زواج (الفرند) يقلل الأعباء على الفرد السعودي ويحد من انتشار العنوسة وعدم توثيقه يضيع

الملتقى العام

الباحث الشرعي د. عبدالملك المطلق في حديث موسع لـ (مجتمع الجزيرة):
زواج (الفرند) يقلل الأعباء على الفرد السعودي ويحد من انتشار العنوسة وعدم توثيقه يضيع حقوق الزوجين«الجزء الأول»





* حوار - وهيب الوهيبي:



أنهى الباحث الشرعي الدكتور عبدالملك بن يوسف المطلق ملفاً كاملاً عن زواج (الفرند) والزواج العرفي بعد (6) سنوات من البحث العلمي المتواصل، ورصد الدكتور المطلق آراء العلماء في حكمها الشرعي، كما أبرز سلبيات هذا الزواج وإيجابياته وواقعيته في المملكة.

(الجزيرة) حاورت فضيلته في هذه القضية الشائكة وطرحت عليه عدداً من الأسئلة تقرؤونها في الحوار الآتي:

** شاع في الآونة الأخيرة في عدد من الدول الشقيقة (زواج الفرند)، أود في البداية تسليط الضوء على مصطلح هذا الزواج؟

- إذا أردنا أن نسلط الضوء على زواج (الفرند) أو بمصطلح آخر الزواج الميسر نجد أن أساس هذا الزواج هو فكرة لفضيلة الشيخ عبد المجيد الزنداني، إذ قال فضيلته: (إن هذه الفكرة بنيت على أسس شرعية تعطي الزوجين الحق في أن يستمتعا ببعضهما إثر إتمام العقد الشرعي الصحيح، المستوفي لجميع أركانه وشروطه ومنها: الولي، والشاهدان، وصيغة العقد الشرعية، والمهر، وقد اطلعت من خلال زياراتي ولقاءاتي مع كثير من أبناء المسلمين الذين يعيشون في الغرب على حجم المشكلة التي تواجه أبناء الجيل الجديد، فهناك من يأتي (بصديقته) إلى منزل الأسرة، والفتاة تأتي أو تعيش مع صديق لها، والمحرمات التي ترتكب، وتخالف الشرع والدين والعادات والتقاليد.. وسئلت خلال زياراتي لأوروبا عن كيفية مواجهة هذه المشكلات التي عمت بشيوع الزنا والفواحش والموبقات التي ترتكب عن طريق العشيقات والأصدقاء، فقلت الحل ب (زواج فرند)، وسبب التسمية كما يقول فضيلته: لم تكن التسمية بالمعنى الحقيقي، إنما جاءت من قبل المشاكلة أو في مقابل (بوي فريند، والجير فريند)، فنحن نتحدث عن مشكلة عن أبناء الجيل الجديد في أوروبا وأمريكا.... فهو إذاً خاص بفئة من الشباب في الغرب وليس هنا...

* حسناً فضيلة الشيخ.. هناك جدل واسع بين العلماء ما بين مؤيد ومعارض لهذا النوع من الزواج.. من خلال بحثكم، إلى ماذا توصلتم إليه من آراء شرعية؟

- الحكم الشرعي لزواج (الفرند) - الأصدقاء - هناك من أيد هذا الزواج وهناك من منعه.. فمن أيد هذا الزواج نظر إلى هذا الزواج من جهة العقد والمزايا، فعقد الزواج هذا إذا كان مكتمل الأركان والشروط الواجب توافرها في العقد الشرعي المعروف.. فهو صحيح ولا يمكن أن يقول أحد من السلف أو الخلف ببطلانه طالما أنه كذلك.

ومزايا زواج (الفرند) واضحة جلية؛ إذ هو حل لمشكلة وقعت أو وقع فيها كثير من الشباب المسلم؛ ألا وهي الأخدان ونحو ذلك من المحرمات، فهذا الزواج وجد لينتشلهم من الفساد إلى ما هو أقل ضرراً وخطراً على بناء الأسرة مقارنة بأولاد الزنا؟ حيث كثرت بالآونة الأخيرة؛ وكثر معها إلقاؤهم بالمساجد والمحطات، كما تطالعنا به الصحف بين الفينة والأخرى!! ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم. فهي إذاً فتوى خاصة لفئة معينة وليست للعموم.

أما من عارض هذا الزواج وقال بالمنع نظر إلى أن هذا الزواج سوف يفتح على المسلمين باب شر يصعب إغلاقه، وأن هذا الزواج ينعدم به الاستقرار المنشود والمودة والرحمة، إضافة إلى انعكاس ضرره على الزواج المعتاد، بل وفيه جرأة على محاكاته الحرية الجنسية بوصفه (زواج فرند) وهذا لا ينبغي.

ومما لا شك فيه أن زواج (الفرند) أو الميسر لا يحقق الاستقرار الكامل، إن لم يكن معدوماً لصعوبة تحقيقه؛ ولكننا نعلم أن الإسلام جعل هناك حلاً لجميع المشكلات التي تواجه المسلم، ومن ذلك إيجاد البديل عن الزنا وهو الزواج الشرعي، فإذا كان العقد في زواج (الفرند) صحيحاً، فإننا لا نستطيع أن نحكم على جميع من تزوج عن هذا الطريق بالتحريم نظراً لخلوه من بعض المقاصد المطلوبة؛ لأن الأشخاص يختلفون في حياتهم ومعايشهم؛ هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن في هذا الزواج قضاء للشهوة المباحة؛ وهذا مقصد شرعي بلا شك.

الراجح في المسألة

الذي يظهر هنا أن القولين كليهما له أدلته ووجاهته، ولكن قد تتحقق المصلحة في وجوده بالنسبة إلى الشباب المغترب وذلك لحمايتهم من الزنا؛ أما ما عداهم فلا ينبغي أن يشجع عليه حيث انعدام حقوق الزوجين فيه، لا خاصة ولا عامة، بل وأغلب هذا الزواج يدخل في الزواج بنية الطلاق؛ فمتى ما رجع إلى بلده طلق.

ولكن أقول: لا بد من البديل لزواج (الفرند) وغيره من الزيجات المستحدثة الممقوتة والمشوهة؛ وهو تيسير الزواج المعتاد وتسهيله من قبل الأسرة وتخفيف الأعباء المصاحبة للزواج المعتاد ومساعدة الأزواج على كثير من الأمور المطلوبة.

أما أن يمنع هذا الزواج في وقت تكثر فيه الفتن العظيمة وإثارة الشهوات من قبل الإعلام، ومجالات الحياة الأخرى، كالعمل، والدراسة، والاختلاط مع التبرج في الأسواق وغيرها ثم يشدد على الزواج المعتاد، ويكبل بالأعباء والمهور، والتكاليف التي لم ينزل الله بها من سلطان، فهذا يعد تناقضاً بين العلم الشرعي المبني على حفظ الإنسان وكرامته وبين الواقع المعاصر!! وبالتالي يسهل قضاء الشهوة عن طريق المحرم (الزنا) والعياذ بالله دون القدرة على إحجامها، أو إيجاد البديل المضاد لها.

** هل هناك أوجه اختلاف بين الزواج المعتاد وزواج (الفرند)؟

- إذا أردنا أن نوضح الاختلاف بين الزواج المعتاد و(الفرند)، فإنه يجب علينا أولاً أن نفصّل في زواج (الفرند) من جهة نتيجته ومن جهة سببه ومن جهة عقده!!

فمن جهة سببه فبلا شك أن زواج (الفرند) - بشكل عام - بدأ بناؤه وإتمامه من واقع الصداقة بين الجنسين!! وهذا محرم بلا شك؛ ولا يجوز أن نشجع عليه، فما بني على محرم فهو محرم، وهذا يختلف عن الزواج المعتاد طبعاً. وأما من جهة نتيجته فزواج (الفرند) أقل أعباءً بعدة مراحل عن الزواج المعتاد، بل وحتى عن زواج المسيار أيضاً؛ حيث لا سكن يجمعهما إلا لقاءات محدودة، وفي أمكنة مختلفة, وبقية المتطلبات الأخرى فكل واحد ملزم بنفسه فقط!! ومن جهة العقد فالغالب في زواج (الفرند) أنه ينقصه بعض الأركان الأساسية التي تبطله؛ كأن يتزوجا من دون ولي أو إذنه - على مذهب الأحناف - وغيرها من الشروط المعتبرة شرعاً، وأقل شيء أن ينقصه بعض الأمور التي تخدشه وتشوهه حتى ولو لم يكن لها تأثير في صحته!! وهذا يختلف عما عهدناه من الأعراف والمبادئ الطيبة التي تربينا عليها.

** ما أبرز سلبيات هذا النوع من الزواج وإيجابياته؟ وهل في نظركم أسهم في حل بعض المشكلات الزوجية؟

- مزايا زواج (الفرند) تكمن في الآتي:

- هو وسيلة لتفريغ الطاقات الجنسية وإشباع الغريزة، خصوصاً إذا كان الشاب في عمر وسن (حساس)، ونحن نعرف أن الشاب في الغالب يعاني من الغلاء والبطالة، ولا توجد قدرات مادية على قيامه بالزواج العادي في ظل الظروف الاقتصادية، والمغالاة في المهور من الأسر، والتعسف من أولياء الأمور، وما إلى ذلك من تبعات الزواج كالسكن والنفقة وغيرها.

- قد يكون في هذا الزواج وبالذات للطلاب الجامعيين نوع من حمايتهم من الزنا وسبب للراحة والاستقرار النفسي في ظل عصر كثرت فيه الإغراءات وغزو الفضائيات، وذلك بدلاً من إحساسه بالعجز الذي قد يدفعه إلى الاتجاه إلى الحرام والعياذ بالله.

- سبب لقطع الخلوة التي ربما تكون شبه مفروضة عليه، خصوصاً في حالات يضطر الرجل إلى الاختلاء بالمرأة؛ سواء كانت موظفة أو ممرضة أو عاملة منزلية يخاف الرجل على نفسه من الوقوع في المحظور، فيتزوج بها عن هذا الطريق وتكون سبباً في إعفافه.

- قد يكون هذا الزواج سبباً في إحصان المرأة عن الحرام وعن الأمراض النفسية؛ فالمرأة إذا عاشت وحيدة، قد تشعر بالاكتئاب والضيق النفسي، وعدم الثقة بالنفس، وهذا الزواج يشبعها عاطفياً ولو جزئياً، بل إن هذا الزواج قد يؤدي إلى تحسن حالة المرأة النفسية، خصوصاً إذا كانت مريضة، أو كانت كبيرة ولم تتزوج بعد، أو مطلقة، فيكسبها الثقة بالنفس.

- من أكبر إيجابيات زواج (الفرند) هو الحد من انتشار العنوسة المنتشرة في معظم البلدان العربية والإسلامية بنسب عالية.

- من مزايا زواج (الفرند) تقليل الأعباء على الفرد السعودي، إذ وصلت تكاليف الزواج العادي في المملكة العربية السعودية - وهذا في المعدل المتوسط - إلى ما يقارب المئة ألف ريال ما بين مهر وخلافه، وربما يزيد على هذا! فالنظرة السائدة بأن الفرد السعودي له دخل كبير ويعيش في مستوى عالٍ من المعيشة, هذا ليس على إطلاقه, ففي دراسة قام بها راشد الباز - أستاذ الخدمة الاجتماعية بجامعة الإمام محمد بن سعود - تشير إلى أن خط الفقر للمواطن السعودي يبلغ 1120 ريالاً بالشهر - بعد احتساب أجرة المنزل - في حين يبلغ خط الكفاف 1660 ريالاً شهرياً.. وبهذا يتضح للمتأمل أن المستوى المعيشي اختلف في المملكة العربية السعودية، فقبل نحو عشرين سنة تقريباً كان الدخل مرتفعاً، والأسعار ثابتة وضئيلة نسبياً، وباقي المستلزمات متوافرة، كالوظائف وغيرها من المحفزات الأخرى؛ كالبدلات والعمل خارج الدوام وما شابه ذلك، إلا أن هذا الثبات نجد أنه ما زال ثابتاً في عقول كثير من الناس دون اعتبار للمتغيرات الجديدة، فرغم المشقة وصعوبتها في إيجاد الوظيفة مثلاً، وارتفاع أسعار السيارات ومستلزماتها، وآجار المنازل وأثاثها، إلا أنه يوجد كثير من الآباء لا يرضى بتزويج ابنته بأقل ما كان عليه سابقاً من المهر وقصر الزواج والأعباء الأخرى، وكأن هذه المتغيرات لا تؤثر على تكاليف الزواج..! وكأن له حصانة لا يمكن الاقتراب منها، فإذا كانت الدراسة السابقة تشير إلا أن نحو 40% من المتقاعدين لا يملكون منزلاً.. فكيف بهم وصعوبة الحياة الآن؟! فظهور مثل هذه الزيجات أمر غير مستغرب البتة.

أقول: ينبغي لأولياء الأمور أن يتفهموا هذا الوضع وأن يكونوا عوناً على تحصين أبنائهم وبناتهم بتسهيل الزواج وتكاليفه، وأن نُخضع هذه المهور والتكاليف الأخرى لهذه المتغيرات، مع النظر بعين الاعتبار إلى أن المسألة هي إحصان للطرفين، وعمارة الأرض بإيجاد الذرية، وليست المسألة صفقات تجارية تباع بأغلى الأثمان وبأرخصها إذا كسدت في يد صاحبها وأراد التخلص منها!


http://www.al-jazirah.com.sa/113920/as4d.htm
http://forum.hawaaworld.com/showthread.php?p=11397090
7
1K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

انفال وافنان
انفال وافنان
انفال وافنان
انفال وافنان
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
الـــ عديل ـــــروح
يا اخت انفال رائينا واضح في هالنوع من الزواج المسيئ للمراءه وسمعتها وسمعة اهلها ولرجل
فما اعرف ايش هدفك من عرض هذا الموضوع لمرتين
الـــ عديل ـــــروح
يا اخت انفال رائينا واضح في هالنوع من الزواج المسيئ للمراءه وسمعتها وسمعة اهلها ولرجل
فما اعرف ايش هدفك من عرض هذا الموضوع لمرتين
انفال وافنان
انفال وافنان