لمريضين النفس

يارب يحفظكم
والله لما بشوف امركيات وفرنسيات وبريطانيات وغيرهن وغيرهن بيتنقبوا بيضلوا في بلادهم بيجاهدوا كتير احب اصير متلهن وبيلبسوا عن اقتناع وبيتمسكوا فيه وبيلاقوا أذى ومع كل هدا عم يتمسكوا ويتحدوا اهلهن وبيئتهن
يارب تهدينا كلياتنا للحق
سمسومه
سمسومه
الله يوفقك ياألف معنى كتير الحمدلله أنا مرتاحة لأدلة تحريم الوجه وبشعر عقلي والمنطق بيقول هيك بس احنا في زمن الفتن والعادات للاسف غلبت العبادات وصاروا كتير من البنات عم يستصعبوا غطاء الوجه مع انه والله تكريم وحفظ وصون عن نظرات الرجال ومهما كانت البنت محتشمة وعاقلة بيضل الرجال بيطالعوها ويمكن تكون سبب فتنة لمريضين النفس يارب يحفظكم والله لما بشوف امركيات وفرنسيات وبريطانيات وغيرهن وغيرهن بيتنقبوا بيضلوا في بلادهم بيجاهدوا كتير احب اصير متلهن وبيلبسوا عن اقتناع وبيتمسكوا فيه وبيلاقوا أذى ومع كل هدا عم يتمسكوا ويتحدوا اهلهن وبيئتهن يارب تهدينا كلياتنا للحق
الله يوفقك ياألف معنى كتير الحمدلله أنا مرتاحة لأدلة تحريم الوجه وبشعر عقلي والمنطق بيقول هيك...
الله يجزاك خير ...وجميع من رد ....