alfrasha
alfrasha
الأنشطة المنهجية التعليمية

تتفرع إلى المنهج المطور والمنهج الإضافي .

أ- التعليم الذاتي ( المنهج المطور )

منهج التعليم الذاتي هو المنهج الذي يعني بتعليم الطفل من ذاته وهو يركز على النشاط الذاتي للأطفال بحيث يتفاعل كل طفل ويتعامل مع الألعاب التربوية الهادفة المتوفرة في بيئته والتي تساعده على اكتشاف قدراته وتنميتها . بما يتناسب مع نمط النمو الخاص به .
ومن أهم أساليب التعلم الذاتي في رياض الأطفال :

1 أسلوب تعزيز الذات عن طريق المديح الفعال لعمل الطفل .

2 علاقة الروضة بالأهل بإرسال أعمال الأطفال والاتصال بالأهل لمناقشة أوضاع الطفل .

3 توفير الوسائل التعليمية والألعاب الإدراكية التي تعمل على تنمية قدرة الطفل العقلية والنفسية .

4 توفر الألعاب الخارجية التي تنمي مدارك الطفل وعضلاته .


المنهج المطور يتكون من تسع وحدات تعليمية مكثفة بالوسائل الحسية والشبه حسية وهي على التوالي :

1 وحدة الأيدي : تتحدث عن أهمية الأيدي واستخداماتهما وكيفية العناية بهما .

2 وحدة الحياة في المسكن : وتهدف إلى مساعدة الطفل في التعرف على أهمية المسكن وأنواع المساكن وكذلك تنمية السلوك والآداب المطلوبة في التعامل وتحديد مسؤليات الشخص داخل مسكنه .

3 وحدة سلامتي وصحتي : تعليم الطفل كيفية المحافظة على صحته ووقاية نفسه من الأذى والأخطار.

4 وحدة العائلة : يتعرف الطفل فيها على أنواع العائلات وواجبة تجاه عائلته وكيفية التعامل مع أفرادها .

5 وحدة الماء : يتعرف الطفل على الماء كمادة ويستعملها ويتعامل معها منذ الطفولة كم ان التجارب التي يقوم بها في هذه الوحدة تبعث عندهم حب الاستطلاع وزيادة المعارف .

6 وحدة الرمل : يحرك الرمل إدراك الطفل ويثير اهتمامه ويشعره بالراحة
والسكينة ويحول الشعور بالعنف لديه إلى شعور بالهدوء والسكينة .

7 وحدة الغداء : تعلم الطفل أسس الغذاء الصحي السليم لوقاية جسمه وتقويته
على النمو السوي المتكامل – كما يتعرف على أنواع الأطعمة وتغيره بتأثير الحرارة والبرودة ويحاول الابتعاد عن الأطعمة الغير صحية .

8 وحدة الملبس : يثير الاهتمام بالنسبة للطفل لأنة يمكنه لمسه بسهولة فيشعر بالناعم والخشن ويميز بين ما يناسب الجو منه كالحار والبارد كما يرتبط الملبس بالمناسبات كالأعياد والأعراس ويتعرف أيضا من خلالها على الألوان المتعددة .

9 وحدة الأصحاب : يكون الطفل من خلال الوحدة صداقات على مستوى الأفراد فيكون صديقاً لمعلمته أو لأحد الأقارب أو لمجموعة منهم ويتعلم منهم الآداب والسلوكيات المحببة في التعامل مع الأصحاب .

وبالنسبة للوحدة وكمان الموضوع الاول عندي كتب كثيرة بس لو تعطيني مهلة يومين اجيبلك فيها كل اللي تبين ان شاء اللة
لان تعرفين لازم انقل واكتب و يبيلة وقت
اذا تبينة السبت اعطيك اياة يعني مو بكرة اوكية ردي بلييييييز بسرعة
alfrasha
alfrasha
الاعلام‌ وتأثيره‌ علي‌ الاطفال‌

الاعلام‌ وتأثيره‌ علي‌ الاطفال‌


للاعلام‌ اهمية‌ بالغة‌ في‌ الحياة‌ اليومية‌ وله‌ دور فعّال‌ في‌ بناء مجتمع‌ متحضر مبني‌ علي‌ أسس‌ علمية‌ بحتة‌.

والاعلام‌ مرتبط‌ ومتأثر بشكل‌ او بآخر بالنظم‌ الاجتماعية‌ التي‌ ينتمي‌ اليها.

ويبرز خبراء الاجتماع‌، اهمية‌ الاعلام‌ القصوي‌'، في‌ التأثير علي‌ سلّم‌ المعرفة‌ والتطور في‌ المجتمع‌ بل‌ وحتي‌' علي‌ استمراره‌ وديمومته‌.

والاعلام‌ ليس‌ حالة‌ ظرفية‌، وانما هو يتولي‌' نقل‌ آراء ومعتقدات‌ جيل‌ الي‌ جيل‌ آخر، وينمي‌ العلاقة‌ بينهما، وبالتالي‌ فمهمة‌ الاعلام‌ والاعلاميين‌، يجب‌ ان‌ تستوعب‌ الانسان‌ منذ مجيئه‌ الي‌ الحياة‌ بل‌ ومنذ ايام‌ الحمل‌ والولادة‌ والرضاعة‌ وفترة‌ الطفولة‌ المبكرة‌ وحتي‌ الكبر.

ومما سبق‌ يتضح‌ لنا ان‌ الاعلام‌ يستطيع‌ ان‌ يؤثر بطرق‌ عديدة‌ علي‌ وعي‌ وسلوك‌ الانسان‌ في‌ مختلف‌ مراحل‌ عمره‌، ويحدد وجهات‌ نظره‌ وقناعاته‌ وفهمه‌ للحياة‌.

التثقيف‌ الاعلامي‌ للوالدين‌

متي‌ يبدأ الدور الحقيقي‌ لمؤسسات‌ ووسائل‌ الاعلام‌ المختلفة‌ في‌ مجال‌ اهتمامها بالطفل‌؟

سؤال‌ يتردد كثيراً، خصوصا بين‌ المهتمين‌ بأمر الطفل‌، والمشتغلين‌ ببحوث‌ الاعلام‌، فهناك‌ من‌ يري‌' ان‌ الدور الحقيقي‌ لوسائل‌ الاعلام‌ يبدأ مع‌ الطفل‌ عندما يصل‌ الي‌ مرحلة‌ الادراك‌، وفريق‌ آخر يعتقد ان‌ هذا الدور يسبق‌ هذه‌ المرحلة‌ بكثير، اذ يبتدي‌ء من‌ مرحلة‌ تعليم‌ وتثقيف‌ الوالدين‌، حول‌ الكيفية‌ التي‌ تساعدهما في‌ انجاب‌ طفل‌ معافي‌'، عند حدوث‌ الحمل‌ وتمتد بعد ذلك‌ ادوار وسائل‌ الاعلام‌ في‌ توجيه‌ الابوين‌ حتي‌ تصل‌ الي‌ المرحلة‌ التي‌ تخاطب‌ فيها الطفل‌ مباشرة‌.

مرحلة‌ الحمل‌ والرسالة‌الاعلامية‌

هناك‌ من‌ يشدّد علي‌ اهمية‌ الدور الذي‌ يقوم‌ به‌ الاعلام‌ نحو الطفولة‌، باعتبار أن‌ النمو الشامل‌ لشخصية‌ الطفل‌ يجب‌ ان‌ يكون‌ هدفاً رئيسياً من‌ اهداف‌ الاعلام‌، وذلك‌ بتوفير بيئة‌ واعية‌ موجّهة‌، تمكّن‌ الطفل‌ من‌ اشباع‌ حاجاته‌ المتنوعة‌، حتي‌ يصل‌ الطفل‌ الي‌ سنٍّ تمكنه‌ من‌ ادراك‌ محيطه‌، حيث‌ يتفاعل‌ مع‌ بيئته‌ فيكتسب‌ المهارات‌ والمعارف‌.

ان‌ مرحلة‌ ما قبل‌ الولادة‌ مهمة‌ وضرورية‌ في‌ حياة‌ الطفل‌ المستقبلية‌، وتقع‌ علي‌ مؤسسات‌ ووسائل‌ الاعلام‌ مسؤولية‌ الاخذ بيد الوالدين‌ حديثي‌ العهد، بهذه‌ المتغيرات‌ الفسيولوجية‌ التي‌ تحدث‌ للام‌، فتشرح‌ وتعلّم‌ وتوضّح‌ كيفية‌ التعامل‌ مع‌ هذا الضيف‌ الجديد علي‌ الاسرة‌ وهو في‌ رحم‌ الام‌.

فخلال‌ مرحلة‌ الحمل‌، من‌ الواجب‌ علي‌ وسائل‌ الاعلام‌ ان‌ توجّه‌ رسائلها للوالدين‌ حول‌ كيفية‌ المحافظة‌ علي‌ هذا الجنين‌، وأهم‌ الفحوصات‌ الطبية‌ الواجب‌ علي‌ الام‌ ان‌ تجريها خلال‌ اشهر الحمل‌، كل‌ هذه‌ الرسائل‌ الاعلامية‌ يجب‌ علي‌ اجهزة‌ الاعلام‌ ان‌ تهتم‌ بتوصيلها الي‌ الام‌ والاب‌ بمختلف‌ اوجه‌ التبليغ‌ الاعلامي‌، في‌ مادة‌ اعلامية‌ مشوقة‌. وبواسطة‌ خبراء قادرين‌ علي‌ التأثير في‌ غيرهم‌ من‌ المستقبلين‌ للرسالة‌ الاعلامية‌، وبذلك‌ يخرج‌ المولود الي‌ الحياة‌ معافي‌'، وكذلك‌ تكون‌ الام‌ بصحة‌ جيدة‌ لانها راعت‌ كل‌ التعليمات‌ التي‌ حصلت‌ عليها من‌ خلال‌ وسائل‌ الاعلام‌.

الطفل‌ والبرامج‌ الاعلامية‌ المتخصصة‌

وبعد وصول‌ الطفل‌ الي‌ الحياة‌ مصحوباً بفرحة‌ الاسرة‌ نجد ان‌ لهذا الطفل‌ امكانات‌ قابلة‌ للتطور في‌ نطاق‌ الاسرة‌ التي‌ هي‌ جزء من‌ مجتمع‌ مهتم‌ به‌، ويتيح‌ له‌ تطوراً بناءً في‌ انجاز ذلك‌ الدور الذي‌ سيقوم‌ به‌ في‌ المستقبل‌.

وهنا تبرز اهمية‌ البرامج‌ الاعلامية‌ الموجّهة‌ للطفل‌ بتأثيرها الكبير واسهامها الفاعل‌ في‌ تكوين‌ الطفل‌، ومن‌ ثم‌ الاسهام‌ في‌ بلورة‌ اتجاهاته‌ وميوله‌ ووجدانه‌ وقدراته‌ العقلية‌ والبدنية‌ وسلوكه‌ بصورة‌ عامة‌. ولكل‌ ذلك‌ ينبغي‌ علي‌ الاعلام‌ ان‌ يكون‌ وسيلة‌ جذب‌ للطفل‌ علي‌ اختلاف‌ مراحل‌ عمره‌ وبيئته‌ بما يخدم‌ اهداف‌ المجتمع‌.

وللطفل‌ عموماً، مجموعة‌ من‌ الحاجات‌، منها الجسدية‌ ومنها الاجتماعية‌ والنفسية‌ ، فحاجة‌ التحكم‌ في‌ مشاعره‌ وانفعالاته‌، وحاجته‌ الي‌ دف‌ء العاطفة‌ والحنان‌ والحب‌، واكتساب‌ القيم‌ الاجتماعية‌، والفضائل‌ الاخلاقية‌، والحاجة‌ الي‌ معرفة‌ بعض‌ المعلومات‌ الصحيحة‌ عن‌ الكون‌ وعن‌ الطبيعة‌، ذلك‌ كله‌ يستلزم‌ اعداد برامج‌ اعلامية‌ متخصصة‌، علي‌ اسس‌ نفسية‌ وتربوية‌ علمية‌، الامر الذي‌ يحتّم‌ منذ البدء اعداد الكادر الاعلامي‌ المتخصّص‌ والمدرّب‌ للعمل‌ مع‌ الطفل‌ اعداداً يتيح‌ له‌ فهم‌ ابعاد شخصيته‌ وتوظيف‌ الامكانات‌ الاعلامية‌ في‌ خدمة‌ الرسالة‌ والهدف‌ الذي‌ يسعي‌ اليه‌ اولياء الامور لتنشئة‌ مواطن‌ يسهم‌ في‌ بناء مجتمع‌ الغد، لان‌ ذلك‌ هو المفتاح‌ الحقيقي‌ للنهضة‌ والتقدم‌.

مقترحات‌ لترشيد الطفل‌اعلامياً

ان‌ خطة‌ الاعلام‌ الموجّهة‌ للطفل‌ لابد أن‌ تحمل‌ جملة‌ من‌ المضامين‌ التي‌ تؤكد عدداً من‌ القيم‌ والمبادي‌ء والمُثل‌ العليا ومنها:

ـ تحقيق‌ المواد الثقافية‌ ا لتي‌ تناسب‌ الطفل‌.

ـ اعداده‌ لحمل‌ أمانة‌ الغد الفكرية‌.

ـ توجيهه‌ الي‌ ممارسة‌ الانشطة‌ والهوايات‌ المختلفة‌.

ـ اثراء مفاهيم‌ القيم‌ الاخلاقية‌ والاجتماعية‌.

ـ تنمية‌ روح‌ الخَلْق‌ والابتكار والابداع‌ في‌ شخصية‌ الطفل‌ حتي‌ يصبح‌ قادراً علي‌ تطوير مجتمعه‌.

ـ الاهتمام‌ بالمواد الترفيهية‌ التي‌ تحقق‌ ميوله‌ نحو اللعب‌ والانطلاق‌، ومل‌ء وقته‌ باشياء مفيدة‌.

ـ تقديم‌ الفنون‌ علي‌ اختلافها بأشكال‌ مبسّطة‌ ومستساغة‌ لدي‌ الطفل‌ وتشجيعه‌ علي‌ تذوق‌ الفنون‌ واستيعابها.

ـ القاء الضوء علي‌ التطورات‌ المتلاحقة‌ في‌ العلوم‌ والمعلومات‌ باسلوب‌ مبسّط‌ يتناسب‌ مع‌
عمر الطفل‌.

ـ غرس‌ وتدعيم‌ عادة‌ حب‌ القراءة‌ في‌ نفس‌ الطفل‌ وتدريبه‌ علي‌ احترام‌ الكتاب‌ وتقدير قيمته‌ الثقافية‌ والحضارية‌، مع‌ ضرورة‌ تقديم‌ كل‌ ذلك‌ بأسلوب‌ سهل‌ ميسَّر يصل‌ الي‌ قلبه‌ وعقله‌ .

الطفل‌ والاعداد الاعلامي‌

عموماً نري‌ من‌ الضروري‌ اعداد الكفاءات‌ الاعلامية‌ المتخصصة‌ في‌ اعلام‌ الطفل‌ المسلم‌ من‌ خلال‌ ما يلي‌:

1 ـ تخصيص‌ مناهج‌ دراسية‌ تعالج‌ هذا المجال‌ وتأخذ في‌ اعتبارها سيكولوجية‌ الطفل‌ المسلم‌ واحتياجاته‌ .

2 ـ تشجيع‌ كافة‌ الكوادر الاعلامية‌ التي‌ تعمل‌ في‌ انتاج‌ واعداد واخراج‌ وتقديم‌ المواد الاعلامية‌ التي‌ تسهم‌ في‌ اثراء العمل‌ الاعلامي‌ الموجّه‌ للاطفال‌.

3 ـ الاهتمام‌ باصدار مجلات‌ متخصصة‌ للطفل‌ تتماشي‌' مع‌ المراحل‌ العمرية‌ للصغار.

هذا ومن‌ المفروض‌، الالتزام‌ بالثوابت‌ الاسلامية‌ المستمدة‌ من‌ عقيدتنا الاسلامية‌ في‌ اطار منهج‌ اسلامي‌ ينبثق‌ من‌ القرآن‌ الكريم‌ وتعاليم‌ أهل‌ البيت‌(ع‌) والتراث‌ الاسلامي‌ الصحيح‌، بتكريس‌ الهوية‌ الحضارية‌ في‌ وجدان‌ الطفل‌ المسلم‌.

كما يجب‌ التأكيد علي‌ الدور الحيوي‌ والهام‌ الذي‌ يضطلع‌ به‌ البيت‌ والمدرسة‌ والمؤسسات‌ في‌ التنشئة‌ الاجتماعية‌ لتحقيق‌ التكامل‌ بينهما وبين‌ وسائل‌ الاعلام‌ المختلفة‌.

وفوق‌ هذا أو ذاك‌، تحصين‌ الاطفال‌ بالمفاهيم‌ والقيم‌ والمُثل‌ والمبادي‌ء الاسلامية‌ وغرس‌ ملكة‌ الانتقاء لديهم‌ لمواجهة‌ الاعلام‌ الوافد علينا من‌ الخارج‌ عبر القنوات‌ الفضائية‌ الدولية‌ ووسائل‌ البث‌ المباشر من‌ الافكار والقيم‌ التي‌ لاتتفق‌ مع‌ عقيدة‌ مجتمعاتنا الاسلامية‌.

ومن‌ المقترحات‌ التي‌ نراها ضرورية‌ لتوعية‌ الطفل‌ اعلامياً، هي‌:

اولاً: اطلاق‌ حرية‌ الصغار في‌ التعبير عن‌ افكارهم‌ وآرائهم‌ واكتشاف‌ مواهبهم‌ وتنميتها وذلك‌ بمشاركتهم‌ في‌ تحرير المواد الاعلامية‌ التي‌ توجه‌ اليهم‌.

ثانياً: خلق‌ وعي‌ شامل‌ عند الا´باء والامهات‌ حول‌ اهمية‌ القراءة‌ لابنائهم‌ لحثّهم‌ علي‌ التعامل‌ مع‌ المكتبات‌ وتنمية‌ قدراتهم‌ عليها باعتبارها وسيلة‌ هامة‌ من‌ وسائل‌ اكتساب‌ المعارف‌ والمعلومات‌، وبذلك‌ تتعاضد كافة‌ الجهود للقضاء علي‌ امية‌ الطفل‌.

ثالثاً: الابتعاد عن‌ المواد الاعلامية‌ التي‌ تحتوي‌ علي‌ سلوكيات‌ عدوانية‌ أو اخبار الجريمة‌ والجنس‌ التي‌ تثير غرائزهم‌، والاهتمام‌ بنشر الرسائل‌ الاعلامية‌ التي‌ تدعم‌ روابط‌ التآلف‌ والتآخي‌ والوفاء والاخلاص‌ بين‌ ابناء المسلمين‌.

رابعاً: اجراء البحوث‌ والدراسات‌ الميدانية‌ التي‌ تقوم‌ باستطلاع‌ آراء الاطفال‌ والمربّين‌ عن‌ مضمون‌ صحف‌ الاطفال‌ وطرق‌ اخراجها، والاستفادة‌ من‌ نتائج‌ هذه‌ الدراسات‌ وضرورة‌ التعاون‌ المثمر والبنّاء بين‌ الخبراء والمتخصصين‌ .

خامساً: توفير الامكانات‌ المادية‌ والفنية‌ اللازمة‌ لاصدار صحف‌ الاطفال‌ حتي‌ تضمن‌ لها البقاء والاستمرارية‌ مع‌ تهيئة‌ المناخ‌ المناسب‌ لعملية‌ الصدور.

سادساً: في‌ حالة‌ عدم‌ القدرة‌ علي‌ تأمين‌ الاطر الابداعية‌ والفنية‌ والبشرية‌ وتوفير الامكانات‌ المادية‌ والتقنية‌ لاصدار مجلة‌ للاطفال‌، فانه‌ من‌ الافضل‌ تكريس‌ الجهود لدعم‌ مجلات‌ الاطفال‌ الاخري‌ ذات‌ التوجّه‌ الاسلامي‌ لمساعدتها علي‌ الاستمرار في‌ الصدور.

توعية‌ الطفل‌ وتثقيفه‌

فلابد والحال‌ هذه‌، التأكيد علي‌ اهمية‌ تنشئة‌ الطفل‌ المسلم‌ علي‌ الايمان‌ بالله وتقوية‌ اعتباره‌ بالانتماء الحضاري‌ الاسلامي‌ وتحصينه‌ ضد عوامل‌ الانحراف‌، خاصة‌ بعد ان‌ اصبح‌ الفكر الاجنبي‌، مصدراً اساسياً لمجلات‌ الاطفال‌ واصبحت‌ شخصيات‌ المغامرات‌ الخيالية‌ الغربية‌ أبطالاً لقصصنا ونماذج‌ يحاكيها اطفالنا المسلمون‌.

وبالرغم‌ من‌ غزارة‌ وثراء تراثنا الاسلامي‌، وعظمة‌ مصادره‌ وتنوّع‌ فنونه‌ وثقافاته‌ وعمق‌ اصالته‌، الا اننا في‌ العالم‌ الاسلامي‌ لم‌ نحقّق‌ الافادة‌ المُثلي‌' منه‌ فيما يتصل‌ باعلام‌ الطفل‌ وصحافة‌ الصغار، ولم‌ ننهل‌ بما فيه‌ الكفاية‌ من‌ هذا الرافد الذي‌ لاينقطع‌ في‌ تثقيف‌ اطفالنا وتوعيتهم‌، بل‌ علي‌ النقيض‌ من‌ ذلك‌ أتجهنا الي‌ ثقافات‌ غريبة‌ علينا، ننقل‌ حرفياً منها ونقتبس‌ من‌ شخصياتها الادبية‌ والفنية‌ لنرسم‌ لاطفالنا صورة‌ الانسان‌ وحكايات‌ البطولة‌.

ولان‌ الانسان‌ في‌ مرحلة‌ الطفولة‌ يعتبر صنيعة‌ للثقافة‌ والبيئة‌ الثقافية‌ التي‌ يعيش‌ فيها، فان‌ الطفل‌ يتأثر بشكل‌ ملحوظ‌ بما يحيط‌ من‌ مؤثرات‌ ثقافية‌ مسموعة‌ ومقروءة‌ أو مرئية‌ فيتفاعل‌ معها ويسير في‌ ظل‌ نسقها حتي‌ يصبح‌ من‌ الصعب‌ عليه‌ التخلّص‌ من‌ آثارها كلياً أو جزئياً لانها قد صارت‌ جزءاً من‌ بنيان‌ سلوكه‌، وعنصراً اساسياً لصياغة‌ فكره‌ وأسلوب‌ تفكيره‌ في‌ مواجهة‌ مواقف‌ الحياة‌ المختلفة‌.

النشاط‌ الترفيهي‌ للطفل‌ والبديل‌ الاسلامي‌

من‌ العوامل‌ التي‌ تعوّق‌ بناء شخصية‌ الطفل‌ المسلم‌، الاعلام‌ الفاسد ومناهج‌ التربية‌ المشوهة‌ وصحبة‌ السوء.

والمنهج‌ الاسلامي‌ يوجب‌ ابعاد الطفل‌ عن‌ برامج‌ الاعلام‌ والمناهج‌ الفاسدة‌ وأصدقاء السوء، وتوظيف‌ المنهج‌ الاسلامي‌ يكون‌ بـ :

1 ـ تقوية‌ جهاز المناعة‌ لدي‌ الطفل‌، وذلك‌ من‌ خلال‌ التربية‌ الايمانية‌ والعقلية‌ والبدنية‌ والنفسية‌ والاجتماعية‌.

2 ـ ايجاد البديل‌ الاعلامي‌ والتربوي‌، لان‌ النفس‌ ان‌ لم‌ تشغلها بالطاعة‌ شغلتك‌ بالمعصية‌.

وتعتبر الرسوم‌ المتحركة‌ من‌ اهم‌ واخطر المواد الاعلامية‌ التلفزيونية‌ بالنسبة‌ للطفل‌، لما لها من‌ تأثير مباشر وفعّال‌ علي‌ الكثير من‌ نواحي‌ انشطته‌ الترويحية‌ والمعرفية‌ والفكرية‌ والنفسية‌، كما تأتي‌ علي‌ رأس‌ قائمة‌ البرامج‌ المستوردة‌ للاطفال‌.

والحديث‌ يتكرّر عن‌ اثر التيار الاعلامي‌ علي‌ اطفال‌ المسلمين‌، وكيف‌ يواجه‌ هؤلاء الاطفال‌، عالم‌ الغد في‌ ظل‌ ثورة‌ المعلومات‌ وتحوّل‌ العالم‌ الي‌ قرية‌ صغيرة‌ بفضل‌ وسائل‌ الاتصال‌ المتقدمة‌، وماذا نقدّم‌ لاطفالنا كبديل‌ للمستورد، ذلك‌ البديل‌ الذي‌ نحرص‌ علي‌ ان‌ يتضمن‌، القيم‌ والمُثُل‌ الاسلامية‌ النبيلة‌، ففي‌ كل‌ يوم‌ تنشط‌ عقول‌ المختصين‌ والمهتمين‌ بالطفولة‌ لايجاد البديل‌ الاسلامي‌ من‌ الرسوم‌ المتحركة‌، وتثمر التجارب‌ عن‌ عدة‌ اعمال‌، لكنها لاتسدّ الفراغ‌ في‌ وجه‌ السيل‌ المستورد من‌ البرامج‌ والافلام‌.

وبالرغم‌ من‌ ان‌ المسلمين‌ قد دخلوا متأخرين‌ في‌ مجال‌ صناعة‌ الافلام‌ المتحركة‌، التي‌ سبقهم‌ اليها العالم‌ الغربي‌ بسنوات‌ كثيرة‌، في‌ وقت‌ تقدمت‌ فيه‌ وسائل‌ الاتصال‌ تقدماً مذهلاً.

الاّ ان‌ المستقبل‌ يدعو الي‌ التفاؤل‌ في‌ هذا المضمار وهذا ما نسمعه‌ كل‌ يوم‌ عن‌ مخلصين‌ قرّروا خوض‌ التجربة‌ وحمل‌ مسؤولية‌ انتاج‌ افلام‌ كارتون‌ اسلامية‌ هادفة‌.

المراجع‌

1) تحقيق‌ بعنوان‌ «الكبار يناقشون‌ صحافة‌ الصغار» مجلة‌ الاصلاح‌ الاماراتية‌، العدد 312 .

2) «الطفولة‌ السليمة‌ في‌ الاعلام‌ السليم‌» طارق‌ البكري‌ ـ لبنان‌.

3) «الطفولة‌ والبرامج‌ الفاسدة‌» رجاء حسام‌ الدين‌ ـ لبنان‌.

4) «التيار الاعلامي‌ وأثره‌ علي‌ الصغار» عيسي‌' جعفري‌ ـ البحرين‌.

5) «الطفولة‌ المعاصرة‌ والخطاب‌ الاعلامي‌» فاطمة‌ العبدي‌ ـ الكويت‌.
alfrasha
alfrasha
الرسوم المتحركة و أثرها على تنشئة الأطفال

الرسوم المتحركة و أثرها على تنشئة الأطفال


مدخل:

يلعب الإعلام في عصرنا دوراً هاماً في صياغة الأفراد والمجتمعات، ذلك أنه أصبح أداة التوجيه الأولى التي تَرَاجَع أمامها دور الأسرة وتقلص دونها دور المدرسة، فأصبحت الأسرة والمدرسة في قبضة الإعلام، يتحكم فيها..توجيهاً للأدوار.. ورسماً للمسار... ولما كان التلفاز يقدم المادة المرئية والمسموعة والمقروءة معاً.. كان أكثر وسائل الإعلام نفيراً، و أعظمها تأثيراً، ولما كانت الطفولة ناشدة للهو والترفيه، قابلة للانقياد والتوجيه، وجدت في التلفاز بديلاً مؤنساً عن أُمٍّ تخلت أو أبٍ مشغول(1)، فأصبحت "مشاهدة التلفزيون ثاني أهم النشاطات في حياة الطفل بعد النوم"(2)، بل أثبتت إحدى الدراسات أن نسبة 30% من أطفال أحد أكبر المدن الإسلامية من حيث عدد السكان(3)يقضون أمام شاشات التلفزيون وقتاً أطول مما يقضونه في مدارسهم: "عندما يكمل الطفل دراسته الثانوية يكون قد قضى 22 ألف ساعة من وقته أمام شاشة التلفزيون و11 ألف ساعة فقط في غرف الدراسة"(4)، كما بينت الدراسة أن الرسوم المتحركة تمثل نسبة 88% مما يشاهده الأطفال(5).

إن أهمية دراسة أثر الرسوم المتحركة على الأطفال لا تأتي فقط من كونها تشكل النسبة الأعلى لما يشاهدونه، بل تأتي كذلك من أن قطاعاً كبيراً ـ من الآباء الملتزمين والأمهات الصالحات ـ لا ينتبه لخطورة أثرها على الأطفال، فيلجأ إلى شغل أوقات الصغار بها هرباً من عُري الفضائيات وتفسخها والتماساً لملاذ أمين و حصنٍ حصين.. يجد فيه الأمن على أبنائه، وتأتي كذلك من سرعة تفاعل الأطفال مع مادتها وشدة حرصهم على متابعتها.. وزيادة ولعهم بتقليد أبطالها، "إن أشرطة الأطفال وخاصة الرسوم المتحركة تعمل عملها في تلقين الطفل أكبر ما يمكن من معلومات، وأشرطة الفيديو والتسجيلات تنفذ محتوياتها إلى سمع الطفل وفؤاده وتنقش فيه نقشاً(6)، والطفل يأخذ ويتعلم ويتفاعل بسرعة مذهلة، "إن حصيلة ما يتلقفه الطفل من معلومات ما بين ازدياده ـ أي بعد الفطام ـ إلى سن البلوغ (الرابعة عشرة) تفوق كل ما يتلقاه بعد ذلك من علم ومعرفة بقية عمره مهما امتد عشرات السنين"(7)، إذا وضعنا هذا في الحسبان، فلا عجب أن يعتبر كثيرٌ من علماء الاجتماع تجارب الطفولة محدداً أساسياً من محددات السلوك البشري.

أولاً: إيجابيات مشاهدة الرسوم المتحركة:

إن مشاهدة الرسوم المتحركة تفيد الطفل في جوانب عديدة، أهمها أنها:

تنمي خيال الطفل، وتغذي قدراته(8)، إذ تنتقل به إلى عوالم جديدةلم تكن لتخطر له ببال، وتجعله يتسلق الجبال ويصعد الفضاء ويقتحم الأحراش ويسامر الوحوش، كما تعرفه بأساليب مبتكرة متعددة في التفكير والسلوك.

تزود الطفل بمعلومات ثقافية منتقاة وتسارع بالعملية التعليمية(9): فبعض أفلام الرسوم المتحركة تسلط الضوء على بيئات جغرافية معينة، الأمر الذي يعطي الطفل معرفة طيبة.. ومعلومات وافية، والبعض الآخر يسلط الضوء على قضايا علمية معقدة ـ كعمل أجهزة جسم الإنسان المختلفة ـ بأسلوب سهلٍ جذاب، الأمر الذي يكسب الطفل معارف متقدمة في مرحلة مبكرة.

تقدم للطفل لغة عربية فصيحة ـ غالباً ـ، لا يجدها في محيطه الأسري، مما ييسر له تصحيح النطق وتقويم اللسان وتجويد اللغة، وبما أن اللغة هي الأداة الأولى للنمو المعرفي فيمكن القول بأن الرسوم المتحركة ـ من هذا الجانب ـ تسهم إسهاماً مقدراً غير مباشر في نمو الطفل المعرفي.

تلبي بعض احتياجات الطفل النفسية و تشبع ـ له ـ غرائز عديدة مثل غريزة حب الاستطلاع؛ فتجعله يستكشف في كل يوم جديداً، وغريزة المنافسة والمسابقة فتجعله يطمح للنجاح و يسعى للفوز.

ثانياً: سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة:

لمشاهدة الرسوم المتحركة سلبيات عديدة أهمها:

سلبيات التلفاز: بما أن التلفاز هو وسيلة عرض الرسوم المتحركة؛ فمن الطبيعي أن تشارك الرسوم المتحركة التلفاز سلبياته والتي من أهمها:

(1) التلقي لا المشاركة: ذلك أن التلفاز يجعل الطفل "يفضل مشاهدة الأحداث والأعمال على المشاركة فيها"(10) ـ خلافاً للكمبيوتر الذي يجعل الطفل يفضل صناعة الأحداث لا المشاركة فيها فقط ـ ولعل هذا الأثر السالب لجهاز التلفاز هو الذي يفسر لنا لماذا قنع الكثيرون ـ في أمتنا الإسلامية ـ بالمشاهدة دون المشاركة.

(2) إعاقة النمو المعرفي الطبيعي(11): ذلك أن المعرفة الطبيعية هي أن يتحرك طالب المعرفة مستخدماً حواسه كلها أو جلها، ويختار ويبحث ويجرب ويتعلم (قل سيروا في الأرض فانظروا.. )، لكن التلفاز ـ في غالبه ـ يقدم المعرفة دون اختيار ولا حركة، كما أنه يكتفي من حواس الطفل بالسمع والرؤية، ولا يعمل على شحذ هذه الحواس وترقيتها عند الطفل، فلا يعلمه كيف ينتقل من السماع المباشر للسماع الفعّال، من الكلمات والعبارات إلى الإيماءات والحركات، ثم إلى الأحاسيس والخلجات.

(3) الإضرار بالصحة: فمن المعلوم أن الجلوس لفترات طويلة واستدامة النظر لشاشة التلفاز لها أضرارها على جهاز الدوران والعينين.

(4) تقليص درجة التفاعل بين أفراد الأسرة: "إن أفراد الأسرة كثيراً ما ينغمسون في برامج التلفزيون المخصصة للتسلية لدرجة أنهم يتوقفون حتى عن التخاطب معاً"(12).

تقديم مفاهيم عقدية وفكرية مخالفة للإسلام: إن كون الرسوم المتحركة موجهة للأطفال لم يمنع دعاة الباطل أن يستخدموها في بث أفكارهم، وللتدليل على ذلك نذكر مثال الرسوم المتحركة الشهيرة التي تحمل اسم "آل سيمسونز The Simpsons لصاحبها مات قرونينق Matt Groening، الذي صرّح أنه يريد أن ينقل أفكاره عبر أعماله بطريقة تجعل الناس يتقبلونها، وشرع في بث مفاهيم خطيرة كثيرة في هذه الرسوم المتحركة منها: رفض الخضوع لسلطة (الوالدين أو الحكومة)، الأخلاق السيئة والعصيان هما الطريق للحصول على مركز مرموق، أما الجهل فجميل والمعرفة ليست كذلك، بيد أن أخطر ما قدمه هو تلك الحلقة التي ظهر فيها الأب في العائلة Homer Simpson وقد أخذته مجموعة تسمي نفسها (قاطعي الأحجار)!! عندما انضم لهم الأب، وجد أحد الأعضاء علامة في الأب رافقته منذ ميلاده، هذه العلامة جعلت المجموعة تقدسه و تعلن أنه الفرد المختار، ولأجل ما امتلكه من قوة ومجد، بدأ Homer Simpson يظن نفسه أنه الرب حتى قال: "من يتساءل أن هناك رباً، الآن أنا أدرك أن هناك رباً، وأنه أنا"، ربما يقول البعض أن هذه مجرد رسوم متحركة للأطفال.. تسلية غير مؤذية، لكن تأثيرها على المستمعين كبير مما يجعلها حملة إعلامية ناجحة..تلقن السامعين أموراً دون شعورهم..وهذا ما أقره صانع هذه الرسوم المتحركة"(13).

كذلك تعمد بعض الرسوم المتحركة إلى السخرية من العرب والمسلمين، ومثال ذلك بعض حلقات برنامج الرسوم المتحركة المعروف باسم سكوبي دو "Scobby Doo " والمملوك لـ William Hanna و Joseph Barbera الذَين طبّقت شهرتهما الآفاق بعد نجاح رسومهما المتحركة "توم أند جيري"، في إحدى الحلقات "يفاخر ساحر عربي مسلم عندما يرى اسكوبي بقوله : "هذا ما كنت أنتظره تماماً، شخصٌ أمارس سحري الأسود عليه"، ويبدي الساحر المسلم رغبته في تحويل سكوبي إلى قرد، لكن السحر ينقلب على الساحر ويتحول الساحر نفسه إلى قرد، ويضحك سكوبي وهو يتحدث مع نفسه قائلاً: "لا بد أن ذلك الساحر المشوش ندم على تصرفاته العابثة معنا"، ومرة أخرى في حلقة سكوبي دو تقوم مومياء مصرية بمطاردة سكوبي ورفاقه. ويرتابون في أن المومياء نفسها حولت صديقهم الدكتور نسيب ـ العربي المسلم ـ إلى حجر، وفي النهاية يستميل سكوبي المومياء ويلقي بها في إحدى شباك كرة السلة، ولكن عندما يكشف النقاب عن المومياء يجد أنها ـ لدهشة سكوبي ـ لم تكن مومياء بل الدكتور نسيب نفسه الذي أراد سرقة قطعة عملة ثمينة من سكوبي متنكراً في زي مومياء، أي أن سكوبي يريد إنقاذ مسلم يود سرقته، لقد بلغ المسلم هذا الحد من الرداءة "(14).

العنف والجريمة: إن من أكثر الموضوعات تناولاً في الرسوم المتحركة الموضوعات المتعلقة بالعنف والجريمة، ذلك أنها توفر عنصرى الإثارة والتشويق الذَيْن يضمنا نجاح الرسوم المتحركة في سوق التوزيع، ومن ثم يرفع أرباح القائمين عليها، غير أن مشاهد العنف والجريمة لا تشد الأطفال فحسب، بل تروّعهم، "إلا أنهم يعتادون عليها تدريجياً، ومن ثم يأخذون في الاستمتاع بها و تقليدها، ويؤثر ذلك على نفسياتهم واتجاهاتهم التي تبدأ في الظهور بوضوح في سلوكهم حتى في سن الطفولة، الأمر الذي يزداد استحواذاً عليهم عندما يصبح لهم نفوذ في الأسرة والمجتمع"(15)، وقد أكدت دراسات عديدة أن هناك ارتباطاً "بين العنف التلفزيوني والسلوك العدواني، ومن اللافت للنظر اتفاق ثلاثة أساليب بحثية هي : الدراسة المختبرية، والتجارب الميدانية، والدراسة الطبيعية على ذات النتيجة العامة، وهي الربط بين العدوان ومشاهدة التلفزيون حيث يتأثر الجنسان بطرق متشابهة"(16)، وقد عانت المجتمعات الغربية من تفشي ظاهر العنف، ونقلت وسائل الاعلام ـ ولا تزال تنقل ـ أخبار حوادث إطلاق النار في المدارس، والسبب ـ كما أخبر مراهق روماني اختطف طفلا عمرة 11 عاماً وضربه حتى الموت ـ هو مشاهدة شيء مشابه على شاشة التلفزيون (17).

إشباع الشعور الباطن للطفل بمفاهيم الثقافة الغربية: إن الطفل عندما يشاهد الرسوم المتحركة التي هي ـ في غالبها ـ من إنتاج الحضارة الغربية، لا يشاهد عرضاً مسلياً يضحكه ويفرحه فحسب، بل يشاهد عرضاً ينقل له نسقاً ثقافياً متكاملاً يشتمل على:

(1) أفكار الغرب: إن الرسوم المتحركة المنتجة في الغرب مهما بدت بريئة ولا تخالف الإسلام، إلا أنها لا تخلو من تحيز للثقافة الغربية، هذا التحيز يكون أحياناً خفياً لا ينتبه إليه إلا المتوسمون، يقول الدكتور عبد الوهاب المسيري: "فقصص توم وجيري تبدو بريئة ولكنها تحوي دائماً صراعاً بين الذكاء والغباء، أما الخير والشر فلا مكان لهما وهذا انعكاس لمنظومة قيمية كامنة وراء المنتج، وكل المنتجات الحضارية تجسد التحيز"(18)، و الرسوم المتحركة في أكثر الأحيان تروج للعبثية وغياب الهدف من وراء الحركة و السلوك، والسعي للوصول للنصر والغلبة ـ في حمي السباق والمنافسة ـ بكل طريق، فـ(الغاية تبرر الوسيلة)، كما تعمل على تحريف القدوة وذلك بإحلال الأبطال الأسطوريين محل القدوة بدلاً من الأئمة المصلحين والقادة الفاتحين، فتجد الأطفال يقلدون الرجل الخارق Super man ، والرجل الوطواط Bat man ، والرجل العنكبوت Spider man ، ونحو ذلك من الشخصيات الوهمية التي لا وجود لها، فتضيع القدوة في خضم القوة الخيالية المجردة من بعدٍ إيماني.

(2) روح التربية الغربية: إننا إن تجاوزنا عن ترويج الرسوم المتحركة للأفكار الغربية، فلا مجال للتجاوز عن نقلها لروح التربية الغربية، يقول الدكتور وهبة الزحيلي: "أما برامج الصغار وبعض برامج الكبار فإنها تبث روح التربية الغربية، وتروج التقاليد الغربية، وترغب بالحفلات والأندية الغربية"(19)، ذلك أنها لا تكتفي بنقلها للمتعة والضحكة والإثارة بل تنقل عادات اللباس من ألوان وطريقة تفصيل وعري وتبرج، وعادات الزينة من قصة شعر وربطة عنق، ومساحيق تجميل، وعادات المعيشة من ديكور وزخرفة، وطريقة أكل وشرب، وثمل ونوم وحديث وتسوق ونزهة، وعادات التعامل من عبارات مجاملة واختلاط، وعناق وقبلات، ومخاصمة وسباب وشتائم، ونحو ذلك من بقية مفردات النسق الثقافي الغربي.

هذا النسق الثقافي المغاير يتكرر أمام الطفل كل يوم فيألفه و يتأثر به، ويطبقه في دائرته الخاصة، حتى إذا ما تكاملت شخصيته لم يجد منه فكاكاً فصار نهجاً معلناً ورأياً أصيلاً لا دخيلاً!! ـ كيف لا؟ وقد عرفه قبل أن يعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا ـ فلا يجد حرجاً في الدفاع عنه والدعوة إليه بل والتضحية من أجله.

ثالثاً: المخرج والعلاج:

لتلافي سلبيات مشاهدة الرسوم المتحركة يجب الاهتمام بالآتي:

تعميق التربية الإسلامية في نفوس الأطفال: فالحق أبلج والباطل لجلج.. ومتى وجد الطفل الفكرة الصحيحة.. وقعت في نفسه موقعاً طيباً.. ذلك أنه وُلد على الفطرة، والإسلام هو دين الفطرة.. والأفكار المنحرفة لا تسود إلا في غياب الفكرة الصحيحة.. "فإذا جرى تقديم منظور إسلامي عن طريق تثقيف الأطفال وتعليمهم عن القيم الإسلامية ودستور الحياة الإسلامي، فإنهم سيكتسبون موقفاً مبنياً على تقييمٍ ناقد لوسائل الإعلام من وجهة نظر إسلامية، ويمكن تقديم هذا النوع من التربية ذات التوجه الإسلامي في الأسرة والمدرسة وكذلك في المرافق الموجودة في المجتمع"(20). "وإذا قدم الآباء للأطفال نموذج دور لسلوك إسلامي منضبط، وأوضحوا للأطفال أن الجرائم والعنف والحياة المنحلة أمور غير مرغوب فيها، فإن الأطفال يكبرون وهم يحملون مواقف إيجابية، ويتحلون بنفسية تحميهم من الآثار السالبة لوسائل الإعلام، إن أفضل السبل لإبطال تأثير التلفزيون هو قيام الآباء والمعلمين بتثقيف الأطفال وتهذيبهم"(21)، "إن الأسرة والمجتمع يمكن أن يسهما في صياغة قالب لموقف عقلي إيجابي وظاهرة نفسية بناءة في الأطفال، ولهذا الدور أبعاد متعددة هي:

أولاً: البعد الأسري: على الآباء وأفراد الأسرة إعلام الأطفال عن القيم الإسلامية بأسلوب يستطيع الأطفال إدراكه، كما يجب إبراز النماذج الاسلامية للأدوار في وقت مناسب بأسلوب لائق.

ثانياً: يجب أن تتخذ ترتيبات من كتب جرى تأليفها من منظور إسلامي، وإذا لم يتم ذلك في المدارس، كما هو الحال في المجتمعات غير الإسلامية، فبالإمكان تنظيم حصص لدروس إسلامية في عطلة نهاية الأسبوع، أو ربما يمكن تنظيم دروس خاصة في البيت بطريقة ناجعة، ويقتضي دعم التلقين الشفوي الذي يمارسه الآباء وأفراد الأسرة بمواد للمطالعة عندما يبلغ الأطفال هذا السن.

ثالثاً: إن ممارسة المعايير المزدوجة أمر بالغ الضرر ومن ثم يجب تفاديه إذ سيعمد الأطفال بطبيعة الحال إلى تقليد الآباء، ومن ثم فإن تعليم الأطفال الأمور التي لا يمارسها الآباء لن يعود بأية فائدة، وعلى الآباء أن يقدموا أنفسهم كنماذج أدوار قابلة للتكيّف"(22).

تقليل مدة مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة: إن مشاهدة الأطفال للرسوم المتحركة ـ وللتلفاز عموماً ـ ينبغي أن لا يتجاوز متوسطها 3 ساعات أسبوعياً، هذه الفترة المتوسطة تعلم الطفل كيف يختار بين البدائل الموجودة، وتعلمه الاتزان والتخطيط وكيفية الاستفادة من الأوقات. كما أنها ـ إذا أُحسن الاختيار ـ تدفع عنه سلبيات التلفاز والرسوم المتحركة المذكورة آنفاً.

إيجاد البدائل التي تعمق الثقافة الإسلامية: وذلك بدعم شركات إنتاج الرسوم المتحركة التي تخدم الثقافة الاسلامية وتراعي مقومات تربيتها، ولا تصادم غزائز الطفل بل توجهها وجهتها الصحيحة:

فغريزة الخوف يمكن أن توجه إلى خشية الله وتقواه ومراقبته، والحذر من ارتكاب الجريمة، والحياء من الإقدام على المنكرات، وغريزة حب الاستطلاع يمكن أن توجه إلى الوقوف على آثار قدرة الله في السموات والأرض والآفاق، وإلى حكمة الله وتقديره لأمر المخلوقات والكائنات، وغريزة المنافسة: يمكن أن توجه للمسارعة في الفضائل، والمسابقة في تحصيل العلم والمعارف، وشغل الفراغ بالنافع.

وعواطف الطفل يمكن أن توجه نحو حب الانتماء للحضارة الإسلامية بكل خصائصها الدينية وقيمها الأخلاقية ومكوناتها اللغوية والتاريخية. وبغض الكفر والإلحاد.

وغريزة التقليد والبحث عن القدوة يمكن أن توجّه للتأسي بالرسول صلى الله عليه وسلم، وصحابته الكرام، والأئمة المصلحين، والقادة الفاتحين على مر العصور... وهكذا كل الغرائز توجه إلى وجهتها الصحيحة.. تحقيقاً للإيمان.. واتساقاً مع الفطرة.

خاتمة:

إن تأثير الرسوم المتحركة على الأطفال كبير خطير، ذلك أن لها إيجابيات وسلبيات، تعمل كل واحدة منهن عملها في الطفل، غير أن المسجد والأسرة والمدرسة إن أُحسن استغلالهم.. و تكاملت أدوارهم.. يمكن أن يلعبوا دوراً رائداً في التقليل من خطرها.. والتبصير بأوجه ترشيد استخدامها.. لتكون عنصر نماء، و سلاح بناء.. وسلم ارتقاء إلى كل ما يحبه الله و يرضاه من سبق وريادة.. وإدارة وقيادة.. ومنعة وسيادة.




الهوامش

* الشيخ نزار محمد عثمان
المصدر / http://www.meshkat.net/
المراجع


(1) يقول أمير الشعراء أحمد شوقي في قصيدة المعلم الشهيرة:
ليس اليتيم من انتهى أبواه من هم الحياة وخلّفاه ذليلا
إن اليتيم هو الذي تلقى له أماً تخلت أو أباً مشغولا
(2) وسائل الإعلام والأطفال وجهه نظر إسلامية، د. أبو الحسن صادق، ص 1.
(3) هي مدينة كراتشي الباكستانية.
(4) المرجع السابق، نقلاً عن Jack G. Shaheen, The Arab TV , University of Popular Press, Ohio, 1984, P21
(5) وسائل الإعلام والأطفال، مرجع سابق، ص 16.
(6) في أية مرحلة تبدأ التربية، الأستاذ عبد الهادي أبو طالب، ص 4.
(7) المرجع السابق، ص4.
(8) قضايا الطفل في المجتمعات المعاصرة، د. محمد فاروق النبهان، ص 8.
(9) وسائل الإعلام والأطفال، مرجع سابق.
(10) نظرة إسلامية حول تربية الطفل وحمايته في القرن الواحد والعشرين، د. علي أوزاك، ود. محمد فاروق بيراقدار، ص 20.
(11) وسائل الاعلام والأطفال، مرجع سابق، ص 3.
(12) المرجع السابق، ص 3.
(13) How the world has been controlled مقال مترجم عن الإنجليزية.
(14) وسائل الإعلام والأطفال مرجع سابق، نقلاً عن Jack G Shaheen, The Arab TV, Bowling Green State Popular Press, Ohio, 1984, P 25.
(15) وسائل الإعلام والأطفال رؤية اسلامية، مرجع سابق، ص 5.
(16) المرجع السابق، ص7.
(17) انظر صحيفة Malay Mail عدد 27 مايو عام 1997م.
(18) مجلة الإسلام وفلسطين، العدد 55، حوار مع الدكتور عبد الوهاب المسيري، حاوره ممدوح الشيخ.
(19) قضية الأحداث، د. وهبة الزحيلي، ص 6.
(20) وسائل الإعلام والأطفال، مرجع سابق، ص 14.
(21) المرجع السابق، ص 23.
(22) المرجع السابق، ص 26.
**النجاوي**
**النجاوي**
الفراشة:)
خلاص تم السبت
السبت
ونحن نقدر نقول
لا
الله يعطيك الف عافيه
وعالقوه يارب
وانا في انتظارك
alfrasha
alfrasha
النجاوي طبعا امزح معاك بس هاة يكفي للموضوع حق ثقافة الطفل والا بعد
بس زي ما قلت لك موضوع الوحدة راح اكتبة بنفسي من كتاب وش رايك ؟