ومض

ومض @omd_1

عضوة نشيطة

أطفالنا بين غياب القدوة.. وتفريط الراعي (وإهمال الأمانة) .. ــ نماذج ــ

الأمومة والطفل


تأسرني رؤية طفل بكامل براءته التي فطره الله عليها.. ولكن هيهات أصبحت رؤية هؤلاء نادرة أو قليلة .. فقد اغتلنا تلك البراءة وشوهنا معالمها بأمور كثيرة .. قد يكون أقلها الهيئة واللباس والتقليعات ، .. لذا نعرض هنا بعض النماذج لإهمالنا وتفريطنا في تربية أطفالنا وفهم عالمهم والتعامل معه علَّنَا نعالج السبب والمسبب للاغتيالات المتكررة للراحلةبراءة ..

نماذج ...

*أطفالنا جُلهم إن لم نقل كلهم يكذبون .. كيف تعلموا الكذب وكيف عرفوا تزييف الحقائق وقد وُلِدُوا على الفطرة !! بكل بساطة يا سادة إنهم يستمعون للتناقض والتزييف من والديهم أو أحدهما فيثمر التعليم والغرس ينتج ..

*من الأطفال من يتلفظ كثيراً بألفاظ نابية أو قذرة .. ولا يجدون من يمنعهم أو يوجههم بل يقابلون بالابتسامة والإعجاب على الفصاحة وطلاقة اللسان ولو بسيئ الألفاظ ..

*البعض الآخر من أطفالنا تعلقت نفوسهم بسماع الغناء ومتابعة المسلسلات .. من السبب ؟؟ وكيف تعودوا عليها !! كان عندي طفلة تتأخر في الحضور للحلقة سألت أختها يوما لم تتأخر أختك ولا تحضر معك !! قالت أتيت وهي تشاهد المسلسل وستأتي بعد أن ينتهي !!!

من علمها ؟؟ من عودها !! من وجهها ؟؟ من رباها ؟؟ من أدبها وحفظها عما يخدش براءتها !!

*يترك الأطفال بل قد يرغمون على البقاء أمام جهاز الرائي أو الفيديو لمشاهدة الرسوم المتحركة .. بما في بعضها من اغتيال لبراءتهم .. ولما في بعضها الآخر من إعاقتهم عن مزاولة نشاطهم الطبيعي وحركتهم ولهوهم البرئ الذي يكون أحياناً كثيرة من أسباب قتل الإبداع والنبوغ والتفكير ..

*بعض الأطفال قد ينعم الله عليهم في مقابل فساد أهليهم أو إهمالهم بمعلمين ومعلمات صالحين وصالحات ويؤدون أدوارهم التربوية والتعليمية على أكمل وجه وبطبيعة الأطفال وفطرتهم يتقبلون ويتحمسون لما يغرس في نفوسهم وعقولهم الغضة .. ولكن المشكلة تكمن في عودتهم لمنازلهم ورؤيتهم المتناقضات بين ما تعلموه من خلق ودين وعلم وبين ما يرونه من أهليهم من تجاوز وتعدٍ لكل ما غرس معلميهم في أنفسهم الوقوف عنده وعدم تجاوزه .. وطبعا هم يرون والديهم قدوتهم ومثلهم الأعلى .. فبهذه التناقضات يعيش الطفل في دوامة ومتاهة لا أول لها ولا آخر .. متذبذب حائر ..لا استقرار لتفكيره ولا ثقة ولا اطمئنان لمن حوله .. وقد واجهنا تساؤلات الأطفال البريئة عن التناقضات التي يعيشونها ما بين (المنزل) الأسرة والتي تناقض تصرفاتها المدرسة وما يتلقون فيها من أخلاق وآداب ..فما ذنب هؤلاء الأطفال ليعيشوا الازدواجية ويعانوا منها منذ صغرهم !! ولم لا نمثل لأبنائنا قدوة صالحة ومثالا يحتذى به أو على الأقل نتجنب فعل السوء ولو أمامهم فقط ..

تقول إحدى الأخوات : كانت تأتيهم ابنة جارتهم الصغيرة وتمكث عندهم وقتاً من كل يوم ولمّا لاحظت هذه الصغيرة أن هذه الأخت لا تشاهد الرائي سألتها مستنكرة عن السبب فأخبرتها أنها لا تشاهده لأن الله لا يريد أن نشاهده ونسمع ما يكون فيه من موسيقى وغناء وقد أعدّ لنا في الجنة أفضل منها إذا تركناها .. المهم أن الطفلة علقت بمخيلتها الكلمات وتذكرت منزلها والتناقض بين من كانت تراهم قدوتها وبين ما سمعت من هذه الأخت !! عادت الطفلة لمنزلها وفي المساء كان أقاربها الشباب مجتمعين أمام الرائي ويقلبون في القنوات الفضائية بصخبها وضجيجها ومنكراتها فدخلت عليهم الطفلة تصرخ فيهم وتنادي بإغلاق الجهاز .. حاولوا ثنيها ولكنها ألحت وكانت تقول لهم حرام والله سيغضب منا ولن ندخل الجنة .. وهم يهدئونها ويحاولون إسكاتها ودون فائدة استمرت في إزعاجها لهم وتساءلوا عن المصدر الذي علمت منه أن الرائي والموسيقى لا يحبها الله فأخبرتهم بخبر جارتهم فما كان من والدتها إلا أن اتصلت بوالدة هذه الأخت وطلبت منها أن تُسكت ابنتها وتطلب منها أن تكف عن إخبار الطفلة بما يحبه الله وما يبغضه وأنها أزعجتهم بإنكارها تصرفاتهم !!! تقول محدثتي وبعد ذلك لم أرها إطلاقاً .. وسمعت عنها فيما بعد عندما كبرت مالا يسر مسلم غيور ..

*طفلة لم تبلغ السادسة كل حديثها عن الزواج والعريس والعروسة بغض النظر عن كونها تردد ما لا تدرك ماهيته ولكن لم تشغل طفلة بهذه الأمور الكبيرة والتي تغتال براءتها !.. وتسمع التعليقات عليها يمينا وشمالا من أقاربها بأحد الشباب المراهقين .. وكانت تستنكر .. وعندما سافر الشاب .. تأسفت عليه وقالت سافر قبل أن أتزوجه ..!!!

هذا أنموذج آخر لاغتيال براءة أطفالنا .. بل لانتهاكها..

*العام الماضي قرأت في منتدى الحصن النفسي موضوعا لمعلمة تطلب فيه الحل والطريقة الصحيحة للتعامل وإنقاذ طفلة في الصف الخامس الابتدائي تتعرض لتصرفات لا أخلاقية من ابن عمها الصغير .. والذي أظنها قالت تعلّم هذه التصرفات من الخادمة ..وهي ـ الطفلة ـ بدورها تنقلها لصديقاتها !!

أرأيتم أن براءة أطفالنا تغتال وتسلب منهم بسبب أقرب الناس لهم ..!!

فأين الوالدين ؟؟ كيف يغفل ويترك الأبناء لتغتال براءتهم بهذا الشكل المقزز !!!

*يحدث كثيراً شجار وخصام بين الوالدين على مرأى ومسمع من الأطفال .. والذين بدورهم تهتز ثقتهم بمصدر الأمان والثقة بالنسبة لهم ويصبح الأمر صعب على أذهانهم كثيرا أن تستوعبه فمن المخطئ والدهم الذي يسعى لأجلهم ويوفر لهم كل شئ أم والدتهم التي تحنو عليهم وتطعمهم وتلبسهم !!!

بل لا نبالغ إذا قلنا أن أكثر المشاكل النفسية للطفل سببها الوالدين .. وخاصة الخوف والقلق الذي يكون مصدره فقدان الطفل للشعور بالأمن بين أبويه.

*عند لحظة غضب من أحد الوالدين وغالبا الأم يسمع الأبناء تفريغ شحنات هائلة من الشتائم وإنكار فضل الأب وجميله طوال العمر ووصفه بكل قبيح وسيئ .. وذلك أحيانا كثيرة لحظة تهورٍ وغضب تزول سريعا عن الأم ولكن آثارها لا تزول في نفوس الأطفال الذين تغيرت نظرتهم المثالية لوالدهم ..!!

*تطالعنا بين فينة وأخرى ملابس وتقليعات غريبة صارخة لا تناسب إطلاقا براءة أطفالنا وتعاليم ديننا الفطرية ومع ذلك نصر على اغتيال براءتهم وجمالهم بتكفينهم بهذه الملابس.. وهنا أتساءل ما لجمال الذي يشاهده أولياء هؤلاء الأطفال بهذه التقليعات والموضات التي تغتال جمال الأطفال الحقيقي الذي يتجسد ببراءتهم ولو كان لباسهم يخلو من الغرابة والتقليعات!!!

*اصطحاب كثير من الأسر لأطفالها في أماكن الفساد واللهو وإطلاعهم على الفساد وتعويدهم عليه منذ الصغر .. كما أننا نخطئ كثيرا باصطحاب الأطفال للمناسبات أو الحفلات الاجتماعية التي تخالف تربيتنا لأطفالنا والتي تولد بعقولهم تناقضات بين ما يرون وما يغرس في نفوسهم .. فحفلات غناء ورقص وعري وضياع وقت ماذا ستكون نتائجها وآثارها على الأطفال ؟؟


وللحديث بقايا لعلكم تكملونها ..
19
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ام اليزيد
ام اليزيد
تسجيل حضور فقط لضيق الوقت

ولي عوده ان شاء الله
زهور برية
زهور برية
جزاك الله خيرا اختي ومض
موضوعك اكثر من رااااااائع
اصبتي بالراحله براءه فعلا براءة الاطفال اغتيلت اصبحنا لانفرق بين من عمره ست سنوات وبين من عمره عشرين سنه هل اعطاء الطفل مساحه من الحريه اكثر من المعقول من اساليب التربيه الصحيحه ؟ بحجة اننا نبني شخصيته
واذا اساء الطفل الادب قيل ان هذا من الذكاء والثقه بالنفس واثني علي والديه وعلي تربيتهم له
اصبحت تربيتنا لابناءنا تحاكي التربيه الغربيه غفلنا عن التربيه الاسلاميه الصحيحه , تربية المصطفى صلي الله عليه وسلم .
التربيه ليست بالامر الهين يعتمد عليها بناء شخصية كائن حي سيخرج للمجتمع ويواجه مشاكله متى يعي الاباء والمربين بعظم هذه المسؤوليه ؟
ومض
ومض
أم اليزيد .. حياك الله وبانتظار عودتك ..

مها الصحرى .. صدقت مهم للغاية وحساس .. فلا تبخلي علينا بتفاعلك الذي يخرج لنا دررك ..

زهور برية .. جزاك الله خير على الإضافة .. بالفعل التربية أمر عظظيم جداً وهو أساس بناء ونجاح المجتمعات ..
والأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق ..
وليت الأمهات يستشعرن عظم هذه المسؤولية الملقاة على عواتقهن .. ويتقين الله في الأمانة التي حملنها ..
ولا أبرئ ساحة الآباء فعليهم مثل ما على النساء ولو كانت المرأة هي الأكثر عبئا لتواجدها مع أطفالها باستمرار .. وعموما كلاهما مكمل للآخر ..

ولي عودة بإذن الله .. وبإنتظار تفاعل الباقيات الصالحات أمهات وغير أمهات فإعدا المرأة أهم عنصر في العملية التربوية ..
ام اليزيد
ام اليزيد
موضوعك غاليتي مهم جدا
وهو امر ملحوظ في هذا الزمن ............

تخيلي ......
بنت صغيره لم تتجاوز الثمان سنوات
تخرج امام ضيوف والدتها لتقدم فقره راقصه تتلوى على كل جنب مره
يصعب ان يصدق انها افكار طفلة
والأم تضحك فخوره بما ابدعته ابنتها
فهكذا تكون التربيه !!!!!!!!!!!!




وبيت آخر
فيه بنت صغيره
لا يفارق يدها جهاز الريموت
تقلب على كل قناة لدقيقه
والأم
لا حياة لمن تنادي


**********************
والله انه ليعصر القلب وجود مثل هؤلاء الأسر
وعند الغيره على هذا الدين وابداء النصح
تأتي الكلمات كاالقذائف الحارقة ((((( وش دخلك )))))

فكيف السبيل الى هؤلاء ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أثبـــاج
أثبـــاج
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أختي الغالية ومض
طرح قيم ورائع كبقية مواضيعك السابقة ..وما ذكرتِ من نماذج لتدمع لها العين ويحزن لها الفؤاد ..

نعم غابت التوعية في

الأسرة ، والمدرسة ، والإعلام

فغابت معها القدوة الصالحة ..

في داخل الأسرة الأب الذي هو المثل الأعلى يدخـــــــــــــــن ، و يتقلب مع القنوات الفضائية والإنترنت مغلقا على نفسه الباب هو وشهواتهِ معاً ،وإن ضاقت به الدنيا خرج ليقضي وقتا ممتعا في الأستراحات والأسواق ،،
والأم مشغولة بالحفلات وآخر خطوط الموضة والتقليد الأعمى والسهر مع صديقات السوء والقيل والقال وآخر الأخبار والأطفال الأبرياء مع مايسمونهُ الدادا او المربية الأجنبية ، ناهيكم عن الكذب والإسراف وفحش القول والدلال الزائد عن حده ...وما الى ذالك .

في المدرسة نجد المعلم غير محترم لمهنته يتأخر دائما ولسانهُ بذيء وكثير الصراخ من شيء او بدون شيء يزوال مهنته بروتين قاتل متناسيا او راميا أهداف التعليم وراء ظهره
والمناهج حدث ولا حرج ..

اما الإعلام فهو قدوة ..لكن سيئة يقدم لنا ليل نهارالعنف والقتل والجرائم المختلفة والعفن الفني للشهوات بإنواعه أكرمكم الله ..


غابت القدوة في الأماكن الرئيسية التي يتعايش فيها الأبناء يوميا وعلى مدار الساعة ..



أم تقول مفتخرة بين مجموعة من النساء :( لقد فرضت على ابنتي ذات الاربع عشرة ربيعا ان تنام يوميا بدون ملابس( والعياذ بالله) وربيتها على ذالك واقوم بدورة تفتيش بين الحين والآخر حتى اتأكد بإنها تطيعني ولا تعصي أمري ،، وعندما سُئلت لماذا تفرضين عليها ذالك قالت : حتى إذا تزوجت تكون قد خلعت ثوب الحياء المزري الذي عشتهُ مع ابيها في أول الايام لقد
عشت حياة كئيبة مع زوجي في شهر العسل بسبب خجلي وحيائي ..ولا اريد لإبنتي ان تكرر المآساة

ولا حول ولا قوة الا بالله



اما العلاج الرئيسي للمشكلة فهو ..


صلاح الوالدين


أسأل الله لنا ولكم الهداية والمغفرة وبارك الله فيك اختي ومض ولا رحمك الله الأجر