بــــــدون مبـــــالغــــه عنــدي كريم تبيـــــــــــــض روعـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــه من جد ومن ميزاته انه يبيضك بشكل الي تبيه مع الاستمرار والاحلى من كذا اذا قطعتيه ماراح يرجع الون الا في حالتين في حال تعرضت للشمس الحار و اذا حصل حمل وباقي الوصف راح اكمل بالرد الثاني قبل كل شي لي طلب لاهنتم كل من اخذ مني ارجو ان يقيم وكل من يستخدم كريم الماسه الكرستاليه سواء كانت ايجابيه ام لا لاني متاكده مليون بالمئه ان الكل راح يعجب بالكريم مثل ماأعجب الكثير والله يحفظكم لمايحبه ويرضاه
43
13K

هذا الموضوع مغلق.

الماسه الكرستاليه
كــــــــــــــــــريـــــــــ ـم الــــــــمــــــاســـــــه الكـــــــــــــرستـــــــالــ ـــــه



السلام عليكم ياحلى حوائيات
بدخل في صلب الموضوع
بــــــدون مبـــــالغــــه عنــدي كريم تبيـــــــــــــض روعـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــه من جد ومن ميزاته انه يبيضك بشكل الي تبيه مع الاستمرار والاحلى من كذا اذا قطعتيه ماراح يرجع الون الا في حالتين في حال تعرضت للشمس الحار و اذا حصل حمل لان في بعض الحريم يسمروا مع الحمل والسبب الهرمونات تتغير في جسم الحامـــل والبعض ماشاء الله مايسمرا مع الحمل على حسب طبيعة الوحده والكريم ماشاء الله له خبره اكثر من عشره سنوات مافي وحده قد شرتها الا وجابت ماشاء الله جماعتها تشتري كل هذا مامدح في الكريم عشان تاخذون لا والله من جد توحــــــــفـــــــه


من فوائد الكريم
* يفتح الاماكن الداكنه بالجسم والاماكن المتصبغه الغير مرغوب بها
*يعطي نعومه ونظارع للبشره الباهته المرهقه
*اذا قطعتي الكريم الون راح يثبت ان شاء الله عكس الكريمات الي تحتوي على نسبه كبيره من الكرتزون مجرد ماتتركيها تقلبي اخس من الاول غير انها تتعدم البشره
*اثار حب الشباب واثار الندبات القديمه
* راح يخلصك من الكلف والبقع ا بعد لداكنه بعد الولادة


طبعا من الاسئله المتوقعه
في خلال كم تبان النتيجه؟
النتيجه تبان مع الاستمرار يوم عن يوم تحسي فرق في بشرتك بس ماراح يخلص ثلاث اسابيع الى او شهر والا ماشاء فيه تغير كبير في شكلك وملحوظ حبيتي تزيدي اكثر في التبيض استمري في استخدام الكريم حتى تصلي الدرجه المطلوبه

متى يستخدم الكريم وكيف ؟

يستخدم الكريم في الليل ويغسل بالصباح وطبعا يمنع انك توضعي الكريم وتروحي لمصادر الحراره الشمس النار الدفايه ......الخ

وحبيت اوضح لكم في نوعين من الكريم واحد خاص لبشرة الوجه لان بشرة الوجه حساسه ولازم الحذر وله كريمها الخاص بها والكريم الثاني للجسم ويحتاج الى كريم شوي اقوى بدرجه حتى تحصلي على البياض المضمون



طبعا انصح كل نفاس وكل مقبله على الزواج او من تريد تتكشخخ لزوجه وكل من رقبتها اسمر من جسمها والي تعاني بصفه عامه من السمار الغير المرغوب ان تستخدم كريم الماسه الكرستاليه لان من جد خيالي وتاكدي ماراح تندمي

والكريم مضمون جدا جدا والي خايفه ومتردده عليها بالاستخاره والخيره فيما اختاره الله



بالنسبه لسعر كريم الوجه 150 ريال
وكريم الجسم على 150 ريال الصغير طبعا هذا للابط والاماكن الحساسه و الرقبه اما كريم الجسم الكبير الي عليه عرض خاص 350 ريال




الي حابه تتواصل معي هذا رقمي ( 0550310484 ) واذا عندك استفسار بخصوص جميع مشاكل البشره كانت او الشعر الله يحيك سواء كان على جوالي او على الرسايل الخاصه او في صفحتي العامه ماراح اقصر راح افيدك باذن الله ولله الحمد لي خبره كافيه ان شاء اقدر افيدكم بها



والتوصيل بالرياض يد بيد بس تحاسبي المندوب على مشواره حسب المسافه
وخارج الرياض عندك شركات الشحن المعتمده والي ترغب بها الزبونه



واعذروني طولت عليكم
واتمنى الي ترفع الموضوع ان ترفع الموضوع على الصلاه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم







بعض تجارب البنات من صفحة اراء الزبائن واتمنى الكل يكتب رأيه في هذه الصفحه حتى تعم الفائده للجميع ويصير مرجع لكل وحده قبل لا تشتري والله يكتب لكم لما فيه الخير والصلاح يارب




ام الكادي 3333


بسم الله ماشاء الله الزيت كان خيالي طول شعري ووتوقف التساقط وكثر شعري كل الي حولي لاحظوا الفرق في شعري ام الكريم فالله يسعدك ويبيض وجهك يوم لاينفع مال ولابنون كريمك ررروعه كاروعتك ياروعه باذن الله عندنا الاجازه الكبيره زواج اختي راح ناحذ منك انا و اخواتي وتوصي فينا لان احنا 5 خوات وظروفنا مش ذاك القد الحمدلله





30-01-1433 هـ 09:12 مساءً



ام سلاف11 مااااااشاء الله ابداع وسلمت اناملك







27-01-1433 هـ 09:59 صباحاً






ام العيال



اشكرك اختي الماسه الكرستاليه على حسن تعاملك
معي
وفعلا افتخر اني :)اتعامل معك والزيت كان ماشاء الله من احسن الزيوت الي شريتها واهلي كلهم لاحظو الفرق في شعري كانت بالبدايه امي :mad:رافضه بس بعد ماستخدمت وشافت الفرق في شعري صارت تدعيلك :)و احنا زباينك دوم يالماسه
وبالنسبه للكريم نتايجه رروعه رروعه بالفعل روعه والاروع صاحبة الكريم وماني عارفه كيف اوفي بحقك لكن الله يرزقك الفردوس الاعلى والله يوفقك


19-11-1432 هـ 11:05 صباحاً



بنت السمراء




السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بصراحه اشكرك كثير يالماسه الكرستاليه كريمك كان بقمة الروعه لقيت النتيجه الي كنت ادور عليها من زمان بالفعل كريمك يبيض وانتظرت بعدها شهرين الون بالفعل ثابت مثل ماقلتي وبارك الله فيك في اسلوبك الرائع وكان لي الشرف اتعامل معك والله اني حبيتك
الماسه الكرستاليه
كــــــــــــــــــريـــــــــ ـم الــــــــمــــــاســـــــه الكـــــــــــــرستـــــــالــ ـــــه السلام عليكم ياحلى حوائيات بدخل في صلب الموضوع بــــــدون مبـــــالغــــه عنــدي كريم تبيـــــــــــــض روعـــــــــــــــــــــــــــ ـــــــه من جد ومن ميزاته انه يبيضك بشكل الي تبيه مع الاستمرار والاحلى من كذا اذا قطعتيه ماراح يرجع الون الا في حالتين في حال تعرضت للشمس الحار و اذا حصل حمل لان في بعض الحريم يسمروا مع الحمل والسبب الهرمونات تتغير في جسم الحامـــل والبعض ماشاء الله مايسمرا مع الحمل على حسب طبيعة الوحده والكريم ماشاء الله له خبره اكثر من عشره سنوات مافي وحده قد شرتها الا وجابت ماشاء الله جماعتها تشتري كل هذا مامدح في الكريم عشان تاخذون لا والله من جد توحــــــــفـــــــه من فوائد الكريم * يفتح الاماكن الداكنه بالجسم والاماكن المتصبغه الغير مرغوب بها *يعطي نعومه ونظارع للبشره الباهته المرهقه *اذا قطعتي الكريم الون راح يثبت ان شاء الله عكس الكريمات الي تحتوي على نسبه كبيره من الكرتزون مجرد ماتتركيها تقلبي اخس من الاول غير انها تتعدم البشره *اثار حب الشباب واثار الندبات القديمه * راح يخلصك من الكلف والبقع ا بعد لداكنه بعد الولادة طبعا من الاسئله المتوقعه في خلال كم تبان النتيجه؟ النتيجه تبان مع الاستمرار يوم عن يوم تحسي فرق في بشرتك بس ماراح يخلص ثلاث اسابيع الى او شهر والا ماشاء فيه تغير كبير في شكلك وملحوظ حبيتي تزيدي اكثر في التبيض استمري في استخدام الكريم حتى تصلي الدرجه المطلوبه متى يستخدم الكريم وكيف ؟ يستخدم الكريم في الليل ويغسل بالصباح وطبعا يمنع انك توضعي الكريم وتروحي لمصادر الحراره الشمس النار الدفايه ......الخ وحبيت اوضح لكم في نوعين من الكريم واحد خاص لبشرة الوجه لان بشرة الوجه حساسه ولازم الحذر وله كريمها الخاص بها والكريم الثاني للجسم ويحتاج الى كريم شوي اقوى بدرجه حتى تحصلي على البياض المضمون طبعا انصح كل نفاس وكل مقبله على الزواج او من تريد تتكشخخ لزوجه وكل من رقبتها اسمر من جسمها والي تعاني بصفه عامه من السمار الغير المرغوب ان تستخدم كريم الماسه الكرستاليه لان من جد خيالي وتاكدي ماراح تندمي والكريم مضمون جدا جدا والي خايفه ومتردده عليها بالاستخاره والخيره فيما اختاره الله بالنسبه لسعر كريم الوجه 150 ريال وكريم الجسم على 150 ريال الصغير طبعا هذا للابط والاماكن الحساسه و الرقبه اما كريم الجسم الكبير الي عليه عرض خاص 350 ريال الي حابه تتواصل معي هذا رقمي ( 0550310484 ) واذا عندك استفسار بخصوص جميع مشاكل البشره كانت او الشعر الله يحيك سواء كان على جوالي او على الرسايل الخاصه او في صفحتي العامه ماراح اقصر راح افيدك باذن الله ولله الحمد لي خبره كافيه ان شاء اقدر افيدكم بها والتوصيل بالرياض يد بيد بس تحاسبي المندوب على مشواره حسب المسافه وخارج الرياض عندك شركات الشحن المعتمده والي ترغب بها الزبونه واعذروني طولت عليكم واتمنى الي ترفع الموضوع ان ترفع الموضوع على الصلاه على النبي محمد صلى الله عليه وسلم بعض تجارب البنات من صفحة اراء الزبائن واتمنى الكل يكتب رأيه في هذه الصفحه حتى تعم الفائده للجميع ويصير مرجع لكل وحده قبل لا تشتري والله يكتب لكم لما فيه الخير والصلاح يارب ام الكادي 3333 بسم الله ماشاء الله الزيت كان خيالي طول شعري ووتوقف التساقط وكثر شعري كل الي حولي لاحظوا الفرق في شعري ام الكريم فالله يسعدك ويبيض وجهك يوم لاينفع مال ولابنون كريمك ررروعه كاروعتك ياروعه باذن الله عندنا الاجازه الكبيره زواج اختي راح ناحذ منك انا و اخواتي وتوصي فينا لان احنا 5 خوات وظروفنا مش ذاك القد الحمدلله 30-01-1433 هـ 09:12 مساءً ام سلاف11 مااااااشاء الله ابداع وسلمت اناملك 27-01-1433 هـ 09:59 صباحاً ام العيال اشكرك اختي الماسه الكرستاليه على حسن تعاملك معي وفعلا افتخر اني :)اتعامل معك والزيت كان ماشاء الله من احسن الزيوت الي شريتها واهلي كلهم لاحظو الفرق في شعري كانت بالبدايه امي :mad:رافضه بس بعد ماستخدمت وشافت الفرق في شعري صارت تدعيلك :)و احنا زباينك دوم يالماسه وبالنسبه للكريم نتايجه رروعه رروعه بالفعل روعه والاروع صاحبة الكريم وماني عارفه كيف اوفي بحقك لكن الله يرزقك الفردوس الاعلى والله يوفقك 19-11-1432 هـ 11:05 صباحاً بنت السمراء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بصراحه اشكرك كثير يالماسه الكرستاليه كريمك كان بقمة الروعه لقيت النتيجه الي كنت ادور عليها من زمان بالفعل كريمك يبيض وانتظرت بعدها شهرين الون بالفعل ثابت مثل ماقلتي وبارك الله فيك في اسلوبك الرائع وكان لي الشرف اتعامل معك والله اني حبيتك
كــــــــــــــــــريـــــــــ ـم الــــــــمــــــاســـــــه الكـــــــــــــرستـــــــالــ ...
قبل فوات الأوان!!




الحمد لله الأول الآخر، الظاهر الباطن، حكيم بكل شيء عليم، يعلم دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء..
وهو العلي الكبير المتعال...الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً. ورفع السماوات بغير عمد، وزينها بالكواكب والنجوم، وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً.
أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه يملأ أرجاء السماوات والأرضين، دائماً أبد الآبدين، إلى يوم الدين، في كل ساعة وآن ووقت وحين، كما ينبغي لجلاله العظيم، وسلطانه القديم، ووجهه الكريم...

الحمد لله الذي مصداقه *** في كل شيء أنه خلَّاقه
الحمد لله الذي دليله *** في كل شيء واضحٌ سبيله
والحمد لله الذي من جحده *** فإنما ينكر رباً أوجده
والحمد لله الذي من أنكره *** فإنما ينكر رباً صوره

وأشهد ألا إله إلا الله الرحمن الرحيم، البر الكريم، وأشهد أن رسولنا ذا الخلق العظيم عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، اصطفاه واجتباه وأرسله بخير دين، حريص علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ثم أما بعد..
هاهو عام يودعنا وكنا بالأمس القريب قد استقبلناه، هاهي صفحة من صفحات أعمارنا تطوى ولا أظنها صفحة.. بل هي صفحات.. بل مجلدات، فربنا تعالى يقول وقوله الحق سبحانه "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"..ليتها كانت الألفاظ فقط هي التي تحصى ولكنها الأعمال "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"، وليتها كانت أعمال الجوارح فقط، فكم نهتمُّ بها ونحسِّـنُها، ولكن أعمال القلوب هي مكان نظر الرَّب سبحانه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". رواه مسلم
فمادام الحساب على مثقال الذرة من الأعمال، وعلى كل لفظ من الأقوال، وعلى ما يحيك في القلب ويقوم به من الأحوال، فكم هي هذه السجلات التي ملئت في هذا العام؟ وما الذي سطر فيها؟ ليسأل كل منا نفسه، ويقف مع نفسه وقفة صدق، فالصدق نجاة، وليحاسبها فهو أرفق بها يوم الحساب وهذه وصية الفاروق رضي الله عنه:
" حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا".
حاسب نفسك وانظر في الحقوق والواجبات…

هل أديت حق إخوانك في الله وعلى طريق الهدى؟ وحقوق إخوتك وأخواتك بالنسب، من صِدقٍ ونُصحٍ وبذلٍ وتضحية، وتعليمِ خيرٍ، وتحذيرٍ من مواردِ التهلكة؟.
هل أديت حقوق ذوي رحمك؟ فالرحم قد أخذت عهداً ممن لا يخلف -سبحانه وتعالى- بأن يصل من وصلها ويقطع من قطعها.
هل أديت حقوق جيرانك؟ " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". رواه مسلم

وقبل هذا هل أديت حق والديك؟ وحقهما عظيم.. عظيم …عظيم.
عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة" رواه مسلم.

وحق الله أعظم…وأعظم… فماذا أديت ووفيت منه؟
سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك.. سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك..سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.. سبحانك ما ذكرناك حق ذكرك.. سبحانك ما شكرناك حق شكرك.. سبحان ذي العزة والجبروت.. سبحان الحي الذي لا يموت..

راجع كشف حسابك للعام الماضي…

هل كنت مستثمراً مجتهداً فزاد رصيدك؟ أو حتى تاجراً حذقاً فحافظت على رأس المال، أم أنك فرَّطت فضيعته؟ أريد أن نأخذ هذا الموضوع على محمل الجِّد ونقدُرَهُ قدْرَه، ونقف هذه الوقفة..
ليتخيل كل منَّا أنه يجلس وحيداً في غرفة هادئة خالية من الأثاث، نظيفة، صبغت جدرانها باللون الأبيض، ويجلس فيها جلسة مريحة، يسند ظهره إلى الجدار وينظر إلى الجدار المقابل، ويتنفس بعمق وهدوء، ويتخيل أن شريطاً مرئياً عنوانه " عامك الماضي"‍ قد وُضِع في جهاز التشغيل وعُرِض عليه. إنه خاص بك أنت، ابدأ بمتابعته واستعراضه من بدايته غرة شهر الله المحرم وحتى آخر يوم من ذي الحجة.
لابد أنك سترى الكثير من الأحداث، أريدك أن تركز منها على المواقف الإيجابية من الطاعات و القربات والإنجازات التي حققتها في هذا العام. وبعد استرجاعها، ابدأ بتسجيلها في قائمة الحسنات.
الآن أعد الشريط من أوله واستعرضه مرة أخرى، ولكن في هذه المرة ركِّز على ما كان سلبياً من تقصير، وذنوب، وغفلة وهكذا حتى تنتهي السنة، وسجله في قائمة السيئات.
عد إلى القائمة الأولى، واسأل نفسك عن هذا القدر الكبير من الأعمال الصالحة كجبال تهامة، كم منها كان لله خالصاً.. لم تخالطه شهوة نفس، أو منافسة للآخرين، أو إبراز لعملك أو لمماراة السفهاء! أو مجاراة العلماء، وتذكر قول الله عز وجل "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا"، وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات ………"
والآن اشطب كل عمل خالطه شيء من هذا..
ووازن ما بقي مع قائمة السيئات…
إن رأيت ما يسرك فاحمد الله، واعرف له عظيم فضله بتوفيقك وحفظك واسأله الثبات، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. وإن كانت الأخرى فما زالت هناك فرصة مادام النفس يتردد في صدرك، وما دامت الشمس لم تطلع من مغربها..

هل تعلم كم من الخير حصَّلت أو فوَّت؟

أخي ..
- هل تعلم أنك صليت في هذا العام أكثر من 1700 فرض كم خشعت فيها وكم صليت منها في الصف الأول؟ وكم غيرت في حياتك وقربتك من الله؟ كم رُفع منها، وكم أخذ كالثوب الخلق فألقي في وجهك؟ وكم …..
- هل تعلم أنه قد مر بك أكثر من 50 يوم اثنين، و50 يوم خميس و30 يوماً من الأيام البيض، كم اغتنمت منها؟، فباعدت وجهك عن النار، قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:" ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" رواه مسلم.
- هل تعلم أنك لو قرأت 30 صفحة في كل يوم (حوالي 30 دقيقة)، أنك كنت أنهيت قراءة 10.500 صفحة أي حوالي 30 مجلداً في العام؟.
كم مريضاً عُدْتَ؟… كم جنازة تبعت؟…
صلوات من الملائكة، استغفار ودعاء لك، قراريط من الأجر، القيراط مثل جبل أحد.
كم ……وكم …….وكم……..
- هل تعلم أنه قد طلعت عليك الشمس هذا العام أكثر من 350 مرة، وحبيبك صلى الله عليه وسلم يقول:" كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس،…"
إذن كان عليك حوالي 130.000 صدقة في هذا العام، فهل أديت ووفيت، أو سددت وقاربت، أو حتى عزمت ونويت.
- هل قرأت القرآن بتدبر 12مرة في شهور السنة الـ 12 أو على الأقل ست مرات.
إذا لم تكن.. فنخشى أن تكون من الذين يشكوهم الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى مولاه يوم القيامة، ويقول:"يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً". سورة الفرقان

هل تعلم ماذا تستطيع أن تفعل في دقيقه واحدة ؟

- تقرأ سورة الفاتحة 4 مرات فتحصل على أكثر من 5.000 حسنة.
- تقرأ سورة الإخلاص 9 مرات، وهي تعدل ثلث القرآن فتكون كما لو أنك قرأت القرآن 3 مرات.
- تقرأ صفحة من القرآن الكريم أو تحفظ آية قصيرة من كتاب الله.
- تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير 10 مرات وأجرها كعتق 4 رقاب.
- تقول سبحان الله وبحمده 50 مرة، وبإتمامها بأخرى- لتكمل 100- تغفر ذنوبك وإن كانت مثل زبد البحر.
- تقول سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 20 مرة، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن.
- تقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر 15 مرة وهي أحب الكلام إلى الله وهي غراس الجنة.
- تقول لا إله إلا الله 45 مرة، وهي أعظم كلمة، من كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة.
- تقول لا حول ولا قوه إلا بالله 30 مرة، وهي كنز من كنوز الجنة.
- تقول سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته- ثلاث مرات في ربع دقيقة-، وهي كلمات تعدل أضعافا مضاعفة من أجور التسبيح والذكر.
- تقول أستغفر الله 70 مرة، وهي سبب للمغفرة ودخول الجنة، ودفع المصائب، وزيادة الرزق، وتيسير الأمور، وكان الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، وهو من هو ، وهو من غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، ويُعَدُّ له في المجلس الواحد مائة استغفار.
- تصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 20 مرة فيصلي الله عليك 200 مرة.
- تتفكر في خلق السماوات والأرض فتكون من أولي الألباب الذين أثنى الله عليهم.
- تقرأ صفحة من كتاب مفيد، فتزداد علما وفهما، وتكون طريقا لك إلى الجنة.
- تصل رحمك عبر الهاتف- وذلك أدنى الصلة-.. أو تُسلِّم على مسلم وتسأل عن حاله.
- ترفع يديك إلى السماء وتدعو بما تشاء.. تشفع شفاعة حسنة.. تواسي مهموماً.. تكتب كلمة طيبة لأخيك وترسلها له….
- تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالتي هي أحسن، تميط الأذى عن الطريق، تتبسم في وجه أخيك فتكون صدقة لك.
وغيره كثير.. كثير.


مرحلة جديدة من السباق، وفرصة جديدة للاستثمار..

بعد هذه الوقفة، التي لا نريد أن نطيل فيها أكثر من ذلك لأن ما فات سجل قد طوي ولن يفتح حتى تلقى ربك بكل ما أودعته فيه كما ذكرنا. ومن السفه ترك الفرصة المواتية بدون بذل وعمل وسعي لاستدراك ما فات والمسابقة في الخيرات.
ونريد أن نشير هنا إلى قضية هامة، وهي أن هذه الوقفة إنما أردنا بها مراجعة الحسابات، وتعديل المسار، وإصلاح النية، وتجديد العهد، وشحذ الهمة.. وليس الهدف منها تحقير النفس والإزراء بها لدرجة تؤدي إلى القنوط من رحمة الله.. فالإنسان بطبعه ملول، كثير النسيان، خطَّاء، والله يعلم ذلك منَّا –سبحانه-، " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "، وهو أرحم بنا من والدينا ومن أنفسنا، فهو الرحمن الرحيم.. البرُّ الكريم.
ربَّنا " تم نورك فهديت.. فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت.. فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد.
ربَّنا.. وجهُك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها.
تطاع ربنا فتشكر، وتُعصى ربَّنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضُّر، وتشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتك قول قائل" رواه أبو يعلى.

أخي الحبيب وأنت تدخل مع البوابة المشرعة أمامك، بوابة العام الجديد، وتخطو أولى خطواتك مستعيناً بالله
إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده
أريد منك أن تراجع أهدافك، وتتأكد من معرفتك بالطريق الموصل، وأذكرك بأمور:
1) تب إلى الله:
التوبة الآن، وترك التسويف والمماطلة. ألم تعلم بأن التوبة واجبة عليك؟ ألم تعلم أن تأخير التوبة يحتاج إلى توبة واستغفار؟ فتِّش في دخيلة نفسك قبل مظهرها، وأقلع حالاً عما يبعدك عن ربك، وصُبَّ دموع الندم على ما كان، وأحسن في ما بقي.

2) انسجم مع فطرتك. خلقت عبداً وأمرت بأمر فاسمع وأطع، ونهيت عن أمر فانتهِ، وقُدِّرت عليك مقادير فاشكر واصبر، وسقطت سقطات فاستغفر وارجع واقترب " إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية". لست وحدك العبد فكل ما تراه حولك وما لا تراه عبيد مثلك " إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ".
ألم ترَ إلى الكون من حولك وانسجامه وما ذلك إلالخضوعه لله، وأنت أيضاً لن تنسجم مع فطرتك والكون من حولك حتى تعيش حقيقة العبودية لله. واستمع لدرر ابن القيم حين يقول: ففي القلب شعثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يُزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حُزنٌ لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه فاقةٌ لا يسُدُّها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أُعطيَ الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً.
وهذا ابن تيمية يؤكد على هذا المعنى بقوله: فالقلب لا يصلح ويُفلح ولا يلتذ ولا يُسرُّ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقرٌ ذاتي ٌ إلى ربه، من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة.

3) حدد أهدافك. واجعلها أهدافاً مكتوبة واضحة، محددة، مؤقتة، واقعية، قابلة للقياس. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

4) اعرف حقيقة الدنيا ولا تغترنَّ بها. يضرب ابن القيم مثلاً معبراً عن حال الإنسان مع الدنيا، برجل في غابة، يطلبه وحش، وهو يهرب منه حتى وقع في بئر، وتعلق بالدلو قبل أن يسقط، ثم نظر أسفل منه فرأى حيات تتلوى، ونظر أعلاه فرأى فأرين يقرضان حبل الدلو الذي يتعلق به، والوحش لا زال يزأر بالخارج يتحين الفرصة ليهجم عليه، وبينما هو كذلك، أبصر في جدار البئر خلية نحل ممتلئة بالعسل، فانشغل عن كل ما هو فيه، وأخذ يستمتع بالعسل… !!!!

5) استفد من أجراس الإنذار وإشارات التحذير والتنبيه.
من فضل الله علينا أن جلا لنا الطريق وجعله مستقيما لا عوج فيه. وأقام لنا فيه علامات، وإشارات تحذير وتنبيه:
- أوراق التقويم.. ونحن نمزق أوراقها يوماً فيوم، ونحن إن فقهنا إنما ننظر إلى صفحات أعمارنا نمزقها بأيدينا.
- دقات الساعة.. دقات القلب..( دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني )
- هلال الشهر.. وكيف ينمو حتى يكتمل بدراً، ثم يأخذ في الذبول والنحول.
- فصول السنة.. وما يحصل فيها من تنوعٍ فيه عبرةٌ لمن يعتبر، فمن جوٍ لطيفٍ وأزهارٍ وخضرة تذكِّر بالجنة ونعيمها، إلى حرٍّ قائظ أو بردٍ قارصٍ يذكِّر بالنار وسمومها وزمهريرها.
- المرض.. فهو كفارةٌ، وتذكيرٌ بحقيقة الإنسان وضعفه وفاقته، ووقفة محاسبة.
- الموت.. فكم من قريبٍ أو صديقٍ واريناه التراب، وكفى بالموت واعظاً.

6) تزود من مواسم الخير:
وكما استفدت من هذه العلامات وتنبهت وتيقظت، فلا تفوتنك محطات التزود والتبلغ المنثورة في طريقك.. وهي محطات كبرى -مواسم الخير-، ومنها عاشوراء، وصيام شهر المحرم أو أغلبه وأغلب شهر شعبان، رمضان، الحج،.. ومحطات يومية أو شهرية، من صلوات خمس وأوقات السحر والجُمَع، والاثنين والخميس والأيام البيض، واتباع الجنائز وزيارة القبور وغيرها مما لا يخفى على الأخيار من أمثالك ، ونستفيد منها:
- لزوم الطاعة، وعدم قصرها على المواسم.
- استشعار حجم الجناية من البطالة العبادية والدعوية في حق الفرد والأمة والمجتمع.
- هذه المواسم تقنعك بأن بإمكانك أن تعمل الكثير، فقد جربت بنفسك والتجربة خير برهان.
- أن الدافع الذي قادك مازال، إذ إن الرب سبحانه بالمرصاد، والجنة والنار مخلوقتان ولكلٍ أهلون.
- المداومة على الطاعات والاستمرار عليها وإن قلت، عن عائشة رضي الله عنها:" كان إذا عمل عملاً أثبته صلى الله عليه وسلم ".
وهذا يقودنا إلى النقطة التالية..

7) استقم، فالاستقامة أعظم كرامة..
أمر بها الله عز وجل حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك.." سورة هود
ودل الرسول صلى الله عليه وسلم من سأله عن قول فصل يصلح عليه أمره على الاستقامة.
جاء في الصحيح: أن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال:" قل آمنت بالله، ثم استقم" رواه مسلم.

أخي.. هل تريد أن تكون ولياً من الأولياء تطير في الهواء، أو تسير على الماء !!؟
بل أدُلُّك على ما هو خيرٌ لك من ذلك وأرضى لك عند ربك وأنفع لك في الدنيا والآخرة، وهو المداومة على فِعْلِ ما ينبغي فعله، وترك ما ينبغي تركه وهي الاستقامة على أمر الله، وهي الولاية الحقَّة.
- إنها الالتزام بمبادئك ومعتقداتك، مهما كلف ذلك من عنت ومشقة، ومهما ضيع من فرص ومكاسب وملذات وشهوات.
- إنها نظَّارة، إذا ما وضعتها على عينيك، تلون كل شيء بلونها فصاحب المبدأ له طريقته الخاصة في الرؤية والإدراك والتقويم.
- إنها تجعلك في ثلة قليلة …قليلة بين هذا الطوفان من البشر، استهدفت أن تحيا لله، ترجو رضوانه وتخشى عذابه، ثلة تهتف "إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" سورة الأنعام
- إن الذين يعلنون الولاء للمبادئ كثيرون، بل هم أكثر أهل الأرض، ولكن لا برهان على ذلك لدى أكثرهم.
فهل لديك برهان على تمسكك بمبادئك؟؟
- إن من طبيعة الاستقامة والثبات على المبدأ أن تمد صاحبها بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن رصيده الفعلي ولذا فإن التضحيات الجليلة لا تصدر إلا عن أصحاب المبادئ والالتزام.
شتان بين موقف الخنساء من قتل أخيها قبل الإسلام وموقفها حين استشهد أبناؤها في سبيل الله.
- لا أحد ينكر أن الظروف الصعبة توهن من سيطرة المبدأ على السلوك، لكن تلك الظروف هي التي تمنحنا العلامة الفارقة بين أناس تشبعوا بمبادئهم حتى اختلطت بدمائهم ولحومهم، وأناس لا تمثل المبادئ لهم أكثر من هيكل عام براق يتزينون به، أو تكميل شكلي لبشريتهم حتى يتميزوا عن السوائم التي تحيا من أجل التكاثر والبقاء.

8) تخيل العام الجديد وكيف ستكون فيه؟
ارجع إلى غرفتك البيضاء، واجلس فيها وحيداً متأملاً في هذا العام القادم والضيف النازل بك وتنفس بهدوء وعمق، وتخيله كما تشاء..
تخيله سجلاً ضخماً صفحاته بيضاء، وقرِّر ماذا تحب أن تكتب فيه، وانظر إلى نفسك وأنت تقرأ ما سطره يراعك في أوراقه آخر العام. وهل تستطيع أن تفتحه أمام الخلائق يوم تطير الصحائف وتهتف:"هاؤم اقرؤوا كتابيه"سورة الحاقة
تخيله بساطاً ممدوداً أمامك، تسير عليه وكل ما مشيت طوي من خلفك، فلا رجوع إنما هو المضي والتقدم..
تخيله شريط تسجيل طويل، وضعته في جهاز التسجيل، وأمسكت باللاقط (الميكروفون)، وبدأت في تسجيل يومياتك وكل كبيرة وصغيرة عملتها، وكل ما حدثت به نفسك أو حاك في صدرك حتى نهاية العام.. هل يمكن أن تعيد تشغيله من بدايته، وترفع صوت المكبرات، ليسمع الناس ما فيه..
تخيله سجلاً جديداً لحفظ الصور لم توضع فيه صورة بعد، ثم ها أنت تضع فيه صورة لك في كل لحظة، وانظر إلى الصور التي تحب أن ترى نفسك عليها وأنت تتصفحها في آخر العام وتستعرضها مع والديك وأصدقائك.

والآن أُخَيَّ ها قد دخلت من البوابة - بوابة عامك الجديد‍ -، وأخذت تدرج على بساطه..
سل نفسك….
- كيف كنت في أيامك الغابرة من هذه التيارات التي تتصارع في عالم البشر؟ هل كنت قشة يتلاعب بها التيار؟ أم كنت صخرة تتحطم عليها تلك الأمواج؟
- أكان همك من دنياك لقمة تأكلها، وشربة تشربها، ولباساً تلبسه، أو إضاعة وقتك في لهوٍ مباح أو غير مباح؟ أم كان همك معالي الأمور والدرجات العلى؟
- أكنت ممن يقول ما لا يفعل؟ أ م ممن يعبر فعله بأفصح بيان؟
- أكنت ممن يرى الحلال هو ما حل في اليد أياً كان مصدره؟ أم كنت ممن يدع ما لا بأس به خوفاً مما به بأس؟

لا.. لست من الفريق الأول.. بل أحسبك من الفريق الثاني.. صاحب دعوة ورسالة تريد أن تستقيم حياتك وفقها، وتريد إبلاغها للعالمين، ثم تريدها إطاراً يحكم الحياة ويهيمن عليها.
وأنظر إليك صائماً نهارك، صافاً قدميك بين يدي الله تتلوا آياته آناء الليل وأطراف النهار، مجمِّلاً وجهك بنور الإيمان، مرطباً لسانك بذكر الله، تغدو بقلب كبير يسع الناس حباً ورحمة، وجِلٍ من المقدم على مولاه شديدٍ على أعداء الله. وأرى هذا الملك المسدد، والقائد الملهم – قلبك الحي، الصادق، الطاهر- يقود جندك (جوارحك) إلى النصر المبين.. إلى سعادة الدنيا وفوز الآخرة.
هل تظن أنك ستكون كذلك؟ بل أنت كذلك، وأكثر ..

فبادر وشمر..
" من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". رواه الترمذي

ولا تَغْلُ..
" إن الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" رواه البخاري

وأبشر فما زال النفس يتردد في صدرك!
وما زالت الفرصة مواتية. فهل تدرك نفسك قبل فوات الأوان!!

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين..
سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك..

الماسه الكرستاليه
قبل فوات الأوان!! الحمد لله الأول الآخر، الظاهر الباطن، حكيم بكل شيء عليم، يعلم دبيب النملة السوداء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء.. وهو العلي الكبير المتعال...الذي خلق كل شيء فقدره تقديراً. ورفع السماوات بغير عمد، وزينها بالكواكب والنجوم، وجعل فيها سراجاً وقمراً منيراً. أحمده حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه يملأ أرجاء السماوات والأرضين، دائماً أبد الآبدين، إلى يوم الدين، في كل ساعة وآن ووقت وحين، كما ينبغي لجلاله العظيم، وسلطانه القديم، ووجهه الكريم... الحمد لله الذي مصداقه *** في كل شيء أنه خلَّاقه الحمد لله الذي دليله *** في كل شيء واضحٌ سبيله والحمد لله الذي من جحده *** فإنما ينكر رباً أوجده والحمد لله الذي من أنكره *** فإنما ينكر رباً صوره وأشهد ألا إله إلا الله الرحمن الرحيم، البر الكريم، وأشهد أن رسولنا ذا الخلق العظيم عبده ورسوله، وخيرته من خلقه، اصطفاه واجتباه وأرسله بخير دين، حريص علينا بالمؤمنين رؤوف رحيم، عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم. ثم أما بعد.. هاهو عام يودعنا وكنا بالأمس القريب قد استقبلناه، هاهي صفحة من صفحات أعمارنا تطوى ولا أظنها صفحة.. بل هي صفحات.. بل مجلدات، فربنا تعالى يقول وقوله الحق سبحانه "ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد"..ليتها كانت الألفاظ فقط هي التي تحصى ولكنها الأعمال "فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره"، وليتها كانت أعمال الجوارح فقط، فكم نهتمُّ بها ونحسِّـنُها، ولكن أعمال القلوب هي مكان نظر الرَّب سبحانه، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :" إن الله لا ينظر إلى صوركم وأموالكم، ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم". رواه مسلم فمادام الحساب على مثقال الذرة من الأعمال، وعلى كل لفظ من الأقوال، وعلى ما يحيك في القلب ويقوم به من الأحوال، فكم هي هذه السجلات التي ملئت في هذا العام؟ وما الذي سطر فيها؟ ليسأل كل منا نفسه، ويقف مع نفسه وقفة صدق، فالصدق نجاة، وليحاسبها فهو أرفق بها يوم الحساب وهذه وصية الفاروق رضي الله عنه: " حاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا وزنوها قبل أن توزنوا". حاسب نفسك وانظر في الحقوق والواجبات… هل أديت حق إخوانك في الله وعلى طريق الهدى؟ وحقوق إخوتك وأخواتك بالنسب، من صِدقٍ ونُصحٍ وبذلٍ وتضحية، وتعليمِ خيرٍ، وتحذيرٍ من مواردِ التهلكة؟. هل أديت حقوق ذوي رحمك؟ فالرحم قد أخذت عهداً ممن لا يخلف -سبحانه وتعالى- بأن يصل من وصلها ويقطع من قطعها. هل أديت حقوق جيرانك؟ " ما زال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سيورثه". رواه مسلم وقبل هذا هل أديت حق والديك؟ وحقهما عظيم.. عظيم …عظيم. عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : رغم أنفه، ثم رغم أنفه، ثم رغم أنفه. قيل: من يا رسول الله؟ قال: "من أدرك والديه عند الكبر، أحدهما أو كليهما، فلم يدخل الجنة" رواه مسلم. وحق الله أعظم…وأعظم… فماذا أديت ووفيت منه؟ سبحانك اللهم وبحمدك على حلمك بعد علمك.. سبحانك اللهم وبحمدك على عفوك بعد قدرتك..سبحانك ما عبدناك حق عبادتك.. سبحانك ما ذكرناك حق ذكرك.. سبحانك ما شكرناك حق شكرك.. سبحان ذي العزة والجبروت.. سبحان الحي الذي لا يموت.. راجع كشف حسابك للعام الماضي… هل كنت مستثمراً مجتهداً فزاد رصيدك؟ أو حتى تاجراً حذقاً فحافظت على رأس المال، أم أنك فرَّطت فضيعته؟ أريد أن نأخذ هذا الموضوع على محمل الجِّد ونقدُرَهُ قدْرَه، ونقف هذه الوقفة.. ليتخيل كل منَّا أنه يجلس وحيداً في غرفة هادئة خالية من الأثاث، نظيفة، صبغت جدرانها باللون الأبيض، ويجلس فيها جلسة مريحة، يسند ظهره إلى الجدار وينظر إلى الجدار المقابل، ويتنفس بعمق وهدوء، ويتخيل أن شريطاً مرئياً عنوانه " عامك الماضي"‍ قد وُضِع في جهاز التشغيل وعُرِض عليه. إنه خاص بك أنت، ابدأ بمتابعته واستعراضه من بدايته غرة شهر الله المحرم وحتى آخر يوم من ذي الحجة. لابد أنك سترى الكثير من الأحداث، أريدك أن تركز منها على المواقف الإيجابية من الطاعات و القربات والإنجازات التي حققتها في هذا العام. وبعد استرجاعها، ابدأ بتسجيلها في قائمة الحسنات. الآن أعد الشريط من أوله واستعرضه مرة أخرى، ولكن في هذه المرة ركِّز على ما كان سلبياً من تقصير، وذنوب، وغفلة وهكذا حتى تنتهي السنة، وسجله في قائمة السيئات. عد إلى القائمة الأولى، واسأل نفسك عن هذا القدر الكبير من الأعمال الصالحة كجبال تهامة، كم منها كان لله خالصاً.. لم تخالطه شهوة نفس، أو منافسة للآخرين، أو إبراز لعملك أو لمماراة السفهاء! أو مجاراة العلماء، وتذكر قول الله عز وجل "وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباءً منثورا"، وقول الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم "إنما الأعمال بالنيات ………" والآن اشطب كل عمل خالطه شيء من هذا.. ووازن ما بقي مع قائمة السيئات… إن رأيت ما يسرك فاحمد الله، واعرف له عظيم فضله بتوفيقك وحفظك واسأله الثبات، فالقلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء. وإن كانت الأخرى فما زالت هناك فرصة مادام النفس يتردد في صدرك، وما دامت الشمس لم تطلع من مغربها.. هل تعلم كم من الخير حصَّلت أو فوَّت؟ أخي .. - هل تعلم أنك صليت في هذا العام أكثر من 1700 فرض كم خشعت فيها وكم صليت منها في الصف الأول؟ وكم غيرت في حياتك وقربتك من الله؟ كم رُفع منها، وكم أخذ كالثوب الخلق فألقي في وجهك؟ وكم ….. - هل تعلم أنه قد مر بك أكثر من 50 يوم اثنين، و50 يوم خميس و30 يوماً من الأيام البيض، كم اغتنمت منها؟، فباعدت وجهك عن النار، قال الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه:" ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً" رواه مسلم. - هل تعلم أنك لو قرأت 30 صفحة في كل يوم (حوالي 30 دقيقة)، أنك كنت أنهيت قراءة 10.500 صفحة أي حوالي 30 مجلداً في العام؟. كم مريضاً عُدْتَ؟… كم جنازة تبعت؟… صلوات من الملائكة، استغفار ودعاء لك، قراريط من الأجر، القيراط مثل جبل أحد. كم ……وكم …….وكم…….. - هل تعلم أنه قد طلعت عليك الشمس هذا العام أكثر من 350 مرة، وحبيبك صلى الله عليه وسلم يقول:" كل سلامى من الناس عليه صدقة، كل يوم تطلع فيه الشمس،…" إذن كان عليك حوالي 130.000 صدقة في هذا العام، فهل أديت ووفيت، أو سددت وقاربت، أو حتى عزمت ونويت. - هل قرأت القرآن بتدبر 12مرة في شهور السنة الـ 12 أو على الأقل ست مرات. إذا لم تكن.. فنخشى أن تكون من الذين يشكوهم الحبيب صلى الله عليه وسلم إلى مولاه يوم القيامة، ويقول:"يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجوراً". سورة الفرقان هل تعلم ماذا تستطيع أن تفعل في دقيقه واحدة ؟ - تقرأ سورة الفاتحة 4 مرات فتحصل على أكثر من 5.000 حسنة. - تقرأ سورة الإخلاص 9 مرات، وهي تعدل ثلث القرآن فتكون كما لو أنك قرأت القرآن 3 مرات. - تقرأ صفحة من القرآن الكريم أو تحفظ آية قصيرة من كتاب الله. - تقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شي قدير 10 مرات وأجرها كعتق 4 رقاب. - تقول سبحان الله وبحمده 50 مرة، وبإتمامها بأخرى- لتكمل 100- تغفر ذنوبك وإن كانت مثل زبد البحر. - تقول سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم 20 مرة، وهما كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمن. - تقول سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر 15 مرة وهي أحب الكلام إلى الله وهي غراس الجنة. - تقول لا إله إلا الله 45 مرة، وهي أعظم كلمة، من كانت آخر كلامه من الدنيا دخل الجنة. - تقول لا حول ولا قوه إلا بالله 30 مرة، وهي كنز من كنوز الجنة. - تقول سبحان الله وبحمده عدد خلقه، ورضا نفسه، وزنة عرشه، ومداد كلماته- ثلاث مرات في ربع دقيقة-، وهي كلمات تعدل أضعافا مضاعفة من أجور التسبيح والذكر. - تقول أستغفر الله 70 مرة، وهي سبب للمغفرة ودخول الجنة، ودفع المصائب، وزيادة الرزق، وتيسير الأمور، وكان الحبيب المصطفى صلوات ربي وسلامه عليه ، وهو من هو ، وهو من غُفِر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، يستغفر الله في اليوم أكثر من سبعين مرة، ويُعَدُّ له في المجلس الواحد مائة استغفار. - تصلي على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم 20 مرة فيصلي الله عليك 200 مرة. - تتفكر في خلق السماوات والأرض فتكون من أولي الألباب الذين أثنى الله عليهم. - تقرأ صفحة من كتاب مفيد، فتزداد علما وفهما، وتكون طريقا لك إلى الجنة. - تصل رحمك عبر الهاتف- وذلك أدنى الصلة-.. أو تُسلِّم على مسلم وتسأل عن حاله. - ترفع يديك إلى السماء وتدعو بما تشاء.. تشفع شفاعة حسنة.. تواسي مهموماً.. تكتب كلمة طيبة لأخيك وترسلها له…. - تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر بالتي هي أحسن، تميط الأذى عن الطريق، تتبسم في وجه أخيك فتكون صدقة لك. وغيره كثير.. كثير. مرحلة جديدة من السباق، وفرصة جديدة للاستثمار.. بعد هذه الوقفة، التي لا نريد أن نطيل فيها أكثر من ذلك لأن ما فات سجل قد طوي ولن يفتح حتى تلقى ربك بكل ما أودعته فيه كما ذكرنا. ومن السفه ترك الفرصة المواتية بدون بذل وعمل وسعي لاستدراك ما فات والمسابقة في الخيرات. ونريد أن نشير هنا إلى قضية هامة، وهي أن هذه الوقفة إنما أردنا بها مراجعة الحسابات، وتعديل المسار، وإصلاح النية، وتجديد العهد، وشحذ الهمة.. وليس الهدف منها تحقير النفس والإزراء بها لدرجة تؤدي إلى القنوط من رحمة الله.. فالإنسان بطبعه ملول، كثير النسيان، خطَّاء، والله يعلم ذلك منَّا –سبحانه-، " ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير "، وهو أرحم بنا من والدينا ومن أنفسنا، فهو الرحمن الرحيم.. البرُّ الكريم. ربَّنا " تم نورك فهديت.. فلك الحمد، عظم حلمك فعفوت.. فلك الحمد، بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد. ربَّنا.. وجهُك أكرم الوجوه، وجاهك أعظم الجاه، وعطيتك أفضل العطية وأهناها. تطاع ربنا فتشكر، وتُعصى ربَّنا فتغفر، وتجيب المضطر، وتكشف الضُّر، وتشفي السُقم، وتغفر الذنب، وتقبل التوبة، ولا يجزي بآلائك أحد، ولا يبلغ مدحتك قول قائل" رواه أبو يعلى. أخي الحبيب وأنت تدخل مع البوابة المشرعة أمامك، بوابة العام الجديد، وتخطو أولى خطواتك مستعيناً بالله إذا لم يكن من الله عونٌ للفتى فأول ما يقضي عليه اجتهاده أريد منك أن تراجع أهدافك، وتتأكد من معرفتك بالطريق الموصل، وأذكرك بأمور: 1) تب إلى الله: التوبة الآن، وترك التسويف والمماطلة. ألم تعلم بأن التوبة واجبة عليك؟ ألم تعلم أن تأخير التوبة يحتاج إلى توبة واستغفار؟ فتِّش في دخيلة نفسك قبل مظهرها، وأقلع حالاً عما يبعدك عن ربك، وصُبَّ دموع الندم على ما كان، وأحسن في ما بقي. 2) انسجم مع فطرتك. خلقت عبداً وأمرت بأمر فاسمع وأطع، ونهيت عن أمر فانتهِ، وقُدِّرت عليك مقادير فاشكر واصبر، وسقطت سقطات فاستغفر وارجع واقترب " إنما يأكل الذئب من الغنم القاصية". لست وحدك العبد فكل ما تراه حولك وما لا تراه عبيد مثلك " إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً ". ألم ترَ إلى الكون من حولك وانسجامه وما ذلك إلالخضوعه لله، وأنت أيضاً لن تنسجم مع فطرتك والكون من حولك حتى تعيش حقيقة العبودية لله. واستمع لدرر ابن القيم حين يقول: ففي القلب شعثٌ لا يلمه إلا الإقبال على الله، وفيه وحشة لا يُزيلها إلا الأنس به في خلوته، وفيه حُزنٌ لا يُذهبه إلا السرور بمعرفته وصدق معاملته، وفيه قلق لا يسكنه إلا الاجتماع عليه والفرار إليه، وفيه فاقةٌ لا يسُدُّها إلا محبته والإنابة إليه ودوام ذكره، وصدق الإخلاص له، ولو أُعطيَ الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقة منه أبداً. وهذا ابن تيمية يؤكد على هذا المعنى بقوله: فالقلب لا يصلح ويُفلح ولا يلتذ ولا يُسرُّ ولا يطيب ولا يسكن ولا يطمئن إلا بعبادة ربه وحبه والإنابة إليه، ولو حصل له كل ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن ولم يسكن، إذ فيه فقرٌ ذاتي ٌ إلى ربه، من حيث هو معبوده ومحبوبه ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح والسرور واللذة والنعمة والسكون والطمأنينة. 3) حدد أهدافك. واجعلها أهدافاً مكتوبة واضحة، محددة، مؤقتة، واقعية، قابلة للقياس. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. 4) اعرف حقيقة الدنيا ولا تغترنَّ بها. يضرب ابن القيم مثلاً معبراً عن حال الإنسان مع الدنيا، برجل في غابة، يطلبه وحش، وهو يهرب منه حتى وقع في بئر، وتعلق بالدلو قبل أن يسقط، ثم نظر أسفل منه فرأى حيات تتلوى، ونظر أعلاه فرأى فأرين يقرضان حبل الدلو الذي يتعلق به، والوحش لا زال يزأر بالخارج يتحين الفرصة ليهجم عليه، وبينما هو كذلك، أبصر في جدار البئر خلية نحل ممتلئة بالعسل، فانشغل عن كل ما هو فيه، وأخذ يستمتع بالعسل… !!!! 5) استفد من أجراس الإنذار وإشارات التحذير والتنبيه. من فضل الله علينا أن جلا لنا الطريق وجعله مستقيما لا عوج فيه. وأقام لنا فيه علامات، وإشارات تحذير وتنبيه: - أوراق التقويم.. ونحن نمزق أوراقها يوماً فيوم، ونحن إن فقهنا إنما ننظر إلى صفحات أعمارنا نمزقها بأيدينا. - دقات الساعة.. دقات القلب..( دقات قلب المرء قائلة له إن الحياة دقائق وثواني ) - هلال الشهر.. وكيف ينمو حتى يكتمل بدراً، ثم يأخذ في الذبول والنحول. - فصول السنة.. وما يحصل فيها من تنوعٍ فيه عبرةٌ لمن يعتبر، فمن جوٍ لطيفٍ وأزهارٍ وخضرة تذكِّر بالجنة ونعيمها، إلى حرٍّ قائظ أو بردٍ قارصٍ يذكِّر بالنار وسمومها وزمهريرها. - المرض.. فهو كفارةٌ، وتذكيرٌ بحقيقة الإنسان وضعفه وفاقته، ووقفة محاسبة. - الموت.. فكم من قريبٍ أو صديقٍ واريناه التراب، وكفى بالموت واعظاً. 6) تزود من مواسم الخير: وكما استفدت من هذه العلامات وتنبهت وتيقظت، فلا تفوتنك محطات التزود والتبلغ المنثورة في طريقك.. وهي محطات كبرى -مواسم الخير-، ومنها عاشوراء، وصيام شهر المحرم أو أغلبه وأغلب شهر شعبان، رمضان، الحج،.. ومحطات يومية أو شهرية، من صلوات خمس وأوقات السحر والجُمَع، والاثنين والخميس والأيام البيض، واتباع الجنائز وزيارة القبور وغيرها مما لا يخفى على الأخيار من أمثالك ، ونستفيد منها: - لزوم الطاعة، وعدم قصرها على المواسم. - استشعار حجم الجناية من البطالة العبادية والدعوية في حق الفرد والأمة والمجتمع. - هذه المواسم تقنعك بأن بإمكانك أن تعمل الكثير، فقد جربت بنفسك والتجربة خير برهان. - أن الدافع الذي قادك مازال، إذ إن الرب سبحانه بالمرصاد، والجنة والنار مخلوقتان ولكلٍ أهلون. - المداومة على الطاعات والاستمرار عليها وإن قلت، عن عائشة رضي الله عنها:" كان إذا عمل عملاً أثبته صلى الله عليه وسلم ". وهذا يقودنا إلى النقطة التالية.. 7) استقم، فالاستقامة أعظم كرامة.. أمر بها الله عز وجل حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى:" فاستقم كما أمرت ومن تاب معك.." سورة هود ودل الرسول صلى الله عليه وسلم من سأله عن قول فصل يصلح عليه أمره على الاستقامة. جاء في الصحيح: أن سفيان بن عبدالله رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله، قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحداً غيرك، قال:" قل آمنت بالله، ثم استقم" رواه مسلم. أخي.. هل تريد أن تكون ولياً من الأولياء تطير في الهواء، أو تسير على الماء !!؟ بل أدُلُّك على ما هو خيرٌ لك من ذلك وأرضى لك عند ربك وأنفع لك في الدنيا والآخرة، وهو المداومة على فِعْلِ ما ينبغي فعله، وترك ما ينبغي تركه وهي الاستقامة على أمر الله، وهي الولاية الحقَّة. - إنها الالتزام بمبادئك ومعتقداتك، مهما كلف ذلك من عنت ومشقة، ومهما ضيع من فرص ومكاسب وملذات وشهوات. - إنها نظَّارة، إذا ما وضعتها على عينيك، تلون كل شيء بلونها فصاحب المبدأ له طريقته الخاصة في الرؤية والإدراك والتقويم. - إنها تجعلك في ثلة قليلة …قليلة بين هذا الطوفان من البشر، استهدفت أن تحيا لله، ترجو رضوانه وتخشى عذابه، ثلة تهتف "إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" سورة الأنعام - إن الذين يعلنون الولاء للمبادئ كثيرون، بل هم أكثر أهل الأرض، ولكن لا برهان على ذلك لدى أكثرهم. فهل لديك برهان على تمسكك بمبادئك؟؟ - إن من طبيعة الاستقامة والثبات على المبدأ أن تمد صاحبها بقوى وإمكانات خارقة وخارجة عن رصيده الفعلي ولذا فإن التضحيات الجليلة لا تصدر إلا عن أصحاب المبادئ والالتزام. شتان بين موقف الخنساء من قتل أخيها قبل الإسلام وموقفها حين استشهد أبناؤها في سبيل الله. - لا أحد ينكر أن الظروف الصعبة توهن من سيطرة المبدأ على السلوك، لكن تلك الظروف هي التي تمنحنا العلامة الفارقة بين أناس تشبعوا بمبادئهم حتى اختلطت بدمائهم ولحومهم، وأناس لا تمثل المبادئ لهم أكثر من هيكل عام براق يتزينون به، أو تكميل شكلي لبشريتهم حتى يتميزوا عن السوائم التي تحيا من أجل التكاثر والبقاء. 8) تخيل العام الجديد وكيف ستكون فيه؟ ارجع إلى غرفتك البيضاء، واجلس فيها وحيداً متأملاً في هذا العام القادم والضيف النازل بك وتنفس بهدوء وعمق، وتخيله كما تشاء.. تخيله سجلاً ضخماً صفحاته بيضاء، وقرِّر ماذا تحب أن تكتب فيه، وانظر إلى نفسك وأنت تقرأ ما سطره يراعك في أوراقه آخر العام. وهل تستطيع أن تفتحه أمام الخلائق يوم تطير الصحائف وتهتف:"هاؤم اقرؤوا كتابيه"سورة الحاقة تخيله بساطاً ممدوداً أمامك، تسير عليه وكل ما مشيت طوي من خلفك، فلا رجوع إنما هو المضي والتقدم.. تخيله شريط تسجيل طويل، وضعته في جهاز التسجيل، وأمسكت باللاقط (الميكروفون)، وبدأت في تسجيل يومياتك وكل كبيرة وصغيرة عملتها، وكل ما حدثت به نفسك أو حاك في صدرك حتى نهاية العام.. هل يمكن أن تعيد تشغيله من بدايته، وترفع صوت المكبرات، ليسمع الناس ما فيه.. تخيله سجلاً جديداً لحفظ الصور لم توضع فيه صورة بعد، ثم ها أنت تضع فيه صورة لك في كل لحظة، وانظر إلى الصور التي تحب أن ترى نفسك عليها وأنت تتصفحها في آخر العام وتستعرضها مع والديك وأصدقائك. والآن أُخَيَّ ها قد دخلت من البوابة - بوابة عامك الجديد‍ -، وأخذت تدرج على بساطه.. سل نفسك…. - كيف كنت في أيامك الغابرة من هذه التيارات التي تتصارع في عالم البشر؟ هل كنت قشة يتلاعب بها التيار؟ أم كنت صخرة تتحطم عليها تلك الأمواج؟ - أكان همك من دنياك لقمة تأكلها، وشربة تشربها، ولباساً تلبسه، أو إضاعة وقتك في لهوٍ مباح أو غير مباح؟ أم كان همك معالي الأمور والدرجات العلى؟ - أكنت ممن يقول ما لا يفعل؟ أ م ممن يعبر فعله بأفصح بيان؟ - أكنت ممن يرى الحلال هو ما حل في اليد أياً كان مصدره؟ أم كنت ممن يدع ما لا بأس به خوفاً مما به بأس؟ لا.. لست من الفريق الأول.. بل أحسبك من الفريق الثاني.. صاحب دعوة ورسالة تريد أن تستقيم حياتك وفقها، وتريد إبلاغها للعالمين، ثم تريدها إطاراً يحكم الحياة ويهيمن عليها. وأنظر إليك صائماً نهارك، صافاً قدميك بين يدي الله تتلوا آياته آناء الليل وأطراف النهار، مجمِّلاً وجهك بنور الإيمان، مرطباً لسانك بذكر الله، تغدو بقلب كبير يسع الناس حباً ورحمة، وجِلٍ من المقدم على مولاه شديدٍ على أعداء الله. وأرى هذا الملك المسدد، والقائد الملهم – قلبك الحي، الصادق، الطاهر- يقود جندك (جوارحك) إلى النصر المبين.. إلى سعادة الدنيا وفوز الآخرة. هل تظن أنك ستكون كذلك؟ بل أنت كذلك، وأكثر .. فبادر وشمر.. " من خاف أدلج، ومن أدلج بلغ المنزل، ألا إن سلعة الله غالية، ألا إن سلعة الله الجنة". رواه الترمذي ولا تَغْلُ.. " إن الدين يسر، ولن يُشادَّ الدين أحد إلا غلبه، فسددوا وقاربوا وأبشروا، واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة" رواه البخاري وأبشر فما زال النفس يتردد في صدرك! وما زالت الفرصة مواتية. فهل تدرك نفسك قبل فوات الأوان!! وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد ألا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك..
قبل فوات الأوان!! الحمد لله الأول الآخر، الظاهر الباطن، حكيم بكل شيء عليم، يعلم...
ياظالم اتق الله في نفسك وعد الى الله قبل فوات الاوان


بسم الله الرحمن الرحيم

الظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} (سورة الكهف:35-36)، وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم، قال تعالى: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (سورة الأنعام:45)، وقال تعالى عن فرعون: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (سورة القصص:40)، وقال عن قوم لوط: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} (سورة هود:82-83).

وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، وقال: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (سورة العنكبوت:40)، وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} (سورة الفرقان:27).

والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين».

فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله.

قال أبو العتاهية:

أمــا والله إن الظلـم لـؤم ومازال المسيئ هو الظلوم

إلى ديـان يـوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصـوم

ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
عطرH
عطرH
اذكر في عطار بمكة يبيع نفس الكريم بالاسم

مادري تشابة اسماء او ايش؟؟
الماسه الكرستاليه
ياظالم اتق الله في نفسك وعد الى الله قبل فوات الاوان بسم الله الرحمن الرحيم الظلم يجلب غضب الرب سبحانه، ويتسلط على الظالم بشتى أنواع العذاب، وهو يخرب الديار، وبسببه تنهار الدول، والظالم يُحْرَمُ شفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم بجميع أنواعها، وعدم الأخذ على يده يفسد الأمة، والظلم دليل على ظلمة القلب وقسوته، ويؤدي إلى صغار الظالم عند الله وذلته، وما ضاعت نعمة صاحب الجنتين إلا بظلمه، {ودخل جنته وهو ظالم لنفسه قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا وما أظن الساعة قائمة ولئن رددت إلى ربي لأجدن خيرا منها منقلبا} (سورة الكهف:35-36)، وما دمرت الممالك إلا بسبب الظلم، قال تعالى: {فقطع دابر القوم الذين ظلموا والحمد لله رب العالمين} (سورة الأنعام:45)، وقال تعالى عن فرعون: {فأخذناه وجنوده فنبذناهم في اليم فانظر كيف كان عاقبة الظالمين} (سورة القصص:40)، وقال عن قوم لوط: {فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليها حجارة من سجيل منضود مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد} (سورة هود:82-83). وأهلك سبحانه قوم نوح وعاد وثمود وأصحاب الأيكة، وقال: {فكلاً أخذنا بذنبه فمنهم من أرسلنا عليه حاصبا ومنهم من أخذته الصيحة ومنهم من خسفنا به الأرض ومنهم من أغرقنا وما كان الله ليظلمهم ولكن كانوا أنفسهم يظلمون} (سورة العنكبوت:40)، وندم الظالم وتحسره بعد فوات الأوان لا ينفع، قال تعالى: {ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا} (سورة الفرقان:27). والظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فقال الله عزَّ وجلَّ: «وعزَّتي وجلالي لأنصُرنَّكِ ولو بعد حين». فاتق الله وأنصف من نفسك، وسارع برد المظالم لأصحابها، من قبل أن يأتي يوم لا مرد له من الله. قال أبو العتاهية: أمــا والله إن الظلـم لـؤم ومازال المسيئ هو الظلوم إلى ديـان يـوم الدين نمضي وعند الله تجتمع الخصـوم ستعلم في الحساب إذا التقينا غـداً عند الإله من الملـوم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
ياظالم اتق الله في نفسك وعد الى الله قبل فوات الاوان بسم الله الرحمن الرحيم الظلم يجلب...
انتهى اجله قبل ان يصلي



يا شيخ أترى ذلك الرجل العجوز ؟
الشيخ : نعم ، ولكن ما به !
إنه لا يصلي .
الشيخ : سبحان الله ماذا تقول : لا يصلي !!!!!!
نعم إنه لا يصلي ؟
الشيخ : أمتأكد أنت؟
نعم متأكد .
الشيخ : بهذا العمر ولا يصلي !!!
هلاّ يا شيخنا ذهبت إليه وتحدثت معه .
الشيخ : بالتأكيد يا بني هذا واجب علي .
الشيخ : السلام عليك يا أخي .
العجوز : وعليك السلام ورحمة الله وبركاته .
الشيخ : كيف حالك يا رجل ؟
العجوز : بخير والحمد لله .
الشيخ : أصحيح ما يقال عنك ؟
العجوز : يقال عني ! وماذا يقال عني ؟
الشيخ : يقال عنك أنك لا تصلي .
العجوز : لقد أخفتني حسبت أنه حصل خطب ما ، أهذا ما يقال عني ؟
الشيخ : نعم .
العجوز : هذا صحيح ، فأنا لا أصلي .
الشيخ : وأنت بهذا العمر !
العجوز : ولكن قلبي ممتلئ إيماناً ، فأنا مؤمن والحمد لله ، ولكنني لا أصلي تثاقلاً واسأل الله أن يهديني كي أصلي .
الشيخ : قلبك ممتلئ إيماناَ ! هذا غير صحيح ، لو كان قلبك ممتلأ إيماناً لاستقامت جوراحك ، هذا ما أخبرنا به رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال : وأن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله ) . ولكن بسبب ضعف إيمانك أنت لا تصلي ،فلا تخدعنّ نفسك بهذه الأكذوبة وعد إلى الله قبل فوات الأوان .
العجوز : ولكن ماذا علي لو تركت الصلاة ؟ فأنا مؤمن وقد وعد الله المؤمنين بالجنة حتى أصحاب الكبائر منهم ، فلما تقنطني من رحمة ربي التي وسعت كل شيء؟
الشيخ : أنا يا هذا لا أقنطك من رحمة الله ، ولكني لا أريد أن تكون من الذين يأمنون مكر الله سبحانه فتكون من الخاسرين .
يا أخي : الصلاة عمود الدين ، من أقامها أقام الدين ، ومن هدمها هدم الدين ، بل هي الفارق بين الإيمان والكفر ، أما سمعت بقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( بين الإيمان والكفر ترك الصلاة فمن تركها فقد كفر ) . فقد ذهب كثير من أهل العلم إلى تكفير تارك الصلاة الكفر الأكبر ، وينسب هذا القول إلى إمام أهل السنة والجماعة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى ، ثم اعلم أن ترك الصلاة من أعظم الكبائر بل هو من الكبائر التي لا يغفرها الله سبحانه لمن لم يتب منها فهي من الشرك كما ثبت ذلك في رواية ثانية : ( فمن تركها فقد أشرك ) . ومن المعلوم لكل مسلم أن الله سبحانه لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، والشرك الذي لا يغفره الله يشمل الشرك الأكبر والأصغر على حد سواء ، إلا أن من الفروق بينهما أن الله سبحانه لا يخلد أصحاب الشرك الأصغر في النار ، ثم اعلم يا هذا أن من أعظم الذنوب التي يستحق أصحابها عليها العذاب يوم القيامة ترك الصلاة ، قال تعالى عن أهل النار : ( ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين ) . وقال سبحانه : ( فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً ) . فكيف بعد هذا كله لا تتوب إلى الله وتصلي ؟
العجوز : إني أريد أن أصلي ، ولكن ...
الشيخ يقاطعه قائلاً : دون لكن ، يا أخي إنك لا تضمن عمرك فإن الأعمار بيد الله سبحانه فما من إنسان إلى مصيره إلى الموت قال سبحانه : ( كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) . وفي الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إذا مات ابن آدم شيعه ثلاثة ، شيعه أهله وماله وعمله ، فيرجع اثنان ويبقى واحد ، يرجع أهله وماله ، ويبقى عمله ) . وخير الأعمال عند الله الصلاة كما جاء في قول النبي صلى الله عليه وسلم : ( سددوا وقاربوا واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة ) . بل هي أول ما يحاسب عليه المرء يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم : ( أول ما يحاسب المرء عليه يوم القيامة الصلاة فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله ) . واعلم يا أخي أن هذه الحياة الدنيا متاع الغرور قال تعالى : ( اعلموا إنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فترته مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور ) . وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : الدنيا ملعونة ملعون ما فيها خلا ذكر الله تعالى وما والاه وعالماً أو متعلماً ) . وقال صلى الله عليه وسلم : ( لو أن الدنيا تساوي عند الله جناح بعوضة لما سقى منها كافراً شربة ماء ) . فكيف نحرص على الدنيا ونترك الآخرة ونحن نعلم يقيناً حقيقة الدنيا وأنها ليست لنا بل هي سجن المؤمن وجنة الكافر ،وأنت يا أخي قد بلغت من العمر ما يعذرك الله به فلا تكونن يوم القيامة من الهالكين .
العجوز : حسناً سمعت قولك وفهمته وقد عملت ما عليك ، فدعني الآن وشأني .
الشيخ : لقد نصحتك والأمر راجع إليك .
وبعد مضي يومين اثنين يسمع الشيخ صوتاً يناديه .
يا شيخ من؟ أنت مرة ثانية ماذا تريد ؟
يا شيخ أتذكر ذلك العجوز الذي تحدثت معه بالأمس ؟
الشيخ : نعم أذكره جيداً .
إنه قد مات .
ماذا تقول : مات !!!! أمتأكد أنت ؟
نعم يا شيخ لقد مات ، مات صباح الأمس .
الشيخ ، سبحان الله ! وكيف مات ؟
لقد خرج في الصباح إلى أرضه ، وبيده معوله ، ثم سقط فوقع على رأسه فمات من فوره، ولكن يا شيخ لقد رأيت من أمره عجباً .
الشيخ : وماذا رأيت ؟
رأيته مسجى في أرضه البعيدة عن الطريق الرئيسي ، وقد طلبت له سيارة إسعاف حتى تنقله ، إلا أن سيارة الإسعاف تأخرت حتى وصلت بسبب وعورة الطريق ، وأغرب من ذلك يا شيخ !
الشيخ : ماذا ؟
لقد تعطلت فرامل السيارة واحتاج الناس إلى سيارة أخرى لتنقل الجثة .
الشيخ :يا إلهي ، وماذا حصل ؟
لقد مكثت الجثة وقتاً طويلاً في الشمس إذ لم يكن هنالك شجرة تظلل الجثة بها حتى انتفخت وأصبح مظهرها مروعاً ، وبعد وقت ليس بالقليل وصلت السيارة الثانية ، فحملت الجثة وسارت بها ولكنها في الطريق ...
الشيخ : ماذا حصل لها ؟
توقفت فجأة فقد تعطل المحرك .
الشيخ : الله أكبر إنه أمر حقاً عظيم ،وماذا حدث بعد ذلك ؟
استدعيت سيارة أخرى فما أوصلت الجثة إلى مغسلة الأموات إلا بعد صلاة الظهر .
وبعد أن غسلت الجثة وصلي عليها حملت إلى المقبرة ، وقد حدث هنالك أمر غريب للغاية .
الشيخ : وماذا حصل ؟
عندما أراد الناس وضع الجثة في القبر ، وجدوا باب القبر ضيقاً لا يتسع للجثة خاصة وأنها منتفخة ، فتعذر عليهم إدخالها في القبر وركنوا الجثة على حافة المقبرة واخذوا يبحثون له عن قبر آخر ، ولكنهم لم يجدوا القبر إلا بعد صلاة المغرب ، فتأمل يا شيخنا الحبيب ماذا حل بالجثة بعد كل هذا ؟
الشيخ : سبحان الله لو كان هذا يعلم ما سيحل به لما ترك السجود حتى فاضت روحه إلى الله سبحانه ، ولكن الأمل يولد الغفلة فيصبح المرء لا يفكر
إلا بالدنيا الزائلة ، ويا بني اقصص هذه القصة على الناس لعلهم يتذكرون فإن فيها الموعظة الحسنة والذكرى الطيبة ، والذكرى تنفع المؤمنين .