طغيان العبيد و ليس طغيان الأسياد...!

الملتقى العام

قال تعالى:

((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَـمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنتُم مُسلِمُونَ))(آل عمران: 102). ((يَا أَيٌّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِن نَفسٍ, وَاحِدَةٍ, وَخَلَقَ مِنهَا زَوجَهَا وَبَثَّ مِنهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيكُم رَقِيباً))(النساء: 1). ((يَا أَيٌّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَولاً سَدِيداً * يُصلِح لَكُم أَعمَالَكُم وَيَغفِر لَكُم ذُنُوبَكُم وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَد فَازَ فَوزاً عَظِيماً))




أيَّها المسلمون:
ففي زحمةِ هذه الحياة الدنيا، ونتيجةً لطول الأمل، ونسيانِ الآخرة، والشكَّ في لقاءِ اللهِ -سبحانه-، يستبدُ بعضُ الناس بما حباهم اللهُ به من المالِ والجاهِ والمنصب، أو من الملكِ والسلطان، حتى يصلَ بهم استبداُدهم إلى درجةِ الظلمِ والطغيان، متناسيَن أصلَ خلقتهِم، وأطواَر نشأتهِم، ويسنون مآلَهم ومصِيرهَم، ووقفوهَم بين يديَّ الله الواحدِ القهار، والقرانُ الكريم يشيرُ إلى تلكَ الحالةِ النشاز، التي يصلُ إليها الإنسانُ نتيجةً لجهلهِ وحماقته، وغرورِهِ وسفههِ، فيقول الله -تعالى-: ((كَلَّا إِنَّ الإنسَانَ لَيَطغَى * أَن رَآهُ استَغنَى))(العلق: 7، 6).
ثم يعقبُ بعد ذلكَ مباشرةً فيقول: ((إِنَّ إِلَى رَبِّكَ الرٌّجعَى))(العلق: 8).
فهو وعيدٌ وتهديد لأولئكَ الطغاة، بأنَّ المرجع والمآل سيكونُ إلى الله العزيِزِ الجبار، حيثُ تسقطُ الهالاتُ الكاذبة، والقيمُ الزائفة، ويتجرد الطغاةُ جميعاً من حولِهم وقوتهم، وقد علَموا أنَّ القوةَ للهِ جميعاً، وأنَّ الله شديدُ العذاب، والطغيان الذي يُحذُر منهُ القران قد يكونُ سببهُ: كثرةَ المالِ وسَعةَ الثراء، وقد يكونُ سببهُ: توليِّ السُلطة والإمارة، فأمَّا الطغياُن بسببِ المال: فصورتهُ حين يُجدُ الإنساُن نفسَهُ يوماً يتقلبُ في الثرواتِ الطائلة في هيئة أموالٍ,، أو أرصدة، أو في هيئةِ تجارة -من بيعٍ, أو شراء- أوفي هيئةِ جناتِ من نخيلٍ,، وزروعٍ,، وثمار، فيفتَتنُ الأحمقُ بمالهِ وبواسعِ ثرائهِ العريض. ويبدأُ في تصعيرِ خدهِ للناس، والتبخترِ في مِشيتهِ، وينسى حقَّ اللهِ في ماله، فلا يعبأُ بفقيرٍ, ومغرمٍ,، ولا أرملةٍ, ضعيفة، ولا يرقُ قلبهُ ليتيمٍ,، أو لذي حاجةٍ, ملهوف.
مقال لفضيلة الشيخ :
رياض بن محمد المسيميري

لمتابعة المقال كاملا :
أضغط هنا

المصدر المجلة الأسلامية الحرة
:7_5_131::7_5_131:

1
505

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

ملكة أخلاق
ملكة أخلاق
جزاك الله خير