خـربـشـاتُ قـلـم...ولـكـنـهـا واااقـع!!!

خـربـشـاتُ قـلـم...ولـكـنـهـا واااقـع!!!

تلعب وتلهو مع زميلاتها، متفوقةٌ في دراستها، خلوقة، حساسة، نادراً

بل من المستحيل أن تصدر من بين شفتيها الطاهرتين كلمة سوء...

ذات يوم دخلت الأخصائية الإجتماعية تحمل كومةً من الأوراق

لتوزعها على الطالبات، كانت دعوة لأمهات الطالبات لحضور مجلس

أولياء الأمور بالمدرسة...أخذت الورقة بيدٍ ترتجف، وبدمعةٍ تحاول

إخفاءها ولكنها غلبتها فتدحرجت على خدها الغض...لمن سوف

تعطي الدعوة؟؟؟...فأمها تحت التراب...أخذت الورقة وخبأتها

بين الكتب ولكنها قبل هذا تأكدت من تاريخ انعقاد مجلس أولياء

أمور الطالبات لكي تختفي عن الأنظار في ذلك اليوم وتتحاشى

هي الأنظار المتسائلة أين ولية أمرك؟؟؟...


جاء من بلد فقيرة، الأحوال المعيشية فيها سيئة للغاية وفرص العمل

نادرة، ترك فلذات كبده وعائلته ووالديه وجاء للعمل في دولةٍ من الدول

الغنية...شاء الله أن يعمل لدى عائلة يظن أفرادها أن الإنسان يختار

قدره، جنسيته، فقره وغناه...إن أخطأ في أمرٍ ما دون أن يكون متعمداً

إنهال عليه رب عمله بالضرب والإهانة...لماذا تفعل هذا به؟؟؟...هو يستطيع

الدفاع عن نفسه ولكنه يخشى أن يخسر عمله، فيكبت مشاعر القهر، ويحتمل

الأذى، لأنه بالنسبة له أهون بكثير من أن لا يجد أطفاله وزوجته ووالديه

ما يأكلونه وما يستر أجسادهم، ويخشى أن ينقطع تعليم أطفاله...


قضاء سوء وقع على فردٍ من العائلة، أدمى قلوبهم وأبكى عيونهم، فمصاب

عزيزهم قد زلزلهم وأنساهم معنى الفرح والإبتسامة...ترى في أعينهم

حزناً تترجمه النظرات الحائرة، حناجرهم تلهج بالدعاء في قيامهم وجلوسهم

وحتى في أحلامهم لكي يعود عزيزهم كما كان، وتعود بهجته وبهاؤه بينهم

إنه بينهم وليس بينهم تتقاذفه الأفكار والخواطر ويا ليته بها يجد مفتاحاً

يفتح به باب فرجه...الفرج بيد الرحمن الرحيم، فانتظر رحمة الذي هو أرحم

بك من أمك الغالية التي أنجبتك...انتظر رحمةً منه تغنيك عن رحمة من سواه

لأنه رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما...


إنها في الأشهر الأخيرة من الحمل وقد طال انتظارها، وترددت على الكثير

من الأطباء، حتى شاء الله لها الحمل، ولكنها رفضت أن تعرف نوع جنينها

إن كان ذكراً أو أنثى فهذا لا يهمها بقدر شوقها لتضم طفلاً في حضنها

تراه يكبر أمامها، ويحدث الفوضى في أي مكانٍ تصل إليه يديه الصغيرتين

ولكن هذا أيضاً لا يهمها، إنها متعتها الحقيقية في ترتيب الفوضى التي أحدثها

اقترب موعد اللقاء، عانت في ولادتها وقاست آلاماً لا تطاق، ولكن ما أنجبته

لم يكن كما توقعته، انجبت طفلاً ليس سوياً كباقي الأطفال، طفلاً ليس معافى

استقبلت النبأ بقلبٍ يئنُ بين أضلعها ولكنها راضيةٌ بما قسمه الله لها...هي تريده

كما هو وسوف تتجاوز هذا القضاء بصبرٍ ورضا، منتظرةً من الله فرجاً وعلاجاً

لصغيرها...هذه المرأة خير قدوة لمن يأسى إذا بُشِر بأنثى سليمة، ويفرح فرحاً

عارماً بقدوم المولود الذكر حتى أنه من شدة فرحه تحسبه قد بُشِرَ بالجنة ولكنها

الأقدار تصيبنا بدون استئذان لأنها كُتِبت بيد أرحم الراحمين...

بقلمي...خربشات شيوخية 100%...

أخـتـي الـغـالـيـة لا تـحـزنـي كـل شـيءٍ يُعـوض إلا الـــجـــنـــة...




وهذا الرابط إذا ما اشتغل المقطع...

http://safeshare.tv/w/JVsUzLNDRR