الأسئلة المُحرّمة !

الأسئلة المُحرّمة !
هي الأسئلة التي تسلب منا راحتنا،
هي الأسئلة التي تقتل الحياة فينا..
لا شيء يمكن أن يربك الإنسان مثل
سؤال لا يحب سماعه..
ولا شيء يقلب مزاجه مثل
سؤال ينبش في أوجاعه..
ولا شيء يخصم من سعادته
مثل سؤال يُشعره بالنقص..

كم ولداً عندك ؟
لماذا لم تتزوج ؟
أين تعمل ؟
كم راتبك ؟
المرأة العاقر يوجعها السؤال الأول..
والرجل العاجز يحرجه السؤال الثاني..
والإنسان العاطل عن العمل يشعره السؤال الثالث بالخيبة،
أما صاحب الراتب المتواضع فيحبطه السؤال الأخير.

علامات الألم والإحراج والخيبة والإحباط
لا تُخطئها الأعين المبصرة،
ولكن ما العمل مع القلوب العمياء
التي يتفرغ أصحابها لمراقبة الناس وتتبع أخبارهم؟

تقول إحداهن :
أصبحت أكره ابنة عمتي، فمع كل خطوبة جديدة
في العائلة تسألني أمام كل الحاضرات:
متى سنفرح بك !
هي تسأل، وأنا أُقتل، هي تنطق، وأنا أموت،
هي تتلفظ بالكلمات، وأنا أكتوي بالنظرات المشفقة.

يقول البروفيسور محمد عيسى برهوم:
«الإنسان الغربي يحسد الإنسان العربي
على حياته الاجتماعية،
والإنسان العربي يحسد الغربي على خصوصيته».

الحياة الاجتماعية التي يعيشها الإنسان العربي نعمة في إطارها العام، ولكنها في ظروف معينة تنقلب إلى نقمة..
فغياب الخصوصية ليس بالأمر السهل،
وتطفل الآخرين على حياتك الشخصية
أمر قد يحمل معه الكثير من المتاعب.
الثقافة الاجتماعية لا يمكن أن يغيرها مقال،
حتى إن كتبه نجيب محفوظ بنفسه،
والحل يكمن في صلابة الإنسان نفسه،
بأن يكون أكبر من السؤال وأقوى من السائل !
وأخيراً أقول:
الأسئلة المحرمة قوية وجريئة بطبيعتها،
وحتى نهزمها نحتاج إلى ردود أكثر قوة وجرأة !

( مقتبس بتصرف..
من مقال الأسئلة المُحرّمة للكاتب عبدالله النعيمي