إشراقة أنثى

إشراقة أنثى @ashrak_anth

كبيرة محررات

*مشاركتي وخلاصة تجربتي الدراسية*..فعالية<<كنت..فأصبحت !!

الأسرة والمجتمع






بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته



أولاً وقبل كل شيء أتقدم بشكري الجزيل للقائمة على هذه الفعالية الرائعة والتي
إن قلت رائعة
فهي لا تفيها هذه الكلمة حقها فأنت أم أنوسي لست بحاجة لتزكيتي كفاك نفحات
عطرة تبثيها بين حين وآخر في جنبات عالمنا الوردي عامةَ وفي جنبات قسم الأسرية
خاصة ،،والشكر موصول للأخت أرضي السعودية على الخلفية الرائعة وجزاكن الله خيراً،،



لاأعلم إن كنت سأذكر ما قد يستفيد منه آخرون غيري في طرحي لهذه المشاركة المتواضعة
ولكن كل ماأعرفه هو رغبتي العآرمة في ذكر تجربتي الخاصة في مرحلة ماضية من حياتي ولكنها
مازالت ولاتزال باقية إلى أن تفيض روحي لخالقها ، مازال الطموح باقي إلى أن يشاء الله ومازالت
النفس تتوق إلى تحقيق ماتصبو إليه منذ سنين وإلى الآن لم يأذن الله بذلك ،،

بعد أن أنهيت دراستي الجامعية ومثلي مثل أي شخص تملؤه الحماسة كلي تفاؤل
والأمل يشرق بين عيني يكاد أن يتحدث فرحاً
أكرمني الله بعقد عمل في مكان قريب من بيتي
ازددت فرحاً على فرح ما كنت أعلم كمَ الصعوبات المخبأة لي بين
طيات الأيام القادمة،،

كنت أمضي الليالي أحلم بوظيفة رسمية في مقر عملي وأصور الأحلام حقيقة على أرض
الواقع أكاد أدرك وجودها!هكذا كنت أحسب الحياة سهلة ميسرة دائماً!


ومرت الأيام بل والسنون وأنا أنتظر هذه اللحظة من حياتي وجاءت اللحظة الحاسمة التي
لطالما انتظرتها والدموع
حائرة في عيني جاءت بعد أربع سنوات من العمل الدائم بإجتهاد
بلا كلل ولاملل جاءت بعد احساس مضني بالظلم والغبن
في مواقف كثيرة يعجز اللسان عن
ذكرها ولكن القلب قد طواها بين جنباته وغلفها بالأمل مجدداً،

الآن فقط قد حان الوقت لتحقيق ذاتي لتحقيق طموحي المنتظر طويلاً،،
وقعَت على الوظيفة بشرط أساسي وهو الإبتعاث للخارج ، أجل نعم هذا هو هذا
ما أنتظرته هذا ما كنت أريده وأسعى إليه وهاقد جاء فاتحاً لي ذراعيه يحتضنني !


مررت بأيام صعبة وثقيلة مع عائلتي بشأن السفر والحمدلله انتهت بالإقتناع والموافقة ،
سابقت الأيام والليالي وأنا أنهي
بنفسي كل المتطلبات والأوراق اللازمة للسفر ،
قضيت الساعات الطوال والمنهكه أمام شاشة الكمبيوتر أبحث عن الجامعات والمعاهد،
كنت أبكي تارة وأقلق تارة وأفرح تارة وأبتسم ماتخيلت يوماً غير الطريق المزين
بوريدات الأمل المشرق،،


جاء اليوم الموعود، جاءت ساعة الفراق المر، جاءني مسلسل ذكرياتي مع عائلتي
وصديقاتي وزميلات العمل كشريط
سينمائي يعرض أمام عيني ، كفكفت دموعي في
محاجرها وأبيت عليها من الإنهمار ،، لن أسمح لشيء يقف أمام ماكنت أسعى
إليه دائماً ،،


كانت رحلتي للمملكة المتحدة عبارة عن رحلة داخلية وخارجية إنتقالاً من مدينتي
إلي جدة ومن ثم إلى لندن، وفي هذه الأثناء بدأ مسلسل الصعوبات يواجهني شيئاً
بعد الآخر ، فقدت في الرحلة الداخلية مايقارب الخمس عشرة ألف ريال وهي كل
ماأملكه حينها ،تفقدنا الحقائب لاشيء فقد فقدت محفظتي ،أنا وولد أختي لم نجد شيئاً ،
انهرت ولكن حاولت التماسك اغرورقت عيناي بالدموع حينها التي لم أنجح في
حبسها هذه المره !


قمنا بالإعلان عن طريق موظفي المطار علنَا نرى بريق أمل في إيجادها! وبين دموع
وحيرة وخوف من القادم إذا بإتصال يردني من أمين المستودعات في مطار جدة أختي
هلا أتيتِ إلي المستودعات ، ذهبنا وقابلنا الموظف وكان شيخ كبير فسألني عن
مواصفات محفظتي ومابها حينها فأجبته فقال لي بنص الكلام "خذي يا أختي فلوسك
حلال فقد جاء بها المضيف الذي كان على متن طائرتك"

كدت أسقط على الأرض من شدة الفرح حينها ، ماأكرمك ياالله ، فقد تعلمت
درساً لن أنساه
وقتها هو أن أكون أحرص مايكون ، فالحياة مليئة بالصعوبات ،



انطلقنا إلى سماء لندن ليتوالى هناك مسلسل الصعوبات المتبقية ، مكثنا مايقآرب الشهر
بين رحلة البحث عن سكن وبين قلق الغلاء في تلك البلاد وضيق الفنادق ، نعد الليالي
متى سينتهي هذا الأمر ونستقر ، اشتد الأمر ضيقاً ونفذ كل مالدينا
من نقود ، لم يبقى لي بعد الله إلا صديقة مخلصة في دياري هي أقرب لي من روحي
أحسبها والله
حسيبها من أهل الخير دوماً ، وقفت إلى جانبي مادياً ومعنوياً
لم تقصر معي يوماً،


وفي هذه الضائقة رزقني الله بصديقة هناك من جنسية سورية وقفت إلى جانبنا
هي وزوجها وقدموا مافي وسعهم لايجاد سكن لنا ومن ثم تأثيثه وقدمت كل ماقد تعجز
شقيقتي ابنة أمي وأبي عن تقديمه رعاها الله حيث كانت فقد كانت نعم الأخت أرسلها
الله لي ، فأنا من النوع الإنطوائي إلي حد ما فحمدت الله كثيراً أن رزقني هذه النعمة
دون حولٍ مني ولاقوة،،


بعد الإستقرار بدأ مشوار دراسة اللغة وبدأت الصعوبة التالية والتي
لم تكن في الحسبان يوماً ما، ابن أختي يا من عقدت
عليك الأمل بعد الله أن تكوناً لي
معيناً وسنداً لي في ظل غياب الإخوان وانشغالهم!
تخلى عني وأنا في أمس الحاجة
إليه تركني وحيدة في بلد لا أعرف أبجدياته ، تركني في شتاءاً بارد وظلمة الغربة
الموحشة في روحي قبل عيناي !

يا إلهي أنت أعلم بكل ماهو كائن وما سيكون فكن عوناً لي وعوضني بأخوات
في الله يساندنني في غربتي ،،مرت الأيام بل والشهور وأنا أكره ظلمة الليل الباردة
الموحشة التي تخبىء بين طياتها شوقاً وحنين لتلك الديارديار أهلي وأحبائي ،،




وفي هذه الاثناء منَ الله عليَ بصديقات أحسبهن والله حسيبهن رفقة صالحة
محبة للخير، وقفن إلى جانبي كثيراً
اكتسبت منهن معرفة كبيرة وغيرن بي
كثيراً فبعد أن كنت شديدة الخجل أعجز عن طلب حاجتي ! أصبحت
مستقلة قادرة
على قضاء حوائجي بنفسي، وبعد أن كنت قلقة متوترة من أتفه الأمور أصبحت
أكثر هدوءاً واستقراراً،

أصبحت شخصية جديدة أكثر جدية وقادرة على إدارة حياتها دون خوف وقلق،،
وعادت الأحلام الوردية تلوح في الأفق من جديد،،إلى أن جاء الصعوبة الأخيرة
والتي لايزال مسلسلها قائماً إلى الآن ،، ألا وهي صعوبة الحصول على الدرجة
المطلوبة لدراسة الماستر وهي شرط أساسي في الجامعات البريطانية ،
طرقت كل الطرق بحثت في النت وفي الكتب المختلفة
باحثة عن طرق
صحيحة للحصول عليها ولكن لم يرد الله ذلك،




كنت طالبة مجتهدة في دراسة اللغة كأي طالب جاء لهدف الدراسة لم أفتأ
يوماً عن حل واجب أو تقديم عرض مطلوب في الدراسة، قدًمت الإختبار
مرتين وفي كل مره
كان إحساس الفشل يترك جرحاً غائراً في روحي الطموحه ،
بكيت أياماً وليالي بيني وبين نفسي لا أعرف طريقة أواسي
بها نفسي ! وبختها
قسوت عليها كثيراً كنت أقسى مايكون على نفسي وكأني كنت أعاقبها بفشلها والذي
لم يكن إلا بأمر من
الله، عشت لأيام طويلة خصومة داخلية بين ذاتي الطموحة
والأخرى الفاشلة !
حاولت جاهدة التصالح مع نفسي لم أستطع لم أستطع لم أستطع
كان ذلك أقوى مني بكثيييير!
هذه الصعوبة أنستني متعة الحياة، أنستني شوقي
للقاء عائلتي وأحبابي ، أصبحت كالذي يريد الإختباء في مكان بعيد نائي
لايراه فيه أحد!



جاء موعد الإجازة والعودة بعد عشرة أشهر من الغربة والوحدة والشوق والحنين
وفوق هذا كله أجر معي احساس منهك جداً بالفشل
ماذا سأقول وماذا سأفعل وكيف
سأبرر فشلي ومن سيصدق أنني كنت مجتهدة ولم أكن مقصرة غير أن الله
لم يكتب لي ذلك!

في نزولي لإجازتي تم إتمام مراسيم زفافي والحمدلله منَ الله علي بزوج صالح
محب حنون غير أنه غير قادر على مرافقتي للدراسة نظراً لظروف عمله حيث أنه قائد
في عمله ومن الصعب مرافقته!
أيقنت أن الخير هو مايكتبه الله لي ،،

عدت وحيدة لأكمل ماتبقى لي من مدة لدراسة اللغة، وانتقلت لمعهد آخر
علني
أحقق مالم أتمكن من تحقيقه في المعهد السابق ولكن ذات الشيء تكرر ،
قدمت الإختبار أكثر من مره ولكن لم يأذن الله،،


وفي هذه الأثناءوبين المحاولات الفاشلة وبين الألم القاسي الذي يسكن بين
أضلعي أهداني الله أجمل هدية وهي فرحتي
الأولى والخبر السار ألا وهو خبر
حملي للمرة الأولى ، والمرة الأولى التي سأصبح فيها أماً ، يا الله ما أكرمك في
قمة
يأسي وإحباطي أكرمتني ورزقتني بخبر حملي ، لا أدري كيف تستطيع الكلمات
أن تصف ماشعرته حينها كنت أمشي بين الناس
وكأنني ذات جناحين وأطير من شدة فرحي
وغبطتي لنفسي ،،




وبعد خبر حملي كانت المرة الأخيرة التي قدَمت فيها الإختبار في المملكة المتحدة
وكانت نفس النتيجة!
تحدثت مع أستاذي في اللغة عن أسباب فشلي المتكرر في تحقيق
الدرجة فأخبرني بأن مستوى تحصيلي جيدجداًولكن لايعلم لماذا حقاً لم أحقق نتيجة
جيدة في الإختبار!!


وكان في حيرة من أمره وأخيراً قال: أعتقد بأن بقاءك هنا وحيدة للدراسة
سبب مؤثر جداً لعدم تحقيقك للدرجة !أنصحك وبشدة العودة لديارك والدراسة هناك
وتحقيق الدرجة في وسط عائلتك!

ومن هنا جاء قراري الحاسم بإنهاء بعثتي والعودة لدياري وأهلي وزوجي
وعملي من جديد!
لا أخفيكم سراً أني عدت وأنا لا أكاد أستطيع التفوه بكلمة واحدة
عن موضوع دراستي ، فقط أريد دفن ذاك الحزن والفشل في أعماق روحي لا أريد أن أبثه
إلا لخالقي وحده !


كلما تذكرت طموحي وأحلامي دمعت عيناي خلسة من أن يراها الآخرون
ومن هم الآخرون أهلي وأحبابي وقبلهم زوجي
لم أجرؤ أن أشكو ما أهمني لهم
أضحك وفي ضحكاتي غصات وغصات ، أبتسم وبين ثنايا الإبتسامة حزن عميق،
دموعي لا أجرؤ على ذرفها إلا على وسادتي حين يلجأ الجميع إلى وسائدهم للنوم
ألجأ وحزني ودموعي للوسادة ،،


يا الله أزح عني ما أهمني وما أقلق نومي وأبدلني به فرحاً أسجد لك به شاكرة ،،
ومرت الأيام بل والسنين
ولايزال حلم إكمال دراستي يراودني لم يمت يوماً ،
آراه حتى في عيون البشر من حولي ،،

في هذه السنين والتي لا أحسبها ضائعة عند الله رزقني الله بزهراتي الثلاث
والذي أسأل الله أن يحفظهن ويرزقني برهن،،


والآن أرى الطموح حتى في نظرات زهراتي الصغيرات حين أقول لإبنتي
ذات الأربع سنوات سلمي على زميلتي
الدكتورة فلانه فتجيبني ببراءة الطفولة
"ماما إنتي دكتورة زيها" فأجيب قائلة " حين يشاء الله سأصبح دكتورة حبيبتي !!

وكأن الله يذكرني بطموحي الذي ركنته جانباً لأربع سنوات مضت !
والآن أسعى جاهدة لطرق هذا الباب مره أخرى والذي أرجو من الله تعالى أن
لا يردني خائبة هذه المرة ،، فيا الله أسألك توفيقاً لا يعقبه فشل ونجاحاً لا يعقبه غرور

اللهم وكما أكرمتني بلا حول مني ولا قوة ورزقتني مالم أطلب فأرزقني بما طلبت
وأكرمني به إنك على ذلك قدير،،


وأخيراً وليس بأخراً
أريد أن أقول أن تجربتي هذه والتي مررت فيها بصعاب كثيرة منه ماذكرته ومنه
مالم تسعفني الذاكره لذكره
استفدت أن الحياة فيها من المتضادات مافيها فكما فيها الفرح فيها الحزن وكما
فيها النجاح فيها الفشل المرير،وكما فيها الخذلان فيها الوفاء والصدق ،
تعلمت أن الإعتماد على النفس ضرورة في حياتنا المعاصرة ،
تعلمت أن الضعف والإنكسار لا يوصل لشيء!تعلمت أن حياة كل شخص
مليئة بالأحداث وأن الله يرتبها كما يشاء وبما يتناسب مع كل شخص ،
فكم من خير
في نظرك منع عنك وفي باطنه شرٌ لك ، وكم من شر في نظرك أعطي
لك وفي باطنه الخير الكثير ،،
فلنكن على ثقة تآمة بالله وبأن أمر المؤمن كله خير،،

كما أنني استفدت من سفري فوائد لم تخطر حتى ببالي ومنها أنني
اكتسبت مهارات التواصل
مع الآخرين مهما تكن ماهية هذا الآخر، تعامل
يسوده الإحترام المتبادل للثقافات المختلفة بعيداً عن أي اعتبارات أخرى،
وهذه ثمرة
أقدَرها كثيراً،،


وأخيراً

تقبلوا خالص شكري وتقديري لقراءة مشاركتي المتواضعة وأسأل الله
أن يعم بها الفائدة المرجوة


width=0 height=0


أختكم ومحبتكم











78
9K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

شُروق الزهراني
شُروق الزهراني
الله طموح وارادة قوية ولكن ربي ماراد لك


يمكن ربي كاتب لك الخير هنا في بلادك ، الله يسعدك بذلتي مافي وسعك

وكنتي مثالا قوي ويحتذى به في الاصرار والعزيمة الحمدلله اولا واخيرا

شكرا جزيلا اعطيتني املا في دراستي ودرسا في الاصرار والعزيمة وبذل الاسباب *
آهات رحلة
آهات رحلة
ما شاء الله مشاركة مميزة
وانتي انسانة مميز

ربي يوفقك ويسعدك دائماً
زهره في الصحراء
زهره في الصحراء
الله يوفق الجميع الى مايحبه الله ويرضاه ونسأل الله لكم التوفيق للجميع في الدارين
املي باولادي
املي باولادي
الله يوفقك وييسرلك أمرك نكأتي الجراح التي حسبتها إلتأمت
ومايسليني ويسليك إلا أن الدنيا دار عبور لا دار حبور
همتك عالية ماشاءالله لاقوة الا بالله .
tear&smile
tear&smile
تجربة تستحق التقدير
الله يبلغك مرادك و يوفقك