دور الوراثة في اضطراب النوم

يعاني ملايين الناس من الارق وعدم القدرة على النوم او اضطرابه. وحسب آخر الاحصائيات التي كشف عنها المعهد الفرنسي للابحاث المتعلقة بالنوم واليقظة، فإن واحدا من بين ثلاثة اشخاص في العالم يعانون من اضطرابات النوم بنسب متفاوتة.

ان الاسباب التي يمكن ان تؤدي الى اضطرابات النوم لا حصر لها، واكثرها انتشارا العادات الغذائية المسببة للارق، وكذا العمل في اوقات غير منتظمة، مما يؤثر في النوم، سواء من حيث الكم او الكيف. ويضيف الدكتور ليفي انه بالاضافة الى الاسباب او المؤثرات الخارجية المعروفة التي تؤثر في النوم، فإن احدث الدراسات اثبتت وجود عوامل وراثية، تنتقل من جيل الى آخر، وتؤثر سلبا في نوعية النوم.


ولا تزال الابحاث في هذا الشأن في بداياتها. وقد ثبت وجود هذه العوامل الوراثية من خلال دراسات موسعة اجريت على افراد العائلة الواحدة، وثبت انهم يعانون من اعراض متقاربة في اضطرابات النوم، رغم وجود اختلافات كبيرة في الظروف المعيشية والمهنية.
وسمحت هذه الابحاث بالتمييز بوضوح بين العوامل الوراثية وبين بعض العادات السيئة التي تظهر اعراضها لدى بعض العائلات، سواء منها العادات الغذائية، مثل تناول القهوة، او السلوكية مثل وضع تلفاز في غرفة النوم،... والخ.


ان الاختصاصيين يعلقون آمالا كبيرة على الابحاث المتعلقة بالعوامل الوراثية، وذلك لايجاد علاجات جديدة للآلاف من الحالات المستعصية على العلاج حتى الآن بالوسائل التقليدية.
تعاطي الميلاتونين لا يعالج الأرق!


الميلاتونين مادة هورمونية يفرزها الدماغ بطريقة طبيعية في الليل، وتساعد الانسان على النوم. ونقص افراز الدماغ لهذه المادة عند المصابين باضطراب النوم، جعل بعض الاطباء ينصحون بتناول دواء الميلاتونين.

وهناك من يحذر من تناول هذا الدواء نظرا لما بينته آخر الدراسات من وجود اعراض جانبية خطيرة يخلفها لدى المصابين باضطراب النوم.

ان تناول مادة الميلاتونين اصطناعيا لا يؤدي الى الراحة ـ كما كان رائجا ـ بل كل ما يسببه هو تنشيط اصطناعي لوظائف الدماغ، مما يعطي انطباعا ظاهريا بالراحة واسترجاع القوى لدى الشخص الذي يعاني من اضطراب النوم. لكن هذا التنشيط الاصطناعي للدماغ لا يعالج مشكلة النوم، بل يؤدي بالعكس الى تفاقمها.


--------------------------------------------------------------------------------