tanweer

tanweer @tanweer

محررة برونزية

بالصور ,,,,, شاهدوا حال هذه العائلة كي تحمدوا الله على نعمه

الملتقى العام

السلام عليكم ورحمة الله .........
عدنا إليكم بعد غياب نحمل معنا مأساة جديدة من غزة
هي ليست قصة من نسج الخيال
بل هي معاناة واقعية
عائلة تتكون من خمسة عشر فردا ويسكنون خيمة
وإليكم هذا التقرير المدعم بالصور

الاستحمام في المطبخ وقضاء الحاجة "خلف الشجرة" والماء "صَدَقَة"!



تقول .......
بعد شارعٍ طال قليلاً اجتزتُه.. وجدت نفسي أقف أمام "آلة الزمن" التي تحدث عنها زميلي، كانت "صاعقة".. "خيمة" شكّلتها بعض قطع القماش الممزقة.. تنتصب "بفخرٍ" كي تمنح أفرادها ذلك المبدأ الذي من أجله وُجِد السكن.. "الحماية"!!

لحظة ذهول لا أدري كيف مرّت.. بعدها مضيتُ قدماً.. كان ذلك يتطلب مني أن أجتاز أكواماً "مكوّمة" من القمامة،، وخطواتي كانت بالنسبة لأسراب الذباب -التي لم أرَ لها نهاية- "كهادم اللّذّات".. ليس الذباب وحسب.. بل زواحف شعرتُ بها تسبقني إلى هدفي "جرذان، وسحالي".. وكأنها تريد أن تشاركني الزيارة..



كان أول مشهدٍ التقطتهُ هناك سيدة سمعتُ أخرى تناديها "بأم أمين"، تقف خلف سياجٍ شبكي يفصل بين مكان وقوفها وبين ملعب (المحطة)، تحاول سحب جالوناتٍ من المياه يزجها لها من الطرف الآخر عبر فتحةٍ أسفل السياج طفلٌ صغير.. نظرت إليّ بريبة واقتربت مني ونادت زوجها "أبا الأمين".. وهنا بدأنا..




سألتها بدايةً عما تفعله؟، فعرفت أنها تؤدي واجبها اليومي –هنا- من تزويد المكان وأهله بالمياه اللازمة للشرب وغسل الثياب وأطباق الطعام "والتي يتأتى لهم الحصول على كمياتٍ منها بعد موافقة إدارة مستشفى الدرة، أو القائمين على ملعب المحطة على ذلك"..





اصطحبتني وزوجها إلى مكانٍ قالت إنه "قسم الضيوف"، وهو ذاته المنامة والمجلس -وكل كل شيء- في هذا المكان.. أجلستني على كرسيٍ "سيء السيط والسمعة" ثم بدأ زوجها يروي قصته







"إسرائيل" السبب !
أكرم أبو شاويش، أو كما يكنى (أبا الأمين) يبلغ من العمر 38 عاماً، له زوجتان، وتسعة أبناء "عاشرهم سيأتي بعد صيف".. كان يعمل في إسرائيل حتى عام 2000م، ثم ونتيجةً لإغلاق الطريق المؤدية إلى –هناك- بدأ عمله في حفر آبار المياه، ليستمرّ فترةً من الوقت، ثم يعود "عاطلاً" لاستغناء رب العمل عنه، فلا يعود قادراً على دفع أجرة بيته.. ما جعل صاحب البيت يطالبه بالخروج منه بعد صبره عليه أشهراً عدة، الأمر الذي أفضى به أخيراً –بعد طرق الأبواب واستجداء عطف الأحباب- إلى حمل "عياله" وجمعهم تحت مساحةٍ من القماش "الساتر" في قطعةٍ من الأرض المحاطة بمنشآتٍ ثلاثة (مستشفى الشهيد الدرة، وملعب المحطة، ومدرسة ابتدائية في المنطقة ذاتها)..

غذاؤه.. الأمل !

أكرم الذي يعيش في خيمته هذه منذ عامين ونيف حتى اليوم، والذي يقتات وأولاده على بضع شواقل يجمعها من عمله "المستحدث" في صيد العصافير، قال بعد أن رمى زهرة سيجارته "بقرف" :"كنت دائماً على قناعةٍ بأن المصائب هي رحمة من الله في لباس عذاب، ولكن عذابي هذا الذي أعيشه فاق أي عذاب"، مضيفاً بحرقةٍ بدت على صوته :"أحياناً أشعر برغبةٍ حقيقية في ضرب رأسي بالجدار، ولكن حتى الجدار هنا غير موجود





وتابع وكأنه يستجدي عطف صوته حتى يخرج واضحاً بلا حشرجة :"الشباك التي أصيد فيها عصافيري، كلفني شرائها 200 شيقل، وحتى الآن لم أسدد ثمنها كاملاً"، وبينما أبدى حنقه على وضعه.



نظر إلى ابنته تغريد ابنة الأعوام السبعة، والتي تجاوزت السن القانوني للتسجيل في المدرسة، "لأن اسمها لم يسجل في التأمين الصحي كباقي إخوتها مذ ولدت، فتجديده يحتاج إلى مبلغٍ وقدره" ما دفع والدها إلى الاكتفاء بانتظار انفراج الأزمة "لعل الفرج يكون قريباً".


والبقية تأتي
20
2K

يلزم عليك تسجيل الدخول أولًا لكتابة تعليق.

تسجيل دخول

Mama zozo
Mama zozo
الحد لله والشكر لله
الذى لايحمد على مكروه سواه

سبحان الله
بنت حمص
بنت حمص
حسبي الله ونعم الوكيل
tanweer
tanweer
الحد لله والشكر لله الذى لايحمد على مكروه سواه سبحان الله
الحد لله والشكر لله الذى لايحمد على مكروه سواه سبحان الله
مخطط "الخيمة"..
خيمة "صاحبنا" أكرم، تنقسم إلى أربعة أقسام أولها المطبخ، الذي يتميز بمساحةٍ لا تزيد عن المتر في متر، يزدحم بالصحون والملاعق، و"غاز فرش" بلا "أنبوبة"، ناهيك عن كرسيٍ صغير تجلس عليه أم أمين أو ضرتها من أجل غسل الأطباق في "دلوٍ" مزقته ركلات الصغار على ما يبدو، أما الجزء الثاني فهو "غرفة الجلوس" التي احتوت "نصف كرسي" وبقايا سرير يسند نفسه "قسراً"، بالإضافة إلى تلفازٍ فوجئت لدى رؤيته.. يزود بالطاقة من خلال عامود الكهرباء الذي ينير الملعب المجاور، "لكنه يكفي ليبقي أسرة أبو شاويش على علمٍ بما يدور.. حتى وإن تركت كثيرٌ من معروضاته "حسرةً قاتلة" في نفوس أطفالها






والجزء الثالث كان غرفة النوم التي اكتفت بجمع البطانيات في زاوية بينما تُركت الرياح الصيفية تصفر في باقي أنحائها.. ينام فيها كل الأطفال من أبناء الزوجتين الكبار والصغار، وهي التي لا تزيد مساحةً عن مترين فقط، أما الجزء الرابع -وهو منفصل- فهو مكانٌ ضيق تعيش فيه الزوجة الثانية مع أطفالها الصغار..




طقوس الحمّام والاستحمام!
من بعيد بدا شبح طفلٍ صغير يجري وقد ابتلت ملابسه كلها، قالت أمه إنه كان يستحم في حمامات المدرسة المجاورة، لعدم وجود مكان للاستحمام لديهم، كان هذا حال من رغب بـ "دوش" سريع من الأطفال..
وقد يكون الحل الآخر، الاتجاه نحو الملعب، حيث توجد "حنفية" ماء يضع الواحد منهم نفسه أسفل منها، ويستمتع بلسعاتها الباردة التي تطفئ لهيب الصيف كله.. ولكن المشكلة أن حالهم أيام الشتاء هو ذاته!! ماء الحمام البارد هو ذاته.. وحمام الملعب أو المدرسة هو المأوى!!

عن ذلك قال أحد أبناء أكرم الصغار :"عندما أخرج من أحد مراحيض المدرسة بثيابي المبتلة، أرى خلفي "زفة" من الطلاب.. يغنّون لي ويلحقون بي في ممرات المدرسة وباحتها، حتى بت أكره كل شيء له علاقة بالاستحمام".
وعلى ذكر المدرسة اشتكت أم أمين "شقاوة الطلبة هناك، إذ لا يكتفون بالغناء والتصفيق وراء المستحم من أطفالها، بل يقفون على الشرفات المطلة على خيمتها، ويبدأون بالشتم والتجريح والاستهزاء ورمي بقايا الطعام وزجاجات المياه الغازية الفارغة، وعن المارة "العاديين" أردفت قائلةً :"أحياناً أجد بعض المشاة يسترقون النظر إلينا نحن النساء، ولذلك نمضي يومنا بثيابٍ ساترة، فنغطي شعرنا، ولا نرتدي ما يكشف إلا كفوفنا، خصوصاً وأن لي من البنات اثنتين أكبرهما 17، والثانية بعمر 14 عاماً"..
إن كان الأمر يقف عند حد اختلاس النظر عليهن وهن مستترات.. فهذا أهون من أن تعرفوا أن استحمام النساء لا بد -حتى يتم- من خروج كل رجال الأسرة، وذكورها، "بينما تقف كل واحدةٍ تحرس الأخرى حتى تنهي استحمامها في قسم "المطبخ" ذاته.. فيحين دورها!!
ولكن.. هناك ما ينقص هذا المكان.. وهو جزءٌ هام.. ليس فقط من أجل الاستحمام.. إنه المرحاض.. أين المرحاض؟، قالت أم أمين رداً على سؤالي :"لا يوجد مرحاض، وأطفالي يقضون حاجتهم في أي مكان، فالأرض رملية، وهذا ممكن، وكذلك نحن النساء"، زافرةً وكأنها تحاول أن تزيح عن صدرها صخرةً كبيرة :"ابنتي الكبرى تزوجت أخو ضرتي، وهاهي هي عادت إليّ مطلقة بعد ستة أشهر فقط، لأنها لم تطق الحياة معه، وفضلت الحياة بكرامتها في فقر، عن الحياة في ذل بين أربعة جدران".

لم يكن هناك أي داعٍ لشرح معاناة الصيف على الطراز "الشاويشي"، فبالإضافة إلى الحشرات التي تجمعت -حتى على وجوه الصغار- بسبب حاوية القمامة بجانب "الخيمة"، وأمراض الحكاك الجلدي التي تنتشر بين فترةٍ وأخرى في أجساد أولاده، بدأ أبو أمين يشرح لنا معاناة شتاءين مضيا في أحضان هذا المكان، فقال:"وقعت الخيمة على رؤوسنا كثيراً بسبب الريح، ولولا ستر الله لكان أطفالي كلهم فقدوا حياتهم تحت الحجارة التي وضعتها فوق القماش لتثبيته"، واصفاً ذلك المشهد الذي ينشد فيه الجميع الدفء، إذ يجتمعون قرب بعضهم البعض، إلى جانب النار التي وقودها "أوراق الشجر وبعض العيدان التي يستطيعون التقاطها، وبعض أوراق الكتابة التي يجدونها بين أكوام القمامة"، سارحاً بنظره وقد جلبت زوجته وعاء الغداء الذي ضم "العدس".



وتابع :"أمس قلت لزوجتي، سأحاول خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة جمع مبلغٍ لشراء دجاجة، فقد سمعت ابنتي تطلب أكلة المقلوبة، ولكن هل سأستطيع جمع المبلغ المطلوب؟"، وبينما غداء العائلة أغلب أيام الأسبوع العدس.. فإن عشائها إما "خبزٌ مملح"، أو.. كالعادة "عدس"!








امتداداً لذكر معاناة الشتاء، فإن أرضية الخيمة –التي هي جزء من أرضية الشارع- برملها وحجارتها، تملؤها الحفر، بينما كان يتجمع فيها مياه المطر أيام الشتاء.. ليغدو الطين رفيق الأقدام ليل نهار!! ناهيك عن تلك القوارض "التي لطالما غزت فراش أطفال أبو شاويش، فشاركتهم إياه، لا بل وأذت معظمهم بأسنانها"..
رب العائلة "أكرم" دعا كل من لا تزال الرحمة تداعب قلبه إلى النظر إلى حاله بعين الشفقة، ليس من أجله، بل من أجل أطفاله اللذين أجبرهم الواقع على التواجد في "مكان" لم يصلح يوماً لحياة "الإنسان"، ونحن إذ نتساءل.. أين هي المؤسسات الحكومية؟، ومنظمات حقوق الإنسان عن عائلةٍ كهذه حالها حال عشرات العائلات في قطاع غزة؟.. "ربما كانت تعيش في بيوت.. لكن داخلها قد يكون خراباً".
<غلا روحي>
<غلا روحي>
الحمدلله الذي لايحمد على مكروهٍ سواه
مهاتي هي حياتي
حسبناالله ونعم الوكيل على اليهود