إليك يا من ظلمتني :

الأدب النبطي والفصيح

الفصل الأول :

إحترام و تبجيل و ربما شيءٌ من الود ، هذا ما كنت أكنه لك في سالف الأيام : في بدايات تعارفنا.

كنت أرى فيك الرجل المثقف المتعلم الحضاري الذي لا يطرح موضوعا إلا ويوثقه بآية أو حديث

أو حتى مثل من أمثال العرب المشهورة . لطالما اندهشت من طلاقة لسانك و عفوية إجاباتك ، و

لكن هذا الإعجاب لم يدم طويلا فقد أصبحت ألاحظ عليك سوء إختيار الكلمات و الوقاحة في

كثير من الأحيان في أسلوبك و خصوصا بعدما توطدت علاقتي بك واقتربت منك أكثر ، فأصبحت

بالنسبة إليك قريبأ أو قل جليساً . اكتشفت فيك مالم أكن أراه من قبل و كأنني كنت فيما سبق كحال

من قال الشاعر عنهم ( عين الرضا عن كل عيب كليلةٌ ……….. ).

سبحان الله : أمام الناس الغرباء محترم و كلامك موزون ، مرحٌ وتحب الدعابة ، ولكنك ماإن تخلو بأقرب

الناس إليك و أعزهم عليك ( أهلك و أقرباؤك ) حتى تنقلب إلى آلة نقد هدامة و جهاز إنذار ذا صوتٍ

فظيع ، لا يستطيع الجالس أمامك سوى السكوت و طأطأة الرأس ليسلم من لسانك اللاذع و تعليقاتك

السخيفة ، إنك والله كما قال صلى الله عليه وسلم ( والله لا يؤمن والله لا يؤمن من لا يأمن جاره بوائقه)

و أنت ليس جارك فحسب الذي لا يأمن بوائقك ، وإنما تعدى ذلك إلى أهلك و خلانك . وأنا طبعاً كنت

أحد هؤلاء الذين نالهم القسط الوافر من تعليقاتك و سخريتك ، إن لم أكن أوفرهم قسطا .

أنا لا أدعي أنك كنت تحبني أو حتى تعتبرني أحد جلسائك و لكنني كنت أؤمن أنني فردٌ من عائلتك أو

على الأقل ذا رحمٍ وصلةٍ ليست بالبعيدة عنك . تحملت منك الكثير ، التزمتُ الصمت كما غيري فعل.

اقنعتُ نفسي أن هذه أشياء بسيطة و مجرد سوء تفاهم قد يحصل في أفضل و أحسن البيوت ، لكن كرامتي

لم تعد ترضى بتحمل المزيد ، و شغفي بالإحترام بات يؤرقني . أتعرف أنني كنت أسأل نفسي كثيراً : لماذا؟

مالخطأ الذي ارتكبته يداي في حقك ؟ بل مالكلمة التي جرحك بها لساني ؟ حتى تقسو عليّ إلى هذه الدرجة

و تعاملني معاملةً لا تجوز للكافر المسالم فضلا عن المسلم الذي يشاركك في العقيدة و الدين .

و لما أكثرتْ على نفسي ، وجدتها تنصحني بالإبتعاد عنك و هجر المجالس التي تتواجد بها ، و فعلا كان هذا

هو القرار الذي اتخذته و أراحني إلى حدٍ ما ، لكن حرقة الشوق إلى الناس الذين أحببتهم و الذين لا أراهم

إلا في أماكن تواجدك أصبحت تمنع النوم عن عينيّ و تطرد السعادة من قلبي .
9
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
الفصل الثاني :

الحمد لله ، اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك و عظيم سلطانك . ستسألني لماذا ؟ أو بالأحرى

لن تفعل لأنك ببساطة لا تكترث إلا لنفسك و لا تهمك إلا مصلحتك . أحمد الله أن هداني للحل السديد

و أنار قلبي كي أرى مالم أكن أراه ، ها أنا أطرق بابه و ألتجأ إلى جنابه من ظلمك و حقدك الغير مبررين

بعدما كنت أطرق باب غيره و أطلب منهم أن ينصحوك في شأني و يكفّوا جورك عنّي ، وليتهم فعلوا

بل إنهم زادوا الطين بِلّــة و سكبوا على الزيت المغليِّ ماءً فاشتعل قلبك عليّ حقداً و غِلاً أكثر مما

سبق فزادت بالتالي جرعة سفاهتك و وقاحتك عليّ . ولما استجمعتُ قواي و وقفتُ في وجهك ثارت

ثائرتك و احمرّ وجهك غضباً وحنقاً ، كأني بك تقول : من أين لك بهذا اللسان الجريء و هذا الجنان

القوي ؟ فلا تستغرب يا محترم ، فإن كثر الضغط يولد الإنفجار ، و كل فعلٍ له ردة فعل تساوي له

في المقدار ( أو تزيد ) و تعاكس له في الإتجاه وإن كانت ردة فعلي هذه قد أتت متأخرة ، لكن لا يهم

، المهم أنها قد أتت والسلام . و بعدها لم يفتر لساني عن الإستغاثة بمن قلبي وقلبك ( و إن كنت أشك

أنك تملك قلباً ) بين إصبعين من أصابعه يقلبه كيف يشاء . طلبت منه أن يخلصني من هذا القلق ولا أقول

العذاب لأنك أحقر عندي من أن تصل بي إلى هذه الدرجة ، و أكاد أجزم بل إني أجزم حقاً أنه تعالى

قد استجاب دعائي و حقق لي منايَ ، بأن أصبحت لا أكترث لوجودك في المكان الذي أرده ، و لا

ألقي لترهاتك بالاً ، وأكثر من ذلك يا محترم فأنا والله أصبحت أفرح باعتدائك علي باللسان و تعليقاتك

غير المباشرة على شخصي أو أهلي ، لأنني أصبحت أرى الإيجابيات بعينٍ ثاقبة و قلبٍ مؤمن و أولها إن كنت

لا تعلم : أنك تضر نفسك أكثر مما تضرني باسائتك لي فأنت تعطيني الإذن بالأخذ من حسناتك و رمي

سيئاتي على عاتقك بإذن الله ، و تضر نفسك بأن تري من حولك مدى وقاحتك و سوء أدبك بينما في الطرف

الآخر ينظرون إلي بعين التعاطف و التأييد . و تضر نفسك بكسب الأعداء و خسارة الأصدقاء . و تضر

صحتك بكثرة الإنفعال و الغضب . و حالي غدا معك كما المثل : لا يضر السحاب نباح الكلاب

و كقول الشاعر : يخاطبني السفيه بكل قبحٍ ……. فأكره أن أكون له مجيبا

يزيد سفاهةً فأزيد حلما ….. كعودٍ زاده الإحراق طيبا
بحور 217
بحور 217
جميل جدا أن توصلنا المحن إلى حل يسعدنا

ورائع أن نقابل في الحياة ما يلجئنا إلى الله

مثل هؤلاء الناس منتشرون بيننا

يعاملون الناس بتعالٍ ويتخذون من حدة اللسان سلاحا يدافعون به عن ضعفهم

العلاج السليم هو إخراجهم من القلب .. ومن ثم من دائرة الاهتمام

والحياة بدون شواغل تافهة أجمل بكثير




أسلوبك جميل يا أمة الرحمن

لكنه محجوز في تجربة محددة وعند الكتابة علينا أن نكيف تجاربنا لتناسب جميع القراء

حياك الله وبارك فيك
عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
أهلين بالغالية بحوووورة :41:

أسعدني مرورك عزيزتي



؟؟؟ :42: ممكن شرح أكثر أستاذتي
الوائلي
الوائلي
لو لم يكن لهذا الشخص مكان لا يزال في الفؤاد لما استحق كل هذا المداد ، وصدق الشاعر إذ يقول :

أتاني عنك سبك لي فسبي
................. أليس جرى بفيك اسمي فحسبي
وقولي ما بدا لك أن تقولي
................. فما ذا كلــــــــه إلا لحــــــــــــبي

لكن جميل أن ننتصر على مشاعرنا ، ونقهر أحاسيسنا ، إن هي رغبت في إذلالنا ، وإخضاعنا لمن لا يستحق الخضوع .

مداد ممتلىء بأحاسيس الحقد والرغبة في الانتقام في ظاهره ، وفي باطنه يزخر بمشاعر الحب والعشق . لا يستطيع كل أحد أن يستنبطها .

بارك الله فيك ، ووفقنا وإياك لكل خير .
عصير كوكتيل
عصير كوكتيل
أشكرك أخي الأديب على تفضلك بالرد :21:



هو ليس تماماً :11:

%%%

مرة أخرى : جزاك الله كل خير :41: