هلا قرأتِ هذه القصص<<< الجزء الثاني

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله

اخوتي وأخواتي الأعضاء هذا هو الجزء الثاني من موضوع: "هلا قرأت هذه القصص"
والذي يتكون من حلقات قام بكتابتها أحد طلبة العلم جزاه الله عنا خير الجزاء


وقد طرحت من قبل بعض هذه الحلقات على هذا الرابط:

http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?t=316570





واليوم نكمل لكم نقل بقية الحلقات









الحلقة (5)


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
فلا يزال الحديث إخواني الكرام موصولا بذكر شيء من القصص الصحيحة الثابتة وما فيها من دروس وعبر وحكم ودرر فمن هذه القصص :

عن صهيب رضي الله عنه قال (كان صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس فقال أفطنتم لذلك إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه فقال من يكافيء هؤلاء أو من يقاتل هؤلاء أو كلمة شبهها فأوحى الله إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث أن أسلط عليهم عدوهم أو الجوع أو الموت فاستشار قومه في ذلك فقالوا نكل ذلك إليك أنت نبي الله فقام فصلى وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فقال يا رب أما الجوع أو العدو فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت ثلاثة أيام فمات منهم سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أني أقول اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك)

وفي رواية أخرى عنه

رضي الله عنه قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس شيئا لا أفهمه ولا يخبرنا به قال أفطنتم لي قلنا نعم . قال إني ذكرت نبيا من الأنبياء أعطي جنودا من قومه ( وفي رواية أعجب بأمته ) فقال من يكافيء هؤلاء أو من يقوم لهؤلاء أو غيرها من الكلام فأوحي إليه أن اختر لقومك إحدى ثلاث إما أن نسلط عليهم عدوا من غيرهم أو الجوع أو الموت فاستشار قومه في ذلك فقالوا أنت نبي الله فكل ذلك إليك خر لنا . فقام إلى الصلاة وكانوا إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فصلى ما شاء الله قال ثم قال أي رب أما عدو من غيرهم فلا أو الجوع فلا ولكن الموت فسلط عليهم الموت فمات منهم ( في يوم ) سبعون ألفا فهمسي الذي ترون أني أقول اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل).



كان نبينا صلى الله عليه وسلم إذا صلى همس بأمر
فأخبر النبي الصحابة الكرام عن همسه فقال لهم :
تذكرت نبيا أعطاه الله جنودا بلغوا من العدد الشيء الكثير فأعجب هذا النبي بأمته
فأوحى الله إليه أن اختر إحدى ثلاث
إما أن يسلط العدو على أمتك
وإما أن يصيبهم الجوع
وإما الموت
فاستشار هذا النبي قومه في هذه المسألة العظيمة فرد عليه قومه بأنك نبي فاختر لنا

ففزع إلى الصلاة
فاختار الموت فسلط الله عليهم الموت فمات في يوم واحد منهم سبعون ألفا فكان النبي صلى الله عليه وسلم يقول : اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل .

في هذا الحديث أحبتي الكرام دروس وعبر فمن هذه الدروس:


مراعاة النبي صلى الله عليه وسلم لمشاعر الصحابة الكرام فقد لاحظ عليهم أنهم لاحظوا عليه أنه يهمس بعد الصلاة بأمور فبادرهم صلى الله عليه وسلم وأخبرهم بما يهمس به فصلى الله على من حاز مكارم الأخلاق وكما قال الله عنه بالمؤمنين رؤوف رحيم .

ومن فوائد هذا الحديث أيها الأحبة الكرام :

لا بد علينا أن نلجأ إلى الله سبحانه وتعالى ونتضرع إليه خاصة وقت الشدائد والأزمات فهذا النبي بعد استشار قومه فلم يردوا عليه قام إلى الصلاة وفزع إليها وتوجه إلى الله سبحانه وتعالى ...

وهكذا كان هدي النبي صلى الله عليه وسلم فقد كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة .

ومن السنن المهجورة عند بعض الناس في هذا الزمان إخواني الكرام صلاة الاستخارة

فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الصحابة الكرام الاستخارة كما كان يعلمهم السورة من القرآن
فقد شرع الرسول صلى الله عليه وسلم لأمته أن يستعلموا الله ما عنده في الأمور التي تمر بهم في حياتهم، و أن يطلبوا منه تعالى الخيرة فيها ،
وذلك بأن علمهم صلاة الاستخارة مكان ما كان يفعل في الجاهلية من الطيرة والاستقسام بالأزلام والقداح
وللأسف الشديد فرط بعض الناس في هذه السنة العظيمة بل بعضهم والعياذ بالله يتوجه إلى الدجالين والمشعوذين والكهان كي يسألهم هل هذا الأمر خير أم شر نسأل الله العافية والسلامة وقد جاء الوعيد الشديد لمن ذهب إلى الكهان والمشعوذين فقد قال صلى الله عليه وسلم من أتى عرافا أو كاهنا فسأله عن شيء فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد.

فالجأ بارك الله فيك إلى الله سبحانه وتعالى وسييسر الله أمرك .

وقد ورد في صلاة الاستخارة حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ؛ قال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها كما يعلمنا السورة من القرآن ؛ يقول : " إذا هم أحدكم بالأمر؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل : اللهم إني أستخيرك بعلمك ، وأستقدرك بقدرتك ، وأسألك من فضلك العظيم ، فإنك تقدر ولا أقدر ، وتعلم ولا أعلم ، وأنت علام الغيوب ، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري ( أو قال: عاجل أمري وآجله)؛ فاقدره لي ، ويسره لي، ثم بارك لي فيه ، و إن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري (أو قال : في عاجل أمري وآجله)؛ فاصرفه عني ، واصرفني عنه ، واقدر لي الخير حيث كان ، ثم أرضني به". قال: "ويسمي حاجته".
أخرجه البخاري.

ولنقف أيها الإخوة الكرام مع هذا الحديث بعضَ الوقفات :

فمن هذه الوقفات حرص النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم الصحابة الكرام رضي الله عنهم صلاة الاستخارة وهذا يدل على أهمية هذه الصلاة إذا فلا ينبغي لنا أبدا أن نفرط في هذه الصلاة العظيمة.

وفي الحديث أيضا أن الاستخارة تشرع في أي أمر وقد نص الحافظ النووي رحمه الله تعالى على ذلك فقال : " الاستخارة مستحبة في جميع الأمور ؛ كما صرح به نص هذا الحديث الصحيح.

ومع ما دل عليه الحديث تجد بعض الناس يتخذ بعض القرارات المصيرية ولا يصلي صلاة الاستخارة فلماذا هذا التفريط وأين الحرص على السنن ؟.

ومن الأخطاء التي يقع فيها بعض الناس عند صلاتهم الاستخارة أداءُ هذه الصلاة مع عدم الهم لفعل أمر معين
فمثلا رجل متردد بين أمرين هل أفعل هذا أم هذا ؟

فيقول سأصلي الاستخارة أي الأمرين خير لي وهذا أيها الأحبة الكرام خلاف الصواب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال إذا هم والمتردد لا يسمى هاما فإذا اخترت شيئا معينا فعندها صل الاستخارة .

ودل الحديث أن صاحب الشأن هو الذي يصلي صلاة الاستخارة

قلت هذا لأن بعض الناس إذا هم بالأمر يطلب من الناس أن يصلوا عنه صلاة الاستخارة وهذا ليس بصواب فالصواب أن يصلي صاحب الشأن الصلاة بنفسه ولا مانع أن يطلب من الغير أن يدعو الله له أن يوفقه في الأمر الذي اختاره أما أن تُصلى عنه صلاة الاستخارة فهذا كما قلنا خلاف الصواب .

ودل الحديثُ أيها الأحبة الكرام أن صلاة الاستخارة ركعتين يقرأ فيها المصلي بما شاء من الآيات والسور فلم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم دليل يدل على تخصيص سورة معينة فاقرأ ما شئت من القرآن
وهذا الأمر أحببت أن أنبه عليه لأن بعض الناس يظن أن صلاة الاستخارة لابد أن يقرأ فيها بسور وآيات خاصة ولكن كما قلنا الأمر أيسر من ذلك فلا يشترطُ أن تقرأ فيها سورا مخصوصة فاقرأ ما شئت وتيسر لك من القرآن.

والمسلم أيها الأحبة الكرام إذا صلى صلاة الاستخارة ؛ مضى لما عزم عليه ، سواء انشرح صدره أم لا

قال ابن الزملكاني :" إذا صلى الإنسان ركعتي الاستخارةِ لأمر ؛ فليفعل بعدها ما بدا له، سواء انشرحت نفسه له أم لا ، فإنّ فيه الخير ، و إن لم تنشرح له نفسه".

وقال: "وليس في الحديث اشتراط انشراح النفس.

ومعنى كلامه رحمه الله :

إذا صليت الاستخارة فافعل ما نويت عليه لأن بعض الناس يظن أنه لا بد أن ينامَ فيرى رؤية فإن كانت خيرا فإن الأمر خير وإن كان غير ذلك فالأمر شر وهذا لم يدل عليه دليل عن النبي صلى الله عليه وسلم

وبعض الناس يظن أنه لا بد أن يشعر أو يحس بانشراح في صدره فإن حصل هذا فالأمر خير وإن لم يحصل فالأمر ليس بخير وهذا أيضا لا دليل عليه

فالصواب
أن تتوكل على الله وتفعل ما استخرت عليه فإن كان الأمر خيرا فسيتيسر بإذن الله وإن كان شرا فيصرفه الله عنك.

و محل الدعاء (دعاء الاستخارة) يكون بعد السلام ؛ لقوله عليه الصلاة والسلام : "إذا هم أحدكم بالأمر ؛ فليركع ركعتين من غير الفريضة ، ثم ليقل …" ؛ إذ ظاهره أنه بعد الركعتين ؛ يعني : بعد السلام.

وقد ذكرت إخواني الكرام أحكام صلاة الاستخارة لأنه مر علينا في القصة أن هذا النبي قد توجه إلى الله وفزع إلى الصلاة بل كان هذا شأن الأنبياء والصالحين من قبلنا أنهم إذا فزعوا فزعوا إلى الصلاة فما بالنا نحن مع تقصيرنا العظيم وتفريطنا الكبير لا نلجأ إلى الله ولا نفزع إلى الصلاة ...

وفي القصة أيها الإخوة الكرام أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول : اللهم بك أقاتل وبك أصاول ولا حول ولا قوة إلا بك) وفي الرواية الأخرى: (اللهم بك أحول وبك أصول وبك أقاتل) .

ففي هذا الدعاء تبرأ من حول الإنسان وقوته ومن الاعتماد على قوة الأصحاب والأعوان وفيه توجه إلى الله واستعانة به ولجوء إليه وطلب المدد منه سبحانه وتعالى فما بنا من نعمة فمن الله فلا بد أن نستعين بالله سبحانه وتعالى ونطلب العون منه فنحن نقرأ في كل ركعة : إياك نعبد وإياك نستعين .

وأحب أن أنبه إلى خطأ يقع فيه بعض الناس وهم لا يشعرون :

فبعض الناس إذا نجا من حادث سيارة قال : لولا أني سائق ماهر وإلا لحصل كذا وكذا
وإذا نجح في الاختبار فيقول : أنا ذكي ولولا ذكائي ما نجحت
وغير ذلك من العبارات وهذا أمر لا ينبغي أبدا إخواني الكرام ...
أين اللجوء إلى الله سبحانه وتعالى والتبرء من الحول والقوة

وأين الاعتصام بحول الله وقوته.
قل لولا منة ربي لحصل كذا وكذا ولولا فضل الله لحصل كذا وكذا ...

يأيها الإنسان مهلا واتئد *** واشكر لربك فضل ما أولاكا

إن المسلم يتميز بذلته بين يدي الله سبحانه وتعالى وكما قيل :

سجدت باسمك إلهي عالي الشان = يالواحد الفرد نظرة منك تغنيني
وسجد لعزة جلالك جسمي الفاني = وخلعت عز الملوك ورجفت ايديني

نسأل الله العظيم بمنه وكرمه وجوده وإحسانه أن ينفعنا بما سمعنا والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ...
13
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

نغــــــم
نغــــــم
جزاك الله خير الغالية وجعله الله في موازين حسناتك ..
!!الامبراطوره!!
جزاك الله خيرا
الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
وإياكن اخواتي الكريمات
بارك الله فيكن
داعيه للخير
داعيه للخير
جزاك الله خير
الطيرالمهاجر
الطيرالمهاجر
وإياك اختي الفيروزية
بارك الله فيك